هذه القصيدة لسلمى الخضراء وقد اخترتها من كتاب حب وبطولة لسليمان العيسى
هو قطعةٌ عربيةٌ في أرض أندلسٍ أراه ستظل عمرَ الدهرِ آثارُ الجدود على ثراه ويرفُّ ما شاء الزمانُ صدى المؤذن في سماه فأصخْ لصوت المسجد الجبار يهتف معلناً : (( إني هنا ، إني هنا رمزٌ أنا رغم المصائب والمحن سأظل أحتقر الزمن )) فلتصدح الأجراس ، ولتُقرع نواقيس المدينهْ ولتشعل الألحان أوتاراً بخافقي حزينهْ ولتملأ الأنغامُ قرطبةَ القديمةَ حولنا فنداؤهن لها وأجراس الخلود لنا .. لنا . * سألوذ بالمحراب ، أشربُ روعة الفن الفريد وأستعيد ذكراه ، ذكرى الصقر ، ذكرى (( الداخل )) البطل العنيد في كل مضرب أنملٍ فنٌ عريقٌ يعربي في كل موقع ناظرٍ روحٌ رفيعٌ عبقري والعطر ينبع من ثراهْ والسحرُ ينضح من ذراه وقداسة الماضي وروعته تفاجئ من يراه إني أراه ، ولا أعي شيئاً سواه * ووقفتُ في الوادي الكبيرْ أقول للقلب الكسير : قد هاجت الذكرى بنا فلنبك يا قلبي هنا.. فهنا ركبنا المجد تحدونا المطامحُ والمنى وهنا ربطنا خيلنا وهنا صببنا ويلنا وهنا أعدنا قولنا (( نحن العرب : فلتخضع الدنيا لنا )) وهنا .. هنا سكر النسيمُ يعرفنا ونمت زهور المجد مغمدَ سيفنا وانداح سيل الفن ملمس كفنا وكما تصوغ الشمس فوق الأرض أثواب السنا صغنا الحضارة للدنى ووجودنا هز الوجود.. وتدفقت أمواجنا عرض الطريق إلى الخلود تلك الطريقْ بالبدء سيفُ الفاتح الجبار عبَّدها لنا حتى نُفيق والمجدُ ملكُ نضالنا والمجدُ يغمزُ زهونا ، ويقود في درب العلى أشواقنا فيسيل نهر العبقرية في مسيل نبالنا ونروح نعطي للدنى ، والنور والفن العريق بناؤنا ... عملاقنا .. |
جميع الحقوق محفوظة© 1420هـ/ سامي العوفي |