Hassoub001

 

نشأة و تطور التطبيقات البيداغوجية للحاسوب

تابع

مركزي أحمد : المدرسة العليا للأساتذة : مراكش

ظهور الحواسيب المصغرة : ولادة التطبيقات البيداغوجية للحاسوب .

        كان من شأن الحواسيب المصغرة أن أحدثت ثورة حقيقية في عالم المعلوميات ، بعد ظهور أول حاسوب مصغر في السوق سنة 1975 ، ويمكن القول بأنها في طريق إحداث ثورة أخرى في عالم التربية . و من نتائج هذا الجيل الجديد من الحواسيب أن ساعد على توسيع آفاق التطبيقات البيداغوجية للحاسوب ، بصفة فعلية .

        لقد اقتصر عالم التدريس ، قبل هذا الجيل ، على تطبيقات بيداغوجية من صنف (( التمارين المترددة )) ‎Exercices répétitifs و (( التدريس الوصائي )) ‎Enseignement tutoriel  حيث يتولى الحاسوب أمر المتعلم في عملية التدريس . و باستعمال الحواسيب المصغرة ، أصبح بإمكان التلميذ تولي أمر تعلمه بنفسه و ذلك لتوفره على نوع من التحكم في أداة قوية لمعالجة المعلومات .

        فحوالي أواخر السبعينات بدأ استعمال الحواسيب المصغرة في المدارس لإدخال دروس ابتدائية حول الحاسوب ومنذ ذلك الحين بدأ العالم الدراسي التنبؤ بالتحولات ، التي يمكن أن تدفع غليها المعلوميات المصغرة ، في التربية على غرار التحولات التي طرأت ، من جراء استعمال الحواسيب ، على دور و مكانة العمل في المجتمع .

        قد تحدث الحواسيب المصغرة تغيرات في التربية من جهة بتسهيل التعلم ووضع بنيات لعمل المتعلم و من جهة أخرى بالتمكن من إدخال ، عند الحاجة تغيرات ، بسرعة وسهولة ، على برامج التدريس . إلا أنه يجب أن لا يُضن أن المعلوميات المعلوميات المصغرة أو المعلوميات بصفة عامة قد تُحدث تحولات جذرية بالمدرسة على المدى القريب . فالجانب الاقتصادي ليس دائما في مستوى الطموحات و العقليات ليست مستعدة لتقبل كل شيء من المعلوميات . و قد يقاوم المدرسون هذه التحولات نظرا لعدم اطمئنانهم أو لظنهم بأن الآلة المعلوماتية قد تخلق روتينية تحطم الطاقات الإبداعية للمتعلمين ... إلا أنه ، و من بابا المفارقات ، باستعمال المعلوميات في ميدان التدريس ، أكثر فأكثر ، تتبدد هذه المخاوف .

        يرى المربون بأن التجديدات التكنولوجية و الحلول التي تقترحها ، في ميدان التربية ، تخلق تحديات جديدة ، نذكر منها ما يلي :

  • الحاجة لتكوين مختصين ، مع المحافظة على المقومات العامة .

  • صعوبة مسايرة الركب ، نظرا لوفرة المعلومات المتجددة باستمرار و لتسارع التطور التكنولوجي .

  • استعمال المعلومات ووسائل معالجتها دون المس بحقوق المؤلفين .

  • خلق توازن بينما هو ممكن فعله تقنيا بواسطة المعلوميات و ما هو مرغوب فيه تربويا للتدريس أو التعلم .

        و الواقع أنه نهما تكن تحديات عالم التربية ، يجب أن نضع نصب أعيننا أن قيمة الحواسيب في التدريس ترتبط بما نريده منها و كيفية  استعمالنا لها . فمرونة الحواسيب الحديثة و تعدد الإمكانيات ، التي قد تتيح لنا ، هي رهينة بالبرامج التي نستطيع كتابتها لها .

تصنيف التطبيقات البيداغوجية للحاسوب .

        هنالك تصنيفات عديدة للتطبيقات البيداغوجية للحاسوب ، إلا أنه و لحد الآن لا زالت لم يقبل أي منها عالميا . فقد نستطيع تصنيفها حسب ما يؤديه الحاسوب من خدمات في ميدان التدريس أو حسب المستعملين للحاسوب أو في علاقة مع (( صنافة )) ‎Taxonomie أو حسب الاستعمالات التي يقوم بها المدرس و المتعلم .

        و فيما يلي ندرج تصنيف للتطبيقات البيداغوجية للحاسوب ، يعتبر بيداغوجيا كل تطبيق للحاسوب مرتبط مباشرة بمسار التدريس ، التعلم و بذلك يفصل عنه كل عمل يخص التنظيم المدرسي أو التدبير أو إدارة الموظفين و القاعات و المعدات . يضم هذا التصنيف :

        1 ــ الحاسوب كوسيلة للتدريس

            في هذا الصنف يستعمل المدرس الحاسوب لتبليغ معلومات ما و ينظم كل أنشطة التعلم التي يقوم به الحاسوب إزاء المتعلم . يتكون هذا الصنف من أربع تطبيقات هي :

                          التمارين المترددة .

                          التدريس الوصائي .

                          الألعاب .

                          المحاكاة .

        2 ــ الحاسوب كوسيلة للتعلم .

            لحد الآن ، وجدنا التلميذ مجرد متلقي في عملية بيداغوجية موجهة من طرف المدرس فرغم استعماله للحاسوب نجد أنه لا تحكم له في الأداة ، لكون كل القرارات المتعلقة بتعلمه سبق أن برمجها المدرس . غير أن هناك تطبيقين بيداغوجيين يصبح فيهما الحاسوب رهن إشارة المتعلم و يخوله اتخاذ المبادرة لاستعماله . يتعلق الأمر بصياغة المشاريع ‎Élaboration de projets  و حل المسائل ‎Résolution des problèmes .

        3 ــ الحاسوب كأداة للتعلم / التعلم .

            في هذا الصنف ، كل من المدرس و المتعلم يستعمل الحاسوب كأداة : فهو للتعلم و أداة للعد و الحساب و أداة للكتابة . لذا نجد في هذا الصدد ثلاثة تطبيقات هي : التعلم الآلي للحاسوب ‎Initiation à l'ordinateur  ، و الرقام الإلكتروني ‎Chiffrier électronique ، و معالجة النصوص ‎Traitement de texte .

         4 ــ الحاسوب كأداة للتدبير البيداغوجي :

            هنا يمكن للمدرس أن يبرمج الحاسوب قصد تقييم أداءات التلميذ و نوعية أساليبه و ذلك باستعمال أحد التطبيقين التاليين أو كليهما : تدبير المسار البيداغوجي و أبناك أدوات القياس .

        ومنذ بضع سنوات ، أصبح اهتمام الباحثين منصبا على استغلال نتائج البحوث في (( الذكاء الاصطناعي )) لتوظيفها في إنتاج (( أنظمة خبيرة )) ‎Systèmes experts و لصالح التعليم و التعلم . و الأمل معقود على هذا المجال لما قد يوفره من مرونة و قابلية للتفاعل في عملية التعليم و التعلم .

                      

الصفحة السابقة

صفحة العناوين