وتعانقت أنفاسنا
|
وانساب دمع عاتب الأشواق بين ضلوعنا..
|
والليل كالسجان
|
يصفعنا.. ويضحك خلفنا
|
والصمت بيت موحش الأشباح يصرخ.. حولنا
|
وعلى يديك رفات طفل ضامر
|
قدر الزمان حبيبتي
|
أن يصبح المسكين جرحا.. بيننا
|
جئنا إليك مدينتي
|
جئنا لندفن حبنا
|
رفقا بهذا الطفل
|
قبر مدينتي..
|
أنا بعض هذا الطفل عمري.. عمره
|
فلديه حلم بدايتي
|
ولديه يأس نهايتي
|
رفقا بهذا الطفل قبر مدينتي
|
رفقا بهذا الطفل
|
* * *
|
ما زلت يا قبر المدينة
|
تجمع الأحباب أشلاء
|
وتسكر بالدموع
|
ونظل تلهث بين حزن العمر
|
نبحث عن شموع
|
ولديك تختنق الشموع
|
رفقا بدمع الناس قبر مدينتي
|
رفقا.. بدمع الناس
|
ما بين أحياء المقابر
|
تصرخ الأنفاس في ليل السكون
|
في كل جزء من شوارعها
|
جراح.. أو خطايا أو جنون
|
رفقا بدمع الناس يا زمن الجنون
|
* * *
|
القبر يضحك في خجل
|
وحبيبتي خلف التراب سحابة
|
وعيونها بحر.. شراع
|
تائه النظرات ضاع مع الرياح
|
كالنورس الحيران
|
عاد ممزقا.. عند الصباح
|
وصغيرها المسكين خلف دمائه
|
وعلى يديه علامة
|
أنفاس أحلام.. بقايا من جراح
|
ونظرت للحب الصغير
|
لم قد رحلت وأنت عندي بالحياة
|
وتركتنا لزماننا
|
زمن.. تضاجعه الذنوب
|
فتحمل الأرض العصاة؟
|
زمن الطغاة.. زماننا.. زمن الطغاة
|
* * *
|
القبر ينظر نحونا
|
وتردد القبر العجوز.. للحظة
|
القبر في خجل يمد يديه.. يحمل طفلنا
|
الحب أكثر ما يموت بأرضنا
|
ونظرت للقبر العجوز.. سألته:
|
أتراك تسكر من دماء صغيرنا؟
|
ضحك العجوز وقال في خجل: أنا؟!
|
ما عدت أفرح يا صديقي بالرفاق
|
صارت دموع الناس عندي.. لا تطاق
|
في كل يوم بين أحضاني
|
بحار من فراق
|
كل الذي عندي زحام.. في زحام
|
ما أكثر الأحياء في هذا الزحام
|
عندي مكان للصغار المتعبين
|
وهنا.. بقايا العاشقين
|
وهنا الجمال
|
ينام مكسورا على صدر الحنين
|
وهناك مات العدل مشلولا..
|
على زمن لعين
|
والحب.. في هذا المكان...
|
وعليه مات الصبح مشنوقا..
|
هنا.. قتلوا الحنان
|
وهناك أشلاء الضمائر
|
بين أكفان الجحود
|
وعلى رفات الحب
|
أنقاض.. بقايا من عهود
|
* * *
|
القبر يبعث في البقايا.. حولنا
|
رفقا فعمر الناس عندك قبرنا
|
وقفت عيون حبيبتي وتساءلت:
|
بالله يا قبر المدينة أين طفلي..
|
كان منذ دقائق يجري.. هنا؟
|
القبر يضحك قائلا:
|
قد صار ضيفا.. عندنا
|
صرخت دموع حبيبتي
|
يا طفلنا.. يا طفلنا
|
ضحكات قبر مدينتي
|
تعلو.. وتعلو.. بيننا
|
قد صار ضيفا.. عندنا
|
يعلو صراخ حبيبتي:
|
يا حبنا.. يا حبنا
|
القبر يضحك قائلا:
|
قد صار ضيفا.. عندنا |