مشكلات طلبة جامعة الإمارات
العربية المتحدة
1- المشكلات الصحية
توثيق
الدراسة:
مجلة كلية
العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة الإمارات العربية المتحدة
، أبريل 2000، مجلد16، عدد 1.
عن موقع :
http://www.geocities.com/ishawky2000/physicalproblem.htm
(1)
موضوع البحث وأهميته
أ – موضوع البحث
يتمثل موضوع
البحث في الكشف عن أهم المشكلات الصحية التي يعاني منها طلاب
وطالبات جامعة الإمارات العربية المتحدة، من مختلف الفئات، وفقا
لتباينهما من حيث المستوى الدراسي ( الأول والثاني) ونوع الكلية
(نظرية – عملية) ومستوى التحصيل الدراسي العام (الأدنى والأوسط
والأعلى) ، ومحل إقامة الطالب (السكن الجامعي
–
الأسرة).
ب – أهمية البحث
من
أهداف التعليم
الجامعي الإعداد الأمثل للقوى البشرية اللازمة للعمل بكافة
التخصصات التي يحتاجها المجتمع. والجامعة في سعيها لتحقيق هذا
الهدف
عليها أن تعمل
بالتنسيق مع مختلف مؤسسات المجتمع على توفير مختلف مقومات الرعاية
الطلابية بكافة جوانبها النفسية والاجتماعية والعقلية والجسمية
والاقتصادية،
ما يفضي إلى
أقصى تنمية للطاقات والإمكانات. ويبرر تلك التعددية في الاهتمام
حقيقة مؤداها أن الإنسان منظومة كلية
Global System
لا تتجزأ إلا تعسفاً، لضرورة يتطلبها كل من الفهم والدراسة، و أن
قدرتنا على تنمية أحد جوانب هذه المنظومة يعتمد على-ويؤثر في- بقية
الجوانب. من هذا المنطلق تولي المؤسسات التعليمية بالدولة اهتماماً
كبيراً بصحة الطلبة والتلاميذ في مختلف المراحل التعليمية. ونورد
في هذا الصدد خبراً جاء بجريدة الخليج هذا نصه "أعربت اللجنة
العليا لمشروع الشارقة لصحة الفم والأسنان عن انزعاجها من تفشي
الإصابة بتسوس الأسنان بين تلاميذ المدارس، مشيرة إلى أن نسبة
الإصابة قد تجاوزت 90%. وفي إطار جهود اللجنة لمواجهة هذه المشكلة
دعت مديري الدوائر والمؤسسات المحلية والاتحادية، بجانب الهيئات
الأهلية إلى تقديم مقترحاتهم في إطار مشروع الشارقة الصحي، ونشر
الثقافة والوعي الصحي بين تلاميذ المدارس" (جريدة الخليج، 1997،
عدد: 6708، ص4).
وفي دراسة مستعرضة
Cross-Sectional
لعدد من المشكلات التي يعاني منها طلبة
الجامعة، تبين أن المشكلات الصـحية والمتعلقة بالنمـو البدني في
ازدياد (
Koplick & Devito,
1986)
ونظراً لأن المشكلة
بمثابة مظهر خارجي لحاجة لم تشبع، فإن أهم المشكلات الصحية التي
يمكن أن تكشف عنها الدراسة الحالية بمثابة أهم الاحتياجات الصحية
(الصحية) لطلبة جامعة الإمارات العربية المتحدة. ولذا تنبع أهمية
الدراسة الحالية من دورها في تحديد هذه الاحتياجات على أسس علمية،
ويمكن أن يفيد هذا التحديد في عدد من الجوانب نعرض لها فيما يلي:-
1-
تشكل المشكلات الصحية تهديداً مباشراً للإنسان وتعوق
توافقه. لذا فإن مواجهة هذا التهديد بمختلف السبل الوقائية
والعلاجية تخفف من حدة التوترات الناجمة عن هذه المشكلات ويعيد
للطالب توازنه النفسي والعضوي اللازم للتركيز الذهني والاستفادة من
الخبرات الأكاديمية المتاحة.
2-
توفر الدراسة الحالية من خلال نتائجها معرفة بأهم المشكلات
الصحية المنتشرة بين جمهور الطلبة بكل فئة من فئاته المتباينة. تلك
المعرفة يمكن أن تفيد متخذي القرار في المجالات التالية:-
أ – التخطيط لبرامج
وقائية وعلاجية متكاملة. ولاشك أن التخطيط في ضوء الاحتياجات
الفعلية والواقعية أكثر دقة وسرعة في تحقيق أهدافه، بالإضافة إلى
توفير الوقت و الجهد و المال، وغالباً يتم إهدارها في حالة
التخطيط وفقاً للاحتياجات المفترضة أو المتوقعة.
ب – تنظيم حملات
تثقيفية وقائية تخاطب بشكل مباشر كل فئة من الفئات الطلابية بشأن
أهم المشكلات الصحية الفعلية والأكثر انتشاراً في كل منها.
ج- توفير الإمكانات
البشرية والمادية اللازمة للوقاية والعلاج، وفقاً للاحتياجات
الفعلية، (أي وفقاً لمدى شيوع مشكلات صحية محددة بين جمهور
الطلبة).
3-
وأخيراً ... لعل نتائج هذه الدراسة تمهد الطريق أمام
الباحثين لإجراء بحوث أخرى متعمقة تهدف إلى دراسة المشكلات الصحية
الأكثر انتشاراً أو الأكثر أهمية في علاقتها ببعض المتغيرات، بما
يمكنها من التعمق في تفسير المشكلات الصحية في جمهور طلبة جامعة
الإمارات العربية المتحدة.
(2) تعريف المشكلات الصحية
تعرف المشكلة بأنها
حالة أو موقف غير مرغوب من قبل المجتمع أو نسبة كبيرة منه، لأنه
يحول الفرد أو المجتمع دون الإشباع السوي للحاجات أو تحقيق الأهداف
التوافقية، أو يفضي إلى الضرر المباشر أو غير المباشر بأحدهما أو
كليهما، حالياً أو مستقبلاً.
ونقصد
بمفهوم المشكلات الصحية في الدراسة الحالية الاضطرابات الصحية أو
الحسية التي يعاني منها الطلبة وقت إجراء الدراسة أو من قبل،بصورة
متكررة بدرجات متفاوتة الشدة. وتشمل هذه المشكلات الأعراض الصحية،
عضوية أو نفسية المنشأ، كالشعور بالإجهاد البدني والصداع وحب
الشباب والأمراض الجلدية. كما تشمل ضعف الحواس وغيرها، مما يهدد
التوازن النفسي والعضوي للإنسان ويحول دون توافقه مع ذاته وبيئته
الفيزيقية والاجتماعية.
في ضوء مسحنا لتراث
الدراسات ذات الصلة بموضوع البحث، يمكننا الإشارة إلى عدم وجود
دراسات عربية اهتمت بشكل مباشر بدراسة المشكلات الصحية لدى الطلبة.
إنما اهتمت الدراسات المتاحة باستكشاف مختلف المشكلات لدى طلبة
المرحلة الثانوية والجامعية، ومن بينها المشكلات الصحية.
ونظراً لتباين
المشكلات أياً كان نوعها –كما وكيفا- بتباين المجتمعات وظروفها
النفسية والاجتماعية والمعيشية. سنعرض للدراسات وفقاً للثقافة التي
أجريت بها، مع مراعاة التوقيت الزمني لإجرائها. ولما كانت عينة
الدراسة الحالية من إحدى دول الخليج، يمكن أن نعرض فيما يلي
للدراسات الخليجية في الفئة الأولى ثم الدراسات غير الخليجية في
الفئة الثانية، تليها الدراسات الأجنبية في الفئة الثالثة.
الفئة الأولى : الدراسات الخليجية
نظراً لندرة
هذه الدراسات نعرض فيما يلي للدراسات التي اهتمت بدراسة مختلف
المشكلات ومن بينها المشكلات الصحية أو الصحية، سواء أجريت على
عينة من الطلبة الجامعيين أو على طلبة الثانوي. ومن أولى هذه
الدراسات دراسة نجاتي (1974) والتي أجريت على عينة قوامها (866)
طالبا وطالبة بجامعة الكويت. وقد أشارت النتائج إلى أن المشكلات
الصحية والبدنية أقل أهمية في العينة مقارنة بالمشكلات الأخرى، إذ
اتخذت الترتيب الثامن في العينة الكلية ضمن قائمة تضم إحدى عشرة
مشكلة. وقد كشفت الطالبات عن اهتمام أكبر من الطلاب بمشكلات الصحة
والنمو البدني، سواء على مستوى العينة الكلية أو العينات الفرعية
الخاصة بكل من الكويت والبحرين وفلسطين. وفي دراسة أجراها حنورة
(1988) على عينة قوامها (147) طالباً وطالبة بجامعة الكويت، لدراسة
عدة مشكلات من بينها المشكلات الصحية.فتبين أيضاً أن الطالبات أكثر
تعرضاً لهذه المشكلات من الطلاب،سواء في الماضي أو الحاضر أو
المستقبل.
وقد أجرى
خضر (1975) دراسة عن مشكلات طلاب كليتي الشريعة والتربية بجامعة
الملك عبد العزيز باستخدام عينة مكونة من (250 ) طالباً، وقائمة
للمشكلات تضم ثمانية مجالات. واتخذت المشكلات الصحية الترتيب
السادس. ومن أهم هذه المشكلات الكسل والتعب البدني.
