الدعوة عبر الإنترنت..هل بدأت مرحلة المهنية؟
إعداد د·عبدالحق حميش*
وسائل الدعوة
لا شك أن الدعوة إلى الله فريضة، والمسلمون مطالبون بدعوة بني البشر إلى دين الله عزَّ وجلَّ، وأن يبلغوهم رسالته، ولكي يحسن المسلمون أداء هذه الفريضة يتوجب عليهم أن يستخدموا جميع وسائل الدعوة المتاحة في كل زمان وبما يناسب العصر الذي يعيشون فيه·
ولقد كانت الدعوة في أول أمرها تقتصر على اللسان، ولما انتشرت الكتابة، صار العلماء والدعاة يكتبون الكتب وينسخونها ويدعون إلى الله بهذه الوسيلة إلى أن جاءت المطابع فجعلت الكتابة أو المجلة أو الصحيفة من أكثر أدوات الدعوة انتشاراً وتأثيراً·
ولما ظهرت وانتشرت الإذاعات وأجهزتها استخدم الدعاة هذه الوسيلة أيضاً في تسجيل الدروس والخطب والمجالس العلمية ونشرها في الدعوة إلى الله· وجاء التلفزيون والفيديو والمحطات الفضائية فكان للمسلمين في استخدامها في سبيل الله نصيب، وعندما انتشر الكمبيوتر بدأت البرامج الإسلامية تظهر في الأسواق بكثرة تحمل كتاب الله وتفسيره وأحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- وشروحها والفقه والسيرة والتاريخ الإسلامي وغير ذلك·
وما أن جاء عصر الإنترنت: هذه الوسيلة التي أبهرت العالم وجمعت القاصي والداني، حتى أصبح الإنترنت وسيلة الاتصال الأولى ومركزاً لتبادل المعلومات وتوصيلها بأقصى سرعة ممكنة وهي وسيلة متفوقة ومتقدمة جداً· ولعل الإنترنت بحسن استخدامه يكون الوسيلة الأفضل في الدعوة إلى الله: وسيلة حية ومتفاعلة وليست جامدة، وانتشاره في العالم متزايد، فهناك أكثر من مائتي مليون مستخدم للإنترنت اليوم ومعظمهم من غير المسلمين مما يستوجب علينا المسارعة في استخدام هذه الوسيلة لدعوة الناس إلى الإسلام·
الإسلام على الإنترنت
مع الأسف - وكحال المسلمين في جميع المجالات - فإن دخول الإسلام مجال الإنترنت جاء متأخراً، فأقدم موقع إسلامي بدأ عام 1993م فلقد كانت بدايات المواقع الإسلامية على الإنترنت بطيئة مترددة بعض الشيء، لكن في الآونة الأخيرة، لُوحظ وجود نشاط مكثف ومتحمس لنشر الإسلام والدعوة إليه من خلال الإنترنت·
والحقيقة أن هذا النشاط الكبير للإسلام على شبكة الإنترنت لا يعبر عن حقيقة الإسلام، ولا يبرز الوجه الحضاري والإنساني للإسلام، بل الواقع يقول بأن هناك مواقع مشبوهة ومنحرفة أو طنانة كثيرة تدعو إلى إسلام منحرف بعيد كل البعد عن الدين الحقيقي الذي جاء به محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم من عند الله، فقد استطاعت طائفة الأحمدية مثلا وهي طائفة نشأت في الهند وباكستان وتتركز حالياً في بريطانيا استخدام واستغلال هذه التقنية وتلك الشبكات قبل أي دولة إسلامية أخرى، ووضعت على الإنترنت صورة للإسلام تخالف تماماً ما ورد في الكتاب والسنّة، وللأسف الشديد فقد أطلع العالم أجمع على الإسلام من خلال هذه المعلومات التي تبث في شبكة الإنترنت ولقد استطاعت هذه الفئات المنحرفة أن تسجل باسمها كثيراً من الأسماء المرتبطة بالإسلام مثل الإسلام، إسلام، الإسلام الحق، الله، القرآن·· إلخ لتقدم لجمهور الإنترنت من المسلمين وغيرهم إسلاماً مشوهاً منحرفاً· ومن جهة أخرى كتب أعداء الإسلام الشيء الكثير في صفحات الويب وحلقات النقاش وصالوا وجالوا وبدون أن يجدوا من يرد عليهم بشكل منهجي مدروس حتى وقت قريب·
