|
|
تفضل بزيارة منتدى الموقع في حلته الجديد من هنا
|
موضوع الدراسة : التعليم الخاص في المملكة العربية السعودية |
الكاتب أو الناشر: د.محمد بن يوسف أحمد عفيفي |
التعليم الخاص في المملكة العربية السعوديةإعداد د.محمد بن يوسف أحمد عفيفي الأستاذ المساعد بقسم التربية كلية الدعوة وأصول الدين محتويات البحث المقدمـــة 394 - المبحث الأول: ويشتمل على: 397 أولاً – الإطـار العـام للبـحث : موضوع البحث . أهمية البحث . مصطلحات البحث . منهج البحث . حدود البحث . ثانياً – الدراسات السابقة . - المبحث الثاني: ( تاريخ التعليم الخاص في المملكة ) ويشتمل على : …… 400 بداية ظهور التعليم الخاص في المملكة العربية السعودية. تطور التعليم الخاص في المملكة العربية السعودية. نشأة إدارة التعليم الخاص. المديرية العامة لبرامج التعليم الخاص – نشأتها و تطوّرها. - المبحث الثالث : ويشتمل على ما يلي: 407 أولاً - تعريف بمعاهد التعليم الخاص في المملكة العربية السعودية. معاهد النور . معاهد الأمل . معاهد التربية الفكرية . ثانياً – أهم أوجه الرعاية التي تقدمها الدولة لطلاب التعليم الخاص. النتائـج. 417 التوصيات. … 417 ـ الخاتمــة. 419 ـ المراجـع. 420 المقدمــة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين القائل في محكم التنـزيل: { لَّيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الْمَرِيِضِ حَرَجٌ …} الآية [1] . قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي – يرحمه الله – في تفسير هذه الآية: "ليس على هؤلاء جناح في ترك الأمور الواجبة التي تتوقف على واحد منها.وذلك كالجهاد ونحوه مما يتوقف على بصر الأعمى أو سلامة الأعرج أو صحة المريض"[2] . فالإسلام الدين السمح، راعى هذه الفئة من المجتمع مراعاة خاصة تتناسب وظروفهم الصحية،وما ابتلوا به من فقد لبعض الحواس،بل أوجب دفع كل ما يؤلمهم ويشعرهم بالنقص عن الأسوياء،قال الضحاك في تفسير الآية الكريمة السابقة: " كان الناس قبل البعثة يتحرجون من الأكل مع هؤلاء – المبتلين بفقد بعض حواسهم – تقذراً وتعززاً[3] ولئلا يتفضلوا عليهم فأنزل الله الآية السابقة"[4] . والآية الكريمة بهذا المعنى فيها توجيه تربوي هام وهو: احترام هذه الفئة وتقديرهم والعطف عليهم،وهذا جانب مشرق من جوانب ديننا الإسلامي الحنيف الذي يدين به جميع سكان المملكة العربية السعودية، بعكس ما هو معمول به في بعض الدول تماماً حيث ينظر إلى المريض الذي لا يرجى برؤه، والمصاب بإعاقة من أنواع الإعاقات على أنه عبء ثقيل على مجتمعه يرهقه مادياً ولا يستفيد منه في المقابل بأي شيء فقد تناولت الأوساط الطبية والتشريعية هذه الأيام قضية في غاية الأهمية وهي ما يسمى (قتل الرحمة)[5]. فقد أصدر ( هربرت هندن ) وهو طبيب نفساني هولندي في أواخر عام 1996م كتاباً باسم (إغراء الموت) أشار فيه إلى أن الانتحار بمساعدة الطبيب أمر مصرح به قانوناً في هولندا منذ سنوات، وهو يري أن العلاج الهولندي القاضي بقتل المريض أو المعوُق الذي لا أمل في شفائه هو الحل الأمثل لتخليص مثل هؤلاء من آلامهم وللتخفيف من أعباء علاجهم، واستغلال الخدمات الطبية والرعاية المقدمة لهم في علاج المرضى المؤمل في شفائهم، ويذهب ضحية قتل الرحمة في هولندا حوالي (2300) شخص سنوياً .[6] وانطلاقاً مما جاءت به الشريعة الإسلامية من كفالة ورعاية جميع المواطنين فقد اهتمت حكومة المملكة العربية السعودية برعاية وتعليم ذوى الحاجات الخاصة[7]، فقدمت لهم المال، والرعاية الصحية، والرعاية الاجتماعية، والتعليم، وفرص العمل الكريم، وساعدتهم على الاندماج مع باقي أفراد المجتمع، لذا فإن اهتمام حكومة المملكة العربية السعودية بالتعليم الخاص جديرٌ بأن يُكتب عنه، وأن يحتل مكانه اللائق به بين الإنجازات العملاقة التي حققتها المملكة في مجال التربية والتعليم، وتحقيق الرفاهية لسائر أبناء الوطن. وقد اختار الباحث الكتابة في هذا الموضوع لأنه يخص تعليم فئة قليلة في المجتمع- ذوي الحاجات الخاصة - التي ربما لم يعرف الكثير من الناس بما حظيت به من اهتمام ورعاية وتعليم من قبل الدولة – أيَّدها الله – وقد قُسم البحث إلى ثلاثة مباحث: المبحث الأول – اشتمل على بيان بموضوع البحث، وأهميته، وتعريف بمصطلحاته ومنهجه، ثم عرضٍ لأهم الدراسات السابقة التي أفاد منها الباحث. المبحث الثاني – تضمن عرضاً تاريخياً للتعليم الخاص في المملكة العربية السعودية منذ ظهوره حتى الآن. المبحث الثالث – أُفرد للتعريف بمعاهد التعليم الخاص في المملكة العربية السعودية ( معاهد النور- معاهد الأمل – معاهد التربية الفكرية )، والتعريف بأهم أوجه الرعاية التي تقدمها الدولة للمعوقين. تلا ذلك عرضاً لأهم النتائج والتوصيات. وفي نهاية هذه المقدمة