دعني وجرحي فقد خابت أمانينا
|
هل من زمان يعيد النبض يحيينا
|
يا ساقي الحزن لا تعجب في وطني
|
نهر من الحزن يجري في روابينا
|
كم من زمان كئيب الوجه فرقنا
|
واليوم عدنا ونفس الجرح يدمينا
|
جرحي عميق خدعنا في المداوينا
|
لا الجرح يشفى ولا الشكوى تعزينا
|
كان الدواء سموما في ضمائرنا
|
فكيف جئنا بداء كي يداوينا
|
* * *
|
هل من طبيب يداوي جرح أمته
|
هل من إمام لدرب الحق يهدينا
|
كان الحنين إلى الماضي يؤرقنا
|
واليوم نبكي على الماضي ويبكينا
|
من يرجع العمر منكم من يبادلني
|
يوما بعمري ونحيي طيف ماضينا
|
إنا نموت فمن بالحق يبعثنا
|
لم يبق شيء سوى صمت يواسينا
|
صرنا عرايا أمام الناس يفزعنا
|
ليل تخفى طويلا في مآقينا
|
صرنا عرايا وكل الأرض قد شهدت
|
أنا قطعنا بأيدينا أيادينا
|
* * *
|
يوما بنينا قصور المجد شامخة
|
والآن نسأل عن حلم يوارينا
|
أين الإمام رسول الله يجمعنا
|
فاليأس والحزن كالبركان يلقينا
|
دين من النور بين الخلق جمعنا
|
ودين طه ورب الناس يغنينا
|
يا جامع الناس حول الحق قد وهنت
|
فينا المروءة أعيتنا مآسينا
|
بيروت في اليم ماتت قدسنا انتحرت
|
ونحن في العار نسقي وحلنا طينا
|
بغداد تبكي وطهران يحاصرها
|
بحر من الدم بات الآن يسقينا
|
هذي دمانا رسول الله تغرقنا
|
هل من زمان بنور العدل يحمينا
|
أي الدماء شهيد كلها حملت
|
في الليل يوما سهام القهر تردينا
|
القدس في القيد تبكي من فوارسها
|
دمع المنابر يشكو للمصلينا
|
حكامنا ضيعونا حينما اختلفوا
|
باعوا المآذن والقرآن والدينا
|
حكامنا أشعلوا النيران في غدنا
|
ومزقوا الصبح في أحشاء وادينا
|
مالي أرى الخوف فينا ساكنا أبدا
|
ممن نخاف ألم نعرف أعادينا؟
|
أعداءنا من أضاعوا السيف من يدنا
|
وأودعونا سجون الليل تطوينا
|
أعداؤنا من توارى صوتهم فزعا
|
والأرض تسبى وبيروت تنادينا
|
أعدائنا أوهمونا آه كم زعموا
|
وكم خدعنا بوعد عاش يشقينا
|
قد خدرونا بصبح كاذب زمنا..
|
فكيف نأمل في يأس يمنينا
|
* * *
|
أي الحكايا ستروى عارنا جلل
|
نحن الهوان وذل القدس يكفينا
|
من باعنا خبروني كلهم صمتوا
|
والأرض صارت مزانا للمرابينا
|
هل من زمان نقي يف ضمائرنا
|
يحيي الشموخ الذي ولى فيحيينا
|
يا ساقي الحزن دعني إنني ثمل
|
إنا شربناه قهرا ما بأيدينا
|
عمري شموع على درب المنى احترقت
|
والعمر ذاب وصار الحلم سكينا
|
كم من ظلام ثقيل عاش يغرقنا
|
حتى انتفضنا فمزقنا دياجينا
|
العمر في الحلم أودعناه من زمن
|
والحلم ضاع ولا شيء يعزينا
|
كنا نرى الحق نورا في بصائرنا
|
والآن للزيف حصن في مآقينا
|
كنا إذا ما توارى الحلم عانقنا
|
حلم جديد يغني في روابينا
|
كنا إذا خاننا فرع نقطعه
|
وفوق أشلاءه تمضي أغانينا
|
كنا إذا ما استكان النور في دمنا
|
في الصبح ننسى ظلاما عاش يطوينا
|
كنا إذا اشتد فينا اليأس وانكسرت
|
منا السيوف ونادانا.. منادينا
|
عدنا إلى الله عل الله يرحمنا
|
والآن نخجل منه من معاصينا
|
الآن يرجف سيف الزور في يدنا
|
فكيف صارت كهوف الزيف تؤوينا
|
هل من زمان يعيد السيف مشتعلا
|
لا شيء والله غير السيف يبقينا
|
يا خالد السيف لا تعجب ففي زمني
|
باعوا المآذن والقرآن راضينا
|
هم من ترابك يا ابن العاص في دمنا
|
ثأر طويل لهيب العار يكوينا
|
قم يا بلال وأذن صمتنا عدم
|
كل الذي كان طهرا لم يعد فينا
|
هل من صلاح بسيف الحق يجمعنا
|
في القدس يوما فيحييها.. و يحيينا
|
هل من صلاح يداوي جرح أمته
|
ويطلع الصبح نارا من ليالينا
|
هل من صلاح الشعب هده أمل
|
ما زال رغم عناد الجرح يشفينا
|
هل من صلاح يعيد السيف في يدنا
|
ولتبتروها فقد شلت أيادينا
|
* * *
|
حزني عنيد وجرحي أنت يا وطني
|
لا شيء بعدك مهما كان.. يغنينا
|
إني أرى القدس في عينيك ساجدة
|
تبكي عليك وأنت الآن تبكينا
|
آه من العمر جرح عاش في دمنا
|
جئنا نداويه يأبى أن يداوينا
|
ما زال في العين طيف القدس يجمعنا
|
لا الحلم مات ولا الأحزان تنسينا
|
لا القدس عادت ولا أحلامنا هدأت
|
وقد نموت وتحيينا أمانينا
|
ما أثقل العمر.. لا حلم ولا وطن..
|
ولا أمان ولا سيف... ليحمينا |