الفتنة
الأولى في الإسلام
ومقتل
عثمان بن عفان
مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان والثورة
التي سبقت الاغتيال والفتن التي تلت مقتله وما زالت آثارها
تنخر بهيكل الأمة الإسلامية حتى يومنا هذا.
أسباب الفتنة
1.
قيام عبد الله بن سبأ وهو من أصل يهودي أسلم
إلا أنه آثر بنشر الفتن لتقويض أركان الدولة الإسلامية وشرعية
خلافة عثمان بن عفان ,كان يقول :-" عجبت ممن يقول برجعة المسيح
ولا يقول برجعة محمد ... يكون فيكم أهل بيت نبيكم ثم يُقصون عن
أمركم " .
ثم قال أن عثمان أخذ الخلافة بغير حق وأخذ
يكاتب الناس ويطعن في أمراء الناس في الأمصار .
2.
اتهام عثمان بن عفان بالميل إلى أقاربه
وتقليدهم للمناصب الرفيعة , مثل معاوية بن أبي سفيان في الشام
, وعبد الله بن عامر بن كريز , ومروان بن الحكم . قال ابن حجر
دفاعاً عن معاوية :-
"معاوية بن سفيان رضي الله عنه , صحب النبي (ص)
وكتب له, وولاه عمر الشام بعد أخيه يزيد بن أبي سفيان وأقرّه
عمر ".
3.
كان الخليفة عمر قد حجر على أعلام قريش من
المهاجرين ومنعهم من الخروج إلى الأمصار بإذن مسبق خوفاً من أن
ينشغلوا عن العبادة بجمع المال أما عثمان فسمح لهم .
4.
إجلائه لأبي ذر الغفاري وهو صحابي جليل من
السابقين للإسلام بسبب إنتقاده لمعاوية وعماله ودعوتهم
للاجتهاد والاقتصاد ومساعدة الفقراء .
5.
غناه وثروته الهائلة التي لم تلحظها على
الخلفاء أبي بكر وعمر , يوم قتل كان له عند خازنه من المال
خمسون ومائة ألف دينار وألف ألف درهم , وقيمة ضياعه بوادي
القرى وحنين وغيرها مائة ألف دينار , وخلف خيلاً كثيراً
وإبلاً".
والصحيح أن عثمان كان كريم النفس يجود بالكثير في سبيل رفع
راية الإسلام خفاقة . "أخرج الترمذي عن أنس والحاكم وصححه , عن
عبد الرحمن بن سمرة قال:- جاء عثمان إلى النبي (ص) بألف دينار
حين جهز جيش العُسرة فنثرها في حجره , وجعل رسول الله (ص)
يقلبها ويقول : ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم مرتين".
6.
جمعه للقرآن الكريم وإحراقه للنسخ المتبقية ,
وهو عمل جبار يستحق عليه الثناء لأن كارثة ضياعه كانت تحلق في
الأفق بسبب حروب الردة. قال زيد بن ثابت :-" أرسل إلي
أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده فقال أبو
بكر : إن عمر أتاني فقال :- إن القتل قد استحر يوم اليمامة
بقراء القرآن , وإني أخشى أن يستحر بالقراء بالمواطن فيذهب
كثير من القرآن".
7.
رده الحكم بعد أن كان قد أساء للرسول , لكن
هنالك من يقول إنه أخذ الإذن وكان الحكم أتهم بتجسسه على حجر
أزواج النبي .
8.
أبطل سنة القصر في الصلوات في السفر , اجتهاداً
منه .
9.
وزع الأموال الطائلة على بني أمية.
10.
رفض تسليم مروان بن الحكم لأنه زور على لسان
عثمان كتاباً إلى مصر يأمر بقتل زعماء الوفد ولو سلمه عثمان
لتركه الثوار وشأنه .
نتائج الفتنة
1)
رفض عثمان بن عفان الفرار إلى الشام أو تسليم
مروان بن الحكم أو القتال " إني أعرض عليك خصالاً ثلاث :-
إحداهن – إما أن تخرج فتقاتلهم فإن معك عدداً وقوة وأنت على حق
وهم على الباطل , وإما أن نخرق لك باباً سوى الباب الذي هم
عليه فتقعد على راحتك , فتلحق بمكة فإنهم لن يستحلوك وأنت بها
, وإما أن تلحق بالشام فإنهم أهل الشام وفيهم معاوية , فقال
عثمان :- " أما أن أخرج فأقاتل فلن
أكون أول من خَلَفَ رسول الله (ص) يقول : "
يلحد رجل من قريش بمكة يكون عليه نصف عذاب العالم فلن أكون أنا
, وأما أن ألحق بالشام فلن أفارق دار هجرتي ومجاورة رسول الله
" .
2)
حاصر الثوار دار عثمان ومنعوا عنه الطعام
والشراب والصلاة في المسجد .
3)
هجم الثوار على بيت عثمان ثم تسلقوا الأسوار
وقد أشترك في قتله الغافقي بن حرب , قثيرة بن حمران , سودان بن
حمران , كنانة ابن بشر , عمرو بن الحمق , وكان يقرأ القرآن ,
وكان عمره اثنين وثمانين سنة وصدق رسول الله عندما قال :" فتنة
يقتل فيها عثمان مظلوماً ".
4)
اتهام كبار الصحابة بالتخاذل وعدم مد يد العون
لعثمان خلال أيام الحصار مثل علي بن أبي طالب وطلحة والزبير ,
مع العلم أنهم أرسلوا أبناءهم ليدافعوا عنه فقال لهم عثمان :-"
اعزم عليكم لما رجعتم فوضعتم أسلحتكم ولازمتم بيوتكم ".
وقد اعتقد عثمان أنهم لن يقدموا على سفك دمه .
5)
ظهور فئة تشكك ببيعة علي بن أبي طالب مع أنه
قَبِلَ البيعة مكرهاً .
6)
مطالبة طلحة والزبير وعائشة ومعاوية في معركتي
الجمل وصفين بدم عثمان .
7)
لأول مرة في التاريخ الإسلامي تطالب فئة
بالخروج عن طاعة خليفة رسول الله وحتى قتله .
8)
انحسار الفتوحات الإسلامية بسبب انشغال الخليفة
علي بن أبي طالب بالقضاء على الفتن الداخلية .
9)
انقسم المؤرخون والعلماء والأمة حول الفتنة
وموقف عثمان والصحابة.
(13)
-
محمد
الخضري , الدولة الأموية , ص 324 .
(14)
- فؤاد بن سراج بن عبد الغفار , سيرة شهداء الصحابة ,
ص 55 .
(15)
- محمد العربي التباني ,تحذير العبقري من محاضرات
الخضري , ص 275 .
(16)
- محمد الخضري, الدولة الأموية , ص 327 .
(17)
-
المسعودي , مروج الذهب , ج 2 , ص 331 .
(18)
- جلال الدين السيوطي , تاريخ الخلفاء , ص 137 .
(19)
- القاضي أبو بكر ابن العربي ,العواصم من القواصم , ص
282 .
(20)
- محمد العربي التباني, تحذير العبقري ,ص 285 .
(21)
- القاضي
أبو بكر بن العربي , العواصم من القواصم , ص 286 .
(23)
-
جلال
الدين السيوطي, تاريخ الخلفاء , ص 144 .
(24)
- فؤاد ابن سراج عبد الغفار , سيرة شهداء الصحابة , ص
63 .
(25)
-
القاضي أبو بكر بن العربي, العواصم من القواصم , ص
299 .
|