يتوجه الباحث بالشكر لله عزَّ وجل ثم لسعادة المربي الفاضل الأستاذ/ صويلح بن عمران دهيثم مدير معهد التربية الفكرية بالمدينة المنورة على ما قدمه من تعاون، وما زود به الباحث من مراجع في مجال البحث فجزاه الله خير الجزاء، كما يشكر الزملاء بقسم التربية في كلية الدعوة وأصول الدين على ما قدموه من مراجع و نصائح أفادت الباحث كثيراً. المبحث الأول أولاً – الإطار العام للبحث. * موضوع البحث: يتناول البحث الحديث عن تاريخ التعليم الخاص في المملكة العربية السعودية، وما بذلته حكومة المملكة العربية السعودية من جهود من أجل رعاية وتعليم فئة معينة من المجتمع ابتليت بفقد بعض الحواس. * أهمية البحث: يُعرف بعض الباحثين ذوى الحاجات الخاصة بالحائرين،أو المحرومين؛لأنهم حرموا من أشياء كثيرة بسبب الإعاقة، ومن الأشياء التي حرموا منها كثرة الكتابة عنهم والتعريف بتعليمهم بخلاف القضايا التربوية المختلفة في التعليم العام التي لا تكاد تخلو منها صحيفة من الصحف اليومية، فما يكتب عن التعليم الخاص في المملكة العربية السعودية يُعد – من وجهة نظر الباحث – قليلاً رغم ما يحظى به هذا النوع من التعليم من اهتمام ورعاية ودعم من الدولة؛ لذا رغب الباحث في الكتابة عن هذا النوع من التعليم وتقديمه للقارئ. * مصطلحات البحث: 1- التربيـة الخاصـة: التربية الخاصة فرع من فروع التربية العامة وهي: ( نمط من الخدمات، والبرامج التربوية تتضمن تعديلات خاصة سواء في المناهج، أو الوسائل، أو طرق التعليم، استجابة للحاجات الخاصة لمجموع الطلاب الذين لا يستطيعون مسايرة متطلبات برنامج التربية العادية. وعليه فإن خدمات التربية الخاصة تقدم لجميع فئات الطلاب الذين يواجهون صعوبات تؤثر سلبياً على قدراتهم على التعلم، كما أنها تتضمن ـ أيضاً ـ الطلاب ذوي القدرات والمواهب المتميزة. ويطلق اصطلاحاً على تلك الفئات مفهوم ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة)[8]. 2 ـ التعليم الخاص في المملكة العربية السعودية: هو فرع من فروع التعليم بوزارة المعارف، والرئاسة العامة لتعليم البنات، يختص بتربية وتعليم الأفراد من الجنسين الذين يعانون من إعاقات حسية، مثل كف البصر، أو الصمم، أو جسدية مثل: الشلل، أو عقلية: مثل التخلف العقلي، أو غير ذلك من الإعاقات الاجتماعية، أو العاطفية، أو النفسية التي تمنعه عن مسايرة أمثاله من الأصحاء[9]. ويقصد بالتعليم الخاص في هذا البحث تعليم المكفوفين المتمثل في معاهد النور، وتعليم الصم المتمثل في معاهد الأمل، وتعليم محدودي الذكاء المتمثل في معاهد التربية الفكرية. 3- ذوو الحاجات الخاصة: هم: كل من لديهم قصور جسمي، أو نفسي، أو عقلي، أو خِلقي يمثل عقبة في سبيل قيامهم بواجبهم في المجتمع ويجعلهم قاصرين عن الأفراد الأسوياء الذين يتمتعون بسلامة الأعضاء وصحة وظائفها. كما يندرج أيضاً تحت هذا المصطلح ذوي القدرات والمواهب المتميزة[10]. * منهج البحث: استخدم الباحث المنهج التاريخي؛لمناسبته للموضوع. فحاول تتبع تاريخ التعليم الخاص في المملكة العربية السعودية منذ نشأته إلى الآن وهو ما يعرف بوصف ظاهرة معينة في الواقع . حـدود البحث: سوف يقتصر الحديث في هذا البحث على (التعليم الخاص) الذي تقدمه حكومة المملكة العربية السعودية للطلاب، وتشرف عليه وزارة المعارف. ثانياً- الدراسات السابقة: رجع الباحث إلى الكثير من الأبحاث للإفادة منها في كتابة هذا البحث، منها: 1- أبحاث المؤتمر الأول للجمعية السعودية الخيرية لرعاية الأطفال المعوقين في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بالرياض في الفترة من 12-16 جمادى الأولى لعام 1413هـ. 2- بحوث وتقارير ووثائق المؤتمر العام الخامس للجنة الشرق الأوسط لشؤون المكفوفين في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1402هـ. 3- إصدارات وزارة المعارف عن التعليم الخاص مثل: أ ـ أربعون عاماً من عمر التعليم في وزارة المعارف 1373-1413هـ سمات وملامح. ب ـ جهود وزارة المعارف في مجال المعوقين خلال عقد هيئة الأمم المتحدة لمشاركة العجزة والمعوقين في الحياة العملية 1982-1992م. ت ـ تطور خطط تعليم البنين في المملكة العربية السعودية خلال خطط التنمية 1390- 1412هـ. المبحث الثاني * بداية ظهور التعليم الخاص في المملكة العربية السعودية: إن نشأة التعليم الخاص في المملكة العربية السعودية قديمة جداً بدأت بجهود مخلصة من المعاهد العلمية،ففي عام 1371هـ فتح المعهد العلمي بالرياض أبوابه واحتضن الطلبة المكفوفين في فصول خاصة أطلق عليها (التعليم الخاص). وكان الطالب الكفيف في هذه الفصول يُعفى من بعض المواد، مثل: الرياضيات، والجغرافيا ويقتصر على مواد التربية الإسلامية، واللغة العربية وبعض المواد النظرية الأخرى. واستمر فتح الفصول الدراسية للمكفوفين في كل من دار التوحيد بالطائف، وكلية الشريعة بمكة المكرمة، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة[11]. ثم في عام 1372هـ وأوائل 1373هـ بدأ ثلاثة من الأشخاص هم: 1. محمد بن سعد بن حسين 2. محمد بن عبدالرحمن المفدى 3. علي السويد بتعلم طريقة (برايل)[12]، وانضم إليهم فيما بعد (عبد الله الغانم).