الجواب:
الحمد لله
سئل
الشيخ حامد العلي في موقعه على الإنترنت عن هذا الموضوع فقال : " يجب على
المسلم أن يتقين ثلاثة أمور عندما يسمع مثل هذه الأخبار :
الأمر
الأول : هو أن نهاية الحياة في الأرض لن تكون بحال من الأحوال إلا وفق ما
جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وذلك أن نهاية التاريخ
لن تحصل قبل ظهور علامات الساعة الصغرى والكبرى كلها ، ومن ذلك أن يتصارع
أهل الحق وهم أهل الإسلام مع أهل الشر والباطل ، وهم كل الذين يعادون دين
الحق دين الإسلام ، ويسعون لإطفاء نوره وأن ثمة محطتين بارزتين في هذا
الصراع ستقع قبل نهاية الحياة ، الأولي صراع أهل الإسلام مع أهل الصليب
كما صح في الأحاديث التي ذكرت ملاحم آخر الزمان .
والمحطة
الثانية هي صراع أهل الإسلام في وقت نزول عيسى عليه السلام مع الدجال
وأتباعه من اليهود ، ثم يخرج يأجوج ومأجوج ، ويموتون موتة رجل واحد .
ثم
يحكم أهل الإسلام الأرض ، ثم يموت كل من في قلبه مثقال ذرة من إيمان بريح
باردة تقبض أرواح المؤمنين ، ثم لا تلبث الساعة بعد ذلك أن تقوم وشيكا على
شرار الخلق متفرقين على كوكب الأرض ، لأن الكون لا يخرب وعلى الأرض مؤمن ،
فإن انعدم الإيمان خربت ، إذ الإيمان بالله سبب بقاء الحياة .
والحاصل
أنه لا يجوز أن يعتقد المسلم أن نهاية الحياة ستكون بخلاف ما ذكر في
النصوص الثابتة في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
الأمر
الثاني : هو أنه لا يجوز للمسلم أن يعتقد أن الكواكب تهب النفع ، أو تدفع
الضر ، أو يحصل بها الرزق أو هي التي تهب السعادة ، وتأتي بالشقاء ، وتوجه
حياة البشر ونحو ذلك ، فهذه عقيدة شركية كان يعتقدها أهل الجاهلية وصح في
الأحاديث أن من اعتقدها كفر ، وبهذا يعلم أن ما يزعمه كهان الأبراج كله
كذب وكفر وشرك بالله تعالى .
فالكواكب
ليست سوى أجرام مسخرة تسير بقدرة الله تعالى ، وتؤدي دورها في الكون ،
وهذا لا يمنع أن يكون سيرها وفق نواميس أقام الله تعالى الكون عليها ،
ويحصل بها تأثر فيما بينها ، ويترتب علي هذا التأثر ، حصول الكوارث
والمصائب والزلازل ، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيميه أنه بسبــب كون الكسوف
يؤثر على الأرض قال صلى الله عليه وسلم ( آية يخوف الله بها عباده ) ا.هـ
بمعنى أنها تدل على قرب حدوث أمر مقدر من الله تعالى فيه تخويف وتذكير من
الله تعالى ، تذكير بقدرته البالغة ، وتذكير بنهاية الحياة ، وتذكير
للإنسان أن لا يطغى وأن يتذكر دائما أنه على أرض الله التي لو شاء لزلزلها
من تحت رجليه ، فلا يستطيع صرفا ولا نصرا .
ولهذا
عادة ما تحدث الزلازل بعد الكسوفات ، وكذلك الأعصاير المدمرة ، نعوذ بالله
من غضبه ، كما ذكر رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم استعاذ من القمر
لأن له تأثيرا وإلا لما استعاذ منه ، وإنما تأثيره من جنس تأثير المؤثرات
الحسية التي خلقها الله وخلق تأثيراتها .
ومادام
المسلم يعتقد أن ذلك يحصل كله بتقدير الله تعالى ، وأنها آيات يخوف الله
بها عباده ، فلا ضير ، لكن يجب أن تكون معرفة علاقة سير الكواكب، والشمس ،
بحركة سير الأرض ، وطبقات الأرض ، وحركة الرياح فيها ، مبينا على أسس
علمية ، كما تكتشف علاقات قوانين الطبيعة مع بعضها ، والإسلام لم يحرم بل
أمر باكتشاف قوانين الكون التي خلقها الله تعالى لتسييره .
الأمر
الثالث : هو أنه لا يجوز للمسلم أن ينزل الأحاديث التي ذكر فيها النبي صلى
الله عليه وسلم ما سيحدث فيما سيأتي من الزمان ، على كلام علماء الطبيعة
والفلك ، الذين قد يكون كلامهم تخريصا أو تخمينا أو توقعات لا تلبث حتى
يعلم خطؤها ، فلا يصح أن يجزم أحد من الناس بقوله : إن زوال أمريكا ، أو
خروج المهدي ، أو تغيير النظام العالمي ، أو موازين القوى في العالم ،
سيحدث بمرور كوكب يحدث تأثيرات كارثية على الأرض ، في هذا العام ، أو غيره
.
ومن
جزم بهذا فهو متخرص ، قائل بغير علم ، متهجم على الغيب بغير حق ، فأما إن
كان الكلام في دائرة ذكر الإمكان ، وما يمكن أن يقع ، فما هو ممكن الوقوع
كثير ، ولكن لا يعلم ما سيقع ، ومتى يقع إلا الله تعالى وحده .
هذا
وقد أمرنا أن نجاهد أعداءها بما أوتينا من قوة ، وأن نسعى أن نتفوق عليهم
، أو أن نساويهم ، أو نقاربهم ، فيما يملكون من أسباب القوة المادية
والمعنوية ، ولا نتكل على حصول الكوارث على أعداءنا .
وقد
علمنا من سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم ، أن نواجه الأعداء بتوكلنا على
الله أولا ، ثم بما آتانا الله من إيمان عميق بعقيدتنا ، وعزيمة أكيدة على
حقنا ، وصبر هائل على طريقنا ، وإصرار بغير حدود على رسالتنا ، وجهاد دؤوب
يستمر عبر الأجيال حتى نصل إلى أهدافنا ، وهدفنا الأعلى وهو قيادة البشرية
إلى الهدى والنور ، لتستمتع البشرية برسالة الرحمة التي بعث بها نبينا صلى
الله عليه وسلم ، وذلك كما فعل صلى الله عليه وسلم في حياته ، ولنا فيه
الأسوة الحسنة .
وبعد
هذا نقول إن كل ما ذكره هذا المتكلم عن كوكب ( نيبيرو ) لا قيمة له حتى
يثبت بأسس علمية صحيحة ، إن هذا الكوكب سيحصل بمروره قرب الأرض تأثيرات
كارثية ، ثم إذا ثبت ذلك ، فالواجب علينا أن نتمسك بالثوابت الثلاثة التي
ذكرتها قبل قليل ، ثم اللجوء إلى الله تعالى ، والتوجه إليه بالدعاء أن
يجنبنا البلاء ، وإذا وقع أن يرفعه عنا ، ويجعل عاقبته خيرا لنا ولأهل
الإسلام
مع
أن غالب الظن أن هذا الكلام على الكوكب المذكور ، كله تخرص ، لا أساس له
من الصحة ، أو هو مبالغ فيه ، والاهتمام به ، ليس من الحكمة في شيء .
والله أعلم " ا.هـ
وقد مر التاريخ الذي ذكره السائل في سؤاله ، ولم يحدث شيء ، مما يؤكد أن هذا الكلام من باب الخرص والقول بلا علم .
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=44878&dgn=4