الفصل الأول
مفهوم التربية
v التربية المقصودة: هي الخبرات التي تقدمها المدرسة
للمتعلمين.
v هذا لا
يعني أن ما يتعلمه الفرد خارج المدرسة أقل أهمية عما يتعلمه داخلها، ولكننا نقصد
أن ما يتم خارجها يحدث تلقائياً بلا ضبط ولا توجيه ولا تنظيم ولا متابعة ولا قياس،
كما أنه يحدث عن طريق عوامل غير متخصصة .
v طرفا
العملية التعليمية ليسا : الطفل والمدرسة، ولكنهما الطفل والمجتمع . وليست المدرسة
بما فيها من معلمين وعاملين وأدوات وكتب إلا وسيلة توصيل بين الطفل والمجتمع. ومن
ثم فمادة التعليم وقيمه وأساليبه كلها تُستمد من المجتمع وحاجاته .
v لذلك
فإن التعليم يختلف باختلاف المجتمعات والسمات المميزة لها : ثراءً وفقراً، صناعة
وزراعة، جموداً ومرونة . فكما تكون المجتمعات تكون سمات التعليم، طالما أن التعليم
هو الذي يجعل هذه السمات من مقومات شخصية التلاميذ .
v
التربية تختلف في المجتمع الواحد باختلاف ظروفه السياسية والاجتماعية والاقتصادية،
فالتربية في مجتمع مُحتل غير التربية فيه هو نفسه بعد استقلاله
v ينصرف
التلاميذ عن تعليم لا يجيب لهم عن قضايا عصرهم ومشكلات مجتمعهم، أو تعليم لا يلبي
لهم حاجاتهم اليومية أو ينفصل عن واقعهم، ولذلك يقصرون جهدهم عند حد إرضاء مدرس أو
تفادي عقاب أو اجتياز امتحان .
v عندما
نريد تحديد أهداف التعليم في مجتمع ما، وأن نضع مناهجه علينا أن نأخذ بعين
الاعتبار :
1
– حاجات
المجتمع، وسمات الحياة فيه .
2
– قدرات
التلاميذ في مرحلتهم في النمو .
3
– قدرات
المعلمين والمديرين والموجهين ومدى تطورها .
4
– وسائل
التعليم وأدواته ومبانيه .
5
– إدارة
التعليم وقوانينه ولوائحه بحيث تخلو من معوقات التعلم .
v
النمو: هو عملية كسب الطفل للخبرات ذات القيمة
التربوية، ولكي تكون الخبرة تربوية لا بد أن تتوافر فيها شروط أساسية منها :
1
– أن تكون ذات قيمة للفرد كأداة لفهم خبرات جديدة .
@ مثال : دراسة
الحروب الصليبية في الماضي قد تؤدي إلى فهم قضية فلسطين الحاضرة.
2
– أن تزيد من قدرة الفرد على التحكم في سلوكه وتوجيهه توجيهاً
سليماً .
@ مثال : دراسة
الميكروبات، وآثارها الصحية، وطرق انتقال العدوى، وأساليب الوقاية والعلاج منها قد
تؤدي إلى امتناع الفرد سلوكياً عن أكل الخضراوات إلا بعد غسلها، أو إلقاء القمامة
.
3
– أن تزيد من قدرة الفرد على خدمة بيئته ورفع مستوى الحياة فيها .
@ مثال : دراسة
مشكلات الاستهلاك غير الرشيد في المجتمع قد تؤدي إلى التزام الفرد بالمحافظة على
مصادر الثروة، أو احترام الملكية العامة .
v المدرسة الابتدائية
v
v يُقصد
بالمدرسة الابتدائية في المصطلح التربوي المعاصر، تلك المدرسة التي تربي التلميذ
وتعلمه من سن السادسة إلى سن الثانية عشرة وهذا في السواد الأعظم من الدول وكما
يجب أن تكون (بعض الدول تمتد من 6 – 10 سنوات فقط) لاعتبار هام لدى علماء
النفس .
v حدد
علماء النفس مراحل نمو الطفل على أساس الحضانة ورياض الأطفال كمرحلة طفولة أولى
تضم السنوات الست الأولى من حياة الطفل، ثم الطفولة الثانية من سن السادسة حتى
الثانية عشرة، ثم مرحلة ما قبل المراهقة من سن 12 إلى سن 15 ، ثم مرحلة المراهقة من سن 15 إلى سن 18 أو ما بعدها، ووجدوا أن لكل مرحلة
خصائصها من النضج والميول والاستعدادات، بحيث تكون وحدة في نمو الطفل يحسُن ألا
تتجزأ .