واستمرت هذه الجهود الفردية منحصرة في هؤلاء الأشخاص في تعلم وتعليم طريقة (برايل) حتى عام 1377هـ حيث سُمح لهم بفتح فصول مسائية ملحقة بكلية اللغة العربية بالرياض، والتحق بها بعض المكفوفين، والمبصرين من منسوبي المعاهد العلمية والكليات في ذلك الوقت.واستمرت هذه الجهود تنمو وينتشر خبرها بين الأوساط في المجتمع، فجاءت الاستجابة السريعة من وزارة المعارف، وتمثلت هذه الاستجابة في منح هؤلاء الأشخاص مدرسة (جبرة) الابتدائية في الفترة المسائية لتكون مقراً لتعليم المكفوفين طريقة (برايل)، وكان ذلك عام 1378هـ. ومنحت الوزارة المشرفين على تعليم المكفوفين في هذه المدرسة إعانات مالية، وكان مقدار الدفعة الأولى (7) آلاف ريال، وفي الدفعة الثانية تضاعف المبلغ إلى (14) ألف ريال؛ لتسهم هذه الإعانات المالية في تأمين بعض المستلزمات والوسائل التعليمية الخاصة بهذه الطريقة. وفي عام 1378هـ زار الملك سعود – يرحمه الله – هذه المدرسة للاطلاع عن كثب على هذه الطريقة، وقد سره ما شاهده من أساليب التعلم الجديدة فأصدر توجيهاته الكريمة بمنح مقر دائم لهذه المدرسة يقع في حي الظهيرة بالرياض[13]. * تطور التعليم الخاص في المملكة العربية السعودية استمر الحال على ذلك حتى عام 1380هـ حيث أصبح لدى وزارة المعارف القناعة التامة بهذا النوع من التعليم. فعمدت إلى ضم المعهد إليها وتحولت الفصول المسائية إلى معهد نهاري سمي( معهد النور بالرياض ) له ميزانية خاصة ضمن ميزانية وزارة المعارف، وتم افتتاحه رسمياً في أول جمادى الأولى عام 1380هـ التحق به في تلك السنة حوالي (110 ) طالباً. وفي عام 1382هـ قررت وزارة المعارف تعميم الفائدة من هذه المعاهد في أنحاء المملكة جميعها فافتتحت معهدين جديدين أحدهما في مكة المكرمة، والآخر: في مدينة عنيزه.وكانت وزارة المعارف قد هيّأت ظروف افتتاح هذين المعهدين بإقامة دورة مسائية في (معهد النور بالرياض) لتدريب مدرسين سعوديين للعمل في هذه المعاهد سعياً وراء الاكتفاء الذاتي.حيث تخرَّج في هذه الدورة (25) مدرساً من الذين يحملون شهادة معاهد المعلمين، والذين عملوا في حقل التعليم لمدة ثلاث سنوات بعد تخرجهم. وقد تم تعيين هؤلاء جميعاً في هذه المعاهد بدرجات أعلى من درجاتهم العادية التي كانوا عليها وذلك تشجيعاً لهم للعمل في حقل التعليم الخاص[14]. ومنذ ذلك الحين زيد في رواتب معلمي التعليم الخاص كبدل طبيعة عمل لدعمهم، وتشجيعهم على الإخلاص والعطاء والصبر على تعليم هذه الفئة من أبناء وطننا الغالي. * نشأة إدارة التعليم الخاص : منذ ذلك الوقت أصبح التعليم الخاص محل اهتمام ورعاية الدولة، ففي عام 1382هـ أصـدر وزيـر المعارف معالي الشيخ حسن بن عبد الله آل الشيخ – يرحمه الله – قراراً بإنشاء أول إدارة للتعليم الخاص لتتولى مسؤوليات التخطيط لبرامج التعليم الخاص والإشراف عليها ومتابعة تطورها[15]. وقد قامت هذه الإدارة بجهود متواصلة في مساعدة المعوقين وتقديم التعليم لهم، ففي عام 1383هـ تم افتتاح معهدٍ للمكفوفين في (الهفوف) ثم افتتح معهد الأمل للصم في (الرياض) عام 1384هـ، وفي العام نفسه افتتح معهد للكفيفات[16] في (الرياض) وذلك تطبيقاً لمبدأ إتاحة فرص التعليم لجميع المواطنين الذكور والإناث على السواء، وفي عام 1387هـ تم افتتاح معهدين للمكفوفين أحدهما في (المدينة المنورة) والآخر في (القطيف). ولقد روعي في افتتاح هذه المعاهد تغطية حاجات المناطق التعليمية بناءً على الإحصائيات الواردة لإدارة التعليم الخاص[17]. * المديرية العامة لبرامج التعليم الخاص نشأتها وتطورها : في عام 1392هـ تطورت إدارة التعليم الخاص إلى مديرية عامة ذات أقسام متخصصة حيث أصبح اسمها (المديرية العامة لبرامج التعليم الخاص) تضم ثلاثة أقسام هي: 1. إدارة تعليم المكفوفين. 2. إدارة تعليم الصم. 3. إدارة التربية الفكرية[18]. تهدف هذه الإدارات إلى تحقيق أهداف التعليم الخاص بشكل عام على النحو التالي: 1. تربية وتعليم المعوقين بوسائل تتناسب مع قدراتهم ومواهبهم واستعداداتهم ومع نوعية الإعاقة الموجودة لدى الفرد. 2. تدريب الحواس المتبقية لدى المعوق تدريباً يجعله يعتمد عليها ويستفيد منها في اكتساب الخبرات المتنوعة والمعارف المختلفة. 3. تقديم الخدمات الصحية والنفسية والاجتماعية المناسبة للمعوقين كي يتكيفوا مع المجتمع الذي يعيشون فيه تكيفاً يشعرهم بما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات تجاه هذا المجتمع. 