نـالـت عـلـى يدها مالم تنله | يدينـقـشاً على معصمٍ أوهت به | جلدي|
كـأنـهُ طُـرْقُ نـمـلٍ فـي أناملها | أو روضـةٌ رصـعتها السُحْبُ | بالبردِ|
وقـوسُ حـاجـبـهـا مِنْ كُلِّ ناحيةٍ | وَنَـبْـلُ مُـقْـلَـتِها ترمي به | كبدي|
مـدتْ مَـوَاشِـطـها في كفها شَرَكاً | تَـصِـيـدُ قلبي بها مِنْ داخل الجسد | |
إنـسـيـةٌ لو رأتها الشمسُ ما طلعتْ | مـن بـعـدِ رُؤيَـتها يوماً على أحدِ | |
سَـألْـتُـها الوصل قالتْ : لا تَغُرَّ بِنا | مـن رام مِـنـا وِصـالاً مَاتَ | بِالكمدِ|
فَـكَـم قَـتِـيلٍ لَنا بالحبِ ماتَ جَوَىً | مـن الـغـرامِ ، ولـم يُبْدِئ ولم يعدِ | |
فـقـلـتُ : استغفرُ الرحمنَ مِنْ | زَلَلٍإن الـمـحـبَّ قـليل الصبر | والجلدِ|
قـد خَـلـفـتـني طرِيحاً وهي قائلةٌ | تَـأمـلـوا كـيف فِعْلُ الظبيِ | بالأسدِ|
قـالـتْ : لطيف خيالٍ زارني ومضى | بالله صِـفـهُ ، ولا تـنقص ولا | تَزِدِ|
فـقـال : خَـلَّـفتُهُ لو مات مِنْ ظمَأٍ | وقلتُ : قف عن ورود الماء ، لم يرِدِ | |
قالتْ : صَدَقْتَ ، الوفا في الحبِّ شِيمتُهُ | يـا بَـردَ ذاكَ الـذي قالتْ على كبدي | |
واسـتـرجعتْ سألتْ عَني ، فقيل | لهامـا فـيـه مـن رمقٍ ، دقتْ يداً بِيَدِ | |
وأمـطرتْ لُؤلؤاً من نرجسٍ ، وسقتْ | ورداً ، وعـضـتْ على العِنابِ بِالبردِ | |
وأنـشـدتْ بِـلِـسـان الـحالِ قائلةً | مِـنْ غـيـرِ كُـرْهٍ ولا مَطْلٍ ولا مددِ | |
واللهِ مـا حـزنـتْ أخـتٌ لِـفقدِ | أخٍحُـزنـي عـلـيـه ولا أمٌ على ولدِ | |
إن يحسدوني على موتي ، فَوَا أسفي | حـتى على الموتِ لا أخلو مِنَ الحسدِ |
سامي بن حامد
العوفي - طيبة الطيبة |
aloufi_2000@yahoo.com |