الوحدة
الأولى
الكون
والمجموعة الشمسية
الجزء
الثاني
.
الأرض
.
_ أصل الأرض :
* ترى
أكثر النظريات قبولاً في الوقت الحاضر أن الكون كله من نجوم وكواكب وأقمار كان منذ
عهود بعيدة جداً سديماً من ذرات غازية أخذت تتفاعل عبر مليارات مليارات السنين
بحيث شكلت كتلة غازية نارية هائلة، أخذت عبر مليارات مليارات السنين تنفصل عن
بعضها مشكّلة كتلاً مستقلة راح كل منها يدور حول نفسه ويبرد مكوناً كتلة متقدة وهي
النجوم المشتعلة .
* يرى
المتخصصون في مجال "الإعجاز العلمي في القرآن الكريم" أن هذا يتفق مع
قول الله تعالى :] ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا
ولَلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ[
(فصلت 11).
* من هذه
النجوم المشتعلة: الشمس التي انفصل عنها كوكبنا الأرضي والكواكب الأخرى التابعة
للشمس كالزهرة والمريخ …… أخذ كل منها يبرد عبر مليارات السنين ليكون كتلة من سطح بارد صلب،
وحرارة في الداخل .
* يرى
المتخصصون في مجال "الإعجاز العلمي في القرآن الكريم" أن هذا يتفق مع
قول الله تعالى :
]أَوَلَمْ يَرَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ
كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ
أَفَلا يُؤْمِنُونَ[
(الأنبياء 30)
* أصل
الأرض إذاً هو هذه الأجسام الغازية الهائلة الحرارة التي أخذت تبرد إلى أن تحولت
إلى جسم سائل فصلب، بارد عند السطح بسمك محدد، شديد الحرارة في الأعماق .
_ حرارة الأرض الباطنية :
* تبدأ
حرارة الأرض الباطنية بعد عمق 10
–
20 متراُ من سطح الأرض . وبشكل عام
ترتفع درجة الحرارة درجة واحدة بعد كل
30 – 35 متراً عمقاً،
فإذا بلغ العمق 60 كيلو متراً، أصبحت درجة الحرارة * 2000 إي درجة انصهار كل مادة، وهذه الحرارة تزيد على * 10000 درجة في نواة الأرض .
* في
البحار كلما ازدادت عمقاً، ارتفعت درجة حرارة أغوارها أكثر من المعدل الطبيعي
لقربها من حرارة الأرض الباطنية . وتتراوح درجة الحرارة الباطنية بين 2000
و
4000 درجة مئوية .
_ مما
تتألف كتلة الأرض ؟
* تتألف
كتلة الأرض من ثلاث طبقات أساسية :
1
– القشرة :
* يبلغ
سُمكها 33 كيلو متراً تقريباً، ويختلف هذا السُمك
من مكان لآخر، فهو في المحيطات يتراوح بين
5 – 15 كيلو متراً، وفي
اليابسة يتراوح بين 30
–
50 كيلو متراً .
* تتألف
القشرة الأرضية (أنظر الصورة التوضيحية) في
معظمها من مواد السيلكا والرسوبيات، وهذه القشرة ليست كتلة واحدة متماسكة، إذ
تتخللها شقوق وجيوب فارغة ومستودعات مائية ذات أحجام هائلة، بالإضافة إلى المستودعات
البترولية والغازية والمعدنية، كما أن صلابتها تتباين شدة وضعفاً بين منطقة وأخرى
.
2
– المعطف :
* يبلغ
سُمك هذه الطبقة 2865 كيلو متراً . ويتألف في معظمه من السيلينيوم والماغنسيوم، (وتسمى هاتان
المادتان اختصاراً "سيما")، وسليكات الحديد والكربون ومواد أخرى .
* تتخلل
المعطف شقوق وجيوب فارغة ومستودعات غازية ومائية تتباين أحجامها من مكان لآخر .
وتبلغ درجة حرارة المعطف عند قاعدته المتصلة بالنواة بين 5000 و 10000 درجة مئوية .
3
– النواة :
* تسمى
أيضاً "النيف
Nife
" وهي مختصر الكلمتين : نيكل
وحديد لأن الحديد يشكل 90 % تقريباً والنيكل 10 % تقريباً منها .
* تحتوي
النواة أيضاً على مواد أخرى مثل بخار الماء والكربون والهيدروجين والهيليوم،
والجزء الخارجي للنواة أكثر من النواة الداخلية أو الحبة الصلبة جداً .
* يشكل
القطر الكلي للنواة 53 % إلى 58 % من القطر
الكلي للكرة الأرضية، كما تبلغ كثافة الجزء الخارجي للنواة 11.2 ، أما كثافة الجزء الداخلي فتبلغ
17 .
* يمتاز
الجزء الخارجي للنواة بخواص مغناطيسية كهربائية .
* ترتفع
درجة حرارة النواة إلى أكثر من
10,000 درجة مئوية .
