فلاسـفة و مربون
حرف التاء
تشومسكي ، نعوم
من أهم الشخصيات الثقافية على مستوى العالم. وهو أهم عالم لغويات معاصر، وأحد أكثر العلماء تأثيرًا في علم اللغويات الحديث. وتستخدم نظريات تشومسكي اللغوية بكثرة في علوم الاتصالات وعلوم الحاسب الآلي. بيد أن هذا الجانب العلمي لا يمثل الجانب الأهم في تشومسكي؛ فيكفي أن نعرف أنه أهم "المنشقين" في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد نعتته منظمة "بناي بريث" (أبناء العهد) اليهودية ذات الميول الصهيونية- بأنه أشد مواطني الولايات المتحدة الأمريكية عداءً لإسرائيل. ووصفه البعض بأنه يهودي يكره ذاته.
واعتبرته محطة "سي إن إن" الإخبارية العالمية - أهم نقاد السياسة الأمريكية. واختير ضمن أحد الاستفتاءات الثقافية في الولايات المتحدة ليكون ضمن أهم ثلاث شخصيات ثقافية على قيد الحياة في هذا القرن.
ولد نعوم إفرام تشومسكي عام 1928 وحصل على درجته العلمية في اللغويات عام 1951 من جامعة بنسلفانيا. بعدئذ في بداية الخمسينات سافر إلى إسرائيل ليعيش لفترة في أحد الكيوبوتزات حيث اعتقد في الطبيعة الاشتراكية والإنسانية لحركة الكيبوتز. بيد أن الغشاوة انقشعت بسرعة عن عينيه وترك إسرائيل وعاد إلى الولايات المتحدة؛ حيث عمل عام 1955 في جامعة هارفارد، ثم انتقل ليعمل في معهد ماساتشوستس للتكنولوجياM .I.T وما زال يعمل به حتى الآن.
في عام 1957 نشر مؤلفه الهام "البناء السياقي" الذي أحدث ثورة في علم اللغويات الحديث، واعتبر التجاوز الأساسي للبنيوية في مجال اللغويات. ومن أهم أعماله الأخرى في هذا المجال سنجد "اللغة والعقل" و "بعض جوانب نظرية السياق" و"القواعد والتمثيلات" و"دراسات سيمانطيقية في النحو التوليدي".
وتتسم نظرية تشومسكي اللغوية المعروفة باسم النحو التوليدي التوليدي أو التحويلي أو الكوني بعدة سمات أهمها: أن النحو عند تشومسكي هو مجموعة القواعد التي تُمكِّن الإنسان من توليد مجموعة من الجمل المفهومة ذات البناء الصحيح. وينتقد تشومسكي عملية الكفاءة الرصدية التي اتسم بها النحو التقليدي؛ أي القدرة على الرصد الكمي للبيانات دون محاولة تقديم نموذج تفسيري يفسر قدرة المتكلم مستخدم اللغة وحدسه اللغوي. فتشومسكي يفرق بين القدرة التي هي ملكة معرفة اللغة؛ حيث يمكن للفرد إنتاج وفهم عدد غير محدود من الجمل، وتحديد الخطأ، وتلمس الغموض الكامن في الناتج اللغوي، وبين الأداء الذي هو عملية استخدام هذه القدرة في نسق محدد. وينعي تشومسكي على التقليديين اهتمامهم بالأداء وانصرافهم عن القدرة.
بيد أن أهم سمات نظرية تشومسكي اللغوية هي "الداخلية" Innateness حيث يرى تشومسكي أن الإدراك اللغوي والقدرة اللغوية هي صفات إنسانية أساسية تكمن في النوع البشري وليست مكتسبة.
ويشابه تشومسكي هنا اللغويين الإسلاميين في صدر الإسلام مثل: ابن جنى والعسكري والجرجاني في رؤيتهم للغة على أنها هبة من الله للإنسان، حيث يرى تشومسكي أن لغة الفرد العادية هي عملية إبداعية، وأن كل كلام هو تجديد في ذاته، فاللغة ملكة إنسانية وهي ملكة تؤنس الإنسان أيضًا.
بيد أن الجانب الأهم بالنسبة لنا كعرب ومسلمين فيما يخص تشومسكي هو أنه من أشد المدافعين عن القضايا العربية في الولايات المتحدة الأمريكية، ومن أشد نقاد السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. وهو يصف هذه السياسة بأنها ضالة ومضللة، وخادمة وتكيل بمكيالين، وقد تؤدي بالعالم إلى الدمار الكوني؛ لأن الشرق الأوسط من المناطق شديدة الالتهاب في العالم.
ولتشومسكي عدة كتب تنتقد السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط منها "السلام في الشرق الأوسط" و "مثلث المقادير" و "قراصنة وقياصرة" و "ثقافة الإرهاب" و "أوهام ضرورية" و "الديمقراطية المعوَّقة" وغيرها.
