الفصل الثالث
*
تعليم العلوم : نظرة شمولية
*
* التعليم والتدريس:
- التعليم
Teaching
هو
جزئية من التدريس Instruction
الذي هو أعم وأشمل .
-
عرّف أندرسون وبيرنز التعليم بأنه:
" نشاط تفاعلي
بين المعلم وطلابه، يعتمد على الاتصال اللفظي بشكل رئيسي بغرض مساعدة الطلاب على
التعلم أو بغرض إحداث تعديل مقصود في سلوكهم".
-
كما عرّف أندرسون وبيرنز التدريس بأنه:
" هو ظاهرة معقدة
متعددة الأبعاد، غرضها أن يتعلم الطلبة جسماً منظماً من المعرفة والمهارات، وفق
المتطلبات التي تقتضيها طبيعة المادة نفسها وخصائص المعلم وطلبته، في إطار منظم من
الإجراءات والأنماط السلوكية التي يقوم بها الطلبة فرادى أو في مجموعات، خلال زمن
معين، يحركها المعلم بما يتبعه من أساليب وطرق تدريس " .
يتضح من التعريف
السابق ستة أبعاد اعتبرها أندرسون وبيرنز
مكونات عملية التدريس، وهذه الأبعاد هي:
1 – الغرض Purpose:
فالتدريس عملية هادفة
ولها غرض هو: تعلم جسم من المعارف وكسب مهارات واتجاهات مرغوبة .
2 – المطالب Demands:
للتدريس مطالب تحددها
طبيعة المادة وخصائص المتعلمين وسمات المعلم وواقع المدرسة وإمكاناتها .
3 – التصميم Format:
ويشمل الاستراتيجيات
وطرق التدريس التي يتبعها المعلم في تحقيق التعلم.
4 – التنظيم الصفي Grouping Arrangement
:
أي كيفية تنظيم تعلم
الطلاب، هل سيكون تدريساً جماعياً على مستوى الصف بأكمله كمجموعة واحدة، أم على
مستوى مجموعات تعلم،أم تعليماً فردياً.
5 – وقت التدريس Length and Duration of Time:
أي الفترة التي يستمر
بها التدريس، ووقت حدوثه، ونظراً لشمولية التدريس فهو يحتاج إلى وقت طويل، في حين
أن التعليم يكون آنياً، أي يتم في زمن قصير .
6 – التعليم Teaching:
ويهتم هذا البعد
بالتفاعل بين المعلم والطلاب، ويركز على سلوك كل منهما على انفراد أو بشكل مجتمع .
مما سبق يتضح لنا أن
التعليم لا يشكل سوى أحد مكونات التدريس، فالتعليم هو تفاعل صفي (يحدث داخل حجرة
الدراسة أو المعمل أو الورشة …..) في حين أن التدريس عملية شاملة معقدة متعددة
الأبعاد والمكونات .
* المعلم باعتباره ميسراً
للتعلم:
#
النظرة التقليدية لدور المعلم:
المعلم هو القائد والموجه
لخبرات التعلم، هو مصدر المعرفة الرئيسي وعارضها على طلابه، يتحمل المسئولية
الكاملة في تعلم طلابه وتحقيقهم الأهداف المنشودة .
#
النظرة الحديثة لدور المعلم:
مسئولية التعلم مشتركة
بين المعلم والمتعلم، أي المعلم بمثابة موجه ومرشد للمتعلم إلى كيفية التعلم،
وكيفية البحث عن مصادر التعلم، وكيفية استخدامها، وكيفية التفاعل مع هذه المصادر
والمفاضلة بينها، وما المصادر الملائمة لقدراته .
التدريس علم أم فن ؟
- التدريس علم
وفن .
* التدريس علم:
له أصوله وقواعده التي تساعد في فهم التدريس وتفسير ما يحدث في بيئة التعلم،
والتنبؤ بما يحدث فيها تمهيداً للسيطرة على مجريات هذه العملية وتوجيهها نحو
الأفضل .
* علم التدريس هام
جداً للمبتدئين: لأنه يساعدهم في كسب المهارات الأساسية اللازمة لممارسة المهنة،
وبعد إتقان هذه المهارات يأتي دور البراعة أو الفن .
