الأخوة
من
كتابة الطالبة المتفوقة
شيخة عبيد
الـغيثي
قسم
الدراسات الاجتماعية ـ جامعة الإمارات ـ 2001 م
هناك
الكثير من الكلمات التي نستخدمها في حياتنا دون أن نفكر في معناها أو ما تحمله من
دلالات تكمن دخل القلب ، من هذه الكلمات
"الأخوة" هذه الكلمة التي تعيش معنا منذ الطفولة وتكبر معنا ، وكذلك
تهرم
أيضا معنا ... ففي كل مرحلة نمرها في حياتنا يتغير معناها ، هذا التغير قد يكون بسيطا وقد يكون كبيرا وواسعا
..
الأخوة التي بين العائلة هي أخوة الدم
وهي تنشأ منذ الطفولة وتبقى إلى الأبد وحتى نهاية المطاف (الموت)، لكن المشاعر
والأحاسيس بين طيات هذه الكلمة هي مكمن الخطورة ، هي صحيح تبدأ من الطفولة ولكن قد
لا تستمر إلى الأبد .......
قد تنشئ أخوة بين الأفراد ولكن في هذه
المرة ليست أخوة دم ولكن أخوة مشاعر وأحاسيس ورابط قوي جدا وهو أخوة الدين، فربما تجد شخص يفهمك ويقدرك وتعتبره أنت وأنت هو ،
وهذا هو الصديق الحقيقي والأخ الذي لم تلده أمك ، فهذه المشاعر والأحاسيس "
سبحان الله " ربانية ، تنبثق فجأة في فؤاد الإنسان اتجاه الآخر وتكمن أو
تتركز داخل قلبه ولا يمكن أن تتزحزح من مكانها.....
لكن لنلقي الضوء قليلا على أخوة الدم
وأحاسيسها التي قد لا تجد في القلب مكانا ولو بذرة حٌب بسيطة ،
نقف برهة لننظر إلى العالم من حولنا أو بمعنى أدق الأسرة المتحابة التي تجمع الأب
والأم والأبناء ، وهؤلاء الأبناء أخوة متحابين متماسكين يعيشون على "الحلوة والمرة"
في طفولتهم ، لننظر إليهم بعد أن
أصبحوا شبان وشابات ... ما الذي
جرى؟ ما الذي حدث....؟ لقد نسي كل منهم ماضيه وبدأ يرسم
حياته بمعزل عن إخوانه ، نسى الماضي بكل ما فيه من سعادة وشقاء وأمور كثيرة ،
بدأ كل واحد منهم يشق حياته دون المحاولة فقط
للإلتفات إلى وراءه ولو للحظة.....
هكذا هي الحياة قاسية بكل ما تحمله من
الألم ومآسي ، وبكل ما تحمله من ذكريات لا بد للقلب والفؤاد أن ينساها
ولا يحاول تذكرها ولو لبرهة ، لا بد من ترك الأحبة لأن التطور والتحدث يتطلب ذلك
أو ربما هناك أسباب أخرى تحول بين المرء وأخوته بين المرء وأسرته ... تجعل الإنسان لا يتذكر سوى نفسه ومستقبله .... لكن لا بد لذكريات مهما كانت الظروف أن تحيي
الضمير النائم وتجعله يفكر ويتأمل في أحوال العالم ويدرك في نهاية المطاف أنه كما
تدين تدان وأجزاء من جنس العمل ، ولا يظلم ربك أحد....
|