(1)
|
الفتوحات فى الأرض – مكتوبة بدماء الخيول
|
وحدودُ الممالك
|
رسمتها السنابك
|
والركابان : ميزان عدل يميل مع السيف
|
حيث يميل
|
***
|
اركضى أو قفى الآن .. أيتها الخيلُ :
|
لستِ المغيرات صبحا
|
ولا العاديات – كما قيل – ضبحا
|
ولاخضرة فى طريقك تُمحى
|
ولاطفل أضحى
|
إذا مامررت به ... يتنحَّى
|
وهاهى كوكبة الحرس الملكى..
|
تجاهد أن تبعث الروح فى جسد الذكريات
|
بدقِّ الطبول
|
اركضى كالسلاحف
|
نحو زوايا المتاحف..
|
صيرى تماثيل من حجرٍ فى الميادين
|
صيرى أراجيح من خشبٍ للصغار – الرياحين
|
صيري فوارس حلوى بموسمك
النبوي
|
وللصبية الفقراء حصاناً من الطينِ
|
صيري رسوماً ... ووشماً
|
تجف الخطوط به
|
مثلما حفَّ – فى رئتيك – الصهيل !
|
(2)
|
كانت الخيلُ - في البدءِ – كالناس
|
برِّيَّةً تتراكضُ عبر السهول
|
كانت الخيلُ كالناس
في البدءِ
|
تمتلكُ الشمس والعشب
|
والملكوتِ الظليل
|
ظهرها... لم يوطأ
لكي يركب القادة الفاتحون
|
ولم يلنِ الجسدُ الحُرُّ تحت سياطِ المروِّض
|
والفمُ لم يمتثل للجام
|
ولم يكن ... الزاد بالكاد
|
لم تكن الساق مشكولة
|
والحوافر لم يك يثقلها السنبك
المعدني الصقيل
|
كانت الخيلُ برِّيَّة
|
تتنفس بحرية
|
مثلما يتنفسها الناس
|
في ذلك الزمن
الذهبي النبيل
|
***
|
اركضي ... أو قفي
|
زمنٌ يتقاطعُ
|
واخترتِ أن تذهبي
في الطريق الذي يتراجعُ
|
تنحدرُ الشمس
|
ينحدرُ الأمس
|
تنحدر الطرق الجبلية للهوَّة اللانهائية
|
الشهب المتفحمة
|
الذكريات التى أشهرت شوكها كالقنافذِ
|
والذكريات التى سلخ الخوفُ بشرتها
|
كل نهر يحاول أن يلمس القاع –
|
كل الينابيع إن لمست جدولاً من جداولها
|
تختفى
|
وهى ... لاتكتفى
|
فاركضى أو قفى
|
كل دربٍ يقودك من مستحيل إلى مستحيل !!
|
(3)
|
الخيولُ بساط على الريح
|
سار – على متنه – الناسُ للناسِ عبر المكان
|
والخيولُ جدارٌ به انقسم
|
الناس صنفين :
|
صاروا مشاةً وركبان
|
والخيول التي انحدرت نحو هوة نسيانها
|
حملت معها جيل فرسانها
|
تركت خلفها : دمعة الندى الأبدى
|
وأشباح خيل
|
وأشباه فرسان
|
ومشاةٍ يسيرون- حتى النهاية – تحت ظلال الهوان
|
أركضي للقرار
|
واركضى أو قفى فى طريق الفرار
|
تتساوى محصلة الركض والرفض فى الأرض
|
ماذا تبقى لكِ الآن ؟ ماذا ؟
|
سوى عرقٍ يتصببُ من تعبٍ
|
يستحيل دنانير من ذهبٍ
|
في جيوب هواةِ سلالاتك العربية
|
في حلبات المراهنةِ الدائرية
|
في نزهة المركبات السياحية المشتهاة
|
وفى المتعة المشتراة
|
وفى المرأة الأجنبية تعلوكِ
في ظلالِ أبى الهول
|
( هذا الذي كسرت أنفه *** لعنة
الانتظار الطويل )
|
استدارت – إلى الغربِ – مزولة الوقت
|
صارتِ الخيلُ ناساً تسيرُ إلى هوَّةِ الصمت
|
بينما الناسُ خيلٌ تسيرُ إلى هوَّةِ الموت !! |