كما أجرت الأعسر
(1978) دراستها على عينة من (406) طالبة بالمرحلتين الإعدادية
والثانوية بقطر والبحرين، وكشفت أن المشكلات الصحية تأتي في آخر
قائمة المشكلات. ويتسق ذلك مع نتائج دراسة بدر (1985) والتي أجريت
على عينة حجمها (1000) شخص، ممن تتراوح أعمارهم بين 16-40 سنة،
منهم 60% طلبة. وقد كشفت هذه الدراسة أن 0.8% فقط من العينة مصابون
إما بأمراض عضوية أو نفسية أو إعاقات مختلفة.
ثم أجرى كل من الشريف
وعودة (1986) دراسة لاستكشاف مختلف المشكلات لدى عينة قوامها (582)
طالباً وطالبة بجامعة الكويت. فكان أيضاً ترتيب المشكلات الصحية في
آخر قائمة المشكلات، وتبين عدم وجود فروق يبن الجنسين، وكذلك بين
التخصصات من حيث المشكلات الصحية . وهو ما يتعارض مع دراسة نجاتي
(1974) و حنورة (1988) و يتفق مع دراسة فقيه (1988) والتي أجريت
بجامعة أم القرى بمكة.
وفيما يتصل بدولة
الإمارات العربية المتحدة لم نجد سوى دراسة واحدة أجراها المطوع
(1991) لاستكشاف مختلف المشكلات على عينة قوامها (548) طالباً
وطالبة من ثلاث مراحل تعليمية هي الإعدادية والثانوية والجامعية.
وفيما يتعلق بالمشكلات الصحية كانت أكثر المشكلات تكراراً لدى
الجنسين حب الشباب يليها كثرة الشعور بالصداع، ثم زيادة الوزن، ثم
نقص الوزن. وكانت الإناث أكثر معاناة من هذه المشكلات بالمقارنة
بالذكور. وعلى الرغم من أهمية موضوع الدراسة وارتباطه بالعمر، فقد
قارن الباحث بين الجنسين بصرف النظر عن المرحلة العمرية أو
الدراسية .
ونستخلص من عرض دراسات
هذه الفئة أن المشكلات الصحية أقل تكراراً بين جمهور الطلبة
بالمقارنة ببقية المشكلات، خاصة الدراسية منها أو النفسية أو
الاجتماعية. ومع ذلك يظل للمشكلات الصحية دلالتها الخاصة، ولا يجب
إهمالها تجنباً لتفاقمها وعملا على الحد منها. كما يلاحظ تعارض
النتائج المتعلقة بالفروق بين الجنسين في المشكلات الصحية. وعلى
الرغم من أهمية موضوع الدراسة فان الدراسات المتاحة نادرة،
وعيناتها لا تفي بتمثيل طلبة الجامعة، سواء بدول الخليج بصفة عامة،
أو بدولة الإمارات العربية المتحدة بصفة خاصة.
الفئة الثانية :
الدراسات غير الخليجية
تتضمن هذه الفئة أهم الدراسات التي اهتمت باستكشاف مختلف المشكلات
لدى الطلبة ومن بينها المشكلات الصحية، وأجري بعض هذه الدراسات على
طلبة الجامعات أو المعاهد وبعضها الآخر على طلبة المرحلة الثانوية.
ومن أولى
الدراسات التي أجريت على طلبة الكليات دراسة سلطان (1969) والتي
أجريت على عينة من طلبة المعاهد والكليات (231 طالبا، 178 طالبة).
فتبين أن متاعب الأسنان هي الأكثر انتشارا ثم الأمراض المعدية (ولم
يحدد طبيعتها) ثم أمراض العيون وضيق التنفس وتساقط الشعر. كما كشفت
الدراسة أن المشكلات الصحية للإناث أكثر منها لدى الذكور.
أما الدراسة
الثانية التي أجريت على طلبة الجامعة، فهي دراسة جامعة القاهرة
التي تمت بإشراف السيد (1991) لحصر مختلف مشكلات طلبة الجامعة،
وذلك على عينة قوامها (2243) طالباً و (1717) طالبة من مختلف كليات
الجامعة. كما اشتملت العينة على (277) طالباً وطالبة بفرع الجامعة
بالفيوم و (469) طالباً وطالبة بفرع بني سويف. وقد كشفت الدراسة عن
نتائج متعددة، منها وجود عدة مشكلات صحية مشتركة بين عينتي الطلاب
والطالبات. وهى الصداع المستمر، وحب الشباب والضعف العام، وضعف
النظر، وآلام العمود الفقري، وسقوط الشعر، وآلام الأسنان،
والإمساك، والإسهال والأنفلونزا. وكان الفرق بين الجنسين دالا في
سقوط الشعر، الذي يزداد تكراره بين الإناث أكثر منه لدى الذكور.
وانفردت عينة الطلاب بالشكوى من أمراض العيون، بينما انفردت عينة
الطالبات بالشكوى من ضغط الدم (يوسف، 1991 "أ").
وتبين في
نفس الدراسة وجود اتفاق كبير بين طلبة الفرق الأولى وطلبة الفرق
النهائية في ترتيبهم لأهم المشكلات الصحية التي يعانون منها، وهى
الصداع المستمر وضعف النظر وسقوط الشعر والأنفلونزا وحب الشباب
وآلام الأسنان والضعف العام و أمراض العيون وآلام العمود الفقري.
وتفرد طلبة الصفوف الأولي بضغط الدم كشكوى متكررة بشدة، في حين
تفرد طلبة الصفوف النهائية بالإمساك والإسهال (علوان، 1991).
ومن حيث نوع
الكلية اشترك طلبة الكليات العملية مع طلبة الكليات النظرية في
معاناتهم من عدة مشكلات، وهى ضعف النظر والصداع المستمر
والأنفلونزا وسقوط الشعر وآلام الأسنان وحب الشباب والضعف العام
والإمساك والإسهال وضغط الدم. ويعاني طلبة الكليات العملية أكثر من
طلبة الكليات النظرية من آلام الأسنان. في حين يعاني طلبة الكليات
النظرية أكثر من طلبة الكليات العملية من كل من الصداع المستمر
وسقوط الشعر. وتفرد طلبة الكليات العملية بالشكوى من آلام الأسنان،
في حين تفرد طلبة الكليات النظرية بالشكوى من أمراض العيون
(الصبوة، 1991).
وبالمقارنة
بين الطلبة من مختلف مستويات التحصيل الدراسي من حيث المشكلات
الصحية، تشابهت هذه المشكلات لدى الطلبة المتوسطين في التحصيل مع
مثيلتها لدى كل من الطلبة المتفوقين والمتأخرين دراسياً، وذلك من
حيث الشكوى من كل من الصداع المستمر وضعف النظر وسقوط الشعر
والأنفلونزا وآلام الأسنان وحب الشباب. وتفرد الطلبة المتفوقون
بمشكلة آلام الأذن، في حين تفرد الطلبة المتوسطون بمشكلة آلام
العمود الفقري. وتفرد الطلبة الأقل تحصيلاً بمشكلتين هما، ضغط الدم
وأمراض العيون (عبد الله، 1991 "أ"). وبالمقارنة بين الطلبة
المقيمين مع الأسر والمقيمين بالمدينة الجامعية والمقيمين خارجها،
اتفقت المجموعات الثلاث في عدة مشكلات صحية باعتبارها أكثر أهمية،
هي الربو الشعبي، والإعاقات، وأمراض القلب، والبلهارسيا، وأمراض
الجهاز البولي، وضغط الدم، وآلام الأذن وضيق التنفس، والأمراض
الجلدية، وأمراض المفاصل، والإمساك، والإسهال. وتصدرت مشكلة
البلهارسيا قائمة المشكلات لدى الطلبة المقيمين مع الأسر، في حين
تصدرت مشكلة الربو الشعبي قائمة المشكلات لدى المجموعتين الثانية
والثالثة، وتفردت المجموعة الأولى بمشكلة آلام العمود الفقري. في
حين تفردت المجموعة الثالثة بمشكلة الإمساك والإسهال (الغباشي،
1991).
أما فيما
يتعلق بالمشكلات الصحية لدى طلبة جامعة القاهرة فرع الفيوم، فقد
اشترك طلبة الكليات النظرية والعملية في ست مشكلات، و هي الصداع
المستمر، وآلام العمود الفقري، وسقوط الشعر، وحب الشباب، وآلام
الأسنان، والأنفلونزا. وانفردت عينة طلبة الكليات العملية بالضعف
العام وأمراض الجهاز البولي والإمساك والإسهال وأمراض العيون. في
حين تنفرد عينة طلبة الكليات النظرية بضعف النظر وضيق التنفس وآلام
الأذن والأمراض الجلدية (يوسف، 1991 "ب").
وفيما يتعلق
بالمشكلات الصحية لدى طلبة جامعة القاهرة فرع بني سويف، فقد اتفق
طلبة الصفوف الأولى والصفوف النهائية في المعاناة من ثماني مشكلات،
وهى الصداع المستمر، والأنفلونزا وحب الشباب وضعف النظر وسقوط
الشعر وآلام الأسنان وآلام العمود الفقري وأمراض العيون. وقد
تفرد طلبة الصفوف الأولى بمشكلتي أمراض الجهاز البولي وآلام
المفاصل، في حين تفرد طلبة الصفوف النهائية بمشكلتي الأمراض
الجلدية والضعف العام (عبد الله، 1991 "ب").