* التدريس فن:
حيث أن بعض مظاهره ذات طابع فردي أو شخصي، تلعب فيه خبرة المعلم وقيمه وعاداته
ومفهومه عن التدريس دوراً مركزياً .
ولذلك يختلف المعلمون
في تعاملهم مع مواقف التعلم المتنوعة وبراعتهم في استغلال كل فرصة متاحة لجذب
انتباه طلابهم ودفعهم للمشاركة في نشاطات التعلم بشغف واهتمام .
كما يفعل الممثل
تماماً على خشبة المسرح مستغلاً نبرات صوته وتعبيراته الجسدية، وسرعة بديهته في
معالجة المواقف الطارئة واستثمارها.
يمزج المعلم في ممارساته
بين التدريس كعلم والتدريس كفن ويتمثل ذلك في القول التالي: " إن ما عليه
المعلم (مظهر فني) يمتزج بما يستخدمه في تدريسه (مظهر علمي) لتحديد ما يقوم به
أثناء التدريس (علم وفن) " .
في كلية التربية نقوم
بمساعدة المعلم في كسب الجانب العلمي في التدريس، وذلك من خلال تعليمه مختلف
استراتيجيات التدريس وتدريبه على ممارستها في مختلف المواقف التعليمية، وبذلك يصبح
معلماً كفوءاً .
بعض المعلمين يتمكنون
من فن التدريس بعد ممارسته لفترة، وهنا يتحول المعلم من معلم كفء إلى معلم متميز
.
مبادئ
تعليم العلوم
صدر عن المجلس الوطني
للتربية العلمية والتقنية تقريراً يوضح عدداً من مبادئ تدريس العلوم التي تستند
إلى قاعدة من البحث التربوي الأصيل هي:
المبدأ الأول: تعليم العلوم يجب أن يكون منسجماً مع طبيعة العلوم:
تُعرف العلوم
والتكنولوجيا بأنها: العمل، وكيفية أداء هذا العمل على قدم المساواة بما يتم
التوصل إليه من نتاجات . أي أنها طرق تفكير وعمليات علمية وجسم من المعرفة، ولكي
يكون تعليم العلوم منسجماً مع طبيعتها يمكن الاستفادة من المبادئ التالية:
1 – بدء التعلم بإثارة أسئلة عن الطبيعة
وظواهر الأشياء الكائنة في بيئة الطفل، ومحاولة فهمها وتفسير سلوكها .
2 – إتاحة الفرص للتلاميذ للمشاركة في
نشاطات التعلم .
3 – تشجيع التلاميذ على الملاحظة الدقيقة
في جمع المعلومات حول الأشياء والظواهر ذات الصلة بالموضوع .
4 – تزويد التلاميذ بخلفية تاريخية عن وجهات
النظر العلمية لأن ذلك يعطيهم فكرة عن نمو المعرفة العلمية وتطورها .
5 – استخدام التعبيرات العلمية الواضحة
دون لبس مع التلاميذ .
6 – استخدام أسلوب التعلم الزمري
التعاوني أي تعلم الفريق من منطلق أن المعرفة العلمية نفسها نتاج جهد تعاوني .
7 – عدم فصل المعرفة عن طرق الحصول عليها
.
8 – التخفيف من التركيز على تذكر
المصطلحات، والاهتمام بتعميق فهمها .
9
– التحول من دور المعلم كعارض للمعارف إلى دور مدرب المتعلم على كيفية التعلم
الذاتي .
المبدأ الثاني: تعليم العلوم يجب أن يعكس القيم العلمية:
العلوم ليست فقط جسماً
من المعرفة، وطريقة للبحث والاستقصاء، بل هي أيضاً نشاط اجتماعي يتضمن قيماً
إنسانية: كالموضوعية، والمثابرة، والتروي في إصدار الأحكام، والشك، وحب الاستطلاع،
ولذلك على المعلم أن يراعي الآتي:
1 – الترحيب بحب
الاستطلاع وتشجيعه .
2 – إثابة
الإبداع .
3 – تشجيع
التساؤل .
4 – تجنب التقلب
في المواقف .
5
– لفت النظر إلى جمال العلم: كجمال الإضاءة في الشوارع، وضربات القلب، وحياة
الكائنات الدقيقة .
