إلى بيروت الأنثى ، مع اعتذار
كان لبـــنان لكم مـــــتَروَحَةٌ
**
تنــشر الألوان و الظــل الظـليلا
كم هربتم من صحاراكم إليه
**
تطــلبون المــاء و الوجه الجميلا
و اغتــــسلتم بـــندى غاباته
**
واختــبأتم تحــت جفنـــيه طويلا
وتســـلقتم علــى أشــجــاره
**
وســرحتم فـي بــراريه وعــولا
وشــربتم من خــوابيه نـبيذا
**
وســمعتم مــن شــواديه هــديـلا
وقطفتم من روابيه الخزامى
**
و العيون الخضر و الخد الأسيلا
واقــتنــيتم شــمــسه لـــؤلؤة
**
وركـبــتم أنــجم الــلــيل خــيولا
إنـــه علـــمــكم أن تعــشقوا
**
لم يكــن لبــنان في العشق بخيلا
إنـــه عــلــمكم أن تــقـــرأوا
**
هل تقولــون له شــكرا جزيلا ؟
آه ياعــشاق بـيروت القدامى
**
هل وجــدتم بعد بـيروت بديلا ؟
إن بيــروت هي الأنثى التي
**
تمنح الخصب وتعطينا الفصولا
إن يــموت لبنان ...متم معه
**
كـل مـن يـقتــله ... كـان القـتيلا
كل قــبح فيه ... قبــح فيـكم
**
فأعــيــدوه كــما كــان جــمــيلا
إن كــونا لــيس لــبنان فـيه
**
ســوف يبقى عدما أو مســتحيلا
كـل مـا يـطـلبه لــبنان منك
**
أن تــحبــوه ... تــحــبوه قــلــيلا
22 تشرين الثاني 1995