ورغم أهمية هذه
الدراسة واستخدامها لعينة كبيرة وممثلة لطلبة جامعة القاهرة، و
اهتمامها بحصر مختلف المشكلات، إلا أنها دمجت الجنسين عند دراسة
الفروق بين الطلبة حسب متغيرات الصف الدراسي ونوع الكلية والإقامة
والتحصيل الدراسي. مما قد يؤدي إلى عدم وضوح النتائج المرتبطة
بالتفاعل بين الجنس وهذه المتغيرات.
وفي دراسة
أجرتها آل مشرف (2000) على عينة مكونة من (257) طالباً وطالبة،
بجامعة صنعاء، للكشف عن مشكلات الطلبة باستخدام قائمة تضم ثمانية
مجالات للمشكلات. فتبين أن المشكلات الصحية أقل أهمية، إذ جاءت في
آخر القائمة واتخذت الترتيب الثامن، وفقاً لمتوسط الدرجة في كل
مجال. كما كشفت عن عدم وجود فروق بين الجنسين في المشكلات الصحية،
وهو ما يتعارض مع نتائج دراسات سابقة ( سلطان، 1969 و يوسف، 1991
"أ"). ومن ضمن النتائج أن طلاب السنة الرابعة يعانون من مشكلات
صحية أكبر مما يعاني منها طلاب السنة الأولى. و من أهم المشكلات
الصحية في دراسة آل مشرف عدم كفاية الرعاية الصحية وصعوبة الحصول
على العلاج والكسل.
وعلى صعيد الدراسات
ذات الصلة بموضوع البحث والتي أجريت على عينات من طلبة المرحلة
الثانوية نعرض لدراسة مبكرة أجراها جلال و سلطان (1966) والتي
أجريت على عينة من طلبة الثانوية العامة (109 طالباً)، وطلبة
الثانوية الفنية (71 طالباً ) فتبين أن أكثر المشكلات الصحية
انتشاراً سرعة التعب، و أن مشكلات طلبة الثانوية الفنية أكثر منها
لدى طلبة الثانوية العامة.
ومن
الدراسات الحديثة نسبياً دراسة أجرتها الطويل (1992) على عينة
مكونة من (100) طالبة بالثانوي الأزهري و (100) طالبة بالثانوية
العامة. فتبين أن ترتيب المشكلات الصحية السادس في قائمة المشكلات
والتي تضم إحدى عشر فئة. و أن المشكلات الأكثر انتشاراً بين أفراد
العينتين مرتبة تنازلياً كالتالي: الوزن غير المناسب، و الغذاء
غير الصحي، و آلام الأسنان، و مشكلات البشرة، و ضعف البصر، و الطول
غير المناسب، و سـرعة التعب، و نزلات البرد، و اضطرابات الطمث، و
الصداع، ثم التهابات الحلق.
وفي دراسة أجريت على عينة من طلبة تلاميذ
المدارس بمختلف المراحل (278 ذكراً، 292 أنثى)، تبين أن المشكلات
الصحية أكثر شدة لدى الإناث منها لدى الذكور من مختلف المراحل
الدراسية (درويش، 1997). وبينما كان ترتيب المشكلات الصحية في
دراسة الطويل السادس، كان ترتبيها متأخراً في دراسة أجريت بالأردن
على عينة قوامها (594) طالباً من مرحلتي المراهقة المبكرة
والمراهقة المتأخرة (حسين، 1973).
نستخلص مما
سبق أن الدراسات السابقة قد كشفت عن نتائج متباينة، ولا يمكن منها
استخلاص التباين في المشكلات الصحية بين الثقافات أو بين فترة
زمنية وأخرى، نظراً لندرة الدراسات وعدم اهتمامها المباشر بالظاهرة
موضوع الاهتمام. وربما يصدق الاستنتاج بأن تعارض هذه النتائج يرجع
إلى تباين خصائص العينات وأدوات القياس. وتظل هذه النتائج بمثابة
فروض في حاجة إلى دراسة للتحقق من صحتها. وأياً كان الأمر، فإن
الوضع الراهن يستلزم إجراء الدراسات التي تركز بصفة أساسية على
دراسة واقع المشكلات الصحية بين مختلف فئات الطلبة.
الفئة الثالثة :
الدراسات الأجنبية
ثمة دراسات
عديدة اهتمت باستكشاف المشكلات الصحية الصحية، لدى طلبة الجامعات
بأمريكا وأوروبا، وإن كان من الملاحظ أن عدداً كبيراً منها يختص
بالمشكلات الصحية لبعض الفئات، كالأقليات والمغتربين والشواذ
جنسياً. أو ببعض الموضوعات، كالإدمـان وخاصة الكحوليات، والجنس
ومنع الحمل والإجهاض والإيدز. مثال ذلك:
(Ford & Goode, 1994; Keller, 1993; Plant; Goos; Keup
& Osterberg , 1990 Smiley;
Johannessen.; Marsh & Collins, 1992)
ومن
الدراسات المسحية ذات الصلة بموضوعنا الراهن دراسة أجراها كل من
ميللر و هارول (1983) لحصر المشكلات الصحية لدى الطلبة المغتربين،
والتي أجريت على عينة تضم (81) طالباً بأمريكا. فتبين أنهم يعانون
كثيراً من الشعور بالإرهاق والأرق والحنين للوطن.
(Miller & Harwell, 1983)
وقام كل من
ارتشر وبروبرت وكاج
(1987) لدراسة
معتقدات الطلبة ومشاعرهم نحو الكفاءة
Wellness
في المجالات البدنية والانفعالية والروحية والمهنية والجنسية
والعقلية. وقد أجريت الدراسة على عينة مكونة من (3000) طالب جامعي.
ومن أهم ما كشفت عنه الدراسة أن أكثر المجالات أهمية في تقدير
الطلبة لكفاءتهم هو المجال البدني، وأقلها المجال الروحي.
(Archer ; Probert &
Gage, 1987)
وفي دراسة
أخرى أجراها كل من تيوار وبراسلو (1988)
لاستكشاف أهم
المشكلات العضوية والانفعالية والعقلية لدى عينة كبيرة قوامها
(8124) طالباً جامعياً مستجداً. فكشفت النتائج أن الأمراض المزمنة
لا تمثل مشكلة كبيرة، وإنما عدوى الجهاز البولي والأمراض التي
تنتقل عن طريق الجنس.
(Tuoir
& Peraesalo, 1988)
وفي دراسة
أخرى قام بها مجموعة من الباحثين (1992) للكشف عن خبرات واتجاهات
الطلبة ومعتقداتهم نحو موضوعات مختلفة، كالجنس والكحوليات ومنع
الحمل و قيادة السيارات تحت تأثير التعاطي، والتغذية، والرياضة،
والوزن. ومن أهم ما كشفت عنة الدراسة من نتائج ذات صلة بموضوعنا
الحالي أن المبحوثين أقل قلقاً بشأن المشكلات الصحية الخطيرة،
وأكثر قلقاً فيما يتعلق بأمور أخرى، كالتغذية والرياضة والوزن
(Smiley;
Johannessen; Marsh & Collins ,1992)
.
ومن
الدراسات ذات الصلة بموضوع البحث دراسة للدكتوراه أجراها ريد(
Reed, 1998)
تحت إشراف أوليفر
( Oliver)
بهدف الكشف عن أنماط
المشكلات النفسية، ومن بينها الأعراض الصحية، وذلك على عينة قوامها
( 248) طالباً وطالبة بالمرحلة الجامعية. فتبين أن هذه الأعراض
أكثر حدة لدى الإناث عنها لدى الذكور
( Oliver ; Reed and
Smith, 1998).
نستخلص من دراسات هذه
الفئة أنها قد ركزت على دراسة المشكلات الصحية ذات الصلة بأنماط
السلوك الشائعة في الثقافة الأمريكية والغربية. ونظراً للفروق
الثقافية لا يمكن الاعتماد على هذه الفئة من الدراسات وتعميم
نتائجها على مجتمعنا العربي بصفة عامة والخليجي بصفة خاصة.
و يحاول البحث الحالي
التحقق من صحة عدد من الفروض تم صياغتها في ضوء الدراسات السابقة
وهي كالتالي:
1-تختلف المشكلات
الصحية لدى الطلاب عنها لدى الطالبات.
2-لا توجد فروق في
المشكلات الصحية بين الطلبة من المستوى الدراسي الأول والطلبة من
المستوى الدراسي الثاني.
3-لا توجد فروق في
المشكلات الصحية بين الطلبة من الكليات النظرية والطلبة من الكليات
العملية .
4-ثمة فروق في
المشكلات الصحية لدى الطلبة من مختلف مستويات التحصيل الدراسي
العام.
5-توجد فروق في
المشكلات الصحية بين الطلبة المقيمين بالسكن الجامعي والطلبة
المقيمين مع الأسر .
أ- مجتمع البحث والعينة
يتمثل مجتمع
البحث في كل من الطلبة والطالبات الذين يدرسون بجامعة الإمارات
العربية المتحدة،
في مختلف الكليات
والتخصصات.و اشتملت العينة على (2515) مبحوثاً، منهم (624) طالباً،
بنسبة 25% من إجمالي العينة، بينما عدد الطالبات (1891) طالبة، أي
بنسبة 75% ، وهي نفس نسبة توزيع الجنسين في جمهور طلبة الجامعة. و
يمثل كل منهما مجتمعي الطلاب و الطالبات بالجامعة بنسبة 13.5%
تقريباً. ومعظم أفراد العينة (90% ) من مواطني دولة الإمارات
العربية المتحدة. ويبلغ متوسط عمر الطالبات 21.99 سنة، بانحراف
معياري قدرة 1.64 سنة، بينما متوسط عمر الطلاب 22.15 سنة، بانحراف
معياري مقداره 2.19 سنة.