المبدأ الثالث: تعليم العلوم يجب أن يهدف إلى مواجهة قلق التعلم:
يشعر الطلاب بالقلق من
دراسة العلوم والرياضيات، وينتج ذلك من صعوبة وغموض المحتوى الذي يتم تعليمه، أو
كيفية تعليمه، فضلاً عن الاتجاهات المكتسبة في الطفولة المبكرة، ولذلك على المعلم
أن يراعي مما يلي:
1 – التركيز على
النجاح .
2 – توفير الفرص
للطلبة لاستخدام الأدوات والمواد المعملية .
3 – دعم مشاركة
الفتيات في تعلم العلوم .
4 – دعم التعلم
الجماعي .
المبدأ الرابع: تعليم العلوم يجب أن يتوسع ويمتد خارج نطاق المدرسة:
الأسرة، والتليفزيون،
والكمبيوتر، والمذياع، والأندية، والأقران، والجرائد، والمجلات، وغيرها تعتبر
مصادر هامة لتعلم العلوم .
المبدأ الخامس: تعليم العلوم يجب أن يُعطى وقته المناسب:
كما أن التعلم يلزمه
وقت، فإن التعليم يلزم له وقت يناسب كل متعلم حسب مرحلته الفكرية ودرجة نموه
العقلي .
(تصنيف طرق تدريس العلوم )
* هناك العديد من طرق
تدريس العلوم، ولكل منها مزاياها ومحدداتها والظروف الأفضل لاستخدامها مثل : طبيعة
الدرس، وظروف المدرسة وإمكاناتها
،وخصائص نمو المتعلم، وإمكانات المعلم وقدراته .
* لا توجد طريقة هي
الأفضل لتدريس جميع الموضوعات العلمية لجميع الطلبة في جميع البيئات .
@ المقصود بمدخل التدريس
: المدخل إطار عام
لكيفية تدريس مفردات منهج ما وموضوعاته أو وحدة ما، وهو غالباً يقوم على نظرية
معينة في التربية وعلم النفس، مثل المخل الكشفي الذي يقوم على نظرية جيروم برونر .
@ المقصود بطريقة التدريس
: تمثل طريقة
التدريس الإطار التنفيذي للمدخل، وتشمل إطار معالجة موضوعات المنهج المختلفة أو
الوحدة المعنية، ومن الواضح أن هذا
المصطلح ينطوي تحت مصطلح المدخل .
@ المقصود بأسلوب التدريس
أو استراتيجيته :
يمثل الأسلوب إطار السير في الطريقة، أي معالجة درس معين، ويكون بمثابة تتابع منظم
من تحركات المعلم أو أقواله، أو أفعاله .
* تصنيف طرق تدريس العلوم وفقاً لدور المعلم في عملية التعليم والتعلم
:
1
– طرق التدريس المباشر :
|
- دور
المعلم السيطرة التامة على مواقف التعليم - التعلم من حيث التخطيط، والتنفيذ
والمتابعة .
- دور المتعلم هو التلقي السلبي .
- يتركز الاهتمام على النواتج المعرفية
للعلم من حقائق ومفاهيم ونظريات .
- من أمثلتها طرق: المحاضرة، واستخدام
الكتاب المدرسي النظري والعملي وحل المسائل .
- المعلم يلعب دوراً نشطاً في تيسير تعلم المتعلم .
- يكون المتعلم نشطاً
مشاركاً في عملية التعليم – التعلم .
- يتركز
الاهتمام على عمليات العلم ونواتجه .
- من أمثلتها:
طرق الاكتشاف الموجه .
3
– طرق التدريس غير المباشر :
|
- المعلم يلعب
دوراً نشطاً في تيسير تعلم المتعلم .
- يكون المتعلم
نشطاً مشاركاً في عملية التعليم – التعلم .
- يتركز
الاهتمام على عمليات العلم .
- من أمثلتها:
طريقة العصف الذهني، والاكتشاف الحر والاستقصاء .
* تصنيف طرق تدريس العلوم وفقاً للنشاط التعليمي السائد في مواقف التعليم والتعلم :
1 – طرق
الاستماع والتحدث Listening – Speaking
.
2 – طرق القراءة
والكتابة Reading – Writing
.
3 – طرق
المشاهدة والعمل Watching – Doing
.
وفي الفصول التالية
نتناول هذه الطرائق بشيء من التفصيل.
|