_ البراكين :
* تتفجر
البراكين وتثور من أعماق القشرة الأرضية والمعطف فقط . حيث تتخلل هاتين الطبقتين
– كما
سبق ذكره – شقوق وحفر وجيوب مائية وغازية.
* من أهم
العوامل التي تسبب تفجر البراكين وثورتها ما يلي :
- حرارة الأرض
الباطنية الهائلة .
- مستودعات
المياه الجوفية .
- مستودعات
الغازات في باطن الأرض .
- طبيعة تركيب
بعض أنواع الصخور : " الماجما أو المُهل " وتتراوح درجة حرارتها بين 800 إلى 1400 درجة مئوية. ولما كانت هذه الماجما تحتوي
على غازات، فهي تتحرك بطبيعتها، وتصعد إلى أعلى باستمرار باتجاه سطح الأرض بتأثير
هذه الغازات عالية الضغط .
* تجرف
الماجما في اندفاعها من باطن الأرض ما تلاقيه في طريقها من صخور وأتربة، حتى إذا
لاقت طبقة رقيقة واهنة قريبة من سطح الأرض أو قاع البحار والمحيطات، فجّرتها بعنف
هائل متصاعدة في الجو على جانبي الفوهة .
* تسمى
الماجما والصخور الأخرى بعد اندفاعها من فوهة البركان " الحمم " أو
" اللافا " . ولا يحتوى باطن الأرض بطبقاتها الثلاث على أية نيران، ولكن
مصدر نيران البراكين هو غاز الهيدروجين الخارج من باطن الأرض، حيث يحتك هذا الغاز
بما فيه من حرارة عالية وقوة اندفاع شديدة بأكسجين الهواء مكونين بتفاعلهما عنصر
النيران .
_ الهزات الأرضية أو الزلازل :
* هي
حركات أرضية عنيفة في القشرة الأرضية تمتاز بكونها فجائية وقصيرة المدة، مختلفة
الشدة، وآثارها مدمرة .
* قد
تشمل آثارها مساحة واسعة جداً، فقد شملت مساحة 4,500,000 كيلو متر
مربع في زلزال أسام عام 1897، وقد تنحصر آثارها في مجالات ضيقة كالزلزال الذي
تعرضت له مصر عام 1995 .
* وفي
توضيح إلهي حول الزلازل قال تعالى :
} يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ
السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ(1)
{ (الحج
– 1)
} إِذَا زُلْزِلَتْ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا(1) وَأَخْرَجَتْ الأرْضُ
أَثْقَالَهَا(2) وَقَالَ الإِنسَانُ مَا لَهَا(3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ
أَخْبَارَهَا(4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا(5)
{ (الزلزلة
1 – 5)
* أسباب الزلازل :
* يسبب
انفجار الغازات المنضغطة المتصاعدة من البراكين – في بعض الأحيان – هزات
تُعرف بالزلازل البركانية . غير أن نسبتها إلى مجموع الهزات التي تحدث في العالم
ضئيلة .
* أحدث
مفهوم لحدوث الزلازل هو قوى التشويه التي تُحدِث في الأرض صدوعاً، فصخور الأرض
تتعرض باستمرار لضغوط وقوى شد بفعل قوى مختلفة مثل ضغوط الغازات وأبخرة المياه،
وتنتهي مقاومة الصخور لهذه الضغوط بتصدعها، ثم تنزلق الكتل الصخرية والأتربة التي
حولها .
* إذا
وصلت هذه الصدوع إلى سطح الأرض تسبب شقوقاً طولية تمتد لمسافات، وعندئذ تسري الذبذبات
في موجات اهتزازية خلال القشرة الأرضية وفي باطنها، وتصل إلى جهات بعيدة عن مركز
الزلزال .
* قد
تنشأ الموجات الزلزالية عن القوى الناتجة عن تحرك الماجما (المُهل) في باطن الأرض،
أو المندفعة إلى سطح الأرض في المناطق البركانية .
* قد
تحدث الزلازل نتيجة انهيار سقوف الكهوف في الصخور الجيرية، مكونة هزات خفيفة
محدودة الانتشار .
$ إنذار الهزات الأرضية :
* من
الإشارات المُنذرة بحدوث الزلازل بعض الارتعاشات الخفيفة التي تسجلها أجهزة الرصد
وقد يشعر الإنسان بها، وفي الزلازل العنيفة تحدث هذه الارتعاشات خلال زمن قصير
جداً .
*
الحيوانات أكثر حساسية من الإنسان لالتقاط هذه الإشارات ويرجع ذلك إلى: انطلاق
غازات كبريتية من شقوق الأرض، وحدوث ضجيج جوفي ناجم عن ضغط الغازات والأبخرة، وهذا
الضجيج تسمعه الحيوانات قبل الإنسان لتميزها بقوة سمع تفوق حاسة السمع لدى الإنسان
.
* تُسجل
الهزات الأرضية في مراكز رصدها بجهاز " السيسموجراف "، أي مُسجل الزلازل
.
