أنتَ تَسْترخي أخيراً..
|
فوداعاً..
|
يا صَلاحَ الدينْ.
|
يا أيُها الطَبلُ البِدائيُّ الذي تراقصَ الموتى
|
على إيقاعِه المجنونِ.
|
يا قاربَ الفَلِّينِ
|
للعربِ الغرقى الذين شَتَّتتْهُمْ سُفنُ
القراصنة
|
وأدركتهم لعنةُ
الفراعنة.
|
وسنةً.. بعدَ سنه..
|
صارت لهم "حِطينْ"..
|
تميمةَ الطِّفِل, وإكسيرَ الغدِ العِنّينْ
|
(جبل التوباد حياك الحيا)
|
(وسقى الله ثرانا الأجنبي!)
|
مرَّتْ خيولُ التُركْ
|
مَرت خُيولُ الشِّركْ
|
مرت خُيول الملكِ - النَّسر,
|
مرتْ خيول التترِ الباقينْ
|
ونحن - جيلاً بعد جيل - في ميادينِ
المراهنة
|
نموتُ تحتَ
الأحصنة!
|
وأنتَ في المِذياعِ, في جرائدِ التَّهوينْ
|
تستوقفُ الفارين
|
تخطبُ فيهم صائِحاً: "حِطّينْ"..
|
وترتدي العِقالَ تارةً,
|
وترتدي مَلابس الفدائييّنْ
|
وتشربُ الشَّايَ مع الجنود
|
في المُعسكراتِ
الخشنة
|
وترفعُ الرايةَ,
|
حتى تستردَ المدنَ المرتهنَة
|
وتطلقُ النارَ على جوادِكَ المِسكينْ
|
حتى سقطتَ - أيها الزَّعيم
|
واغتالتْك أيدي
الكهنة!
|
***
|
(وطني لو شُغِلتُ بالخلدِ عَنه..)
|
(نازعتني - لمجلسِ الأمنِ - نَفسي!)
|
***
|
نم يا صلاحَ الدين
|
نم.. تَتَدلى فوقَ قَبرِك الورودُ..
|
كالمظلِّيين!
|
ونحنُ ساهرونَ في نافذةِ الحَنينْ
|
نُقشّر التُفاحَ بالسِّكينْ
|
ونسألُ اللهَ "القُروضَ الحسَنه"!
|
فاتحةً:
|
آمينْ. |