ب- أداة البحث
تعد عملية إعداد أداة البحث الحالي جزءاً من
عملية إعداد أداة البحث الرئيسية ( والتي تتناول مختلف المشكلات
الطلابية، النفسية والاجتماعية والأكاديمية والصحية، ومشكلات
المستقبل الأكاديمي و الزواجي والمهني
…الخ). وجاري
إعداد تقارير عنها من قبل فريق البحث. وقد بدأت عملية إعداد الأداة
بإعداد استمارة استطلاعية لمشكلات الطلبة من الجنسين. وقد طبقت هذه
الاستمارة على عينة بلغت 1500(400 طالب و 1100 طالبة) من مختلف
الكليات والمستويات والتخصصات. وقد تضمنت هذه الاستمارة
الاستطلاعية أسئلة عن البيانات الشخصية والاجتماعية للمبحوث.
وخمسة وعشرون سؤالاً مفتوحا، تمثل المجالات النفسية، والاجتماعية
والصحية والأكاديمية والخدمات الخاصة. وبعد ذلك قام فريق البحث
بتصنيف ورصد إجابات الطلبة في فئات متجانسة. ثم تولى كل من أ.د.
عبد الحليم محمود والباحث الحالي مراجعة هذا التصنيف وإعادة تصنيف
المشكلات وفقا للفئات التي يرجح انتمائها إليها.وبعد ذلك طبعت
المشكلات التي وردت تحت كل فئة في استمارة مبدئية. والتي تم
مراجعتها من قبل جميع أعضاء البحث، حيث تم استبعاد البنود التي لم
يتفق على صياغتها جميع الأعضاء، كما تم إعادة صياغة بعض البنود،
وإعادة تصنيف بعض البنود في فئات أكثر ملاءمة، واتخذنا قرار بصياغة
البنود بشكل ملائم لجنس العينة (صياغة ذكورية) للطلاب وصياغة
أنثوية للطالبات. وبذلك طبعت الأسئلة في استمارتين، إحداهما للطلاب
والأخرى للطالبات، وتشتمل الاستمارتين على نفس البنود بنفس
الترتيب، حرصا على إمكان المقارنة بينهما فيما بعد. وبعد ذلك تم
تطبيق أداة البحث على عينة استكشافية أولى مكونة من مائة طالب
وطالبة، وبناء على هذا التطبيق تم إعادة صياغة بعض بنود الأداة،
وإعادة تصنيف بعضها الأخر، وبعد ذلك تم عرض هذه الصور على محكمين
من الخبراء في علم النفس، وعلم الاجتماع، ومن قادة الجامعة.وبعد
التعديل (بالحذف وتعديل الصياغة) تم التوصل إلى الصورة النهائية
للأداة
وتتضمن أداة
البحث الحالي سبع عشرة مشكلة صحية. و التي تتطلب من المبحوث أن
يقرر ذاتياً مدى معاناته من كل مشكلة سواء في الوقت الراهن، أو
فيما مضى، ويستخدم لذلك مقياساً متدرجاً يتضمن خمسة مستويات، تبدأ
بدرجة واحدة حيث يدرك عدم وجود المشكلة لديه شخصياً، وتنتهي بخمس
درجات حيث يدرك وجودها لديه بدرجة مرتفعة جداً.
وللكشف عن
ثبات بنود الأداة تم استخدام أسلوب الاختبار وإعادة الاختبار
Test - Retest
على عينة قوامها (40) طالباً و (150) طالبة من مختلف الكليات
بجامعة الإمارات العربية المتحدة. وبعد ذلك تم حساب معامل ارتباط
بيرسون بين الدرجة على البند (والتي تتراوح بين درجة واحدة وخمس
درجات) في موقف الاختبار والدرجة المقابلة لها في موقف إعادة
الاختبار. والتي تراوحت بين 0.65 و 0.90 مما يمثل مؤشراً لثبات
بنود الأداة بدرجة كبيرة.
وبالنسبة لصدق الأداة
تم تقديره ضمن تقدير صدق الأداة
الرئيسية. وتم الاعتماد في تقديره على صدق المضمون، حيث تم تحكيم
عشرة أساتذة لعلم النفس والاجتماع، واعتبر اتفاق 8 فأكثر منهم على
انتماء البند لنفس الفئة التي صنفها على أنه معيار جيد للصدق.
ج ـ إجراءات البحث
طبق
الاستبيان بصورة جماعية على مجموعات صغيرة من الطلبة في قاعات
المحاضرات والمختبرات، خلال الفصل الدراسي الأول من العام
الدراسي 1999-2000م. ولم يطلب من المبحوث ذكر الاسم، حفاظا على
توفير بيانات دقيقة وصادقة قدر الإمكان.
د – خطة التحليل
الإحصائي
حسبت كل من
التكرارات والنسب المئوية-في كل فئة من فئات العينة - لمن أعربوا
عن معاناتهم من المشكلات الصحية، سواء بدرجة متوسطة (3) أو كبيرة
(4) أو كبيرة جداً (5) . ثم حسبت النسب الحرجة
Critical Ratios
( اختبار "ز" ) لاختبار دلالة الفروق بين كل نسبتين مئويتين. وفي
حالة المقارنة بين أكثر من مجموعتين تم المقارنة بينها باستخدام
تحليل التباين أحادي الاتجاه، بعد ترميز الإجابات إما بصفر (حيث لا
توجد المشكلة أو توجد بدرجة ضئيلة) ، أو بواحد صحيح (حيث توجد
المشكلة بدرجة متوسطة أو مرتفعة أو مرتفعة جداً).كما تم ترتيب
المشكلات لدى كل مجموعة تنازلياً حسب النسبة المئوية لانتشارها،
تلى ذلك حساب معامل ارتباط
“كندال
تاو”
Kendall’s tau-b
للرتب بين ترتيبي المشكلات لدى كل مجموعتين
فرعيتين.
نعرض هنا لأهم
النتائج، وذلك حسب ارتباطها بفروض البحث. وسنكتفي بعرض أهم عشر
مشكلات لدى كل مجموعة من مجموعات العينة، أي أعلى عشر مشكلات
انتشاراً بين فئات الطلبة، سواء بدرجة متوسطة أو مرتفعة أو مرتفعة
جداً. ويقدر الانتشار من خلال النسب المئوية لمن أقروا بمعاناتهم
من هذه المشكلة حالياً أو من قبل.
(1) المشكلات الصحية لدى الطلاب والطالبات
تشير النتائج أن ترتيب
أهم المشكلات الصحية لدى الطلاب تنازلياً – حسب شيوعها – كالتالي:
الشعور بالإجهاد البدني، والصداع، وضعف النظر، وسقوط الشعر، وآلام
المفاصل، وحب الشباب، وآلام الأسنان، وآلام المعدة والأمعاء، ثم
أمراض العيون، وأخيراً مشكلات ضغط الدم.
أما عن ترتيب أهم عشر
مشكلات لدى الطالبات، فهو يبدأ من سقوط الشعر والشعور بالإجهاد
البدني، والصداع، وآلام المفاصل والعمود الفقري، وحب الشباب، وآلام
الأسنان، وضعف النظر، و آلام المعدة والأمعاء والضعف العام وضربات
الشمس.
وبذلك فإن الطلاب
والطالبات يعانون من ثماني مشكلات صحية مشتركة، هي الإجهاد البدني
والصداع، وسقوط الشعر، و آلام المفاصل، وحب الشباب، وآلام الأسنان،
وضعف النظر، وآلام المعدة. وفي إطار قائمة أهم عشر مشكلات لدى
الجنسين، ينفرد الطلاب بمشكلتي أمراض العيون وضغط الدم. في حين
تنفرد الطالبات بمشكلتي ضربة الشمس والضعف العام. وقد كشفت النسبة
الحرجة أن الطالبات أكثر معاناة بصورة دالة من الطلاب في كل
المشكلات الصحية المشار إليها. مما يشير إلى شيوع هذه المشكلات لدى
الطالبات بنسبة أكبر عنها لدى الطلاب.
وبلغت قيمة معامل
ارتباط “كندال
تاو”
بين ترتيبي المشكلات لدى المجموعتين 0.71 ،أي
أن ترتيب أهم المشكلات لدى الجنسين متقارب إلى حد كبير،
باستثناء مشكلتي سقوط الشعر وضعف النظر، إذ تتخذ مشكلة سقوط الشعر
الترتيب الأول لدى الطالبات، بينما تتخذ الترتيب الرابع لدى
الطلاب. أما مشكلة ضعف النظر فهي تتخذ الترتيب الثالث لدى الطلاب،
في حين تتخذ الترتيب السابع لدى الطالبات.
(2) المشكلات الصحية لدى الطلبة حسب المستوى الدراسي
تم تقسيم أفراد العينة
وفقاً لعدد الساعات الدراسية المعتمدة التي تم إنجازها، حتى نهاية
الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي 1999-2000م إلى مستويين دراسيين
هما:-
المستوى
الدراسي الأول: وهو المستوى الذي أنجز فيه الطالب 66 ساعة دراسية
فأقل .
المستوى
الدراسي الثاني: وهو المستوى الذي أنجز فيه الطالب 67 ساعة دراسية
فأكثر.