4. تعديل الاتجاهات الخاطئة لأسر هؤلاء الأطفال وذلك بالتعاون الدائم بين المنزل والمدرسة. 5. تأهيل من لا يستطيع مواصلة الدراسة في الأقسام النظرية الأكاديمية تأهيلاً مهنياً بحيث يكتسب مهارة مهنية معينة تناسب قدرته على كسب عيشه مستقلاً معتمداً على نفسه[19]. وبعد إنشاء المديرية العامة لبرامج التعليم الخاص بأقسامها الثلاثة، وتحديد الأهداف السالفة بدأ ينتظم التعليم الخاص بصورة أفضل ووضعت خطط للتطوير والتوسع في افتتاح معاهد التعليم الخاص بفروعها المختلفة حتى بلغ عدد معاهد التعليم الخاص في المملكة العربية السعودية (69) معهداً في مناطق المملكة الإدارية المختلفة والجدول في الصفحة التالية يوضح التوسع الكمي وانتشار معاهد التعليم الخاص في مناطق المملكة العربية السعودية المختلفة. ثم تطورت المديرية العامة لبرامج التعليم الخاص وتغير اسمها إلى ( الأمانة العامة للتعليم الخاص )، وأخيراً عُدِّل هذا الاسم إلى (الأمانة العامة للتربية الخاصة). جدول يوضح انتشار التعليم الخاص في مناطق المملكة المختلفة في العام 1417-1418هـ[20] المناطق الإدارية الإدارة التعليمية عدد مدارس التربية الخاصة عدد الفصول عدد الطلاب عدد المعلمين الرياض الرياض 11 166 1530 332
الخرج 2 16 122 29
الزلفي 1 2 22 5
وادي الدواسر 3 3 26 3 مكة المكرمة مكة المكرمة 3 42 376 92
الطائف 3 32 295 60
جده 6 99 975 194
القنفذة 1 1 6 2
الليث 4 4 26 3 المدينة المنورة المدينة المنورة 3 43 351 80
ينبع 1 1 16 4 القصيم القصيم 3 38 293 72
الرس 1 3 30 4
عنيزه 1 5 42 9 الشرقية الشرقية 4 46 390 92
الأحساء 5 68 544 128
حفر الباطن 2 11 80 20 عسير عسير 3 48 443 91 حائل حائل 2 9 73 19 تبوك تبوك 2 23 199 42 الجوف الجوف 2 9 47 17
القريات 2 5 39 8 جيزان جيزان 2 20 171 38 نجران نجران 2 9 70 15 المجموع
69 703 6166 1359 يبين الجدول السابق ما يلي: 1 ـ أن متوسط عدد الفصول في مدارس التعليم الخاص للبنين في المملكة (10) فصول تقريباً في كل مدرسة. 2 ـ متوسط عدد الطلاب في كل فصل (9) طلاب تقريباً. 3 ـ خصص لكل فصل عدد (2) من المعلمين. وهذه الأرقام عبارة عن مؤشر إحصائي يؤكد ما يحظى به التعليم الخاص في المملكة من رعاية فقد وُفر له جميع الاحتياجات اللازمة: من عدد المدارس، والفصول، ووفرة في عدد المعلمين بحيث يحظى كل طالب بما يحتاجه من وقت المعلم خصوصاً وأن تعليم ذوى الحاجات الخاصة يحتاج إلى جهد وصبر ووقت طويل نظراً لإمكانيات وقدرات وظروف الطلاب الجسمية والنفسية. المبحث الثالثأولاً - معاهد التعليم الخاص في المملكة العربية السعوديةيُقدم التعليم الخاص في المملكة من خلال ثلاثة معاهد هي:
معاهد التعليم الخاص معاهد النور معاهد الأمل معاهد التربية الفكرية أ – معاهـد النـور: تعليم المكفوفين هو نـواة التعليم الخاص في المملكـة العربية السعوديـة – كما سبق – وقد حظي هذا النوع من التعليم الخاص برعاية فائقة من قبل المسؤولين يقيناً منهم بإمكانات وقدرات الكفيف الفذة التي منحه الله إياها، ولأن الحاجة إلى العقول المبصرة أشد من الحاجة إلى العيون المبصرة.قال تعالى: {أَفَلمْ يَسِيُرواْ في الأَرضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها أَوْ أذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإنَّهَا لا تَعْمَى الأبْصَارُ وَلكِن تَعْمَى القُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور} [21] قال ابن كثير – يرحمه الله – في تفسير هذه الآية أي: ليس العمى عمى البصر، وإنما العمى عمى البصيرة، وإن كانت القوة الباصرة سليمة فإنها لا تنفذ إلى العبر، ولا تدري ما الخبر، ثم أورد قول الشاعر: يامن يصيخ[22] إلى داعي الشقاء وقد نادى به الناعيان الشيب والكـبر إن كنت لاتسمع الذكرى ففيم ترى في رأسك الواعيان السمع والبصر ليس الأصم والأعمى سوى رجـل لم يهـده الهاديان العين والأثر [23] وخطط وزارة المعارف في المملكة العربية السعودية طموحة جداً قد تجاوزت حد تعليم الإنسان الكفيف إلى مجال تثقيفه وبناء قدراته العقلية فأنشأت من أجله معاهد النور بمراحلها الثلاث: الابتدائية والمتوسطة والثانوية. والدراسة بهذه المدارس تعادل الدراسة في مراحل التعليم العام من حيث مراحلها، و عدد سنوات كل مرحلة،وشهاداتها معادلة لشهادات التعليم العام[24]. ( تقدم هذه المعاهد البرامج التربوية، والتأهيلية، والثقافية للمكفوفين من البنين، والبنات إلى جانب الرعاية الصحية، والاجتماعية، والنفسية، وتسير معظم معاهد النور على نظام المدارس الداخلية حيث تضم المعاهد قسماً داخلياً يقيم فيه ويُفيد من خدماته الطلبة والطالبات الملتحقين بالمعهد من خارج المدينة التي هو فيها ويوفر للطلبة في السكن الداخلي: التغذية، والملابس إلى جانب الخدمات الترفيهية، والأنشطة المناسبة).