ألوية النصر في الرد على خوارج العصر 4 _ خوارج العصر 1

الحلقة الرابعة

خوارج العصر (1):
الخوارج الذين خرجوا على علي رضي الله عنه ، لا يزالون يخرجون في كل عصر وفي كل مصر وإن اختلفت أوصافهم ، وذلك لأن سبب ظهور الخوارج في الأصل ، التأويل الفاسد والإنعزال عن العلماء والطعن فيهم وفي الحكام .

 

قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (28/496 ) :
" فهؤلاء أصل ضلالهم إعتقادهم فى أئمة الهدى وجماعة المسلمين أنهم خارجون عن العدل وأنهم ضالون" .


والخوارج لا يزالون يخرجون حتى يخرج آخرهم مع الدجال ففي سنن النسائي بسند صحيح كما قال الحافظ:
" لَا يَزَالُونَ يَخْرُجُونَ حَتَّى يَخْرُجَ آخِرُهُمْ مَعَ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ " .
وفي هذا رد على من حاول أن يشكك في حديث الفرق وأراد أن يتلاعب في النصوص تحت شعار كيف نختلف !! .


والخوارج لهم صفات يعرفون بها ، لكن ينبغي أن يعلم أن بعض هذه الصفات عرفت عنهم بالتتبع والاستقراء وكلام العلماء ، ولا يشترط في كل صفة تذكر عنهم أن يقروا بها ، قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (13/49) : " و أقوال الخوارج إنما عرفناها من نقل الناس عنهم لم نقف لهم على كتاب مصنف "
 

كما أن الخوارج لا يعرفهم كثير من الناس لأن أهل البدع بصفة عامة لا يستطيع تمييزهم عامة الناس إلا إذا كانوا أهل منعة وشوكة أو أن يكونوا منعزلين عن المخالفين لهم ، قال شيخ الإسلام في كتاب النبوات (1/139) :
" وكذلك الخوارج لما كانوا أهل سيف وقتال ظهرت مخالفتهم للجماعة حين كانوا يقاتلون الناس وأما اليوم فلا يعرفهم أكثر الناس".
 

ولذلك كان السلف يستدلون على معرفة أهل البدع بأمور لا يقر بها كثير من أهل العصر من ذلك مدخل الرجل ومخرجه وألفته ، كما قال الأوزاعي " من أخفى عنا بدعته لم تخف عنا ألفته " .
 

ومن ذلك تنقصه لأهل العلم كما قال أبو حاتم وأبو زرعة " علامة أهل البدع الطعن في أهل الأثر " .
 

ومن ذلك عدم تحذيره من أهل البدع كما قال بعض السلف " إذا رأيت الرجل يحب القوم فاعلم أنه قد رضي هديهم " .
 

وهدي السلف في التعامل مع أهل البدع يجهله كثير من الناس ، قال أبو عثمان الصابوني في عقيدة السلف " أصحاب الحديث يبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه، ولا يحبونهم ولا يصحبونهم" .
 

وقد كان السلف يحذرون من أمور يعد أهل العصر التحذير منها من عظائم الأمور ، فهذا الحارث المحاسبي ، قال الخطيب ، تاريخ بغداد (8/211): " وللحارث كتب كثيرة في الزهد وفي أصول الديانات والرد على المخالفين من المعتزلة والرافضة وغيرهما". وقال فيه الذهبي (سير أعلام النبلاء 12/112) : " المحاسبي كبير القدر وقد دخل في شيء يسير من الكلام " ، لكن عندما سئل أبو زرعة عن الحارث المحاسبي وكتبه، قال للسائل: " إياك وهذه الكتب، هذه كتب بدع وضلالات، عليك بالأثر ، قيل له في هذه الكتب عبرة فقال: من لم يكن له في كتاب الله عبرة فليس له في هذه عبرة ثم قال، ما أسرع الناس إلى البدع " ، (انظر أيضاً ميزان الاعتدال 2/165، تاريخ بغداد (8/211) وما بعدها )
 

وسئل عنه الإمام أحمد: "فقال ذاك رجل سوء، لا تكلمه ولا كرامة ".
وكتاب المحاسبي قوت القلوب ألفه في الخطرات ورد الوساوس مثله كمثل كثير من الكتب المؤلفة في هذا العصر والتي تعنى بالسلوك والتربية !! .
 