ومن حيث النتائج لم
تختلف الصورة العامة للمشكلات الصحية لدى الطلاب من المستويين
الدراسيين الأول والثاني،حيث بلغت قيمة معامل ارتباط
“كندال
تاو”
بين ترتيبي المشكلات في المجموعتين 0.82.و تبين
أن الترتيب التنازلي لأهم عشر مشكلات صحية لدى طلاب المستوى
الدراسي الأول وفقاً للنسب المئوية لمن أقروا بمعاناتهم الشخصية
منها هو: الشعور بالإجهاد البدني، والصداع، وضعف النظر، وآلام
المفاصل، والعمود الفقري، وسقوط الشعر، وحب الشباب، وآلام الأسنان،
وأمراض العيون، وآلام المعدة والأمعاء وأخيراً الأمراض الجلدية.
أما ترتيب أهم عشر
مشكلات لدى طلاب المستوى الدراسي الثاني فهو كالتالي: الشعور
بالإجهاد البدني، والصداع، وسقوط الشعر، وضعف النظر، وآلام
الأسنان، وآلام المفاصل، والعمود الفقري، وحب الشباب، وآلام
المعدة، والأمعاء، وضغط الدم وأمراض العيون.
كما توضح النتائج وجود
تسع مشكلات مشتركة وبترتيب متقارب في المجموعتين، وهي الشعور
بالإجهاد، والصداع، وضعف النظر، وآلام المفاصل، وسقوط الشعر، وحب
الشباب، وآلام الأسنان، وأمراض العيون، وآلام المعدة والأمعاء.
وينفرد طلاب المستوى الدراسي الأول بمشكلة الأمراض الجلدية ضمن
قائمة أهم المشكلات، في حين ينفرد طلاب المستوى الدراسي الثاني
بمشكلة ضغط الدم.
وثمة فروق دالة بين
المجموعتين في المعاناة من ثلاث مشكلات وهى: الإجهاد البدني،
والصداع، وآلام المعدة. بحيث تزداد هذه المشكلات شيوعاً لدى طلاب
المستوى الدراسي الثاني عنها لدى طلاب المستوى الدراسي الأول. أما
في بقية المشكلات فليست هناك فروق دالة بينهما.
أما عن نتائج المقارنة
بين الطالبات في كل من المستويين الدراسيين الأول والثاني، تتماثل
الصورة العامة للمشكلات الصحية لدى الطالبات من المستويين
الدراسيين الأول والثاني، حيث بلغت قيمة معامل ارتباط "“كندال
تاو”"
بين ترتيبي هذه المشكلات في المجموعتين 0.88.وتجنباً للتكرار فان
ترتيب أهم المشكلات الصحية لدى الطالبات من المستويين الدراسيين
الأول والثاني متماثل إلى حد كبير، وهذا الترتيب مشابه لنظيره
المتعلق بأهم المشكلات الصحية لدى عينة الطالبات الإجمالية. يستثنى
مما سبق أن مشكلة حب الشباب اتخذت الترتيب الرابع لدى طالبات
المستوى الأول، في حين ترتيبها السابع لدى طالبات المستوى الثاني.
كما تشير النتائج عن عدم وجود فروق في مدى شيوع المشكلات الصحية
بين المجموعتين.
(3) المشكلات الصحية لدى الطلبة حسب نوع الكلية
تم تقسيم أفراد
العينة حسب نوع الكلية إلى قسمين أساسيين هما:-
طلبة الكليات
النظرية: وهم الطلاب والطالبات الذين يدرسون بأربع كليات، وهى
"العلوم الإنسانية والاجتماعية" و "التربية" و "العلوم الإدارية" و
"الشريعة والقانون".
طلبة الكليات
العملية: وهم الطلاب والطالبات الدارسون بأربع كليات، وهى "العلوم"
و "الهندسة" و "العلوم الزراعية" و "الطب والعلوم الصحية".
كشفت النتائج أن
المشكلات الصحية لدى طلاب الكليات النظرية ترتبط بمثيلتها لدى طلاب
الكليات العملية، إذ بلغت قيمة معامل ارتباط الرتب لكندال تاو
0.86.ومن أهم المشكلات الصحية لدى طلاب الكليات النظرية - مرتبة
حسب النسبة المئوية لانتشارها - هي الشعور بالإجهاد البدني،
والصداع، وآلام الأسنان، وآلام المفاصل، والعمود الفقري، وسقوط
الشعر، وضعف النظر، وحب الشباب، وآلام المعدة والأمعاء، وأمراض
العيون، وأخيراً ضغط الدم. أما أهم المشكلات الصحية لدى طلاب
الكليات العملية – مرتبة تنازلياً- فهي الشعور بالإجهاد البدني،
وضعف النظر، والصداع، وسقوط الشعر، وحب الشباب، وآلام المفاصل،
والعمود الفقري، وآلام الأسنان، وآلام المعدة والأمعاء، وأمراض
العيون وأخيراً الأمراض الجلدية.
وتشترك المجموعتان في
المشكلات المذكورة، باستثناء مشكلتي ضغط الدم- والتي تتخذ الترتيب
العاشر لدى طلاب الكليات النظرية- والأمراض الجلدية، التي تتخذ نفس
الترتيب لدى طلاب الكليات العملية.
وتشير نتائج النسب
الحرجة إلى أن طلاب الكليات العملية أكثر معاناة من مشكلتي ضعف
النظر وحب الشباب، بالمقارنة بطلاب الكليات النظرية. أما فيما
يتعلق ببقية المشكلات فليست هناك فروق دالة بين المجموعتين. أما عن
نتائج المقارنة بين طالبات الكليات النظرية وأقرانهن طالبات
الكليات العملية تتطابق المشكلات الصحية لدى طالبات الكـليات
النظرية مع مثيلتها لدى طالبات الكليات العملية ،حيث بلغت قيمة
معامل ارتباط “كندال
تاو”
للرتب 0.90. ومن أن أهم المشكلات الصحية لدى طالبات الكليات
النظرية مرتبة تنازلياً هي سقوط الشعر، والشعور بالإجهاد البدني،
والصداع، وآلام المفاصل، والعمود الفقري، وآلام الأسنان، وحب
الشباب، وضعف النظر، والضعف العام، وآلام المعدة والأمعاء، وضربة
الشمس.
ومن أهم المشكلات لدى
طالبات الكليات العملية فهي سقوط الشعر والشعور بالإجهاد البدني،
والصداع، وحب الشباب، وآلام المفاصل، والعمود الفقري، وضعف النظر
وآلام الأسنان، وآلام المعدة والأمعاء، والضعف العام، وأمراض
العيون. وفيما يتعلق بالفروق بين المجموعتين تبين أن طالبات
الكليات النظرية أكثر معاناة من مشكلات الصداع والضعف العام وضربات
الشمس وأمراض القلب من طالبات الكليات العملية. و أن طالبات الفئة
الأخيرة أكثر معاناة من مشكلة حب الشباب بالمقارنة بطالبات الكليات
النظرية. أما من حيث بقية المشكلات فليست هناك فروق دالة بين
المجموعتين.
(4) المشكلات الصحية لدى الطلبة من مختلف مستويات التحصيل الدراسي
العام
لتقدير مستوى
التحصيل الدراسي العام اعتمدنا على المعدل التراكمي للطالب -أو
متوسط النقاط-
Grade
Points (GPA) Average
الذي حققه
الطالب في اختبارات الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي السابق
للعام الذي تمت فيه الدراسة، أي عام 1998-1999م. وقد تم تقسيم
مستوى التحصيل الدراسي العام إلى ثلاثة مستويات هي:-
أ – المستوى الأدنى:
ويضم من تقل معدلاتهم التراكمية عن (2)، أي أقل من جيد
ب- المستوى الأوسط:
ويضم من تتراوح معدلاتهم التراكمية بين (2) و (2.99)، أي جيــد .
ج – المستوى الأعلى:
ويضم الحاصلين على معدل تراكمي (3) فأكثر، أي جيد جداً فأعلى.
ومن نتائج المقارنة
بين الطلاب من مختلف مستويات التحصيل الدراسي العام.أن نسق
المشكلات الصحية لدى الطلاب منخفضي التحصيل يقترب من مثيله لدى
الطلاب متوسطي التحصيل، حيث بلغ معامل ارتباط الرتب بين ترتيب
المشكلات لدى المجموعتين 0.72.ويزداد التشابه في نسق المشكلات بين
الطلاب الأدنى تحصيلا والأعلى تحصيلا، حيث بلغت قيمة معامل ارتباط
الرتب بين ترتيب المشكلات في المجموعتين 0.79. وكذلك الحال بين
المجموعتين الأوسط والأعلى تحصيلا، حيث بلغت قيمة معامل ارتباط
الرتب بين ترتيب المشكلات لدى المجموعتين 0.79أيضاً. وجاء ترتيب
أهم المشكلات الصحية لدى الطلاب من مختلف مستويات التحصيل
كالتالي:-
1-
الشعور بالإجهاد البدني: وتتخذ الترتيب الأول لدى المجموعات
الثلاث.
2-
الصداع: وهو المشكلة الثانية في الترتيب لدى المجموعات
الثلاث.
3-
ضعف النظر : وتتخذ الترتيب الثالث لدى مجموعتي الطلاب
الأدنى والأعلى تحصيلاً، في حين يتخذ الترتيب الخامس لدى متوسطي
التحصيل.
4-
آلام المفاصل والعمود الفقري: ويتخذ الترتيب الرابع لدى
المجموعتين الأدنى والأوسط في التحصيل، والخامس لدى المجموعة
الأعلى تحصيلاً.
5-
سقوط الشعر: وتتخذ الترتيب الخامس في المجموعة الأدنى،
والثالث في المجموعة الأوسط، والسابع في المجموعة الأعلى تحصيلاً.
