إلى
الخنزير (شارون)
أرحلْ
عن القدس وأترك ساحة الحرم هل يلتقي الطهر يا خنزير بالرمم
كيف اجترأت على أرضٍ مُطهرة أُسري بها خير خلق الله والأمم
هذا التراب الذي لوثت جبهته ما زال يصرخ بين الناس في ألم
لوثت بالعار أعتابًا مباركةً وجئت كالكلب .. في حشدٍ من الغنم
تاريخك الآن بالأوحال نكتبه لكل أطفالنا.. في القبر والرحم
القدس أرضًا وقُداسًا ومئذنةً كالنيل عندي.. كالأعراض كالهرم
يا أقذر الناس تلهو في مساجدنا وتقذف القدس بالنيران والحمم
كيف اجترأت على أقداسنا سفهًا وجئت كالموت.. بالحراس والخدم
******
من حقك الآن أن تزهو بما فعلت أقدامك السود بالصلوات والحرم
من حقك الآن أن تختال في سفهٍ وأن تدوس جبين القدس بالقدم
من حقك الآن أن تسبي مساجدنا فسيفك الوغد فوق الكل محتكم
من حقك الآن ما دامت عزائمنا قد هدّها العجز واسترخت إلى العدم
صابرا شاتيلا وأنهار مسافرة من الدماء وأنات بكل فم
في راحتيك دماء أغرقت زمنًا وجه الصغار وأذكت نار منتقم..
******
ارحل عن القدس وأترك ساحة الحرم لن يستوي القزم يا عربيد بالقمم
منذ ابتلينا بداء السلم شردنا بين الجموع خراب الأرض والذمم
فالسلم بالعجز تابوت ومقبرة وثوب عارٍ ودعوى كل منهزم
والسلم بالسيف أوطان محررة ونخوة في ضمير الشعب لم تنم
السلم أن يحرس الفرسان رايتهم وأن نصون الحمى بالدم والقلم
السلم ألا نرى طفلاً يطارده سيف جبان وقناص بسيل دم
في كل شبرٍ حزينٍ من شوارعنا تبكي العيون دمًا من سكرة الألم
******
يا سيدي يا رسول الله أرهقنا ضعف العزائم صار الشبل كالهرم
هذى الشعوب التي علمتها زمنًا نُبل الفضائل في الأخلاق والقيم
سادت على الأرض والإسلام رايتها وشيدت مجدها في موكب الأمم
قد أثقلتها قيود العجز فانكسرت بين التشتت والأوهام والسأم
يا للعروبة قد باعت فوارسها واستبدلت خيلها بالعير والغنم
يا للعروبة قد شاخت عزائمها فأعلنت حربها بالشعر والحكم
كُهانها في ليالي الأنس قد غرقوا وأسكروا الكون بالأفراح والنغم
هم يمرحون مع الطغيان في سفهٍ لم يحفظوا الله في أرضٍ ولا نعم
في القدس شعب عنيد قام في شممٍ بالثأر أقسم سوف يبر بالقسم
يا أمة الحق هُبي الآن في غضبٍ كيف استكنت لذل العجز والندم
أشلاؤنا لم تزل في القدس داميةً فكل طفلٍ بها يغفو على لغم ..
يا شعبنا الحر في الجولان في رفحٍ عند الخليل وفي لبنان في الحرم
إنا على العهد عند القدس يجمعنا فجر وليد بدا في صحوة الهمم
فلنعتصم بلواء الله في جلدٍ والله للحق دومًا خير معتصم..
محمد يا شهيد القدس يا أملاً ما زال يحبوا كوجه الصبح في الظلم
يا درة العمر يا أغلى مباهجه أدميتنا بالأسى والحزن والسقم
في وجهك الآن تصحو كل مئذنةٍ ضاقت بها الأرض بين اليأس والحُلم
في قبرك الآن بركان يحاصرنا ويشتكي عجزنا.. ويثور بالحمم
يا صيحةً من ضمير الحق أسكتها صوت الضلال وكهان بلا ذمم
في عينك الآن مصباحً وأغنية لكل طفلٍ بريء الوجه مبتسمٍ..
فكل نقطة دمٍ أنبتت حجرًا قد يكسر القيد أو يهوى على صنم
فاهدأ صغيري فإن القدس عائدة مهما تمادى جنون الموت والعدم
إن خانني الشعر في حزني فلي أمل أن يهدر الشعر كالبركان من قلمي .. |