الحمد لله والصلاة والسلام
على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك ولا خلاف في أن أفضل البشر على
الإطلاق هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، بل هو أفضل من الملائكة -عليهم السلام-
جميعا، وراجع الفتوي رقم: 55115،
والفتوى رقم: 124617.
ولكن موضع السؤال ليس في كون المصوت بذلك
صادقا محقا أم لا، ولكن النظر ينبغي أن يتوجه إلى ما يترتب على ذلك التصويت من
المصالح أو المفاسد، فقد يكون في المشاركة في مثل هذه التصويتات بعض المفاسد، مثل
إغراء بعض السفهاء والمعاندين من غير المسلمين بالوقيعة في عرض النبي صلى الله عليه
وسلم أو انتقاصه، وقد قال الله تعالى: وَلا
تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً
بِغَيْرِ عِلْمٍ {الأنعام:108}،
وراجع في بيان معنى هذه الآية الفتوى رقم: 30761.
ومما يشير إلى
ذلك أيضا ما رواه أبو
هريرة قال: استب
رجل من المسلمين ورجل من اليهود فقال المسلم: والذي اصطفى محمداً صلى الله عليه
وسلم على العالمين، في قسم يقسم به فقال اليهودي: والذي اصطفى موسى على العالمين،
فرفع المسلم عند ذلك يده فلطم اليهودي، فذهب اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فأخبره الذي كان من أمره وأمر المسلم، فقال: لا تخيروني على موسى... الحديث.
متفق عليه.
قال ابن
حجر: قال
الحليمي: الأخبار الواردة في النهي عن التخيير إنما هي في مجادلة أهل الكتاب وتفضيل
بعض الأنبياء على بعض بالمخايرة، لأن المخايرة إذا وقعت بين أهل دينين لا يؤمن أن
يخرج أحدهما إلى ازدراء بالآخر فيفضي إلى الكفر. انتهى..
والمقصود أن ننبه على أهمية النظر في ما
يترتب على المشاركة في هذا التصويت من المفاسد فإن خلا منها، فلا حرج في هذه
المشاركة ونشر موضوعها، بل إن ذلك عندئذ يعد من صور الدعوة إلى الإسلام وبيان الحق
للناس.
والله أعلم.