هل
حديث (تزينوا بالعقيق فإن فيه البركة) حديثٌ صحيح ؟
السؤال:
لقد شاع في الآونة الأخيرة على منتديات الإنترنت أحد الأحاديث لا أدري حقيقة صحتها
فنرجوا من سماحتكم توضيح هذه المعلومة وتبيان إن كان لها أي أصل ، والآن سأعرض
الموضوع كاملا حتى تكتمل لكم الصورة حيث يتحدث الموضوع عن أحجار العقيق وماذا تحدث
عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مايلي : -
فــوائد العقيق
عن الرضا عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله
و سلم: تختموا بالعقيق فإنه لا يصيب أحدكم غم ما دام ذلك عليه
. عن النبي صلى الله عليه وآله و سلم انه قال: تختموا بالعقيق فإنه ينفي الفقر و
اليمنى أحق بالزينة. و عنه عليه السلام قال: صلاة ركعتين بفص عقيق تعدل ألف ركعة
بغيره.
شكا رجل إلى النبي (ص) أنه قطع عليه الطريق, فقال: ((هلا تختمت بالعقيق, فإنه يحرس
من كل سوء))
عن الحسين بن علي عليهما السلام قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم "
يا بني تختم باليواقيت و العقيق فإنه ميمون مبارك و كلما نظر الرجل فيه إلى وجهه
يزيد نورا ً و الصلاة فيه سبعون صلاة )، عن الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله و سلم: قال الله سبحانه: أني لأستحي من عبد يرفع يده و فيه خاتم
فصه فيروز فأردها خائبة.
عن ابن شهر أشوب في المناقب عن ابن عباس و السدي كان لأمير المؤمنين عليه السلام
أربعة خواتم: ياقوت لنبله، فير وزج لنصره، حديد صيني لقوته، عقيق لحرزه
ويوجد كثير من الروايات قد تصل بالمئات بخصوص الأحجار الكريمة، والسؤال الذي يفرض
نفسه هو لماذا يعطي الله المصلي حال لبسه خاتما فصه عقيق أجر ألف ركعة، علميا إن
حجر العقيق اليماني توجد به ترددات منخفضة جداً قد تصل تردداتها ميكرو هيرز أو نانو
هيرز أو بيكو هيرز أو ميلي هيرز المشابه بترددات الخلايا المخية الخاصة بالتركيز
فينشط التركيز في الصلاة وإذا زاد التركيز في كلام الصلاة زاد الخشوع في الصلاة
وإذا زاد الخشوع زاد الأجر والثواب في الصلاة
فالله سبحانه لم يخلق المعادن و الجواهر في باطن الأرض اعتباطا ً أو دون فائدة ( و
العياذ بالله ) وإنما لأسباب عديدة منها التفكر في عجائب مصنوعاته و بديع مخلوقاته
و لمنافع الناس كالحديد ذو البأس الشديد و النحاس و الرصاص وغيرها من الأحجار
الثمينة مثل الذهب و الفضة و الماس ففي كل منها أسرار وآثار عجيبة وفي أحاديث أهل
بيت العصمة عليهم السلام و روايتهم أمور ثمينة
وجزاكم الله عنا كل خير
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
هذا يغلب عليه أنه من أحاديث الرافضة ، فهم الذين إذا ذَكَروا آل البيت – رضي الله
عنهم – قالوا : عليهم السلام ! وهم الذين يروون الأحاديث دون زِمام ولا خِطام ،
فيروون دون أسانيد ! وهذا هو الغالب عليهم ، فأصَحّ الكُتب عندهم كِتاب الكافي ،
وأكثر ما فيه قول الكليني : حدثنا عِدّة من أصحابنا !
وهذه لو صَحّت الأسانيد فيها إلى أئمة آل البيت رضي الله عنهم ، لَكانت ضعيفة . فكم
بين جعفر الصادق رحمه الله وبين النبي صلى الله عليه وسلم ؟
مات سنة ثمان وأربعين ومائة من الهجرة . وكم بين الرضا رحمه الله وبين النبي صلى
الله عليه وسلم ؟ توفي سنة ثلاث ومئتين من الهجرة .
والأحاديث الواردة في التختم بالعقيق لا يصِحّ منها شيء . بل حَكَم عليها غير واحد
من أهل العِلْم بأنها موضوعة مكذوبة ، فقد أوردها ابن الجوزي في كتاب " الموضوعات "
.
وقال السخاوي : ولا يصح أيضاً حديث : " تختموا بالعقيق " ، له طرق كلها واهية،
والمقدسي في " تذكرة الموضوعات " . والألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة
. والله أعلم .
ومزيد من التخريج :
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=90741
الشيخ عبد الرحمن السحيم
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=60170
|