وهناك مواقع أنشأتها جهات غير مسلمة لمحاربة الإسلام ولإثارة الشبهات حوله وتشويهه وفتنة أهله، وبعضها تديرها مجموعات نصرانية وأخرى تقف خلفها منظمات يهودية أو ملحدة، وهذه في معظمها تملك إمكانات كبيرة، وتجيد استخدام الإنترنت لخدمة أغراضها كما أنها من حيث المضمون مدروسة ومنهجية·
وفي نفس الوقت هناك جهود كبيرة لإنشاء مواقع إسلامية حقيقية، ولقد نشأت معظم هذه المواقع في الغرب ومن قبل فئات الطلاب والمتعلمين، وقد بذل هؤلاء جهوداً مشكورة وطيبة ولكن معظمهم من الهواة وليسوا من أهل الاختصاص الشرعي ولا حتى الفن التكنولوجي·
فهناك أكثر من ألف موقع إسلامي والعدد في تزايد على شبكة الإنترنت ولو نظرنا إلى هذه المواقع لوجدنا أن غالبيتها ضعيف المستوى من حيث الإخراج والعرض ومن حيث المادة العلمية المعروضة وعدد قليل جداً من المواقع الذي يمكننا أن نقول عنها بأنها ممتازة وصالحة· هذه المواقع تقدم الخطاب الإسلامي المعهود الذي كان مستخدماً في الكتب أو الصحف أو في المحاضرات والدروس والخطب، ولم يتم تطوير خطاب خاص بالوسيلة الجديدة يراعي خصوصيتها ويستفيد من إمكاناتها· ونجد أيضاً أن كثيراً من المواقع تخاطب أعضاءها وجمهورها من المسلمين فحسب وتنسى أحياناً أن المواقع على الإنترنت مفتوحة للجميع وليست نشرة خاصة بأعضائها أو كتاباً محدود التوزيع أو مجلة توزع على المشتركين·
وتتميز مواقع الفئات الضالة بتعدد اللغات المستخدمة في العالم الإسلامي· بينما المواقع الإسلامية الجيدة معظمها أحادية اللغة مع الإشارة إلى وجود مواقع إسلامية بمختلف اللغات ولكن كل على حدة، ماعدا بعض الاستثناءات القليلة (موقع إذاعة الإسلام باستكهولم - 7 لغات) وقد ازدادت مؤخراً المواقع ثنائية اللغة إنجليزية وعربية·
يواجه المستخدم العربي الذي لا يجيد الإنجليزية صعوبة كبيرة في الحصول على مواقع مطورة باللغة العربية، فعددها محدود واهتماماتها أيضاً محدودة، وقد بدأ مؤخراً نشاط طيب في هذا الجانب خاصة بعد صدور برامج تطوير مواقع باللغة العربية من شركة صخر والمتصفحات التي تدعم اللغة العربية فتتيح للمستخدم تصفح المواقع العربية من شركتي صخر ومايكروسوفت·
ويلاحظ أيضاً أن المواقع المهتمة بالطفل المسلم أو المرأة المسلمة قليلة جداً إن لم نقل نادرة، عكس ما نلاحظه متاحاً لأطفال ونساء العالم· أيضا يلاحظ في كثير من المواقع حتى ولو كان أصحابها مخلصين عدم الدقة والتوثيق في المعلومات المنشورة على الشبكة مما ولد كثيرا من المشاكل والنزاعات·
تجربة دليل المهتدين
- الدعوة إلى الله عن طريق الإنترنت مفيدة جداً وتؤتي أكلها بإذن الله تعالى: وخاصة بعد أن علمنا وتأكدنا أن الإنترنت أصبح الوسيلة الأهم في الاتصال بالناس في جميع أنحاء العالم دون كلفة أو جهد: وهذا مما يعظم المسئولية على المسلمين في وجوب تبليغ دينهم إلى العالم كله· ومما علمناه أيضاً أن خدمات الإنترنت متنوعة، وأساليب وطرق الاستفادة منه كثيرة ومنها:
أولاً: وسيلة البريد الإلكتروني (mail-E)
لقد قام بعض المخلصين باستخدام هذه الوسيلة (mail-E) وأطلقوا عليها (دليل المهتدين )·
وتجربة (دليل المهتدين) تعتبر تجربة دعوية ناجحة من حيث المبدأ، وخصوصاً إذا ما توفرت فيها العناصر الكافية·
إن فكرة دليل المهتدين الدعوية تقوم على الدعوة إلى الله عن طريق البريد الإلكتروني: حيث يقوم بإرسال رسائل منتظمة إلى المشتركين في القائمة البريدية· ويستخدم دليل المهتدين موقع www.egroops.com الذي يقدم خدمة قوائم البريد المجانية، ويمكن لأي شخص الذهاب لذلك الموقع وإنشاء قائمة بريدية خاصة مجاناً ويمكن من خلال هذه القائمة البريدية إضافة العناوين البريدية لعدد غير محدود من الناس ومن خلال عنوان معين يكون خاص بالقائمة تقوم بإرسال رسالة واحدة لتصل إلى جميع المشتركين في القائمة، ويتميز النظام بإمكانية إضافة العناوين من قبلك وأيضاً بدعوة زوار موقعك بالاشتراك في القائمة·
ولكن لا بد من أن توفر بعض العناصر المهمة لكي تكون الدعوة عن طريق قوائم البريد الإلكتروني ناجحة نذكر منها ما يلي: أن تكون القائمة البريدية على اشتراك الزوار من تلقاء أنفسهم أو عن طريق دعوتهم للاشتراك في القائمة البريدية· لا بد من تنويع الرسائل ما بين قصة وموعظة وخبر ونصيحة وحكمة ورابطة لمواقع مفيدة وغير ذلك إذ إن الاكتفاء بنوع واحد من المواضيع سيعرض المشتركين في القائمة للملل من الرسائل وربما يقررون إلغاء اشتراكهم من القائمة·
- أن تكون الرسائل المرسلة للمشتركين في فترات معقولة وألا تكون الرسائل مزعجة وكثيفة العدد، فمن الأفضل أن تكون رسالة أو رسالتين أسبوعياً، لأن الإكثار من الرسائل يعد أمراً مزعجاً للمشتركين وقد يؤدي ذلك إلى فقدانهم، كما أن الاعتدال في إرسال الرسائل يساعد صاحب القائمة على اختيار المواضيع الجيدة والمناسبة·
- أن تكون المعلومات المرسلة في الرسائل موثقة وذكر المصادر إن أمكن ذلك، وذلك لكسب ثقة المشتركين وعدم فقدانهم·
منتديات الحوار
وفيما يلي بعض النصائح حول المشاركة الدعوية في المنتديات العربية:
1- حاول أن تكون مشاركتك مختصرة ومركزة في المنتديات الحرة والمتنوعة وألا تكون صفحات منقولة من كتاب سيرة أو تاريخ وذلك لتضمن عدداً من القراء·· أما مقالاتك المطولة فيمكنك نشرها في المنتديات الأدبية أو الدينية، فذلك مستساغ فيها لتميزها برواد مثقفين ومحبين للقراءة·
2- اجعل في مشاركتك مجالاً للنقاش· بحيث تستثير في نفس القارئ الرغبة في الرد على هذه المشاركة فهذه الوسيلة لاشك في أنها أفضل من التلقين المباشر·
3- لا تهمل الذين يردون على مشاركتك وأشعرهم بأنك قرأت ردهم وأشكرهم عليه أو ناقشهم فيه ولا تتأخر في ذلك·
4- لا تبخل بالرد على أي مشاركة تقرؤها، فمهما كان مضمونها لا بد وأن يكون للداعية عليها تعليق، وهذا من أهم الوسائل لجذب المشاركين إليك، حيث ستنشأ مناقشة بينك وبين صاحب هذه المشاركة حول بعض الأفكار التي احتواها ردك أيضاً، وقد ينضم إليكم آخرون ليتناقشوا في هذه الأفكار، ولكن سواء أكانت معارضة للفكرة التي ترد عليها أو مؤيداً لها فعليك بالتزام الألفاظ الحسنة والبعد عن تجريح الأشخاص والهيئات، لأن هذا ليس من خلق المسلم فضلاً عن أن يكون من أخلاق الداعية·