[25] وحالياً تطبق الوزارة أسلوب الدمج الكامل للطلاب المكفوفين في المرحلة الثانوية بالتعليم العام بعد أن أثبتت الدراسات التربوية نجاحه في تعليم المكفوفين[26]. وقد عملت الوزارة على تطوير تعليم المكفوفين والرقي به وذلك من خلال ما يلي:[27] 1 ـ تطوير خطط ومناهج الدراسة بمعاهد النور بالمراحل التعليمية المختلفة،بحيث تضمنت إدخال مادة (فن التحرك وإدراك الاتجاهات) في المرحلة الابتدائية، وتدريس مادة (الآلة الكاتبة) بالمرحلتين المتوسطة والثانوية، وإدخال مادة (الحاسب الآلي) في المرحلة الثانوية. 2 ـ قيام المكتبة المركزية الناطقة بتسجيل المقررات الدراسية الجديدة والمعدلة على أشرطة كاسيت وتزويد كافة معاهد النور بنسخة منها كي تكون في متناول المدرسين والطلاب. 3 ـ إنشاء مرحلة تحضيرية للأطفال المكفوفين من سن خمس سنوات بهدف تهيئة الطفل الكفيف تربوياً، ونفسياً، واجتماعياً، للتعليم بالمرحلة الابتدائية وتدريب حواسه، وحاسة اللمس لديه بوجه خاص، وإكسابه مهارات الحياة الاجتماعية اليومية. ولم تكن هناك فرص عمل أمام الخريج من المرحلة الثانوية لمعاهد النور إلا العمل مدرساً لطلاب المرحلة الابتدائية في معاهد النور نفسها، ونادراً في المدارس الابتدائية في التعليم العام. وهذا غير كاف لدمج[28] الكفيف في المجتمع، وتوظيف واستغلال باقي حواسه، وتحقيق الاستفادة القصوى من قدراته وإمكانياته التي منحها الله إياه. إلى أن جاء قرار مجلس الوزراء الكريم رقم 15 وتاريخ 26/2/1400هـ الذي أتاح للحاصلين على المرحلة الثانوية من المكفوفين فرصة الالتحاق بالجامعات في إحدى التخصصات المناسبة لظروفهم في الكليات النظرية تشجيعاً لهم على إكمال دراستهم الجامعية؛ حتى تكون لهم فرص العمل ميسورة بشكل أوسع وأفضل[29]. وبالفعل كان هذا القرار حكيماً فقد حقق أكثر هؤلاء الدارسين تفوقاً كبيراً في دراستهم الجامعية[30]. نتج عنه أن أُتيحت لهم فرص عمل كثيرة بعد تخرجهم من الجامعة على سبيل المثال: ( التدريس في المرحلتين المتوسطة والثانوية في مدارس التعليم العام – القضاء – الإمامة والخطابة – الترجمة الفورية – الخدمة الاجتماعية)[31]. هـذا مـا يخص الكفيف، أو الكفيفة وهما في سن التعليم النظامي (6ـ18) سنة، أما من فاتهم سن التعليم فقد أنشأت من أجلهم (أقساماً مهنية[32] سارت الدراسـة فيها وفق منهج خاص يعلمهم القراءة والكتابة ودروساً ثقافية تهدف إلى دمجهم في المجتمع إلى جانب تدريبهم على الصناعات التقليديـة للمكفوفين مثل أشغال الخيزران والنسيج ونحوها وبهذا يكونون أعضاء فاعلين في المجتمع[33]. ب – معاهد الأمل للصم : يعرف الطفل الأصم بأنه من فقد السمع كلياً أو جزئياً ولا يتكلم. واهتمام الدولة برعاية وتعليم الطفل الأصم قديم ( فقد أنشئت أول معهدين للأمل للبنين والبنات في الرياض عام 1384هـ تلا ذلك معهدا الأمل للبنين والبنات في جدة عام 1393هـ ثم معهد الأمل المتوسط المهني بالرياض عام 1393هـ ثم معهد الأمل بالأحساء عام 1395هـ تلاه معهدا الأمل للبنين والبنات بالمدينة المنوَّرة عام 1397هـ .) [34] وتسير الدراسة في معاهد الأمل على أساس الأخذ بالاتجاهات التربوية الحديثة في تعليم المعوقين؛ لذا فإن نظام التعليم في معاهد الأمل يبدأ بالمرحلة الابتدائية ومدة الدراسة فيها (8) سنوات وتعد السنتان الأولى والثانية مرحلة إعداد وتهيئة لتعليم اللغة والنطق مبكراً قبل أن يفقد جهاز النطق قدرته. وتطبق في معاهد الأمل مناهج تساير مناهج التعليم العام مع مراعاة حالة الطفل من حيث النطق،وعند حصول الطالب على الشهادة الابتدائية ينتقل إلى المرحلة المتوسطة المهنية ومدة الدراسة بها (3) سنوات يدرس الطالب خلالها مناهج ثقافية ومهنية متطورة ذات تخصصات مختلفة تتناسب وطبيعة الدارس منها: الآلة الكاتبة، وأعمال الكهرباء بالنسبة للبنين، والتفصيل، والخياطة، والتريكو الآلي واليدوي، والتدبير المنزلي بالنسبة للبنات. وتوفر وزارة المعارف لمعاهد الأمل أحدث الأجهزة الفنية،والوسائل المعينة المناسبة لمثل هؤلاء الطلاب[35]. وحيث إن من شروط القبول في معاهد الأمل أن لا يقل سن القبول في المرحلة التحضيرية عن أربع سنوات ولا يزيد عن ست سنوات.