6-
آلام الأسنان: وتتخذ الترتيب السادس، والسابع، والخامس في
المجموعات الثلاث على التوالي.
7-
حب الشباب: وتتخذ الترتيب السابع، والسادس، والرابع في
المجموعات الثلاث على التوالي.
8-
آلام المعدة والأمعاء: وهى المشكلة الثامنة في الترتيب لدى
مختلف المجموعات.
9-
أمراض العيون: وتتخذ الترتيب التاسع والعاشر والثامن لدى
المجموعات الثلاث على التوالي.
10-
الربو أو متاعب الصدر: وتنفرد بها المجموعة الأدنى تحصيلاً،
وتتخذ لديها الترتيب العاشر.
11-
ضغط الدم: وتنفرد بهذه المشكلة المجموعتين الأوسط والأعلى،
وبالترتيب التاسع والعاشر على التوالي.
ويلاحظ من هذه النتائج أن الطلاب متوسطي
التحصيل أكثر معاناة من مشكلتي سقوط الشعر وضغط الدم، بالمقارنة
بالمجموعتين الأدنى والأعلى تحصيلاً. أما عن بقية المشكلات فليست
هناك فروق دالة بين المجموعتين.
أما عن نتائج
المقارنة بين الطالبات من مختلف مستويات التحصيل الدراسي العام
تتشابه المشكلات الصحية لدى الطالبات من مختلف مستويات التحصيل
الدراسي، حيث تراوحت قيم معامل ارتباط
“كندال
تاو”
للرتب في المجموعات الثلاث بين (0.83) و (0.89) . ومن أهم المشكلات
الصحية لدى الطالبات من مختلف مستويات التحصيل الدراسي العام:-
1-
سقوط الشعر: وتمثل المشكلة الأولى لدى الطالبات بصرف النظر
عن مستوى تحصيلهن الدراسي.
2-
الشعور بالإجهاد البدني: وتمثل المشكلة الثانية في
المجموعات الثلاث.
3-
الصداع: وهى المشكلة الثالثة في المجموعات الثلاث.
4-
آلام الأسنان: وهى المشكلة الرابعة لدى الطالبات الأدنى
تحصيلاً، والخامسة في الترتيب لدى الطالبات متوسطات التحصيل،
والسابعة في الترتيب لدى الطالبات مرتفعات التحصيل.
5-
آلام المفاصل والعمود الفقري: واتخذت هذه المشكلة الترتيب
الخامس لدى المجموعة الأقل تحصيلاً، والرابع لدى المجموعة الوسطى،
والسادس لدى المجموعة الأكثر تحصيلاً.
6-
ضعف النظر: واتخذت ترتيبات متقاربة أيضاً السادس، والسابع،
والخامس لدى المجموعات الثلاث الأدنى، والأوسط والأعلى تحصيلاً على
التوالي.
7-
حب الشباب: واتخذت الترتيب السابع لدى المجموعة الأقل
تحصيلا،ً والسادس لدى المجموعة الوسطى والرابع لدى المجموعة الأعلى
تحصيلاً.
8-
آلام المعدة والأمعاء: وهى مشكلة عامة وجاءت في الترتيب
الثامن في مختلف المجموعات.
9-
الضعف العام (فقر الدم): وهى المشكلة التاسعة في الترتيب
لدى الطالبات من مختلف مستويات التحصيل.
10-
أمراض العيون: وهى المشكلة العاشرة في الترتيب لدى المجموعة
الأقل تحصيلاً، لكنها الحادية عشر في المجموعتين الأخيرتين.
11-ضربة الشمس: وتتخذ
هذه المشكلة الترتيب العاشر أيضاً لدى الطالبات متوسطات ومرتفعات
التحصيل. بينما جاءت في الترتيب الحادي عشر لدى المجموعة الأقل
تحصيلاً.
ويلاحظ أن هناك بعض
المشكلات الصحية التي تنتشر بنسب متقاربة لدى الطالبات من مختلف
مستويات التحصيل الدراسي، بحيث لا توجد فروق دالة فيما بينها من
حيث هذه المشكلات، وهى سقوط الشعر، والشعور بالإجهاد البدني،
والصداع، وآلام المفاصل، والعمود الفقري، وضعف النظر، وحب الشباب.
وينتشر كل من آلام
الأسنان وأمراض العيون بدرجة أكبر لدى الطالبات الأدنى تحصيلاً
عنها لدى الطالبات الأعلى تحصيلاً. في حين تنتشر كل من آلام المعدة
والأمعاء، والضعف العام، وضربات الشمس بنسب أعلى لدى الطالبات
المتوسطات في التحصيل الدراسي، عنها لدى الطالبات المرتفعات في
التحصيل.
(5) المشكلات الصحية لدى الطلبة المقيمين بالسكن الجامعي والمقيمين
مع الأسر .
تبين أن أهم عشر
مشكلات صحية لدى الطلاب المقيمين بالسكن الجامعي - مرتبة تنازلياً-
هي الشعور بالإجهاد البدني والصداع وسقوط الشعر وضعف النظر وآلام
المفاصل والعمود الفقري وحب الشباب وآلام الأسنان وآلام المعدة
والأمعاء وأمراض العيون والأمراض الجلدية.
أما أهم هذه المشكلات
لدى الطلاب المقيمين مع الأسر، فهي الشعور بالإجهاد البدني والصداع
وضعف النظر وآلام المفاصل والعمود الفقري وحب الشباب وآلام الأسنان
وسقوط الشعر وضغط الدم وأمراض العيون وآلام المعدة والأمعاء.
ويرتبط ترتيب هذه المشكلات في المجموعتين بمقدار 0.74، مما يشير
إلى أن أهم المشكلات الصحية المذكورة عامة بين الطلاب إلى حد كبير،
سواء المقيمين بالسكن الجامعي أو خارجه.
ويلاحظ أيضاً ارتفاع
نسب انتشار معظم هذه المشكلات لدى طلاب السكن عنها لدى طلاب الأسر،
و إن كانت معظم الفروق بين المجموعتين غير دالة. أما فيما يتعلق
بمشكلات سقوط الشعر والأمراض الجلدية وأمراض الأذن والصدر وضربات
الشمس فإنها أكثر انتشاراً لدى طلاب السكن الجامعي، عنها لدى
الطلاب المقيمين مع الأسر.
وفيما يتعلق بنتائج
المقارنة في المشكلات الصحية بين الطالبات المقيمات بالسكن الجامعي
من جهة والمقيمات خارجه من جهة أخرى نجد أن أهم عشر مشكلات صحية
مرتبة تنازلياً لدى الطالبات المقيمات بالسكن الجامعي هي سقوط
الشعر والشعور بالإجهاد البدني والصداع وآلام المفاصل والعمود
الفقري وآلام الأسنان وحب الشباب وضعف النظر وآلام المعدة والأمعاء
والضعف العام وضربة الشمس. أما ترتيب هذه المشكلات لدى الطالبات
المقيمات بسكن الأسرة، فهي سقوط الشعر والشعور بالإجهاد البدني
والصداع وحب الشباب وآلام المفاصل والعمود الفقري وآلام الأسنان
وضعف النظر والضعف العام وآلام المعدة والأمعاء وضربة الشمس.
ومن الملاحظ أن ترتيب
هذه المشكلات متقارب في المجموعتين، ولذا جاءت قيمة معامل ارتباط "كندال
تاو" للرتب 0.91. ويلاحظ ارتفاع نسب شيوع معظم المشكلات لدى طالبات
السكن الجامعي عنها لدى الطالبات المقيمات مع الأسر. و من أهم هذه
المشكلات آلام المفاصل والعمود الفقري وآلام الأسنان وآلام المعدة
والأمعاء وضعف النظر و الضعف العام وضربات الشمس. أما فيما يتعلق
ببقية المشكلات (وهى سقوط الشعر والشعور بالإجهاد البدني والصداع
وحب الشباب) فليست هناك فروق بين المجموعتين.
لما كان الهدف من البحث الحالي وصف أهم
المشكلات الصحية لدى الطلبة، سنعرض فيما يلي لخلاصة النتائج ، وما
تكشف عنه من دلالات، وأهم التوصيات.
كشفت الدراسة الحالية
أن الطلاب والطالبات بصفة عامة يعانون من عدد من المشكلات الصحية،
وأهمها الإجهاد البدني والصداع وسقوط الشعر وآلام المفاصل وحب
الشباب وآلام الأسنان وضعف النظر وآلام المعدة والأمعاء. وقد تبين
أن ترتيب هذه المشكلات متقارب لدى الجنسين، باستثناء كل من مشكلتي
سقوط الشعر وضعف النظر، إذ تتقدم المشكلة الأولى في الترتيب لدى
الطالبات لتتخذ الترتيب الأول، في حين تتأخر لدى الطلاب فتتخذ
الترتيب الرابع. أما مشكلة ضعف النظر فهي تتقدم لدى الطلاب إذ تحتل
الترتيب الثالث، وتتراجع لدى الطالبات فتتخذ الترتيب السابع. ومن
الملاحظ أن شيوع هذه المشكلات بين الطلاب والطالبات سواء بدرجة
متوسطة أو مرتفعة جداً يحول دون التركيز أو الانتباه اللازم
للتحصيل الدراسي. ولعل ترتيب هذه المشكلات وفقاً لمدى انتشارها
يسهم في وضع خطة وقائية وعلاجية تبدأ أولاً بمواجهة المشكلات
الأكثر انتشاراً فالأقل انتشاراً. فوفقاً لهذه الأولويات تتخذ
التدابير اللازمة نحو توفير الإمكانات البشرية (من أطباء وممرضين)
والإمكانات المادية (من أدوية ومستلزمات طبية) اللازمة لعلاج هذه
المشكلات.