وعندما سئل الإمام أحمد عن حسين الكرابيسي قال "مبتدع".
بينما نجد الذهبي يثني عليه ويصفه بأنه من بحور العلم وأوعيته ، قال الذهبي " ولا ريب أن ما ابتدعه الكرابيسي وحرره في مسألة التلفظ وأنه مخلوق هو حق لكن أباه الإمام أحمد لئلا يتذرع به إلى القول بخلق القرآن فسد الباب ، لأنك لا تقدر أن تفرز التلفظ من الملفوظ الذي هو كلام الله إلا في ذهنك "(انظر سير أعلام النبلاء 12/79)
 

قلت : والمعتمد في هذه المسألة ما ذهب إليه البخاري رحمه الله فقد قال عنه ابن القيم : وهو أفضل من تكلم فيها .
 

وفي السير (11/297) " قال أبو مزاحم الخاقاني قال لي عمي عبد الرحمن بن يحيى بن خاقان أمر المتوكل بمسألة أحمد – أي ابن حنبل - عمن يقلد القضاء فسألت عمي أن يخرج إلي جوابه فوجه إلي نسخته .
بسم الله الرحمن الرحيم نسخة الرقعة التي عرضتها على أحمد بن محمد بن حنبل بعد أن سألته فأجابني بما قد كتبته سألته عن أحمد بن رباح فقال فيه : جهمي معروف وأنه إن قلد شيئاً من أمور المسلمين كان فيه ضرر عليهم.
وسألته عن الخلنجي فقال فيه كذلك ، وسألته عن شعيب بن سهل فقال جهمي معروف بذلك ، وسألته عن عبيد الله بن أحمد فقال كذلك وسألته عن المعروف بأبي شعيب فقال كذلك ، وسألته عن محمد بن منصور قاضي الأهواز فقال كان مع ابن أبي دؤاد وفي ناحيته وأعماله إلا أنه كان من أمثلهم .
وسألته عن علي بن الجعد فقال كان معروفاً بالتجهم ثم بلغني أنه رجع وسألته عن الفتح بن سهل فقال جهمي من أصحاب المريسي وسألته عن الثلجي فقال مبتدع صاحب هوى وسألته عن إبراهيم بن عتاب فقال لا أعرفه إلا أنه كان من أصحاب بشر المريسي .
وفي الجملة إن أهل البدع والأهواء لا ينبغي أن يستعان بهم في شئ من أمور المسلمين مع ما عليه رأي أمير المؤمنين أطال الله بقاءه من التمسك بالسنة والمخالفة لأهل البدع ، يقول أحمد بن محمد بن حنبل قد سألني عبد الرحمن بن يحيى عن جميع من في هذا الكتاب وأجبته بما كتب وكنت عليل العين ضعيفاً في بدني فلم أقدر أن أكتب بخطي فوقع هذا التوقيع في أسفل القرطاس عبد الله ابني بأمري وبين يدي." .
 

قلت : فلو كان الإمام أحمد في عصرنا هذا لقال أهل الأهواء ما أبقى أحداً .
 

والذي يحذَّر منه هو من كان يحدث منه ضرر على المسلمين في أمر دينهم كأن يعلمهم أموراً مخالفة لاعتقاد أهل السنة والجماعة أو أنه يسبب لهم فتنة تضرهم في الدين أو الدنيا .
 

