هل من دمائك يسكر السفهاء؟
|
وعلى رفاتك يرقص الجهلاء؟
|
وعلى جبينك نام طفل جائع
|
وعليه تصرخ دمعة خرساء
|
واليأس يقتلنا بطول ظلامه
|
وتعربد الأحزان كيف تشاء
|
وقف الجمال لديك مسلوب الخطى
|
و تفجرت من وجنتيه دماء
|
وعلى ظلال الدرب حامت صرخة
|
الأم يأكل لحمها الجبناء
|
وسط الذئاب تناثرت أشلاؤها
|
يا ويح قلبي والأمور سواء
|
يا من سكرتم من رحيق دمائها
|
فوق التراب تشرد الأبناء
|
أبني العروبة لم تزل في مصرنا
|
رغم الجراح محبة وعطاء
|
* * *
|
لو لم تكن مصر العريقة موطني
|
لغرست بين ترابها وجداني
|
وسلكت درب الحب مثل طيورها
|
وغدوت زهرا في ربى بستان
|
وجعلت من عطر الزمان قلائدا
|
ونسجت بين قبابها إيماني
|
فمتى نعيد لمصر بسمة عمرها؟
|
ما أتعس الدنيا مع الأحزان
|
* * *
|
مصر الحبيبة يا رفاقي كعبة
|
لا تتركوها مرتع الأوثان
|
فالعمر ليس بضاعة مسلوبة
|
والعمر ليس بدرهم وغواني
|
الله يشهد أننا رغم الأسى
|
لم ننس يوما قبلة الرحمن
|
يا من سكرتم من رحيق دمائها
|
وغزوتم الدنيا بزيف لسان
|
عندي لكم رغم الجراح نصيحة
|
لا خير في مال بلا إنسان |