صديقي الطفل...كيف
تنمي معلوماتك و تغنيها
الرياض- عبد الإله
الحسن
عندما نلتقي مع إنسان
مثقف يجيب عن كل الأسئلة التي تخطر ببالنا
نشعر بالإعجاب الشديد بشخصيته وبمعلوماته
الكثيرة، ويتمنى أي إنسان أن يصبح مثله.
ولكن يجب أن نعلم أن هذه الثقافة لم تأت عن
عبث وأن هذا الإنسان قد تعب كثيرا في
الحصول على المعلومات الوفيرة التي
يستفيد منها في كل مجالات الحياة.
ولا بدأن تكون حياة هذا الإنسان المثقف
مختلفة ومتميزة وأنه اتبع خطوات معينة حتى
حصل على ما يريد. فتعالوا معنا نتابع
خطواته:
الخطوة الأولى- العزم و
التصميم:
وأنت أيضا باستطاعتك أن تصبح مثقفا تعرف
المعلومات الكثيرة، وتجيب عن كل الأسئلة،
وتصبح متفوقا يحترمك كل الناس لعلمك وأدبك
الرفيع...ولكن ما عليك إلا أن تكون مقتنعا،
وأن تصمم على تحقيق هدفك، وأن تعمل بجد
وتصبر للحصول على ما تريد. ويجب أن تعلم أن
ما من شيء يأتي بسهولة، فالبيت الكبير لا
بد أن يكون له أساس قوي حتى يصمد طويلا.
وينبغي عليك أن تعلم أيضا أن مرحلة
الطفولة هي الأساس لتكوين إنسان مثقف
ومتفوق يحترمه الجميع في المستقبل، ولأن
العلم في الصغر كالنقش على الحجر.
فالمعلومات التي نحصل عليها ونحن صغار لا
ننساها أبدا مهما مرت الأيام وتوالت
الشهور.
الخطوة الثانية- تنظيم الوقت:
إن عزمك على أن تصبح مثقفا لا يعني أن تعيش
حياة مختلفة في كل شيء عن باقي زملائك، بل
من حقك أن تمارس حياتك العادية، وتمارس كل
هواياتك المفضلة من لعب بالكرة أو الألعاب
الأخرى حتى تنمي جسمك كما سوف تنمي عقلك.
ومن حقك أن تزور أصدقاءك وتشاهد التلفاز..
ولكن عليك فقط أن تنظم وقتك، وأن تضع
برنامجا يوميا تملأ فيه كل أوقات فراغك
بأشياء مفيدة تحصد ثمارها في المستقبل.
وأنا لا أستطيع أن أضع لك البرنامج، لأن
لكل شخص ظروفا مختلفة عن الآخر، ولكنني
أستطيع أن أضع معك النقاط الرئيسية،
وأولها يجب وقبل كل شيء أن تنهي واجباتك
المدرسية، ثم تحدد ساعات معينة للمطالعة
وأخرى للقاء الأصدقاء، ثم عليك أن تعرف
ماذا تقرأ بمساعدة الوالدين، ثم تستطيع أن
تستفيد من مشاهدة البرامج المفيدة
والتعليمية المقدمة بأسلوب بسيط في
التلفاز. وكذلك عندما تلتقي بأصدقائك
تستطيع أن تجري معهم ألعابا ومسابقات
ثقافية تكون لها جوائز رمزية تشجيعية.
الخطوة الثالثة-السؤال دون ملل:
بعد أن نويت وعزمت على أن تصبح رجلا بكل
معنى الكلمة، وأن تصبح إنسانا متميزا من
حيث المعلومات، وبعد أن وضعت برنامجا
يوميا تستغل من خلاله كل الوقت، فما عليك
إلا أن تبدأ بتكوين شخصيتك المثالية وأهم
الطرق والمفتاح الذي بواسطته تفتح
الأبواب المغلقة أمامك وتتعرف على
المجهول هو السؤال...فعليك أن تستعين
بوالديك والمدرسين، وأن تسألهم عن كل
الأمور التي تشعر أنها غامضة أو الأشياء
التي لا تعرف عنها الكثير، ويجب أن لا تخجل
من كثرة الأسئلة لأن الوالدين والمدرسين
لن يبخلوا عليك بالأجوبة، بل سوف تفرحهم
أسئلتك إن كانوا يحبون أن تتطور شخصيتك.
والأجوبة قد تكون لديهم، ولكن الأفضل أن
يوفروا لك الأجوبة في كتب حتى تستمتع
بوقتك في صحبة الكتاب، وأن يساعدوك في
قراءته إن كنت تحتاج لذلك.
الخطوة الرابعة-القراءة
المستمرة:
هل تعلم أن كتب المدرسة هي وسيلة مهمة جدا
للحصول على المعلومات وتكوين الثقافة
ولكنها ليست كافية وحدها حتى تجعلك شخصا
مميزا في المستقبل. فعندما يطلب المدرس من
الطلاب أن يحفظوا خمسة أبيات من قصيدة
مقررة في المنهاج مثلا، فيجب عليك أن تحفظ
أنت ثمانية أبيات، لماذا؟ لأنك يجب أن
تصبح مميزا عن باقي الطلبة، ولأن هذه
الأبيات الشعرية التي سوف تحفظها وأنت
صغير لن تنساها أبدا مع مرور الأيام،
ولأنك إن لم تحفظ هذه الأبيات الآن فلن
تحفظها في المستقبل, وعليك أن لا تؤجل عمل
اليوم إلى الغد، فالثقافة الغزيرة تحتاج
إلى النشاط والاعتياد على المطالعة وعدم
التكاسل والتأجيل. وهكذا تفعل في باقي
المواد الدراسية. ولا بأس من أن تسأل
المدرس عن اسم الشاعر الذي كتب القصيدة
وأن تعرف شيئا عن حياته و شعره إذا كنت
مهتما بالشعر.
و بعد أن تحفظ المقررات المدرسية، وتؤدي
جميع واجباتك على أكمل وجه تذهب لممارسة
الهواية المفضلة لديك وهي المطالعة، حيث
تستعين بشخص مقرب منك تثق بقدراته
الثقافية، وتطلب منه أن يدلك على القصص
والكتب المفيدة، ويجب أن يكون صديقك
المفضل هو الكتاب الذي لا يمل منك أبدا.
فكما جسمك يحتاج إلى الطعام حتى ينمو كذلك
عقلك يحتاج إلى الغذاء، إلى كتب تقدم لك
وجبات دسمة من المعلومات و كما قالوا....المطالعة
غذاء العقول.. .
يجب أن تكون على ثقة بأن لا شيء يأتي
بسهولة، و حتى تصبح مثقفا يجب أن تجد و
تتعب، وسوف تستمتع كثيرا بما تفعل من
هوايات مفيدة، وعليك بالصبر الجميل وعدم
الملل، وسوف ترى نتائج عملك قريبا ويفتخر
بك والداك وتفتخر أنت بنفسك.
|