وتشومسكي من المفكرين الذين يعيشون فكرهم، وتتطابق الأفعال عندهم مع الأقوال ، فقد كان عضوًا نشطًا في حركة "قاوم" Resist الراديكالية التي لعبت دورًا هامًا في معارضة التدخل الأمريكي في فيتنام.
وكان من قيادات هذه الحركة التي أدت إلى تعبئة الرأي العام الأمريكي ضد الحرب؛ ومن ثم أُجبرت الحكومة الأمريكية مع توالي انتصارات الشعب الفيتنامي على الانسحاب.
بيد أن ثمة نقطة هامة ينبغي ملاحظتها في كتابات تشومسكي السياسية، تلك النقطة هي تشاؤمه الشديد رغم إيمانه الهائل بقدرات الإنسان الإبداعية الهائلة.
لقد كتب تشومسكي: "أعتقد أنه لا أمل على الإطلاق في مستقبل أفضل للبشرية، وخاصة مع ازدياد اكتساح النموذج الأمريكي المادي الاستهلاكي على مستوى العالم".
كيف يمكننا أن نفهم هذا القول؟ وكيف يمكن رؤية هذا مع أنه قال أيضًا: "إن اللغة البشرية العادية المستخدمة في الحياة اليومية عملية إبداع مستمر تعكس قدرات الإنسان المذهلة؟!!"
إن النظرة الإنسانية العلمانية تفتقد الأساس الإيماني الذي يؤدي إلى أمل المؤمنين، حيث إن يقين المؤمن في الله سبحانه وتعالى، يعطيه القدرة على رؤية مستقبل أفضل دائمًا.
بينما تتعدد إحباطات العلماني، ولا يرى في الجنس البشري الذي يحبه ويؤمن بقدراته إلا دمارًا وكراهية وهزائم متكررة، ولا يجد منبعًا يستمد منه الإيمان، ومن ثم لا مناص من إحساسه بالفشل والإحباط رغم استمراره في العمل الدؤوب لتغيير هذا.
إن تشومسكي مثال لهذا المثقف الإنساني العلماني الذي يحب الإنسانية، ولكنه لا يجد القدرة على الأمل؛ لافتقاد الإيمان.
تولستوى ،ألكونت ليو
(1828 - 1910): روائي وفيلسوف أخلاقي ومصلح اجتماعي روسي. يعتبر أحد أعظم الروائيين في العالم كله, وقد تميزت آثاره بعمق تحليله للإنسان ككائن اجتماعي. رفض في أواخر حياته مؤسسات المجتمع وفيها الملكية الشخصية والدولة نفسها. أبرز روائعه <الحرب والسلم> War and Peace (را.) (1865 - 1869), و<آنا كارينينا> Anna Karenina (1875 - 1877), و<اعتراف> A Confession (عام 1882), و<البعث> Resurrection (عام 1899).
حرف الثاء
ثيوفراستوس
(372? - 287?): فيلسوف يوناني. كان تلميذا لأرسطو. وقد ألف في علم الطبيعة وعلم النبات وعلم المنطق وعلم السياسة, وفي الشعر والميتافيزيقا وغيرها. لم يبق لنا من آثاره غير أقلها, ومن هذا الأقل كتاب <تاريخ النباتات> History of Plants وقد صنف فيه النباتات حسب أشكالها وطرائق نموها, وكتاب <شخصيات ونماذج بشرية> Charakteres الذي احتذاه لابرويير وغيره من كبار الكتاب (را. لابرويير).
حرف الجيم
جلال الدين الرومي
(1207 - 1273 م.): شاعر فارسي متصوف. يعرف ب- <مولانا جلال الدين>, ويعتبر أحد أعظم شعراء الحب الإلهي. هاجر إلى مدينة قونية في تركيا حيث اتصل بشمس الدين التبريزي ودخل في طريقته الصوفية. وبعد وفاة شمس الدين أنشأ طريقة صوفية خاصة عرفت ب- <الطريقة المولوية>. أشهر آثاره ديوان <مثنوي> الذي كان له أثر عظيم في الفكر والأدب الصوفيين عند المسلمين (را. أيضا: المولوية).
جنتيلي جيوفاني
(1875 - 1944): فيلسوف وسياسي ومرب وصحافي إيطالي. يعرف أحيانا ب- <فيلسوف الفاشية>. تعاون مع بنيديتو كروتشي في إصدار مجلة <النقد> La Critica (1903 - 1922). تولى وزارة التربية في الحكومة الفاشية الإيطالية من عام 1922 إلى عام 1924 فأحدث إصلاحات واسعة. أشرف على تحرير <الموسوعة الإيطالية > Enciclopedia Italiana.
جيروم البراغي
(1365? - 1416): فيلسوف ولاهوتي تشيكي. ولد في براغ فنسب إليها. ناصر المصلح الديني جون هس في نزاعه مع السلطة, حتى إذا اعتقل هس سارع إلى الدفاع عنه, فألقي القبض عليه ومن ثم قتل إحراقا وذر رماده في نهر الراين.