5- يستحسن أن ترسل بطاقات التهنئة الإلكترونية في المناسبات الدينية لكل من تناقشت معهم سواء اختلفت الآراء أم اتفقت وأرفق البطاقة بكلام جميل للمرسل إليه ولا تشر فيها إلى أي اختلاف وقع بينكما، كدلالة على أن اختلاف الآراء يجب ألا يرقى إلى اختلاف الأرواح·
6 - يلجأ الكثيرون إلى كتابة مشاركاتهم على المنتدى أملاً في الوصول إلى حل لها عن طريق اقتراح أحد المشاركين لحل مناسب· وعلى الأغلب فإنها تكون مشاكل عاطفية لأن هذا ما يشغل بال أغلب شبابنا العربي للأسف، بسبب الفراغ الروحي وقلة الدين وغيرها من الأسباب التي لا تخفى على القارئ الكريم· إلا أنه مما يزيدنا أسفاً عدم مرونة الدعاة في التعامل مع هذه المشاكل· بالرغم من أن أصحاب هذا النوع من المشاكل - فضلا عن غيرها-· تكون قلوبهم مفتوحة لكل من يساعدهم· وهم على تأهب واستعداد لتقبل كل ما فيه خلاصهم بشرط أن يعرض بطريقة جميلة ومناسبة للوضع الذي يعيشونه· فهل تتركهم يا داعية الخير لدعاة الضلال يرشدونهم إلى الخمر والمخدرات والتدخين ليعيشوا أجمل لحظات وهمية أم تكسبهم لتسيروا معا إلى أعلى الجنات الأبدية؟
قصص التائبين والمسلمين
لقد أضحى الإنترنت وسيلة وبوابة يدخل من خلالها أعداد كبيرة من الناس في هذا الدين الحنيف:
وفيما يلي مثال عن فتاة بريطانية دخلت الإسلام عن طريق الإنترنت:
صوفيا، فتاة بريطانية عمرها 15 عاماً، تعيش في مدينة مانشيستر بوسط إنجلترا، تعرفت إلى الإسلام عن طريق الإنترنت، بحثت عن المعلومات بإدخال كلمة (مسلمون) Muslims أبحرت في المواقع التي أعطاها إياها كمبيوترها نتيجة للبحث، إلى أن وصلت إلى موقع (مدينة الإسلام) فوجدت ضالتها، وقررت المشاركة في منتدى الحوار الجماعي على هذا الموقع، وهناك هداها الله إلى دينه الحنيف فأعلنت إسلامها على الإنترنت·
ونشر قصص الذين هدوا إلى هذا الدين كفيلة بالدعوة إلى الله وسوف يتأثر الناس بها· وإذا أردت الاطلاع على قصص مسلمين جدد كيف ولماذا أسلموا··· قم بزيارة المواقع التالية:
رحلتي إلى الإسلام:
http://www.islam.org/mosque/ My Journey
قصص إسلام رائعة:
http://www.d-islam.org/ats.html
وكذلك يمكن الاطلاع على المجموعات الإخبارية (المراسلات الجماعية) Newsgroups التي تجرى أحياناً مناقشات حول الإسلام وشبهات وردود وهذه بعض العناوين لهذه المجموعات:
Soc.religion.islam
Alt.religion.islam Alt.religion.islam.arabic
تجارب وأفگار دعوية
ويمكن عن طريق الإنترنت تبادل تجارب وأفكار دعوية بين الدعاة إلى الله، فإن نشر وتبادل التجارب الدعوية الناجحة ذات الفاعلية والاستجابة من الناس وتعميمها على الإنترنت يفيد كثيراً، ويسهل الطريق أمام كثير من مستخدمي الإنترنت في الدعوة إلى الله·
قالوا عن الإسلام
ومما يستحسن لو نضع موقعاً خاصاً بما قاله غير المسلمين، والمسلمون الجدد عن الإسلام بعد أن تعرفوا عليه، فإن مثل هذه الأقوال إذا ما اطلع عليها الناس-وغير المسلمين بخاصة- فإنها سوف تؤثر فيهم، وتكون من أسباب دعوتهم، ودخولهم في دين الإسلام·
