لما ركب
نوح عليه السلام في السفينة رأى شيخا
السؤال:
فضيلة الشيخ: عبد الرحمن السحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ^^
ما مدى صحة هذه القصة
ثنا أبو عبد الله محمد بن موسى الحرشي ثنا جعفر بن سليمان ثنا عمرو بن دينار ثنا
سالم بن عبد الله رضي الله عنه عن أبيه قال : لما ركب نوح عليه السلام في السفينة
رأى شيخا لم يعرفه فقال له نوح ما أدخلك قال دخلت لأصيب قلوب أصحابك فتكون قلوبهم
معي وأبدانهم معك فقال له نوح عليه السلام اخرج يا عدو الله فقال إبليس خمس أهلك
بهن الناس وسأحدثك منهن بثلاث ولا أحدثك باثنتين فأوحى الله تبارك وتعالى إلى نوح
عليه
عليه الصلاة و السلام أنه لا حاجة لك إلى الثلاث مره يحدثك بالاثنتين فقال بهما
أهلك الناس وهما لا يكذبان : الحسد والحرص فبالحسد لعنت وجعلت شيطانا رجيما وبالحرص
أبيح لآدم الجنة كلها فأصبت حاجتي منه فأخرج من الجنة قال ولقي إبليس موسى عليه
السلام فقال : يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالته وكلمك تكليما وأنا من خلق الله
تعالى أذنبت وأريد أن أتوب فاشفع لي إلى ربي عز و جل أن يتوب علي فدعا موسى ربه
فقيل
يا موسى قد قضيت حاجتك فلقي موسى إبليس فقال له قد أمرت أن تسجد لقبر آدم ويتاب
عليك فاستكبر وغضب وقال : لم أسجد له حيا أأسجد له ميتا ثم قال إبليس : يا موسى إن
لك حقا بما شفعت إلى ربك فاذكرني عند ثلاث لا أهلك فيهن اذكرني حين تغضب فأنا وحي
في قلبك وعيني في عينك وأجري منك مجرى الدم واذكرني حين تلقى الزحف فإني آتي ابن
آدم حين يلقى الزحف فأذكره ولده وزوجته وأهله حتى يولي وإياك أن تجالس امرأة ليست
بذات امرأة ليست بذات محرم فإني رسولها إليك ورسولك إليها
ولكم جزيل الشكر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأعانك الله .
أما القصة الأولى ، فقد قال السيوطي في " الدر المنثور " : وأخرج ابن أبي الدنيا في
مكايد الشيطان وابن عساكر عن ابن عمر رضي الله عنهما – فَذَكَرَه – .
والذي يظهر أنها مما تُلقِّي عن أهل الكِتاب ، ومثل هذا مما يتّسع المقام للتحديث
به ، إذ لا يترتّب عليه حُكم .
وأما الثانية فلا يَصِحّ معناها ؛ لأن الله قد قال وقوله الحق ووعَد ووعده الصِّدْق
أن يُنظر إبليس إلى يوم القيامة ، وأنه لا سبيل له إلى التوبة ؛ لأن لعنة الله قد
حَلَّتْ عليه إلى يوم القيامة ، مع ما فيها من أمر إبليس بالسجود للقبر !
وهذا لا يُقِرّه دِين ، والسجود لآدم حينما خلقه الله سجود تكريم ، وليس سجود خضوع
وعبادة ، على أن أصل السجود امتثال لأمر الله تعالى ، وليس سجودا لآدم مِن أصْلِه .
والله تعالى أعلم .
الشيخ عبد الرحمن السحيم
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=6885
|