دعوة

  

 

 

 

هل ورد عن الرسول صلى الله عليه و سلم أنه داعبَ الحسَن بلسانه وفمه ؟
 

السؤال:

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شيخنا الفاضل حفظكم الله
كنت اتصفح موضوع عن أطفال المسلمين كيف رباهم الرسول
و ذكر فيها
- ويداعب الصبي بلسانه وفمه:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى سوق بني قينقاع متكئاً على يدي فطاف فيها، ثم رجع فاحتبى في المسجد وقال: أين لكاع؟ ادعوا لي لكاعاً، فجاء الحسن - عليه السلام - فاشتد حتى وثب في حبوته فأدخل فمه في فمه، ثم قال: ((اللهم إني أحبه، فأحبه وأحب من يحبه))
فهل هذا الحديث صحيح ؟
اسأل لاني قرأت من قبل
ان لفظ عليه السلام تطلق على الانبياء
وفقكم الله


الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ووفَّقَك الله لكل خير .

الحديث بهذا التمام رواه الإمام أحمد ، وهو ضعيف .
ثم هو مُخالِف لِمَا رواه البخاري ومسلم مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ : كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سُوقٍ مِنْ أَسْوَاقِ الْمَدِينَةِ ، فَانْصَرَفَ فَانْصَرَفْتُ ، فَقَالَ : أَيْنَ لُكَعُ ؟ ثَلَاثًا ، ادْعُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ ، فَقَامَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يَمْشِي وَفِي عُنُقِهِ السِّخَابُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ هَكَذَا ، فَقَالَ الْحَسَنُ بِيَدِهِ هَكَذَا ، فَالْتَزَمَهُ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ ، وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُ . وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَمَا كَانَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ بَعْدَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَالَ .

وفي رواية : خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَائِفَةِ النَّهَارِ لا يُكَلِّمُنِي وَلا أُكَلِّمُهُ حَتَّى أَتَى سُوقَ بَنِي قَيْنُقَاعَ ، فَجَلَسَ بِفِنَاءِ بَيْتِ فَاطِمَةَ ، فَقَالَ : أَثَمَّ لُكَعُ أَثَمَّ لُكَعُ ، فَحَبَسَتْهُ شَيْئًا ، فَظَنَنْتُ أَنَّهَا تُلْبِسُهُ سِخَابًا أَوْ تُغَسِّلُهُ ، فَجَاءَ يَشْتَدُّ حَتَّى عَانَقَهُ وَقَبَّلَهُ ، وَقَالَ : اللهُمَّ أَحِبَّهُ وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبّهُ .

قال النووي : " لُكَع " المراد به هنا الصغير . وخِباء فاطمة : أي بيتها . والسِّخَاب .. جَمْعُهُ سُخُب ، وَهُوَ قِلادَةٌ مِنْ الْقُرُنْفُل وَالْمِسْك وَالْعُود وَنَحْوهَا مِنْ أَخْلاط الطِّيب ، يُعْمَلُ عَلَى هَيْئَةِ السُّبْحَة ، وَيُجْعَلُ قِلادَة لِلصِّبْيَانِ وَالْجَوَارِي . اهـ .

وفي الصحيحين مِن حديث الْبَرَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَالْحَسَنُ عَلَى عَاتِقِهِ يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ .


ولفظ ( عليه السلام ) قد يكون هذا مِن تصرّف بعض الـنُّسَّاخ ، ولا إشكال في إطلاقه على غير الأنبياء ، وإنما الإشكال في تخصيص بعض آل البيت به دون غيره .

وسبق :
هل يُصلّى على غير النبي صلى الله عليه وسلم ؟
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=11383


و
هل يجوز أو وَرَد أن نقول لِـ (سارة) عليها السلام ؟
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=77547


والله تعالى أعلم .
 

الشيخ عبد الرحمن السحيم


http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=87588