كما أن إيجاد خط مباشر بين مستخدمي الإنترنت والفقهاء والعلماء للرد على استفساراتهم وتساؤلاتهم الفقهية، فكذلك يجب أن نفكر في إيجاد خط مباشر بين الدعاة إلى الله بمختلف اللغات وبين الناس نسميه· DAAW.ONLINE
مواصفات وشروط
الموقـــع الدعـــوي الناجــح
كلما ازددنا قرباً من الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) والاستفادة من إمكاناتها، ازددنا يقينا بأنها الخيار الأمثل لتحقيق الفائدة والإفادة وهما مقرونتان بالتسلية، ومن أبرز هذه الإمكانات سهولة إنشاء صفحات شخصية وبجهد فردي وكلفة مادية قليلة أو معدومة على الأغلب··· ومن خلال تصفح هذه المواقع الشخصية على اختلاف مواضيعها استنتجنا بعض النصائح التي تساعد القارئ الكريم على جعل موقعه أكثر جذباً إن كان قد أنشأ موقعاً أو ينوي ذلك· الاسم المناسب: في هذه المرحلة لابد من اختيار اسم مناسب وجذاب لموقعك وتسجيله رسمياً، والأسماء على الإنترنت تشبه الماركات التجارية المسجلة، حيث لا يسمح بتكرارها· انتقاء الموضوع: ليس المهم أن يكون لديك موقع يحمل اسمك ويشغل وقت فراغك ولكن المهم أن يسد موضوع موقعك فراغاً في سبيل تحقيق التكامل بين المواقع الإسلامية··وبالتالي فإن انتقاء الموضوع هو المرحلة الأكثر صعوبة وأهمية·
جعل الموقع أگثر سهولة وعملية
حاول أن تجعل موقعك عملياً وذلك بما يلي: لا تكثر من الصور والمقاطع الصوتية والفيديوية لأن ذلك سيؤخر ظهور المعلومات على الشاشة مما يؤدي بالطبع إلى ملل الزائر وخروجه من الموقع قبل ظهور أي شيء ولكن اجعل لهذه الصور والمقاطع وصلات خاصة بها· وزع المعلومات على صفحات متعددة، وإذا كان موقعك كبيراً فلابد من تسهيل عملية التنقل على الزائر وذلك باستخدام تقنية البحث الداخلي أو وضع خريطة للموقع في جميع صفحاته· جذب الزوار والمحافظة على دوام زيارتهم لموقعك: احرص أن تجعل الزائر يعزم على تكرار زيارة موقعك من حين لآخر وذلك بجعل مادة الموقع متجددة ومشوقة في الشكل والمضمون ولا مانع من الاستفادة والاستعانة في ذلك بأهل الاختصاص·
سجل الزوار: إنشاء سجل للزوار مع محاولة الاستفادة من الملاحظات والانتقادات·
الدعاية للموقع: لا تقصر في عمل دعائي من خلال المنتديات العربية، أو تسجيله في محركات البحث العالمية أو مراسلة إحدى المجلات المتخصصة في مجال الإنترنت التي عادة تقوم بزيارة الموقع ومن ثم التعليق عليه في أحد الأعداد من مجلتها·
الابتعاد عن التقليد: كلما ابتعدت عن التقليد واعتمدت على الإبداع والتجديد اقتربت من النجاح بالتأكيد ولابد وأن يكون الموقع مصمماً بطريقة فنية جميلة يليق بمستوى المادة التي تعرضها·
تجنب المنكرات: لابد وأن تكون المواقع التي تدعو إلى الله في تصميمها تسير على المنهج والشريعة الإسلامية، ومن أهم ذلك تجنب المنكرات بجميع أنواعها كصور للنساء، والألحان الموسيقية والدعاية لشركات معادية أو تتاجر في المحرمات·
الابتعاد عن الخلافات والنزاعات: لا بد من التركيز على الأمور المشتركة والابتعاد عن كل دواعي الخلاف، ولابد أن يحرص القائمون على المواقع الإسلامية على عدم إثارة الخلافات الفرعية والابتعاد عن ديدن التكفير والتفسيق والتجهيل والتضليل للمخالفين·