_ الصخور :
* تتألف
مواد القشرة الأرضية من صخور تتكون بنيتها من فلزات أو مواد بلّورية أو غير
بلّورية، وتتصف الصخور عامة إلى ثلاث مجموعات رئيسة هي:
- صخور نارية :
وهي الصخور التي تنشأ عن حمم البراكين .
- صخور متحولة :
وهي صخور تحولت بفعل الحرارة والضغط .
- الصخور
الرسوبية .
* الصخور الرسوبية :
* لا تأتي الصخور الرسوبية من
أعماق القشرة الأرضية، فهي توجد على
السطح فقط، وتتشكل بفعل عوامل النحت والنقل وأنشطة الكائنات الحية، أو نتيجة
لظواهر كيميائية أو فيزيائية بحتة .
* تتلون
الصخور الرسوبية بفعل تعرضها للتأكسد، ومن أهم مُلوناتها الفحم الذي يعطيها اللون
الأسود أو الرمادي، وأكاسيد الحديد التي تعطيها ألواناً أخضر أو أحمر أو أصفر .
* من
مميزات الصخور الرسوبية تشكُّلها في صورة طبقات أفقية مستقيمة
أو مقوسة، أو عمودية .
_ الجليديات :
* تُغطي
الجليديات 2.7 % من سطح الكرة الأرضية تقريباً . وكانت
خلال العصر الجليدي الرابع تُغطي 35
% من سطح القارات .
*
للجليديات تأثير بنّاء ومدمر حيث تؤدي إلى نحت وتغيير طوبوغرافية سطح الأرض، إذ
تنقل كميات كبيرة من المواد المفتتة، تشكل صخوراً رسوبية .
_ الأنهار :
* مياه
الأنهار من أهم عوامل النحت، وما زالت تؤثر منذ ملايين السنين من تاريخ القشرة
الأرضية . فهي تنقل كميات ضخمة من المياه المُحملة بالمفتتات الصخرية والمواد
المنحلة، تختلف أحجامها وصلابتها باختلاف سرعة المياه وعمقها .
* كلما
ابتعد النهر عن منابعه ومصادر مياهه قلت سرعته . ولهذا تكون قدرة المياه في منابع
الأنهار كبيرة على حمل المواد المفتتة بمختلف أحجامها، في حين تقل هذه القدرة عند مصباتها
.
* هكذا
تترتب الحصى والرمال الخشنة عند منابع الأنهار، في حين تترسب المواد الدقيقة
كالرمال والطين في مصباتها.
_ البحار والمحيطات :
* تشغل
البحار والمحيطات مساحة 70.78
% تقريباً من مساحة الكرة الأرضية
الإجمالية، أي أنها أكبر من مساحة اليابسة بـ 2.5 تقريباً .
* قد
تحدث حركات البحار في ثلاث أشكال مختلفة : المد والجزر، والأمواج، والتيارات
البحرية .
* المد والجزر :
* تتشكل
تيارات المد والجزر بفعل الجاذبية المشتركة بين الشمس والقمر للأرض . فكل منهما
يحاول أن يجذب إليه الأرض، فينجم عن هذا الجذب حركة المد والجزر لمياه البحار فوق
اليابسة مرتين كل يوم .
- كيف تحدث
حركة المد والجزر ؟
* من
المعروف أن القمر أقرب إلى الأرض من الشمس بكثير، ولهذا فإن قوة جذبه للأرض رغم
صِغر حجمه بالنسبة للشمس، تفوق كثيراً قوة جذب الشمس لها .
* ينجم
عن قوة هذا الجذب امتداد مياه البحار في الجهة المقابلة للقمر، وارتفاعها إلى أعلى
. عندئذ تندفع مياه البحار نحو الشواطئ، وتسمى هذه الحركة
حركة المد، أي طغيان مياه البحار على
الشواطئ وارتفاعها فيها .
* يقابل
ذلك انخفاض مياه البحار نحو الأسفل في البقاع الأخرى البعيدة عن القمر وارتدادها
من الشواطئ باتجاه البحر، وذلك لضعف قوة جذب القمر، وتزايد قوة جذب الأرض لها .
فيطلق على هذه الحركة : حركة
الجزر، أي
انحسار مياه البحار عن الشواطئ وعودتها إلى البحار ثانية .
* الأمواج :
* تثير
الرياح الأمواج البحرية وتختلف شدة ارتفاعاتها وعنفها بحسب شدة سرعة الرياح أو
هدوئها، وللأمواج أثر كبير في عملية نحت الصخور الساحلية وتغيير معالم الشواطئ .
* التيارات البحرية :
* تسبب
الرياح أيضاً التيارات البحرية، وتختلف عن الأمواج بكونها كتلة متصلة من المياه المتحركة
باستمرار .
* فرياح
خليج التيار الدافئ في شبه جزيرة فلوريدا تنقل مياه هذا التيار بسرعة 1.70 متر / ثانية. على عمق
700 متر، وتنتشر بعرض 80 كيلو متراً ، حتى تصل إلى سواحل فرنسا الشمالية وبريطانيا وبحر
الشمال .
|