ارشادات
لصحة المعوق حركيا
تبنت منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع اليونسيف واليونسكو في السنوات الماضية
مفاهيم جديدة لتكريس تلك العلاقة التبادلية الوثيقة بين الصحة والتعليم ...
وأفرزت هذه التصورات الجديدة .. مبادرات بدأت تلك المنظمات بوضعها موضع التنفيذ
..
ومن هذه المبادرات ما يسمى بـ ( School promoting Health ) أي المؤسسات
التعليمية أو المدارس المعزِّزة للصحة ... وكان من أهم مكونات هذه المبادرة ما
أطلق عليه ( الخدمات الصحية داخل المدارس ) .. وهذه الخدمات تقدَّم لجميع
الطلاب وترى أهمية الدمج لذوى الاحتياجات الخاصة مع تكييف المدرسة وبيئتها
لتقديم مستوى من الخدمات يليق بهذه الفئة الغالية على قلوبنا ..
هناك ثلاث مستويات لتقديم الخدمات الصحية من خلال المؤسسات التعليمية وهي :
المستوى الأول (الوقاية ) :
وهو العمل على منع حدوث المشكلات الصحية و ( السلوكية ) قبل حدوثها، ويدخل تحت
أنشطة هذا المستوى :
· التأكد من فهم الطلاب المعاقين جسدياً لطبيعة أجسامهم وطبيعة نموهم في
المراحل المختلفة ..
· توعية الطلاب بهدف منع وتغيير السلوكيات المؤدية إلى مشكلات سلوكية أو أمراض
صحية
· اتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير الماء النقي والصرف الصحي السليم داخل
المؤسسة التعليمية
· اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع الإصابات والحوادث
· تعليم الطلاب ( مهارات الحياة ) ( Life Skills ) و التي تؤهلهم لتحمل
مسؤولياتهم وبناء الثقة بالنفس لأخذ القرار السليم حول صحتهم وكيفية اكتسابهم
لمهارات التعلم وتواصلهم مع الآخرين ..
وفي هذا المستوى من الخدمات الصحية ، هناك العديد ممن يستطيعون المشاركة
بتخصصاتهم وخبراتهم ، ومنهم على سبيل المثال :
العاملين في المجال الصحي ، المتخصصين في صحة البيئة ، والمتخصصين في علوم
التغذية ، والعاملين في مجالات السلامة والوقاية من الحوادث ، وكذلك المتخصصين
في الإرشاد التربوي من داخل وخارج النظام التعليمي .
المستوى الثاني ( الاكتشاف المبكر ) :
وهذا المستوى يُعنى بإجراء الفحوص المبدئية .. وأخذ البيانات الصحية الأساسية
من معلومات وقياسات صحية عن كل طالب ..
وهذه بالمناسبة يمكن تدريب معلمي المدارس عليها عن طريق دورات متخصصة للاكتشاف
المبكر لبعض المشكلات الصحية مثل :
مشكلات السمع والنظر
- الانحرافات الجسمية الهيكلية مثل انحرافات العمود الفقري ( تقوس الظهر ) (
وهي شائعة في طلاب المدارس ) ... وإهمالها قد يؤدي إلى مشكلات تتعلق بعدم
القدرة على القيام بالأمور الاعتيادية كما يجب وهذا بدوره قد يكون مقدمة لإعاقة
في المستقبل إذا لم يتم تداركها ..
وبالمناسبة في الدول الغربية يتم الكشف المبكر عن مثل هذه الحالات عن طريق
تدريب معلمي المدارس على جهاز يشبه جهاز ميزان الماء ، ويسمى ( Scoliometer )
يقيس درجة ميول الظهر في حالة الانحناء .. وهو سهل الاستخدام .. ويمكن التدرب
عليه بسهولة ..
- فقر الدم
- مشكلات الأسنان واللثة ..
- اكتشاف المشكلات السلوكية والعاطفية والنفسية ..
هنا أود أن أشير إلى أن الاكتشاف المبكر هو محاولة للتشخيص المبدئي ، لكنه لا
ينبغي أن يكون خدمة علاجية .. فمثل هذه الخدمات العلاجية يؤديها الأطباء
المؤهلون للقيام بهذا الدور ..
المستوى الثالث ( التعامل مع المشكلات المزمنة ) :
وهي تشمل :
الأمراض الباطنية المزمنة مثل الربو والسكري والصرع
التعامل مع متطلبات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة داخل المؤسسة التعليمية ..
وهذا يتطلب عدة إجراءات منها :
تعريف المعلمين بالمرض وأعراض انتكاسته ومضاعفاته والإجراءات الأولية التي تقدم
للطالب ..
· المشاركة في توعية الطلاب وأولياء أمورهم بأساسيات التعامل مع المشكلة
السلوكية أو الصحية
· معرفة الإسعافات الأولية للانتكاسات المرضية وتقديمها عند اللزوم
· (تكييف البيئة المدرسية والخدمات الصحية المقدمة داخل المدرسة لتستوعب
الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة )
· توعية الطلاب المحيطين بالطفل المعاق بالمشكلة التي يعاني منها وطريقة
التعامل معها ..
في الغرب يوجد في كل مدرسة ( Nurse School ) وهو شخص مؤهل ويجمع في تدريبه بين
المؤهلات الصحية والمؤهلات (التربوية ) ...
وكلنا أمل أن يكون هذا الوضع المثالي في المستقبل القريب موجوداً في مؤسساتنا
التعليمية التي تضم فئات متعددة من ذوي الاحتياجات الخاصة بحيث يكون في كل
مدرسة مشرف أو مرشد صحي لديه مهام محددة يقوم بها داخل مدرسته ويكون قد اكتسب
المهارات اللازمة للقيام بدوره على أكمل وجه .. وهذا الوضع يمكن الوصول إليه
بتضافر جميع الجهات المعنية بالصحة والتعليم ...
|