فإن الدولة لم تغفل كبار السن من الصم والبكم الذين لا تتوفر فيهم شرط القبول فأنشأت من أجلهم ( قسم للتأهيل المهني لكبار السن من الصم والبكم ومدة التدريب به أربع سنوات ويشتمل على أقسام: النجارة، والتنجيد، والتفصيل، والخياطة، وصناعة الجلود والأحذية )[36]. وبهذا يندمج الأصم مع المجتمع، ويتفاعل معه ويشعر بأنه عنصر فعّال فيه يقدم خدمات لأفراده من خلال المهنة التي اكتسبها، وفي الوقت نفسه يتوفر له عمل شريف يحفظ له ماء وجهه ويوفر له من المال ما يسد احتياجه واحتياج أسرته، بدلاً من أن يُنظر إليه نظرة الشفقة والعطف من المجتمع. خصوصاً وأن الأصم يشعر بعزلة شديدة عن المجتمع لأنه فقد وسائل الاتصال بالمحيطين به: النطق والسمع معاً. فينشأ منذ الصغر في عزلة عن الأقران والرفاق مما يسبب له آثاراً نفسية سيئة تزيلها الأهداف السامية والجهود المخلصة لمعاهد الأمل للصم. ج - معاهد التربية الفكرية: معاهد التربية الفكرية في المملكة العربية السعودية هي النوع الثالث من معاهد التعليم الخاص ويلتحق بها فئة من الطلاب حالتهم أصعب من حالة الطلاب المكفوفين، والطلاب الصم؛ لأنهم ابتلوا بنقص في الذكاء، والإدراك الذي لا يجعلهم كالأطفال العاديين، وقد يكون هذا النقص شديداً مما يجعل تعليمهم فيه نوع من التحدي الذي يحتاج إلى بذل مزيد من الجهد والصبر. وقد أخذت حكومة المملكة على عاتقها رعاية وتعليم المواطنين جميعهم فأنشأت من أجلهم معاهد التربية الفكرية التي تهدف إلى ما يلي: [37] 1 ـ تنمية قدرة الطفل من هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة على التعامل مع الآخرين عن طريق الاشتراك في المواقف والخبرات الاجتماعية المناسبة المتكررة بهدف تحقيق التوافق الاجتماعي، وذلك عن طريق برنامج نشاط اجتماعي، يعتمد على المشاركة والمساهمة في مواقف مشوقة. 2 ـ غرس القيم الدينية والخلقية الإسلامية السائدة في المجتمع. 3 ـ تحقيق التكيف والتوافق الانفعالي والشعور بالأمن وتنمية الثقة بالنفس والاستقلال الذاتي للطفل في الأسرة والمعهد،والاهتمام بالتوجيه والإرشاد النفسي لتحقيق الصحة النفسية للطفل. 4 ـ تنمية الوعي الصحي، واكتساب العادات الصحية السليمة، واكتساب المهارات اللازمة، لاتقاء وتجنب الحوادث، وطرق الوقاية والعلاج والإسعاف الأولي. 5 ـ اكتساب المهارات الأكاديمية الأساسية من قراءة وكتابة وحساب وغيرها. 6 ـ اكتساب المعرفة والمهارات اللازمة للقيام بالأعمال اليومية مثل استخدام المواصلات والتعامل بالأرقام. 7 ـ اكتساب القدرة على شغل وقت الفراغ عن طريق برامج النشاط الترفيهي. 8 ـ تنمية القدرة على الكلام والنطق الصحيح. 9 ـ تنمية القدرة البصرية والسمعية والحركية والعضلية والمهارات اليدوية. 10 ـ تعد معاهد التربية الفكرية مراكز توعية للمجتمع عامة ولأولياء الأمور خاصة بخصائص وقدرات الأطفال الدارسين في هذه المعاهد لتحقيق التعامل السليم معهم. وبعد التحاق الطفل بمعهد التربية الفكرية يبدأ الدراسة بمرحلة التهيئة ومدتها سنتان، وهي بمثابة إعداد الطفل للدراسة والاندماج مع زملائه،يليها المرحلة الابتدائية، ومدة الدراسة بها ست سنوات، يتلقى الطلاب – كل حسب قدراته العقلية وظروفه الخاصة – بعض الخبرات من قراءة، وكتابة، ومعلومات عامة بجانب إكسابهم المهارات الأساسية، والاتجاهات السلوكية، والاجتماعية السليمة، وهناك منهج متكامل، وكتب مطبوعة، خاصة بطلاب معاهد التربية الفكرية ترسل من الأمانة العامة للتربية الخاصة. وبعد هذه المرحلة يلتحق الطالب بالمرحلة المهنية، وتبلغ مدة الدراسة بها أربع سنوات، يدرب الطالب فيها على إحدى المهن المناسبة لقدراته واستعداداته وميوله. و نظراً لكون الاختبارات- بمعناها المعروف- لا تناسب هذه الفئة من الطلاب؛ لذا فإنهم يخضعون لعملية تقويم مستمرة، على مدار السنة تشمل جوانب شخصية الطفل وتحصيله الدراسي، وفي نهاية العام الدراسي وبناء على التقارير الفنية للمدرسين والاخصائيين يحدد مدى نمو قدرات الطالب ودرجة تحصيله[38]. فينقل إلى الصف التالي أو يعيد في الصف نفسه. وقد تطور نظام الامتحانات مؤخراً في معاهد التربية الفكرية فأصبح هناك اختبارات شهرية وفصلية، لكنها مبسطة جداً في الكم والكيف حسب ما تسمح به قدرات الطلاب وإمكانياتهم الذهنية. ثانياً - أهم أوجه الرعاية التي توفرها الدولة لطلاب التعليم الخاص: بعد هذا التعريف بنظام الدراسة بمعاهد (التعليم الخاص) في المملكة العربية السعودية، وما بذلته الدولة في ذلك، بقي أن نتعرف على الخدمات الأخرى التي قدمتها الدولة لذوي الحاجات الخاصة؛ لتمكينهم من توسيع المشاركة والاندماج مع أقرانهم العاديين وهي على النحو التالي:[39] أ – أوجه الرعاية المختلفة: 1- الرعاية الاجتماعية: يؤدي المشرف الاجتماعي أو المرشد الطلابي دوراً مهماً في توجيه الخدمات التي يحتاجها الطالب المعوق بالتعاون مع المدرسين، والمسؤولين عن برامج الرعاية بالمعهد، ومن خلال الأقسام الداخلية الملحقة بمعاهد التعليم الخاص، فإن الدولة وفرت متطلبات الإقامة، والإعاشة الكاملة للطلبة مجاناً. 