ولدي..
|
لأن العمر ذاب كما تذوب الأمنيات
|
ولأن ليل اليأس يعصف بالبنين
|
ويستحل دم البنات
|
ولأن أيام الظلام طويلة
|
ولأن ضوء الصبح مات
|
أخشى عليك من السنين
|
وأنت يا ولدي وحيد في انتظار المعجزات
|
فالأرض يا ولدي تجور
|
وتأكل الآن.. النبات
|
* * *
|
ولدي
|
لأن الناس تعشق دائما لحم الصغير
|
ولأن ماء النهر يلتهم الغدير
|
ولأن دخان المدينة يذبح الآن العبير
|
لا تبك يوما يا بني بوجعك العذب النضير
|
فلقد أضعت العمر يا ولدي.. رفيقا للشجن
|
وقضيت أيامي أسب الدهر ألعن في الزمن
|
والدمع يا ولدي طريق التائهين
|
الدمع يا ولدي عزاء العاجزين
|
* * *
|
ولدي
|
إذا ما تهت يوما
|
يا صغيري في الزحام
|
ورأيت كل الناس تقتات الكلام
|
ورأيت أجساما تصيح
|
وتشتكي فيها العظام
|
ورأيت في الطرقات أطفالا تئن
|
على بقايا.. من طعام
|
ورأيت أسوارا تحيطك
|
لا تنم.. مثل النيام
|
لا تبك يوما يا بني من الزحام
|
فلقد قضيت العمر أبكي
|
ثم يصفعني الظلام
|
ومضت سنين العمر يا ولدي.. بكاء أو كلام..
|
* * *
|
ولدي..
|
إذا ما جئت يوما في طريق
|
ورأيت كل الناس تقتل في غريق
|
ورأيت يا ولدي صديقا
|
يرتوي بدم الصديق
|
لا تنس يا ولدي
|
بأن النار تسكر بالحريق
|
والناس يا ولدي رماد
|
أو دخان.. في حريق
|
ولدي
|
لأني لم أكن يوما رفيقا للزمن
|
حاربته يوما وحاربني
|
وصرت بلا وطن
|
وطني هموم حرت في شطآنها
|
لا أعرف المرسى وضقت من الشجن
|
لا فرح يا ولدي هناك
|
ولا أمان.. ولا سكن!!
|
* * *
|
ولدي..
|
لأنك يا بني تعيش في عمر سعيد
|
وعلى ظلالك يرقص الأمل الجديد
|
ما زلت يا ولدي صغيرا تحضن الفرح الوليد
|
وغدا تحب.. وتعرف الأشواق
|
تسأل عن مزيد
|
فإذا وجدت الحب لا تحرم فؤادك ما يريد..
|
فالعمر يا ولدي سنين
|
والهوى.. يوم وحيد
|
فإذا رأيت الحب يسبح في خيالك
|
ورأيت أشواق السنين تصير ظلا من ظلالك
|
لا تنس يوما يا بني بأنني
|
غنيت شوق العاشقين
|
وبأنني يوما حلمت
|
بأن يصير الحب بيت المتعبين
|
لكنني يوما
|
رأيت الدرب أظلم حولنا
|
ضاع الطريق
|
وتاه في قلبي الحنين
|
فرجعت يا ولدي رمادا
|
في دروب السائرين
|
وغدوت أغنية
|
تحدق في عيون الناس عن حلم السنين
|
قد كان حلما يا بني
|
من قال يا ولدي بأن الليل
|
يهدي التائهين؟؟! |