وأصابت المجاعة مصر وكل ما حولها من
بلاد . .
وجاء المصريون إلى الملك
فأحالهم إلى يوسف ففتح خزائنه وبدأ يبيع
الطعام
لهم . . وأحس أهل فلسطين بالمجاعة , وعرفوا
أن الطعام بمصر, فأرسل
يعقوب
أولاده لشراء الطعام , فلما جاءوا إلى مصر
رآهم يوسف فعرفهم ولم
يعرفوه.
. هؤلاء . . هم الذين ألقوه في البئر من
سنوات . . جهز يوسف إخوته
بالطعام
وأمرهم أن يحضروا أخاه الشقيق الذي لاحظ
أنهم لم يحظروه معهم. .
ووضع
يوسف في متاعهم الثمن الذي قدموه إليه ,
وعادوا إلى أبيهم فأخبروه أن
وزير
المال في مصر منعهم من الشراء إلا إذا
أحضروا أخاهم الصغير معهم. .
وتخوف
يعقوب وقال لهم: كيف آمنكم عليه وقد فرطتم
في يوسف من قبله ؟
ويبدوا
أن القحط كان شديداً, فسمح يعقوب الصغير
أن يسافر معهم.
وعاد إٍخوة يوسف إلى مصر
ومعهم الشقيق الصغير . .ليوسف . .
ودبر يوسف أمر لهم وهم لا
يشعرون. . كان حنينه لشقيقه عظيماً وأراد
أن
يستبقيه
عنده, وبعد أن جهزهم بالبضاعة التي جاؤوا
يشترونها وضع كأس الملك
الفضية
في متاع أخيه الصغير, وقبل أن ينصرف إخوة
يوسف نادى المنادي أن كأس الملك قد سرقت
وصدرت الأوامر ألا يتحرك أحد .. وبدأ
البحث عنها. .
وقال إخوة يوسف:
-
-
لم نأت هنا لنسرق, نحن جئنا لنشتري
طعاماً .
سألهم يوسف:
-
-
ما جزاء من نجد الكأس في متاعه؟.
-
-
قالوا:
-
-
حاكموه كما تحبون أن تحاكموه.
-
-
كان
القانون المصري يقضي بأن يصير السارق
عبداً لمن سرقه. وبدأ تفتيش الجمال التي
حملت بضاعة إخوة يوسف , وانتهى التفتيش
فلم يجدوا شيئاً, ثم مد الحارس يده في
بضاعة شقيق يوسف الصغير وأخرج الكأس . .
قال يوسف :
-
سيبقى شقيقكم عبداً لي .
قالوا ليوسف:
-
نتوسل إليك أن تأخذ أحدنا مكانه . . إن
له أباً شيخاً يحبه ولا نعرف ماذا
يفعل
لو عدنا بدونه. .
قال
يوسف :
-
لا نأخذ إلا من وجدنا الكأس في متاعه .
وعاد
إخوة يوسف إلى يعقوب وهم يبكون : قصوا
عليه القصة كاملة . .قالوا
له
إن ابنك سرق. ولما شهدنا إلا بما علمنا ,
ونحن لا نعرف الغيب , واسأل القافلة
التي
ذهبنا فيها , وأسال الذين عادوا.
وتركهم يعقوب وهو يتهمهم
بتدبير مؤامرة كالتي دبروها ليوسف , وحرك
حزنه
على ولده الصغير حزنة القديم على يوسف ,
فبكى حتى فقد بصره من
البكاء.
. وقال لأبنائه: اذهبوا إلى مصر وابحثوا
عن شقيقكم وابحثوا عن
يوسف
.
|