2- الرعاية الطبية والصحية: تُزود الوحدات الصحية الملحقة بمعاهد التعليم الخاص بالأجهزة، والأطباء، والفنيين المؤهلين لإجراء الفحوص، وصرف العلاج، والتحويل إلى المستشفيات التخصصية الحكومية لمن تتطلب حالته ذلك. 3 – الرعـاية المالـية: تصرف الدولة لكل طالب منتظم بالدراسة بمعاهد التعليم الخاص مكافأة شهرية على مدار العام بما في ذلك شهور الإجازة الصيفية، وتختلف في مقدارها حسب المرحلة التعليمية وحسب إقامته بمفرده أو مع أسرته. 4- الأنشطة غير الصفية: وتشمل تنظيم المسابقات الثقافية،والرياضية، والفنية مع طلاب التعليم العام، وفي المنافسات التي تنظم خارج المملكة، كما تشمل المشاركة في المعارض الفنية وحضور الندوات وزيارة المعالم والمؤسسات العامة في المنطقة وتنظيم البرامج الحرة من خلال رحلات ترفيهية وتثقيفية لأهم معالم المملكة. ب - الحقوق والامتيازات والتسهيلات التي تقدمها الدولة لذوي الحاجات الخاصة: صدر الكثير من التشريعات والقرارات والتوصيات التي تهدف إلى تمكين المعوقين من المشاركة بما لديهم من قدرات واستعدادات في الحياة الاقتصادية والاجتماعية. ليعيشوا باستقلالية وباعتماد على الذات وعلى قدم المساواة مع إخوانهم من أفراد المجتمع. ومن أبرز هذه الحقوق و الامتيازات ما يلي: 1-التعيين والتشغيل: هيأت الدولة فرص التوظيف والتشغيل للمعوقين المؤهلين بمختلف مستويات التأهيل العلمي، والمهني في الوظائف الحكومية إضافة إلى تشغيل نسبة من المعوقين المؤهلين لاتقل عن 2% في المؤسسات الأهلية التي لايقل عدد العمال بها عن خمسين عاملاً، وتفريغ المدرسين المكفوفين للدراسة الجامعية مع احتفاظهم بوظائفهم. 2- الإعانات والمنح: أصدرت الدولة أكثر من قرار بشأن تخصيص إعانة مالية تقدر بـ ( 50 ) ألف ريال لكل شخص معوق، مؤهل مهنياً للقيام بمشروع فردي أو جماعي وتطبيقاً لمبدأ التكافل الاجتماعي أصدرت الدولة قراراً يقضي بصرف إعانة نقدية للمعوق الذي لا يستفيد من برامج التعليم أو التأهيل أو الذي لا يستطيع الحصول على دخل يكفي نفقات حياته، وتتراوح هذه الإعانة ما بين ستة آلاف ريال وعشرة آلاف ريال سنوياً. 3 ـ في مجال النقل والمواصلات: أصدرت الجهات المختصة في المملكة أكثر من قرار يقضي بتخفيض أجور السفر والانتقال على الطائرات، والبواخر، والقطارات، ووسائل النقل الجماعي الحكومية لأفراد هذه الفئة بواقع (50 % ) . هذا إلى جانب الكثير من القرارات التي تمكن المعوقين من الوصول إلى الجهات الحكومية وتسهل تحركاتهم داخلها بحرية وأمان وقضاء أمورهم بأنفسهم. نتائـج البحـث: أسفر البحث عن عدة نتائج أهمها: 1 ـ إن ظهور التعليم الخاص في المملكة قديم،وإن لم يكن يسمى بهذا الاسم. 2 ـ إن اهتمام حكومة المملكة العربية السعودية برعاية وتعليم ذوي الحاجات الخاصة نابع من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف. 3 ـ حرص حكومة المملكة العربية السعودية على توفير التعليم لجميع المواطنين: الأسوياء وغيرهم. 4 ـ حرص حكومة المملكة العربية السعودية على توفير الحياة الكريمة لجميع المواطنين ويتمثل في توفير التعليم الفني لمن فاته التعليم النظامي من الأسوياء وغيرهم . التوصيــات: في نهاية البحث يود الباحث أن يقدم للقارئ مجموعة من التوصيات أهمها ما يلي: 1 ـ أن يصبر والدا الطفل المبتلى بنقص في بعض حواسه على ما قدره الحكيم الخبير، وأن يعتقدا يقيناً بأن صبرهم على هذا الابتلاء جزاؤه الخير في الدنيا والآخرة إن شاء الله، وليتذكرا دائماً الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الواردة في فضل الصبر وأجر الصابرين، ويعلمانها للطفل، لأن ذلك يساعده على الرضى والراحة النفسية فتهدأ نفسه ويبدأ يتكيف مع مجتمعه وقد أورد الإمام ابن القيم – يرحمه الله – عشر قواعد، ينشأ عن اتباعها الصبر على البلاء. [40] 2 ـ إذا كان تعاون الوالدين مع مدارس أبنائهم مهماً لنجاح الأبناء وتفوقهم، فإنه في حالة الطفل من ذوي الحاجات الخاصة أهم؛ لأن الوالدين يتعلمان من المعهد الطرق والوسائل التي تعين على تعليم الطفل والأخذ بيده حتى يتغلب على المشكلات النفسية والعضوية للإعاقة التي يعاني منها. 3 ـ أن يخلص معلمو التعليم الخاص في عملهم، وأن يصبروا على تعليم هؤلاء الأطفال محتسبين الأجر والثواب من الله. 4 ـ الطفل من هذه الفئة جزء لا يتجزأ من المجتمع؛لذا فإن المجتمع يتحمل جزءاً من مسؤولية علاجه وتعليمه؛ فيجب على وسائل الإعلام المختلفة أن تبث الوعي اللازم بين أفراد المجتمع بأن هذا الطفل ليس مريضاً بل هو عضو فعال في المجتمع وسوف يسهم في دفع عجلة نمو المجتمع وتطوره بضرب أمثلة من العلماء والمفكرين الذين فقدوا بعض حواسهم وأجرى الله على أيديهم الخير الكثير، فتقبل المجتمع للطفل -لاشك - سيسهم في حل المشكلة. 5 ـ وفرت الدولة الكثير من الخدمات للمعوقين في مختلف المرافق العامة التي تعينه على ممارسة حياته بيسر وسهولة فيجب عليهم المحافظة عليها. 