وَلَيلٍ كَأنَّ الصُّبحَ ، في أُخرياتِهِ تَسَرْبَلَتْهُ ، والذئبُ وَسْنَانُ هاجعٌ أُثِيرُ القَطا الكُدْري عن جَثَماتِهِ وأطلسَ مِلْءِ العينِ ، يحملُ زَوْرَهُ لَهُ ذَنَبٌ مِثْلُ الرِّشاءِ يَجُرُّهُ طواهُ الطَّوَى حتى استَمَرَّ مَريرُهُ يُقَضْقِضُ عُصْلاً ، في أسِرتِها الرَّدى سما لي ، وبي من شِدةِ الجُوعِ مَابِهِ كِلانا بها ذِئبٌ ، يُحدِّثُ نَفْسَهُ عَوى ثم أقعى فارتجزتُ فهِجْتُهُ فأوجَرْتُهُ خَرقَاءَ ، تحسبُ رِيشها فما ازدادَ إلا جُرْأَةً وَصَرامةً فَأتْبَعْتُها أخرى ، فأضْلَلْتُ نَصْلَها فخَرَّ ، وقد أوردْتُهُ مَنْهَلَ الردى وقُمْتُ فَجَمَّعْتُ الحصى ، فاشتَوَيْتُهُ وَنِلْتُ خسيساً مِنْهُ ، ثُمَّ تَرَكْتُهُ | حُشَاشَةُ نَصْلٍ ، ضمَّ إفرنْدَهُ بِعين ابن ليلٍ ما له بالكرى عَهْدُ وَتَألَفُني فيه الثعالبُ والرُّبْدُ وأضلاعَهُ ، مِنْ جانبيهِ ، شَوًى نَهْدُ وَمتنٌ كمتن القوس أعوَجُ مُنْأدُّ فما فيهِ إلا العظمُ والروحُ والجِلدُ كَقَضْقَضَةِ المقرورِ أرعَدَهُ البردُ ببيداءَ لمْ تُعْرَفْ بها عيشَةٌ رَغْدُ بِصاحِبِه ، والجدُّ يُتْعِسُهُ الجَدُّ فأقبلَ مِثْلَ البَرْقِ يَتْبَعُهُ الرعدُ على كوكبٍ ينقضُّ ، والليلُ مُسْوَدُّ وأيقنتُ أن الأمرَ مِنْهُ هُوَ الجِدُّ بِحيثُ يكونُ اللبُّ والرُّعْبُ والحِقْدُ عَلَى ظَمَإٍ ، لوْ أنهُ عَذُبَ الوِرْدُ عَليهِ ، وللرمضَاءِ مِنْ تَحْتِهِ وَقْدُ وأقلعتُ عنهُ ، وهوَ مُنعَفِرٌ فَرْدُ | غِمْدُ
سامي بن حامد
العوفي - طيبة الطيبة |
aloufi_2000@yahoo.com |