حديث شريف |
قيس بن عاصم بن سنان المنقريّ التميميّ ، صحابي سيّد كريم حليم
وفد على النبي -صلى الله عليه وسلم- سنة تسع في وفد بني تميـم
فقال عنه :( هذا سيد أهل الوبر )000عيّنه النبي الكريم على صدقات
مُقاعس وبطون أسد وغطفان ، وتحوّل الى البصرة حيث مات000
عندما أسلم قيس بن عاصم أمره الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالإغتسال بماءٍ وسدْرٍ ، فاغتسل ، فأقيمت الصلاة ، فدخل بين أبي بكر و عمر فقام بينهما ، فلما قضى الصلاة قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- :( لقد سألني قيس عن ثلاث كلمات ما سألني عنها غيرُ أبي بكر )000
كان قيس بن عاصم حليماً يُقتدى به ، فقد قيل للأحنف :( ممن تعلمت الحِلْم ؟)000قال :( من قيس بن
عاصم !! رأيته يوماً محتبياً فأتي برجلٍ مكتوف وآخر مقتول ، فقيل :( هذا ابن أخيك ، قتل
ابنك )000فالتفت الى ابن أخيه فقال :( يا ابن أخي ! بئسَمَا فعلت ، أثمت بربّك ، وقطعت رَحِمَك ، ورميت نفسك بسهمك )000ثم قال لابن له آخر :( قُمْ يا بني فوارِ أخاك ، وحُلَّ كتاف ابن عمّك ، وسُقْ إلى أمّهِ مائةَ ناقة ديَة ابنها ، فإنها غريبة )000
قال له أبو بكر :( صِفْ لنا نفسك )000فقال :( أما في الجاهلية فما هممتُ بملامة ، ولا حُمْتُ على تهمةٍ ، ولم أُرَ إلا في خيلٍ مغيرةٍ أو نادي عشيرة ، أو حامي جريرة ، أمّا في الإسلام فقد قال الله تعالى :( فلا تُزكّوا أنفسكم ))000فاعجب أبو بكر000
قال قيس بن عاصم للرسول -صلى الله عليه وسلم- :( يا رسول الله ! المالُ الذي لا تبعة عليّ فيه ؟)000قال :( نِعْم المال الأربعون ، وإن كثر فستون ، ويلٌ لأصحاب المئيـن إلا من أدى حقّ اللـه في رِسْلِها ونَجْدتها ، وأطـرق فحلَها ، وأفقـر ظهرها ، ومنـح غزيرتها ، ونحرَ سمينتها ، وأطعم القانع والمعتر )000فقال قيـس :( يا رسـول الله ما أكرم هذه الأخلاق وأحسنها )000قال :( يا قيـس أمالك أحب إليك أم مال مواليـك ؟)000قال :( بل مالي )000قال :( فإنما لك من مالك ما أكلتَ فأفنيتَ أو لبست فأبليتَ أو أعطيت فأمضيتَ وما بقي فلورثتكَ )000فقال :( يا رسول الله ! لئن بقيتُ لأدعنّ عددها قليلاً )000
كان قيس بن عاصم أول من وأد بالجاهلية ، وقد قال له أبو بكر :( ما حملك على أن وأدت ؟)000 فقال :( خشيت أن يخلف عليهنّ غيرُ كُفْوءٍ )000وقد جاء قيس بن عاصم الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال :( إني وأدت ثماني بنات في الجاهلية )000وفي رواية أخرى اثنتي عشرة000فقال له الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- :( اعتق عن كل واحدة منهن رقبة )000وقال :( إني صاحـب إبل )000قال :( اهدِ إن شئـتَ عن كل واحدة منهن بدنة )000وكان لقيس ثلاث وثلاثون ولداً000
حرّم قيس بن عاصم على نفسه الخمر في الجاهلية ، وكان سبب ذلك أنه غمز عكثة ابنته وهو سكران ، وسبّ أبويها ، وأعطى الخُمّار كثيراً من ماله ، فلمّا أفاق أخبر بذلك ، فحرّمها على نفسه وقال في ذلك :(000
رأيت الخمـر صالحةً وفيها00000خصال تفسد الرجلَ الحليمـا
فلا واللـه أشربها صحيحاً00000ولا أشفى بها أبـداً سقيمَـا
ولا أعطـي بها ثمناً حياتي00000ولا أدعـو لها أبـداً نديمَـا
فإن الخمرَ تفضـح شاربيها00000وتجنيـهم الأمـر العظيمَـا
لمّا حضرت قيس بن عاصم الوفاة دعا بنيه فقال :( يا بنيّ احفظوا عني فلا أحد أنصح لكم مني ، إذا أنا مت فسوِّدوا كبارَكم ، ولا تُسَوِّدوا صغارَكم ، فتُسَفِّه الناس كبارَكم ، وتهونوا عليهم ، وعليكم بإصلاح المال ، فإنه منبهة للكريم ، ويستغني به عن اللئيم ، وإياكم ومسألة الناس ، فإنها آخر كسب المرء ولا تقيموا عليّ نائحةً فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن النائحة )000
ونزل قيس البصرة ومات فيها ، ولمّا مات رثاه عَبْدة بن الطبيب بقوله :(000
عليكَ سلامُ الله قيسَ بن عاصمٍ00000ورحمتُهُ ما شاءَ أن يترحّما
وما كان قيسٌ هُلْكه هُلْكُ واحدٍ00000ولكنّـه بُنيانُ قومٍ تهدّمـا