هذه القصيدة للشاعر المصري محمود سامي البارودي
قليلٌ من يدومُ عــــــلى الودادِ |
فلا تحــــــــفلْ بقربٍ أو بعــــــادِ |
إذا كان التغــــير في الليالـــي |
فكيف يدومُ وُدٌّ في فــــــــــــؤادِ |
ومنْ لك أن ترى قلباً نقــــــــياً |
ولمَّا يَخْلُ قلبٌ مٍنْ سَــــــــــوادِ |
فلا تبذُلْ هــــــواك إلى خـليلٍ |
تظنُّ به الوفــــــــــاء . ولا تعــادِ |
وكنْ متوسطاً في كلِ حـــــالٍ |
لتأمنَ ما تخافُ من العِــنــــــــادِ |
مداراةُ الرِّجَالِ أخـــــفُ وطْـــــأً |
على الإنسان من حرب الفسادِ |
يعيشُ المرءُ محبوباً إذا مـــــــا |
نحا في سيرهِ قصدَ الســــــداد |
وما الدنيا سِوى عجزٍ وحِــرصٍ |
هُما أصلُ الخليقةِ في العـــــبادِ |
فلولا العجزُ ماكان التصـــــافي |
ولولا الحِـــرص ما كان التعــادي |
وما عقد الرجـــــــــــالُ الودَّ إلا |
لنفعٍ ، أو لمنعٍ من تـــــــعـــادي |
وما كان العِداءُ يخــــــفُ لـــولا |
أذى السلطان،أو خـــوف المعادِ |
قيابنَ أبي ! ولستَ بهِ ،ولكن |
كِلانا زرعُ أرضٍ للحـــــــصـــــــادِ |
تأمل ، هــــل ترى أثراً ؟ فإني |
أرى الآثـارَ تذهبُ كالرمــــــــــادِ |
حياةُ المرءِ في الدنيا خـــــيالٌ |
وعــاقبةُ الأمـــور إلى نــفـــــــادِ |
فطوبى لامرئٍ غلبتْ هـــــواهُ |
بصيرتُهُ ، فباتَ على رشــــــــاد |
جميع الحقوق محفوظة© 1420هـ/ سامي العوفي |