وأمر هذا المخالف الذي يحذَّر منه يعرف بالتتبع أو الاستفاضة أو بما هو أقل من ذلك كما سبق .
قال شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى ( 2/28 ) " مسألة في الشهادة عن العاصي والمبتدع هل تجوز بالاستفاضة والشهرة أم لا بد من السماع والمعاينة وإن كانت الاستفاضة في ذلك كافية فمن ذهب إليه من الأئمة وما وجه حجته والداعي إلى البدعة والمرجح لها هل يجوز الستر عليه أم يتأكد إشهاره ليحذره الناس وما حد البدعة التي يعد فيها الرجل من أهل الأهواء.
الجواب : ما يجرح به الشاهد وغيره مما يقدح في عدالته ودينه فإنه يشهد به إذا علمه الشاهد به بالاستفاضة ويكون ذلك قدحاً شرعياً كما صرح بذلك طوائف الفقهاء من المالكية والشافعية والحنبلية وغيرهم في كتبهم الكبار والصغار صرحوا فيما إذا جرح الرجل جرحاً مفسراً أنه يجرحه الجارح بما سمعه منه أو رآه واستفاض ، وما أعلم في هذا نزاعاً بين الناس فإن المسلمين كلهم يشهدون في وقتنا في مثل عمر بن العزيز والحسن البصري وأمثالهما والذين بما لم يعلموه إلا بالاستفاضة ويشهدون في مثل الحجاج بن يوسف والمختار بن أبي عبيد وعمرو بن عبيد وغيلان القدري وعبد الله بن سبأ الرافضي ونحوهم من أهل الظلم والبدعة بما لا يعلمونه إلا بالاستفاضة وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مر عليه بجنازة فأثنوا عليها خيراً فقال وجبت ومر عليه بجنازة فأثنوا عليها شراً فقال وجبت وجبت قالوا يا رسول الله ما قولك وجبت وجبت قال هذه الجنازة أثنيتم عليها خيراً فقلت وجبت لها الجنة وهذه الجنازة أثنيتم عليها شراً فقلت وجبت لها النار أنتم شهداء الله في الأرض .
هذا إذا كان المقصود تفسيقه لرد شهادته وولايته وأما إذا كان المقصود التحذير منه واتقاء شره فيكتفي بما دون ذلك كما قال عبد الله بن مسعود اعتبروا الناس بأخدانهم وبلغ عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلاً يجتمع إليه الأحداث فنهى عن مجالسته فإذا كان الرجل مخالطاً في السر لأهل الشر يحذر عنه ، والداعي إلى البدعة مستحق العقوبة باتفاق المسلمين وعقوبته تكون تارة بالقتل وتارة بما دونه كما قتل السلف جهم بن صفوان والجعد بن درهم وغيلان القدري وغيرهم ولو قدر أنه لا يستحق العقوبة أو لا يمكن عقوبته فلا بد من بيان بدعته والتحذير منها فإن هذا من جملة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أمر الله به ورسوله والبدعة التي يعد بها الرجل من أهل الأهواء ما اشتهر عند أهل العلم بالسنة مخالفتها للكتاب والسنة كبدعة الخوارج والروافض والقدرية والمرجئة" .
 

ومن تعظيم أهل البدع ذكر محاسنهم فقد وروى ابن أبي الدنيا: عن أبي صالح المروزي قال سمعت رافع بن أشرس قال كان يقال: من عقوبة الكذاب أن لا يقبل صدقه، وأنا أقول: من عقوبة الفاسق المبتدع أن لا تذكر محاسنه .
 

والشيطان يفرح بالبدعة أكثر من فرحه بمعاصي الشهوات قال سفيان " البدعة أحب إلى إبليس من المعصية ، المعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها " ، و عن أيوب السختياني قال " ما ازداد صاحب بدعة اجتهاداً إلا ازداد من الله بعداً " وقد كان بعض السلف يتمنى أن يقع ابنه في الزنا وشرب الخمر ولا يقع في الأهواء والبدع قال يونس بن عبيد لابنه " أنهاك عن الزنى والسرقة وشرب الخمر ولأن تلقى الله بهن أحب إلي من أن تلقاه برأي عمرو وأصحاب عمرو " .
وقال سلام بن أبي مطيع أبو سعيد الخزاعي " لأن ألقى الله بصحيفة الحجاج أحب إلي من أن ألقى الله بصحيفة عمرو بن عبيد".
 

