وأتيت يا ولدي.. مع الزمن الحزين
|
فالعطر بالأحزان مات.. على حنايا الياسمين
|
أطيارنا رحلت.. و أضناها الحنين
|
أيامنا.. كسحابة الصيف الحزين
|
ودماؤنا صارت شراب العابثين
|
تتبعثر الأحلام في أعمارنا
|
تتساقط الأفراح من أيامنا
|
صرنا عرايا..؟!
|
كل من في الأرض جاء
|
حتى يمزق.. جرحنا
|
صرنا عرايا..؟!
|
كل من في الأرض جاء
|
حتى يمزق.. عرضنا..
|
قالوا لنا:
|
أنتم حصون المجد.. أنتم عزنا
|
قتلوا الصباح بأرضنا.. قتلوا المنى
|
* * *
|
من أجل من يقتات أبنائي التراب؟
|
من أجل من نحيا عبيدا للعذاب؟
|
حزن.. وإذلال.. وشكوى واغتراب
|
يا سادتي.. قلبي يموت من العذاب
|
لمن العتاب؟
|
لمن الحساب؟
|
من أجل من تتغرب الأطيار في بلدي وتنتحر الزهور؟
|
من أجل من تتحطم الكلمات في صدري وتختنق السطور؟
|
من أجل من يغتالنا قدر جسور
|
يا سادتي.. عندي سؤال واحد
|
من أجل من يتمزق الغد في بلادي؟
|
من أجل من يجني الأسى أولادي؟
|
* * *
|
قد علموني الخوف يا ولدي
|
وقالوا.. إن في الخوف النجاة
|
إن الصلاة.. هي الصلاة
|
إن السؤال جريمة لا تعصي يا ولدي ((الإله))
|
عشرون عاما يا بني دفنتها
|
وكأنها شبح توارى في المساء
|
ضاعت سنين العمر يا ولدي هباء
|
والعمر علمني الكثير
|
أن أدفن الآهات في صدري و أمضي.. كالضرير..
|
ألا أفكر في المصير
|
قل ما بدا لك يا بني و لا تخف
|
فالخوف مقبرة الحياة..
|
من أجل صبح تشرق الأيام في أرجائه
|
من أجل عمر ماتت الأحلام في أحشائه
|
قل ما بدا لك يا بني
|
حتى يعود الحب يملأ بيتنا
|
حتى نلملم بالأمان جراحنا
|
لا تتركوا الغد في فؤادي يحترق
|
لا تجعلوا صوت الأماني يختنق |