v لذلك
فإن السلم التعليمي السائد الآن في الفكر التربوي وفي واقع التعليم في الأكثرية
الغالبة من دول العالم هو 6
– 3 – 3 .
v هذا
التقسيم السابق غير طبيعي ومفتعل بقصد تسهيل دراسة عملية النمو، وذلك لأن النمو في
حقيقته عملية متصلة متكاملة، تتداخل مراحله بشكل تدريجي غير فجائي . وقد أوجبته
الضرورات الإدارية، فجمع مراهقين في سن الـ
16 مع أطفال في سن الـ
6 قد يؤدي إلى مشكلات أخلاقية
وإدارية جمة.
v أهمية المدرسة الابتدائية :
موقع المدرسة
الابتدائية في بداية السلم التعليمي باعتبارها الخطوة الأولى يجعلها من الأهمية
بمكانة عظيمة، وذلك للأسباب التالية :
1
– يكسب
التلميذ فيها المعلومات والمهارات والاتجاهات اللازمة له كإنسان .
2
– يكسب
التلميذ فيها وسائل تحصيل المعرفة من قراءة وكتابة وحساب .
3
– يُحصّل
التلميذ فيها أوليات المعرفة وأساسها الضروري للتعليم في مراحل التعليم التي تلي
المدرسة الابتدائية .
4
–
المدرسة الابتدائية هي مدرسة كل مواطن على اعتبار أن إلزامية التعليم بها أصبحت من
المسلمات، على حين تقل الأعداد الملتحقة بالمراحل التالية، لذلك فهي تمثل أساس
البناء والمواطنة .
v
موجهات التعليم في المدرسة
الابتدائية
v
v في
الماضي كان هدف المحافظة على التراث الثقافي للمجتمع ونقله للمتعلمين هو الموجه
الرئيسي للتعليم في مراحله المختلفة وخاصة الابتدائية، لكن موجهات التعليم في
الوقت الحاضر أصبحت تأتي من جانب المجتمع وحاجاته واتجاهاته وعلومه وآماله في
الماضي والحاضر والمستقبل .
v ساهم
تقدم العلوم الطبيعية والتكنولوجيا وسرعة تغير مقومات الحياة في المجتمعات
المختلفة في تغيير الدور القديم للمدرسة، وأصبح هدفها تكوين المتعلم المؤمن بربه،
المتمثل لحضارة وطنه، المدرك لواقع ومشكلات مجتمعه، المتفتح لآفاق المستقبل وعلومه
.
v كيف انعكست مقومات الحياة في الأمم
الحديثة على التربية والتعليم فيها ؟
ج - أهم مقومات الحياة في الأمم الحديثة
سواء في الحاضر أو من حيث اتجاه المستقبل هي :
1
–
أنها مجتمعات علمية - أي تقوم حياتها على العلوم الطبيعية بدرجة كبيرة .
وتزايد حجم هذه
العلوم وتشعبها ينعكس على التعليم كما يلي :
أ
– أن مناهج المدارس أصبحت علمية في الغالب .
ب
– التطور
العلمي السريع أدى إلى دخول الكثير من العلوم في مناهج المدرسة الابتدائية مما لم
يكن له موضع في الماضي، وكثير من هذه العلوم قادم مراحل الأعلى في السلم التعليمي
.
ج
– أن التعليم يجب أن يهتم بطرق التفكير قدر اهتمامه بالمعلومات
وأكثر .
2
–
أنها مجتمعات تكنولوجية – أي تقوم على الصناعة والاختراعات في حياتها
اليومية .
وهذا ينعكس على
التعليم على النحو التالي :
أ
– لم يعد الاهتمام بتحصيل المعرفة فقط،بل بتطبيقها في مواقف الحياة
اليومية.
ب
– لم يعد
الاهتمام بالتعليم اللفظي، بل بتكوين المهارات والقدرة على عمل الأشياء أيضاً.
ج
– أن تنظر المدرسة دائماً إلى دور مواطن المستقبل في عملية الإنتاج
.