جيمس هنري
(1811 - 1882): فيلسوف أميركي. والد الروائي هنري جيمس والفيلسوف وليم جيمس. قال بأن الله خلق العالم على نحو تطوري موصول وبأنه عندما يحيا الناس عيشا إبداعيا فعندئذ يشاركون العزة الإلهية قدرتها. جمع وليم جيمس أفضل أعماله في كتاب <آثار هنري جيمس الأدبية الباقية> The Literary Remains of Henry James (عام 1885).
جيمس وليام
(1842 - 1910): فيلسوف وعالم نفس أميركي. أخو الروائي هنري جيمس. طور الفلسفة الذرائعية (را. الذرائعية) من أشهر آثاره: <مبادئ علم النفس> The Principles of Psychology (عام 1890), و<ضروب الخبرة الدينية> The Varieties of religious experience (عام 1902).
حرف الحاء
الحلاج أبو المغيث الحسين بن منصور
(858? - 922م.): صوفي مسلم . طوف في الأرض , فزار تركستان والهند, وحج إلى مكة ثلاث مرات. قال بعض من ترجموا له إنه كان يأكل يسيرا , ويصلي كثيرا, ويصوم الدهر. دافع عن الحركة الصوفية دفاعا شديدا, ولكنه ادعى حلول الذات الإلهية فيه فاتهم بالكفر والزندقة فسجن وعذب, ثم اجتر رأسه وأحرقت جثته. أشهر آثاره كتاب <الطواسين>.
حرف الدال
دالامبير ، جان لورون
(1717 - 1783): فيلسوف وفيزيائي وعالم رياضي فرنسي. حرر هو و <ديدرو> الموسوعة الفرنسية (را. الموسوعيون). كان أمين السر الدائم للأكاديمية الفرنسية. وضع دراسات رياضية استغرقت ثمانية مجلدات كاملة (عام 1780).
دانز سكوطس ، جون
(1265? - 1308): فيلسوف ولاهوتي فرنسيسكاني أسكتلندي. تعرف فلسفته ب- <السكوطية> (را.) انتقد لاهوت توما الأكويني. أكد أن الإيمان, ليس شأنا تأمليا بل عمل من أعمال الإرادة. وقد لقيت وجهات نظره قبولا حماسيا عند كثير من اللاهوتيين الكاثوليك وظلت تلقى مثل هذا القبول حتى القرن الثامن عشر.
دوركايم ، إميل
(1858 - 1917): فيلسوف وعالم اجتماع فرنسي. يعتبر أحد مؤسسي علم الاجتماع الحديث, وقد وضع لهذا العلم منهجية مستقلة تقوم على النظرية والتجريب في آن معا. أبرز آثاره <في تقسيم العمل الاجتماعي> De la division du travail social (عام 1893), و <قواعد المنهج الصوصيولوجي> Les Règles de la méthode sociologique (عام 1895).
ديكارت ـ روني
(1596 - 1650): فيلسوف وفيزيائي ورياضي فرنسي. يعتبر في رأي كثير من الباحثين أبا الفلسفة الحديثة ومؤسسها. اكتشف الهندسة التحليلية. اشتهر بكتابة <مقالة في المنهج> Discours de la méthode (عام 1637) وفيه اطرح كل المعتقدات السابقة ليعاود البحث عن الحقيقة شاكا في كل شيء إلا حقيقة واحدة وهي أنه يشك, ومن هنا كلمته المشهورة: <أنا أشك فإذن أنا أفكر. وأنا أفكر فإذن أنا موجود>: Dubito ergo cogito cogito ergo sum.
ديلتاي ـ ولهم
(1833 - 1911): فيلسوف ألماني. أسس <الفلسفة الحياتية> (را. الحياتية, الفلسفة) التي تقول بأن الحياة الإنسانية وتعبيراتها الثقافية هي مصدر الفلسفة وموضوعها.
ديوجينس ـ ديوجين
(412? - 323?ق.م.): فيلسوف يوناني. عاصر الإسكندر المقدوني. يعتبر أبرز ممثلي المدرسة الكلبية (را. الكلبيون). الأوائل. دعا إلى التقشف. وهزئ بالعادات المتوارثة, وهاجم المؤسسات القائمة بما فيها الأسرة, وعاش عيش الشحاذين المتشردين. وفي بعض الأقوال أنه عاش في برميل, وأنه خرج يوما في رائعة النهار حاملا مصباحا ليبحث عن <إنسان فاضل>.
ديووي ـ جون
(1859 - 1952): فيلسوف وعالم نفس ومرب أميركي. طور الفلسفة الذرائعية أو البراغماتية, وأنشأ مذهبا فلسفيا جديدا يعرف ب- <الوسائيلة>. من مؤلفاته: <المدرسة والمجتمع> School and Society (عام 1899), و <الخبرة والطبيعة> Experience and Nature (عام 1925).
العودة إلى الصفحة العناوين