فهذا
الكلام لا يجوز لما فيه من امتهان كتاب الله تعالى والعبث به وتحريفه عن موضعه
ووضعه في غير محله، ويدل على أن صاحبه لا يراعي حرمة كلام الله تعالى ولا يعظم
شعائره، وقد اختلف أهل العلم في حكم التضمين والاقتباس ، والتضمين في كتاب
الله تعالى إذا كان لمقصد شريف ومشروع، فذهب المالكية إلى التشديد على حرمته
سداً لذريعة امتهان كتاب الله تعالى وعدم تعظيم حرماته، قال الإمام السيوطي الشافعي
في كتابه شرح عقود الجمان في المعاني والبديع والبيان عند الكلام عن الاقتباس
والتضمين..:
قلت وأما حكمه في الشرع**** فمالك
مشدد في المنع.
وليس
فيه عندنا صراحه**** .....
قال
في الشرح إنه سأل قاضي القضاة محي الدين بن أبي القاسم الأنصاري المالكي عالم
الحجاز عن هذين البيتين:
مات
ابن موسى وهو بحر كامل**** فهناكم جمع الملائك مشترك
يأتيكم التابوت فيه سكينة**** من ربكم وبقية مما ترك
فأجابه القاضي: هذا كفر عندنا
فإن
كان ما في البيتين قد وصل بصاحبه عند بعض أهل العلم إلى أن قال فيه هذا القول
فما بالك بهذا الحوار الهابط المستهتر المستهزئ، فإن عليك أن تنبه الناس إلى أن
كتاب الله أنزل ليتدبر وهو كلام خالق السموات والأرض وخالق كل شيء، ومن جعله
وسيلة تندر فلا يؤمن أن يجره ذلك إلى ما أفتى به العلماء المتقدمون مستدلين
بقول الله تعالى: قُلْ
أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ* لاَ تَعْتَذِرُواْ
قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ {التوبة:65-66}،
فالأمر خطير جداً جداً.