فالحذر الحذر من البدع وأهلها ولو وصفهم الجاهل بهم بوصف العلماء فهذا عمرو بن عبيد وإن كان قد استقر في عصرنا أنه من المعتزلة إلا أن الأمر كان على خلاف ذلك في عصره فقد كان يدافع عنه كبار العلماء في ذلك العصر لجهلهم بحقيقة أمره خاصة وأنه كان من الخطباء المفوهين والوعاظ الزاهدين حتى إنه كان يجلس في مجلس المنصور فلا يقوم إلا وقد أبكى المنصور ومن معه لقوة وعظه وقد كان يقول المنصور لجلسائه : كلكم يمشي رويد كلكم يطلب صيد غير عمرو بن عبيد ، غره لزهده ، وكان يقول نثرت الحب لجلسائي فالتقطوه إلا عمرو بن عبيد .
ومن العلماء الذين كانوا ينافحون عنه عاصم الأحول الذي قال فيه الإمام أحمد " ثقة حافظ " قال عاصم الأحول " جلست إلى قتادة فذكر عمرو بن عبيد فوقع فيه ونال منه فقلت له أبا الخطاب ألا أرى العلماء يقع بعضهم في بعض فقال يا أحول أن الرجل إذا ابتدع بدعة فينبغي لها أن تذكر حتى تحذر " .
وعمرو بن عبيد له من التآليف ما يجعل السامع بها يظن أن الرجل من كبار أهل السنة فمن ذلك كتاب التوحيد والرد على القدرية مع أنه زعيمهم لكن ما كان يقر بذلك ، وما أشبه الليلة بالبارحة فكم رأينا خارجيا يؤلف في ذم الخوارج وفي ضوابط التكفير وهو منهم .
وفي الباب قول الإمام أحمد عندما قال له رجل بجانبه " اتق الله يا أبا عبد الله فهذه غيبة فقال : اسكت ياجاهل أن لم أتكلم أنا ويتكلم غيري فكيف يعرف الناس " وكذلك قيل ليوسف بن أسباط : لما تحذر من الحسن بن صالح ، أليس كلامك فيه غيبة ؟! ، فقال : ( لم يا أحمق ؛ أنا خيرٌ لهؤلاء من آبائهم وأمهاتهم ، وأنا أنهى الناس أن يعملوا بما أحدثوا فتتبعهم أوزارهم ومن أطراهم كان أضرّ عليهم ) .
 

فنقول لكل أحول وكل جاهل وكل أحمق نحن خيرٌ لهؤلاء الذين نحذر منهم من آبائهم وأمهاتهم ، نحن ننهى الناس أن يعملوا بما أحدثوا فتتبعهم أوزارهم ومن أطراهم كان أضرّ عليهم ، أضف إلى ذلك أن هذا من أعظم الجهاد ومن النصيحة في الدين .
 

وقد كان بعض العلماء يصدر منه ما يفيد التزكية لبعض الناس فلا يقبل منه ذلك إذا جاء من عالم آخر جرح مفسر فقد كان الإمام الشافعي رحمه الله يقول عن إبراهيم بن أبي يحيى :( حدثني من لا أتهم ) وهذا عده بعضهم توثيقاً من الشافعي لإبراهيم بن يحي لأنه أحياناً يقول عنه حدثني الثقة كما نقل ذلك صاحب جامع التحصيل ، لكن لما سئل عنه الإمام مالك رحمه الله : أكان ثقة؟ فقال لا ، ولا ثقة في دينه ، ولما سئل عنه الإمام أحمد قال " قدري جهمي كل بلاء فيه " ، وقال عنه ابن معين : " رافضي كذاب " فتوثيق الإمام الشافعي المزعوم لإبراهيم بن أبي يحيى، لم ينفعه، فتنبه ولا تغتر فتهلك فإن الأمر دين والقاعدة عند العلماء أن الجرح مقدم على التوثيق وكم من توثيق اُغتر به فأورد من عمل به مهاوي الردى .