تطوير خطاب خاص بالإنترنت: إننا نحتاج إلى تطوير خطاب خاص بالإنترنت يراعي خصوصياتها، ويستفيد من إمكاناتها، فلا يكتفي بوضع نسخة كاملة من كتاب تفسير أو حديث أو ما شابه ذلك على الموقع الإسلامي، وإنما المطلوب هو توصيل الفكرة أو المعلومة باستخدام إمكانات الإنترنت الكبيرة والمتنوعة· ينبغي أن تتسع دائرة المخاطبة لتشمل المسلمين وغيرهم في شتى بقاع المعمورة، وأيضاً لا نقتصر في اللغة على العربية، بل يجب الانفتاح على لغات العالم إذا أردنا للغير أن يسمعنا ويفهم ديننا· تقديم الإسلام بصورة شمولية متكاملة توازن بين ثوابت الشرع ومتغيرات العصر والجمع بين الأصالة والمعاصرة· استمداد تعاليم الإسلام وأحكامه من ينابيعه الصافية الصحيحة: القرآن الكريم والسنّة النبوية المطهرة· اعتماد الوسطية في عرض وفهم الإسلام وفهم الواقع بعيداً عن تنطع المتنطعين وتسيب المتسيبين·
تـوصيات
1- ضرورة تشكيل لجان أو هيئات إسلامية عالمية، ونقترح أن تكون ممولة من: منظمة المؤتمر الإسلامي، أو رابطة العالم الإسلامي، أو اتحاد الإذاعات الإسلامية، أو رابطة الجامعات الإسلامية، لخدمة الإسلام والدعوة إلى الله عن طريق الإنترنت· مع ضـرورة التنسيق والتكامل بين جهود الهيئات والمنظمات الإسلامية العاملة داخل العالم الإسلامي وخارجه لتصحيح صورة الإسلام: وهذا التكامل أصبح أكثر ضرورة الآن حتى لا تتكرر الجهود وتتعدد الرؤى ويصبح للإسلام أكثر من صورة عبر شبكة الإنترنت، لهذا نقترح إنشاء مجمع للقائمين على المواقع الإسلامية على الإنترنت للتنسيق ولتوحيد الجهود وتكاملها وليكون الخطاب الإسلامي واحد·
2- العمل على الاستفادة من الخبرات والطاقات الإسلامية المتوفرة في هذا المجال من خلال التنسيق والتعاون والتكامل، وذلك بعقد مؤتمرات تتم فيها دراسة سبل تطوير الخبرات وتبادل المعلومات وتوزيع الأعمال والأنشطة بحسب التخصص والخبرة والكفاءات، وتقديم التوصيات الملائمة لتحقيق عمل أجدى وبناء الحضارة ونشر المعرفة·
ويجب التركز في هذه المرحلة على نشر مبادئ الإسلام وإظهار العقيدة الصحيحة بكلياتها، بصورة علمية مبسطة وواضحة، وشرح الشريعة الإسلامية بمختلف جوانبها، وإبراز عظمة هذه الشريعة وواقعيتها في معالجة مشكلات الحياة والمجتمع المختلفة، وبيان أن الأخلاق الإسلامية هي الأسلوب الحضاري الواقعي الصحيح للتعامل بين الناس·
3- مطلوب تدريب الدعاة الشباب وتشجيعهم على استخدام هذه الوسيلة حتى يتفوقوا في استخدامها واستغلال قدراتها وإتقان الخبرات اللازمة بحيث يمكننا إقامة شبكة إنترنت إسلامية متكاملة·
كما لابد من بذل الجهود الممكنة لاتخاذ كل تدبير ناجع وبالوسائل التقنية المتاحة والمبتكرة للحيلولة دون وصول البرامج والملفات والمعروضات الفاسدة والإباحية التي تروج للانحراف والفجور، إلى المشتركين بالشبكة سواء في حدود الاستخدام الشخصي أو على نطاق عام بالإضافة إلى ضرورة التعاون مع الهيئات العالمية لتحقيق هذا الهدف·
* كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة القاهرة·
http://www.aldaawah.com/bodym.asp?field=AlDaawah_net&id=6