( عِتابٌ .. ووفاء ) الدكتور / عبدالرحمن بن صالح العشماوي | ||
رويـدكَ إنَّ الموجَ في البحرِ صاخبُ | وبالله لا بـالـناس تُقضى المطالبُ | |
أرى لـكَ فـي شـأني أموراً غريبةً | أقـاومُ شـكـي عـندها | وأُغالِب|
أرى لـك فـي وقت اللقاء بشاشةٌ | بـها تبطلُ الدعوى وتصفو | المشاربُ|
ويـسـعـدنـي منك ابتسامُ | مودَّةٍوقـولٌ جـمـيلٌ لم تشبهُ الشوائبُ | |
وتـنـصـحني نُصح المحبِّ ، وإنما | بـنُـصح سليم القلب تُمحى المثالبُ | |
ولـكـنـنـي أشقى بأمركَ ، كلما | دعـانـي إلـى نشر المبادئ واجبُ | |
كـأنـك لم تلمس صفاءَ مشاعري | ولـم تـنقشع عن ناظريكَ الغياهبُ | |
لماذا … أشكُّ في سلامة مقصدي ؟ | فـيـا ضيعة الدنيا إذا شكَّ صاحبُ | |
وربِـكَ مـا أرسـلْتُ شعري لِرِيبةٍ | ولا صَـرَفـتني عن همومي الرغائِبُ | |
أصـدُّ جـيوش الوهم عني وفي يدي | حـسامٌ - من الإيمان بالله - ضاربُ | |
ومـا أنـا مـمن يُنْسَجُ الظنُّ حَولَهُ | عـلـى غـير بابي تستقرُّ العناكبُ | |
ومـا أنـا مـمـن يسرِقُ المالُ لُبَهُ | ولا أنـا مـمـن تـستَبِيهِ المناصبُ | |
أُسـيِّـرُ فـي درب الصلاح مواكبي | إذا طـوحـتْ بـالسائرين المواكِبُ | |
وأحـمـلُ فـي كـفي يراعاً أسلُّهُ | عـلـى كـل فِكر ساقطٍ | وأحاربُ|
ولـولا اقـتـدائي بالرسول ونهجهِ | لـسارتْ بشعري في الهجاء المراكبُ | |
أخـا الـحق لا تفتحْ لِظنك | مسلكاًإلـيَّ فـإنـي فـي رضى الله دائبُ | |
وإنـي مُـشـيـدٌ بالصوابِ إذا بدا | وإنـي لِـمن لايُحسنُ الفعلَ عاتبُ | |
وأغـسـلُ أخـطائي بشلال توبتي | أتـوب إلـى ربي ، وما خاب تائبُ | |
أخـا الـحـق ما بيني وبينك فُرْقَةٌ | كـلانـا مُـحبٌ للصلاح وراغبُ | |
كـلانـا إلـى ديـن المهيمن ننتمي | إذا ذهـبـتْ بـالـواهمين المذاهبُ | |
عـتـابـي عـلـى قدر الوفاء أبثُّهُ | وعـنـدي لأصحاب الوفاءِ مراتبُ | |
ولـولا صفاء الودِ في النفس لم تجدْ | صـديقاً - إذا جار الصديقُ- يعاتِبُ | |
فَـطَـمْئِنْ على حالي فؤادكَ ، إنني | أُعـادي عـلى نهج الهدى وأصاحِبُ | |
ولـلـه وجـدانـي ولـلـه نبضُهُ | ومـن أجـلِهِ أرضى وفيهِ أُغاضِبُ | |
أخـا الحقِ - عفواً - إن شعري مُبَلِّغٌ | رسـالـةَ قـلبي ، والقوافي | رَكائبُ|
أسـيِّـرهـا في كلِّ أرضٍ فترتوي | بـها أنفسٌ عَطْشَى ، وتُجلى مواهِبُ | |
بـعـثْـتُ إليكَ الشعرَ يُشرِقُ لفظُهُ | وضوحاً ، فما في قاع شعري رواسِبُ | |
أخـا الـحق .. يَفْنَى كلُّ شيءٍ وإنما | نُـقَـاسُ بـما تُفضي إليه العواقِبُ | |
يـدومُ لـنـا إخـلاصُـنا ويقينُنا | ومـا دونَـهُ في هذه الأرض | ذاهِبُ