السؤال:
السلام عليكم
ورحمة الله
إن تيسر يا شيخ أن تجيبوني على ما يلي هل هو صحيح وهل الأحاديث التي فيه صحيحة
لأنني سَألتُ عنه وبحثت . ولكم منا الشكر والعرفان في جميع الأحوال .
ما رأيك أن تستغل
وقت نومك في عبادة الله ؟ أليس ذلك استثمارا رائعا لوقتك؟ أنت تنام تقريبا 8 ساعات
فماذا لو تعبدت الله تعالى فيها وأنت نائم ومطمئن؟ لن تخسر شيئا فبالتأكيد أن
الرابح في هذه الصفقة
اتبع هذه الخطوات واربح في الأجر والثواب :
1- من توضأ وقرأ قل هو الله أحد 3 مرات قبل نومه احتسب له وقت نومه وكأنه يصلي
واحتسب فراشه مسجدا.
2 - قول : يفعل الله ما يشاء بقدرته ويَحْكُم ما يريد بعزته 3 مرات . فمن قالها قبل
نومه احتسبت له ألف ركعة.
3 – قراءة المعوذات الثلاث 3 مرات والنفث على سائر الجسد إقتداء بسنته صلى الله
عليه وآله.
4 - قراءة آية الكرسي فهي أمان لمن قرأها ونام ولا يصيبه أي مكروه بإذن الله تعالى
.
5 - ويستحب النوم على الكتف الأيمن كما كان يفعل حبيب قلوب المؤمنين محمد صلى الله
عليه وآله وسلم ويكره النوم على البطن
الجواب:
فأجاب الشيخ عبد الرحمن السحيم حفظه الله
وعليكم
السلام ورحمة الله وبركاته، وبارك الله فيك. وأعانك الله.أما
الأول فلا يَصِحّ ، والثاني عليه علامات الوضع والكذب ، لِما فيه مِن مُبالَغة .
وأما فضل النوم على طَهارة فقد صحّتْ به الأحاديث ، فمن ذلك
: في حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه
وسلم : إذا أتَيْتَ مَضْجِعَك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجِع على شِـقِّـك الأيمن .
رواه البخاري ومسلم .
وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن
بَاتَ طَاهِرًا بَاتَ في شِعَارِه مَلَك ، فلم يستيقظ إلا قال الْمَلَك : اللهم
اغفر لعبدك فلان فإنه بَاتَ طَاهِرًا . رواه ابن حبان ، وأوْرَده الألباني في
السلسلة الصحيحة ، وفي صحيح الترغيب والترهيب .
وقوله : " في شِعارِه " أي : اللباس الذي يَلِي بَدَنه .
وفي حديث مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : مَا
مِنْ مُسْلِمٍ يَبيتُ عَلَى ذِكْرٍ طَاهِراً فَيَتَعَـارّ مِنَ الّليْلِ ،
فَيَسْأَلُ الله خَيْراً مِنَ الدّنْيَا وَالآخِرَةِ إِلاّ أَعْطَـاهُ إِيّـاهُ .
رواه الإمام أحمد وابن ماجه . ومعنى " فَيَتَعَـارّ " أي
يستيقظ ويتقلّب .
وقراءة المعوّذات ثلاث مرات ثم النفث في كل مرة ومَسح الجسم باليدين - هذا ثابت
عنه عليه الصلاة والسلام . فعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا
أَوَى إلى فراشه كل ليلة جَمَع كَفّيه ثم نَفَث فيهما فقرأ فيهما : (قل هو الله
أحد) و (قل أعوذ برب الفلق ) و (قل أعوذ برب الناس) ، ثم يَمْسَح بهما ما استطاع من
جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده ، يفعل ذلك ثلاث مرات . رواه
البخاري .
وكذلك قراءة آية الكرسي ، ففي حديث أبي هريرة
رضي الله عنه قال : وَكَلَنِي رسول الله صلى الله عليه وسلم بِحِفْظِ زكاة رمضان ،
فأتاني آتٍ فجعل يَحْثُو من الطعام فأخذته ، فقلت : لأرْفَعَنّك إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم - فَذَكَر الحديث - فقال : إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي
(اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) حتى تختم الآية ، فإنك لن
يزال عليك من الله حافظ ولا يَقْرَبَـنَّك شيطان حتى تُصْبِح . فقال النبي صلى الله
عليه وسلم : صَدَقَكَ وهو كَذوب . ذاك شيطان . رواه البخاري .
والنوم ليس على الكتف الأيمن وإنما هو على الْجَنْب الأيمن .
ففي حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا أوى إلى فراشه نام على شِـقِّـه الأيمن ، ثم قال : اللهم أسلمت نفسي إليك
، ووجهت وجهي إليك ، وفَوّضْتُ أمري إليك ، وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك ، لا
ملجأ ولا مَنْجَا مِنك إلاّ إليك ، آمنت بكتابك الذي أنزلت ، ونبيك الذي أرسلت .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن قَالَهُنّ ثم مات تحت ليلته مات على
الفطرة . رواه البخاري ومسلم . وهذه رواية البخاري . وبوّب عليه الإمام البخاري :
باب النوم على الشِّقّ الأيمن . وفي رواية للبخاري : فإن مُتَّ مُتَّ على الفِطرة .
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا أوَى
أحدكم إلى فراشه فليأخذ دَاخِلَة إزَارِه ، فلْيَنْفُض بها فِراشه ، ولْيُسَمّ الله
، فإنه لا يَعلم ما خَلّفه بعده على فراشه ، فإذا أراد أن يضطجع فليضطجع على
شِـقِّـه الأيمن ، ولْيَقُل : سبحانك اللهم ربي بك وضعت جنبي وبِكَ أرْفَعه ، إن
أمسكت نفسي فاغْفِر لها ، وإن أرسلتها فاحْفَظْها بما تَحْفَظ به عبادك الصالحين .
رواه مسلم .
وروى مسلم من طريق سهيل قال : كان أبو صالح يأمُرُنَا إذا أراد أحدنا أن يَنام أن
يَضطجع على شِـقِّـه الأيمن ، ثم يقول : اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش
العظيم ، ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى ، ومْنْزِل التوراة والإنجيل والفرقان ،
أعوذ بك مِن شَرّ كل شيء أنت آخذ بِنَاصِيَتِه ، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء ،
وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء
، اقْضِ عَـنّا الدَّيْن وأغْنِنَا من الفقر . وكان يَروى ذلك عن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم .
وفي حديث حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
إذا أراد أن يَرْقُد وَضَع يده اليمني تحت خِدّه ، ثم يقول : اللهم قني عذابك يوم
تبعث عبادك . ثلاث مِرار . رواه الإمام أحمد وأبو داود .
والله تعالى أعلم .
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=52137