3
– أنها
مجتمعات تقوم على العمل وتحترمه – وليس العمل اليدوي ولكن العمل الديناميكي المتصل بالآلة .
وهذا ينعكس على
التعليم على النحو التالي:
أ-
غرس حب العمل واحترامه مع القدرة عليه .
ب
– القدرة على الفهم والمرونة والقدرة على التكيف في المواقف الجديدة
.
ج
– دخول التعليم العملي في كل مراحل التعليم .
4
–
أنها مجتمعات تتسم بارتفاع مستوى المعيشة وتعمل على توفيرها لكافة المواطنين . وهذا ينعكس على التعليم على النحو التالي :
أ- أن يكون
التعليم عاماً، وإلى أقصى ما يقدر عليه الفرد لأن الجاهل لا يحقق مستوى معيشة
مرتفعاً، ولا حق له في المطالبة به .
ب
– أن يكون التعليم منتجاً يمكّن من رفع مستوى الكسب .
ج
– أن
يكون التعليم مرناً يمكّن الفرد من التحول بين مصادر الكسب على أساس تطور سوق
العمل .
5
–
أنها مجتمعات قررت مبدأ العدالة الاجتماعية والمساواة بين جميع الطبقات وبين الرجل
والمرأة .
وهذا ينعكس على
التعليم على النحو التالي :
أ-
تعميم التعليم لأن الجاهل لا يمكن أن يحقق المساواة أو يطالب بحقه فيها .
ب
– تربية في الحقوق والواجبات وتلازم الحق والواجب .
ج
– تنمية الدخل القومي حتى يجد المجتمع ما يحقق به العدالة
الاجتماعية .
6
–
أنها مجتمعات حصلت على الاستقلال السياسي .
وهذا ينعكس على
التعليم على النحو التالي :
أ
– تكوين الشخصية الاستقلالية التي تستطيع أن تكوّن الرأي وتدافع عنه
.
ب
– تكوين
المفاهيم الإنسانية والعالمية حتى يستطيع المتعلم أن يفهم علاقات وطنه المستقل في
إطاره العالمي .
ج
– تكوين مفهوم القوة ومفهوم الوطنية عند التلاميذ .
7
–
أنها مجتمعات قررت الأخذ بالنظم الديمقراطية .
وهذا ينعكس على
التعليم على النحو التالي :
أ
– تنمية قدرات الفرد على النظر إلى نفسه كفرد في مجموع .
ب
– تنمية قدرات الفرد على تحمل المسئولية والمشاركة الإيجابية في
مجتمعه .
ج
– تكوين
المهارات الديمقراطية التي تقوم على الحوار والنقد الذاتي ونقد الغير واحترام رأي
الآخرين والنزول على رأي الغالبية .
8
–
أنها مجتمعات معرّضة للدعاية ووسائل الإعلام السريعة العنيفة المؤثرة .
وهذا ينعكس على
التعليم على النحو التالي :
أ
– تنمية قدرات المتعلم على النقد وتمييز الزائف والصحيح في الرأي .
ب
– فهم سياسة الوطن وعلاقتها بسياسة غيره .
ج
– القدرة على إعلان الرأي والدفاع عنه .
هذه هي موجهات التربية
والتعليم في ضوء مقومات الحياة في المجتمعات الحديثة وخصائصها . وهي موجهات تصدق
على كل مراحل التعليم العام، ويجب أن تبدأ كلها في المدرسة الابتدائية، ولا أمل في
نجاحها في المراحل العليا إذا لم تُوضع أُسسها في المدرسة الابتدائية .
vوظيفة المدرسة الابتدائيةv
يمكن تلخيص وظيفة
المدرسة الابتدائية في أنها تحقيق نمو الأطفال من سن السادسة إلى سن الثانية عشرة
بحيث يكون من نتائج هذا النمو ما يلي :
1
– إكساب
التلاميذ القدرة على فهم العلاقات الاجتماعية الصالحة وممارستها .
2
– مساعدة
الطفل على اكتشاف الصالح من استعداداته وميوله وقدراته وتنميتها .
3
– إكساب
التلاميذ مهارات التفكير العلمي المنظم وتنميتها .
4
– تعوّد
النشاط المنتج .
5
– تحصيل
المعلومات وأدوات المعرفة .
6
– تكوين
جسم سليم .
7
– تكوين
الاتجاهات العقلية الصالحة .
|