وقد كان الترتيب
التنازلي للمشكلات الصحية لدى الطلاب كالتالي: الشعور بالإجهاد
البدني والصداع وضعف النظر وسقوط الشعر وآلام المفاصل والعمود
الفقري وحب الشباب وآلام الأسنان وآلام المعدة والأمعاء وأمراض
العيون وأخيراً ضغط الدم.
وفيما يتعلق بالمشكلات
الصحية في عينة الطالبات - مرتبة تنازلياً - فهي كالتالي: سقوط
الشعر والشعور بالإجهاد البدني والصداع وآلام المفاصل والعمود
الفقري وحب الشباب وآلام الأسنان وضعف النظر وآلام المعدة والأمعاء
والضعف العام وضربات الشمس.
وتتعرض الطالبات
باختلاف فئاتهن لمشكلات أهمها، سقوط الشعر والشعور بالإجهاد البدني
والصداع. في حين نجد أهم هذه المشكلات لدى الطلاب هي الشعور
بالإجهاد البدني والصداع وضعف النظر. وقد سبق ظهور هذه المشكلات في
عدة دراسات سابقة (جلال وسلطان، 1966، الصبوة، 1991، الطويل، 1992،
عبد الله، 1991، "أ،ب" ، علوان، 1991، الغباشي، 1991، المطوع،
1991، يوسف، 1991 "أ،ب").
ويزداد بصفة عامة
انتشار المشكلات الصحية لدى الطالبات عنها لدى الطلاب. ويتسق ذلك
مع عدد من الدراسات السابقة (درويش، 1997، سلطان، 1969، المطوع،
1991، نجاتي، 1974، يوسف، 1991 "أ"). وقد يعزي ذلك لأسباب، من
أهمها اهتمام الفتيات بمظهرهن البدني وحالتهن الصحية بدرجة أكبر
منها لدى الفتيان، و الارتفاع الملحوظ في أعراض القلق بين الطالبات
عنها بين الطلاب. يضاف إلى ذلك ضعف البنية الصحية للأنثى بدرجة
أكبر منها لدى الذكر، وهو ما كشفت عنه الدراسة الحالية. كما قد
يعزي إلى الاضطرابات العضوية النفسية الهرمونية التي تتعرض لها
الأنثى بصفة دورية. ويدعم هذه التفسيرات ما كشفت عنه بعض الدراسات،
إذ تشير إلى أن الإناث تواجه ضغوطاً
Stressors
أكبر ويدركن هذه
الضغوط بسلبية أكبر مما يدركها الذكور. وحتى في ظل تثبيت مستوى
الضغط تظهر لديهن الأعراض المرضية بشدة أكبر منها لدى الذكور.
(Sowa & Lustman, 1984
and Brazelton ; Green, & Gynther, 1996)
وللطلاب من المستويين
الدراسيين الأول والثاني مشكلات صحية مشتركة، حيث لا توجد فروق
دالة بينهما. باستثناء أن الطلاب من المستوى الدراسي الثاني أكثر
معاناة في بعض المشكلات كالإجهاد البدني والصداع وضغط الدم وآلام
المعدة والأمعاء. وتشير هذه النتائج إلى أن كلما ازدادت المدة
الدراسية للطالب تزداد معاناته في هذه المشكلات، نظراً لتراكم
الضغوط عبر الفترة الزمنية للدراسة. أما بالنسبة للطالبات فلم تكن
هناك فروق دالة بين الطالبات من المستوى الدراسي الأول وأقرانهن من
المستوى الدراسي الثاني. مما يشير إلى أن استمرار الطالبة في
دراستها الجامعية لا يؤثر فيما تعانيه من مشكلات صحية. وهذه الفروق
بين الجنسين في علاقة المستوى الدراسي بالمشكلات الصحية تثير
الحاجة إلى إجراء دراسة متعمقة للكشف عن الفروق بين الطلاب
والطالبات من مختلف المستويات الدراسية في إمكانات وآليات التوافق
النفسي والاجتماعي والأكاديمي.
و في إطار المشكلات
الأكثر أهمية كانت المقارنات بين الطلاب في المشكلات الصحية حسب
نوع الكلية (نظرية – عملية) ونوع الإقامة (بالسكن الجامعي وخارج
السكن). ولم تكشف هذه المقارنات عن فروق دالة فيما بينهم، مما يشير
إلى عمومية المشكلات الصحية التي يعاني منها الطلاب، سواء يدرسون
بالكليات النظرية أو العملية، ويقيمون بالسكن الجامعي أو مع الأسر.
أما من حيث الفروق بين
الطالبات حسب نوع الكلية فان طالبات الكليات النظرية أكثر معاناة
من طالبات الكليات العملية في معظم هذه المشكلات، وخاصة الصداع
والضعف العام وضربات الشمس. بينما طالبات الكليات العملية أكثر
معاناة من مشكلة حب الشباب. وتتسق هذه النتائج في صورتها العامة مع
نتائج الصبوة (1991). وقد يعزى هذا الفرق إما إلى تزايد الضغوط
الدراسية والأعباء الأكاديمية النظرية لدى الطالبات من الكليات
النظرية عنها لدى أقرانهن من الكليات العملية، أو إلى انخفاض
المهارات التوافقية لدى طالبات الكليات النظرية عنها لدى طالبات
الكليات العملية. ولعل هذه النتائج تثير الحاجة إلى دراسة بعض
المتغيرات النفسية والاجتماعية والدراسية لدى طالبات الكليات
النظرية ،حتى يتم تحديد أوجه الضعف في هذه المهارات، ويعين في نفس
الآونة على التخطيط لاستراتيجية وقائية وعلاجية لمواجهة هذه
المشكلات.
وفيما يتعلق بالفروق
بين الطالبات يزداد انتشار المشكلات الصحية لدى الطالبات المقيمات
بالسكن الجامعي عنها لدى أقرانهن المقيمات مع الأسر، بينما تقل
الفروق الدالة بين الطالبات من بقية الفئات. وبذلك فإن الفئة
الأكثر معاناة من المشكلات الصحية المذكورة هي الطالبات المقيمات
بالسكن، تليها الطالبات غير المقيمات بالسكن، ثم الطلاب.
ويجب الاهتمام بهذه
المشكلات الصحية من منظور علاقاتها بالمشكلات النفسية والاجتماعية
والأكاديمية التي يعاني منها الشباب، خاصة الطالبات، وبصفة أخص
الطالبات المقيمات بالسكن. ويمكن تفسير ارتفاع نسبة المعاناة من
الأمراض الصحية لدى طالبات السكن بما يلي:
المعاناة
الواضحة من بعض المشكلات النفسية والاجتماعية والأكاديمية التي
كشفت عنها هذه الدراسة في التقارير السابقة.
معاناة طالبات
السكن من مشكلة الابتعاد عن الأسرة، خاصة و أن المجتمع على درجة
كبيرة من التحفظ، ويعد ابتعاد الفتاة عن الأسرة خبرة جديدة مثيرة
للتوتر سواء للأسرة أو للفتاة ذاتها.
وعن الفروق الدالة بين
الطلاب حسب مستوى التحصيل الدراسي، فلم تكن هناك فروق دالة بين
المجموعات في معظم أهم عشرة مشكلات صحية، باستثناء أن الطلاب
متوسطي التحصيل أكثر معاناة في مشكلتي ضغط الدم وسقوط الشعر،
بالمقارنة بكل من منخفضي ومرتفعي التحصيل. ولا يمكن تفسير هذه
النتيجة في ضوء المعلومات الراهنة، إذ يخضع التحصيل الدراسي لعوامل
عدة، منها ما يتعلق بالطالب (قدراته العقلية وسماته الشخصية
ودوافعه للتعلم) ومنها ما يتعلق بالأستاذ والمناهج الدراسية. ولذا
جاءت النتائج المتعلقة بالمشكلات الصحية لدى الطلاب متوسطي التحصيل
غير واضحة.
كذلك لم تكن هناك فروق
دالة بين الطلبة
– ذكور وإناث-
حسب مستوى التحصيل الدراسي في معظم المشكلات الصحية، مما يشير إلى
أن معظم هذه المشكلات بسيطة في شدتها، أو قصيرة في مدتها، أو عامة
في طبيعتها، بدرجة جعلتها غير متسقة مع مستويات التحصيل الدراسي.
أما عن الفروق الدالة والمرتبطة بالتحصيل الدراسي، كشفت الدراسة
الحالية أن الطالبات الأكثر تحصيلاً (المتفوقات) أقل معاناة من
غيرهن في بعض المشكلات الصحية، وهى آلام الأسنان وأمراض العيون
وآلام المعدة والأمعاء والضعف العام وضربات الشمس. الأمر الذي
يرتبط بتوافقهن الدراسي، ويشير في نفس الآونة إلى أن الكفاءة
البدنية ضرورية لكي تجنب الطالبة التوتر وإهدار الوقت والطاقة
اللازمان للتحصيل والتفوق.
وفي ضوء النتائج
الراهنة يمكن طرح عدد من التوصيات من أهمها ما يلي:
1-
ضرورة العمل على التخطيط لاستراتيجيات وقائية و علاجية
لمواجهة المشكلات الصحية الأكثر انتشاراً فالأقل انتشاراً. وتبدأ
هذه الاستراتيجيات بالطالبات المقيمات بالسكن الجامعي، خاصة من
الكليات النظرية، ثم الطالبات المقيمات مع الأسر، ثم الطلاب.