فهذا أبو ذر إسماعيل الهروي راوي الصحيح انخدع بكلمة قالها الإمام الدارقطني في مدح الباقلاني؛ فجَرَّته هذه الكلمة ، إلى أن وقع في حبائل الأشاعرة، وصار داعية من دعاتهم، نسأل الله العافية .
 

قال أبو الوليد الباجي في كتاب "اختصار فرق الفقهاء" عند ذكر القاضي ابن الباقلاني لقد أخبرني الشيخ أبو ذر وكان يميل إلى مذهبه – أي المذهب الأشعري - من أين لك هذا قال إني كنت ماشيا ببغداد مع الحافظ الدارقطني فلقينا أبا بكر بن الطيب – أي الباقلاني - فالتزمه الشيخ أبو الحسن – أي الدارقطني - وقبل وجهه وعينيه فلما فارقناه قلت له من هذا الذي صنعت به ما لم أعتقد أنك تصنعه وأنت إمام وقتك فقال هذا إمام المسلمين والذاب عن الدين هذا القاضي أبو بكر محمد بن الطيب قال أبو ذر فمن ذلك الوقت تكررت إليه مع أبي واقتدينا بمذهبه . انظر السير ( 17/558)
قال الذهبي " هو الذي كان ببغداد يناظر عن السنة وطريقة الحديث بالجدل والبرهان وبالحضرة رؤوس المعتزلة والرافضة والقدرية وألوان البدع ولهم دولة وظهور بالدولة البويهية وكان يرد على الكرامية وينصر الحنابلة عليهم بينه وبين أهل الحديث عامر وإن كانوا قد يختلفون في مسائل دقيقة فلهذا عامله الدارقطني بالاحترام " .
 

وكذلك انخدع البيهقي بابن فورك فوقع في الأشعرية ، وانخدع عبد الرزاق الصنعاني بعبادة وزهد جعفر بن سليمان الضبعي، فوقع في حبائل التشيع .
 

وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/337) : حدثنا عبد الرحمن انا عبد الله بن أحمد فيما كتب إلى قال سألت أبى عن أسد بن عمرو فقال كان صدوقاً ولكن كان من أصحاب أبى حنيفة لا ينبغي أن يروى عنه شيء .
وفيه أيضاً بسنده عن عبد الله بن احمد بن حنبل قال سألت أبى عن أبى يوسف فقال صدوق ولكن من أصحاب أبى حنيفة لا ينبغي أن يروى عنه شيء.
قال هذا ، رغم أن أبا يوسف كان يميل إلى أهل الحديث ، فقد قال يحيى بن معين كان أبو يوسف القاضى يميل إلى أصحاب الحديث كثيراً وكتبنا عنه ولم يزل الناس يكتبون عنه .
 

فماذا يقول أهل الأهواء بعد هذا و ماذا يقول الذين ينادون بمبدأ الموازنات الذي جعلوه ستاراً لهم يستر بدع أصحابهم ويستر موالاتهم وحبهم لأهل البدع ، فهل آن لهم أن يعترفوا بجهلهم بهذا العلم ، علم الجرح والتعديل ، وهل آن لهم أن يعطوا القوس باريها ، أرجو ذلك والله المستعان على ما يصفون.
 

وهذه المسألة المهمة المتعلقة بمعرفة أهل البدع وتمييزهم والتعامل معهم والتحذير منهم ، ينبغي أن يتفقه فيها طالب العلم لأنه بمعرفتها تنحل له إشكالات كثيرة ، بل أن الباحث يجد أن الخوارج الأولين المتفق على ضلالهم قد استشكل أمرهم على أهل عصرهم كما سيأتي فكيف بمن يظهرون الانتساب إلى السنَّة في هذا العصر وهم خوارج شعروا أم لم يشعروا .

للمراسلة : aburayd@hotmail.com