وتهـدف هذه الاستراتيجيات إلى مواجهة مشكـلات، من أهمها الصداع
والشعور بالإجهاد البدني وسقوط الشعر وآلام المفاصل والعمود الفقري
وآلام الأسنان.
2-
توفير الخدمات الصحية والنفسية لتنمية المهارات التوافقية
لمواجهة الضغوط الناتجة عن الحياة بصفة عامة والدراسة بصفة خاصة.
3-
التخطيط والتنفيذ لبرامج التوعية الصحية والخدمات الإرشادية
والاجتماعية، خاصة للطالبات المقيمات بالسكن الجامعي، واللاتي
يواجهن مشكلة البعد عن الأسرة، و يحتاجن إلى درجة أكبر من المساندة
النفسية والاجتماعية و تنمية مهارتهن التوافقية.
4-
اتخاذ كافة التدابير اللازمة للتخفيف من الضغوط الدراسية
والضغوط الناجمة عن الإقامة بالسكن الجامعي للطالبات.
5-
دراسة اتجاهات الطالبات نحو السكن الجامعي، حتى يمكن
التخطيط لتعديل اتجاهاتهن نحوه، بما يسهم في تحسين توافقهن النفسي
الاجتماعي داخل السكن.
(7) مراجع الدراسة
أولاً: المراجع
العربية
1-الأعسر،
صفاء: دراسات سيكولوجية في المجتمع القطري: بحوث ميدانية.
القاهرة: الأنجلو المصرية، 1978.
2-آل مشرف، فريدة. مشكلات طلبة جامعة صنعاء
وحاجاتهم الإرشادية (دراسة استطلاعية). المجلة التربوية،
جامعة الكويت،2000،14(54)،169-208.
3-بدر، عبد المنعم. مشكلاتنا الاجتماعية:
الكتاب الرابع (مشكلة أوقات الفراغ واتجاهات الترويح).
الإسكندرية: المكتب الجامعي الحديث، 1985.
4-جريدة الخليج. مواجهة تفشي تسوس الأسنان.
جريدة الخليج، 1997، عدد 6708، ص4 (بتاريخ: 30/9/1997).
5-جلال، سعد وسلطان، عماد الدين. بحث مشكلات
طلبة مرحلة التعليم الثانوي: نتائج البحث الاستطلاعي. المجلة
الاجتماعية القومية، 1966، 3(1)، 3 – 37.
6-حسين، محمود عطا. دراسة مقارنة لمشكلات
المراهقين في الريف والحضر الأردني. رسالة ماجستير غير
منشورة، كلية الآداب، جامعة عين شمس، 1973.
7-حنورة، مصري. مشكلات الشباب الكويتي بين
الماضي والحاضر والمستقبل. مجلة العلوم الاجتماعية،
1988،16(1)،17-36.
8-خضر، علي.مشكلات الشباب الجامعي في
المملكة العربية السعودية (دراسة ميدانية). كلية التربية
بمكة، جامعة الملك عبد العزيز ( جامعة أم القرى حالياً)،1975.
9-درويش، عبد الحميد محمد. مكونات دافعيه
الإنجاز: دراسة ارتقائية. رسالة ماجستير، غير منشورة، كلية
الآداب، جامعة طنطا، 1997.
10-سلطان، عماد الدين. بحث احتياجات طلبة
وطالبات الكليات والمعاهد العليا. المجلة الاجتماعية القومية،
1969، 6(1)، 1 – 134.
11-السيد، عبد الحليم محمود (محرر). بحث
المشكلات النفسية والاجتماعية لطلاب جامعة القاهرة،
القاهرة: مركز البحوث النفسية بجامعة القاهرة، 1991.
12-الشريف، نادية محمود، و عودة، محمد.
مشكلات الطالب الجامعي وحاجاته الإرشادية: دراسة ميدانية في جامعة
الكويت، 1986.
13-الصبوة، محمد نجيب. مشكلات طلاب الكليات
العملية والكليات النظرية بجامعة القاهرة. في: عبد الحليم محمود
السيد (محرر). بحث المشكلات النفسية والاجتماعية لطلاب جامعة
القاهرة. (ص ص171 – 232). القاهرة: مركز البحوث النفسية
بجامعة القاهرة، 1991.
14-الطويل، سلوى عبد الحميد. أثر التعليم
الديني على المشكلات الاجتماعية للشباب: دراسة ميدانية لعينة من
طالبات المرحلة الثانوية من الأزهريات وغير الأزهريات. مجلة
كلية الدراسات الإنسانية، جامعة الأزهر، 1992 (10)، 71 –
116.
15-عبد الله، معتز سيد. مشكلات الطلاب
المتفوقين والمتأخرين دراسياً بجامعة القاهرة. في: عبد الحليم
محمود السيد (محرر). بحث المشكلات النفسية والاجتماعية لطلاب
جامعة القاهرة. (ص ص101 – 170). القاهرة: مركز البحوث
النفسية بجامعة القاهرة، 1991" أ ".
16-عبد الله، معتز سيد. مشكلات طلاب الصفوف
الأولى والصفوف النهائية بفرع بني سويف. في: عبد الحليم محمود
السيد (محرر). بحث المشكلات النفسية والاجتماعية لطلاب جامعة
القاهرة. (ص ص411 –466). القاهرة: مركز البحوث النفسية
بجامعة القاهرة، 1991 "ب".
17-علوان، فادية محمد. مشكلات طلاب الصفوف
الأولى والصفوف النهائية بجامعة القاهرة. في: عبد الحليم محمود
السيد (محرر). بحث المشكلات النفسية والاجتماعية لطلاب جامعة
القاهرة. (ص ص233 –281). القاهرة: مركز البحوث النفسية
بجامعة القاهرة، 1991.
18-الغباشي، سهير فهيم. مشكلات الطلاب المقيمين
مع الأسرة والمقيمين بعيداً عنها بجامعة القاهرة. في: عبد الحليم
محمود السيد (محرر). بحث المشكلات النفسية والاجتماعية
بجامعة القاهرة. (ص ص282 –349). القاهرة: مركز البحوث
النفسية بجامعة القاهرة، 1991.
19-فقيه، هاشم السيد. مشكلات طلاب جامعة
أم القرى بمكة (قسم البنين) خلال العام الدراسي 1404/1405هـ
. رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية بجامعة أم القرى، 1988.
20-المطوع، محمد عبد الله. مشكلات الشباب في
مجتمع متغير. مجلة كلية التربية والآداب، جامعة
الإمارات العربية المتحدة، 1991، (7)، 297 –335.
21-نجاتي، محمد عثمان. مشكلات طلبة جامعة
الكويت: فروق الجنس والجنسية في مشكلات طلبة جامعة الكويت.
مجلة كلية الآداب والتربية بالكويت، 1974 (6)، 203 –229.
22-يوسف، جمعة سيد. مشكلات الطلبة والطالبات
بجامعة القاهرة. في: عبد الحليم محمود السيد (محرر). بحث
المشكلات النفسية والاجتماعية لطلاب جامعة القاهرة، (ص ص
43-100). القاهرة: مركز البحوث النفسية بجامعة القاهرة، 1991( أ ).
23-يوسف، جمعة سيد. مشكلات طلاب الكليات
العملية والكليات النظرية بفرع الفيوم. في: عبد الحليم محمود السيد
(محرر). بحث المشكلات النفسية والاجتماعية لطلاب جامعة
القاهرة. (ص ص350 –410). القاهرة: مركز البحوث النفسية
بجامعة القاهرة، 1991 (ب).
ثانياً: المراجع
الأجنبية
1-Archer, J.; Probert, B.S., &
Gage, I. College students’ attitudes toward wellness.
Journal of College students personnel, 1987, 28,
311-317.
2-Brazelton, E.; Green, K. &
Gynther, M. Femininity, depression and stress in college women.
Social Behavior and Personality, 1996,
24(4),329-334.
3-Ford, D. & Goode, C. African
American College students’ health behaviors and perceptions of
related health issues. Journal of American College Health,
1994, 42(5), 206-210.
4-Keller, M. Why don’t young adult
protect themselves against sexual transmission of HIV? Possible
answers to a complex question. AIDS
Education-and-prevention, 1993, 5(3), 220-230.
5-Koplik, E. & Devito, A. Problems
of Frenchmen: comparison of classes 1976 and 1986. Journal
of College Students Personnel, 1986, 27,124-131.
6-Oliver, J.; Reed, C. and Smith,
B. Patterns of psychological problems in university
undergraduates: factor structure of symptoms of anxiety and
depression, physical symptoms, alcohol use, and eating problems.
Social Behavior and Personality, 1998,
26(3),211-232.
7-Plant, M; Goos, C.; Keup, W.;
Osterberg, E. (ED.S) Alcohol and drugs: Research & Policy,
Edinburgh (UK) Edinburgh university, 1990.
8-Smiley, K.; Johannessen, K.;
Marsh, K.. & Collins, C. Surveying university of Arizona
student’s health. Journal of American College Health,
1992, 41(2), 75-77.
9-Sowa, C. & Lustman, P. Gender
differences in rating stressful events, depression, and
depressive cognition. Journal of Clinical Psychology,
1984,40, 1334-1337.
10-Tuoir, M. & peraesalo, J.
Health problems and health behavior among first year university.
International Journal of Adolescent Medicine and Health,
1988,3 179-185.