6 ـ يجب على الأسوياء المحافظة على ما أعدته الدولة من مرافق لذوي الحاجات الخاصة وعدم استخدامها. الخاتمـــة تناول البحث الحالي موضوع التعليم الخاص في المملكة العربية السعودية نشأته، وتطوره، وما وصل إليه الآن من توسع وانتشار، وما بذلته حكومة المملكة العربية السعودية من دعم سخي لجميع أبناء هذا الوطن وما وفرته لهم من سبل العيش الكريم وفي مقدمة ذلك التعليم على الرغم من الصعوبات التي تحول دون توفير فرص التعليم للجميع كتعليم أبناء المناطق النائية جداً مثلاً، وتعليم ذوي الحاجات الخاصة ممن قدر الله وابتلوا بفقد البصر، أو السمع، أو بنقص الذكاء فهم بسبب هذه الإعاقة يحتاجون إلى تعليم خاص يشمل كافة جوانب العملية التعليمية: المباني، والمناهج الدراسية، والوسائل التعليمية المستخدمة، وطرق التدريس، وقبل كل ذلك يحتاجون إلى معلم من نوع خاص معد إعداداً تربوياً خاصاً يؤهله لتعليم هذه الفئة متلمساً نقاط القوة فيما تبقى لديهم من حواس ليركز عليها حتى يتعلم الطفل على يديه ما يفيده في أمور دينه أولاً ثم ما يساعده على التغلب على إعاقته، و التكيف مع باقي أفراد المجتمع. وقد أثمرت الجهود المبذولة ـ ولله الحمد ـ وأصبح الإنسان المعـوق يحظى بمكانه المناسب في المجتمع بعد ما قدمت الدولة له من تعليم ورعاية. وفي الختام يتوجه الباحث بالدعاء لله عز وجل أن يبارك في المسؤولين في هذا الوطن الغالي، على رعايتهم واهتمامهم بجميع فئات المجتمع، وأن يوفق المخلصين الذين بذلوا وقتهم وجهدهم في مساعدة ذوى الحاجات الخاصة بتربيتهم وتعليمهم، وأن يمن بالشفاء على المبتلين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. المراجــع ـ القرآن الكريم ـ ابن كثير (تفسير القرآن العظيم) دار المعرفة بيروت، ط1، 1406هـ. ـ ابن القيم (طريق الهجرتين وباب السعادتي) دار الكتب العلمية، بيروت، ب ت. ـ ابن منظور (لسان العرب) دار صادر، بيروت، 1412هـ. ـ المكتب الإقليمي لشؤون المكفوفين، بحوث وتقارير ووثائق المؤتمر العام الخامس للجنة الشرق الأوسط لشؤون المكفوفين، الرياض، 1402هـ. ـ النشرة السنوية لمعهد الأمل للبنات في المدينة المنورة، مطابع التاج في المدينة المنورة، 1397-1398هـ. ـ حمد السلوم (تاريخ الحركة التعليمية في المملكة العربية السعودية، تطور التعليم) ج3، ط3، مطابع فيرفاكس واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية، 1411هـ. ـ عبدالرحمن سالم الخلف (تطور تعليم المكفوفين في المملكة) مجلة التوثيق التربوي، وزارة المعارف ،العدد (28)،عام 1407هـ. ـ عبدالرحمن بن ناصر السعدي (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان) دار ابن الجوزي، الدمام، ط1،1415هـ. ـ عبد المجيد عبد الرحيم، تنمية (الأطفال المعاقين) دار غريب للطباعة والنشر، القاهرة، ط1،ب ت. ـ فاروق الروسان (سيكولوجية الأطفال غير العاديي)، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، عمان، الأردن، ط2، 1416هـ. ـ مجلة عالم الإعاقة، تصدر عن مجلس العالم الإسلامي للإعاقة والتأهيل، العدد الأول، السنة الأولى، ذو القعدة، 1418هـ – مارس 1988م. ـ وزارة المعارف (التطوير التربوي، مركز المعلومات الإحصائية والتوثيق التربوي) خلاصة إحصائية عن تعليم البنين عام 1417-1418هـ. ـ وزارة المعارف (تطور التعليم في المملكة العربية السعودية) تقرير وطني، مركز المعلومات الإحصائية والتوثيق التربوي، الرياض، 1417هـ. ـ وزارة المعارف، المديرية العامة لبرامج التعليم الخاص، مناهج مرحلة التهيئة (التحضيرية) والمرحلة الابتدائية لمعاهد التربية الفكرية. 1393-1394هـ, ـ وزارة المعارف، دليل التعليم الخاص، المديرية العامة لبرامج التعليم الخاص، 1401 هـ. ـ وزارة المعارف، قصة التعليم الخاص، إدارة التعليم الخاص، ب ت . ـ وزارة المعارف، مركز المعلومات الإحصائية والتوثيق، مجلة التوثيق التربوي العدد(13) عام 1397هـ. ـ يوسف القريوتي وآخرون (المدخل إلى التربية الخاصة) دار القلم، دبي، ط1،1416هـ.
[1] سورة النور: آية 61. وسورة الفتح: آية 17. [2] عبد الرحمن بن ناصر السعدي (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان) دار ابن الجوزي، الدمام، ط1،1415هـ، المجلد الثالث، الجزء الخامس، ص262. [3] تعززاً أي: تكبراً وتشدداً، (انظر لسان العرب مادة ع ز ز)، دار صادر، بيروت، 1412هـ، ج5، ص374. [4] ابن كثير (تفسير القرآن العظيم) دار المعرفة، بيروت، ط1، 1406هـ، الجزء الثالث، ص316 [5] قتل النفس في الإسلام لا يجوز، وقد ورد في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تحرم القتل قال تعالى { وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ } سورة الإسراء : آية33. [6] مجلة عالم الإعاقة، العدد الأول، السنة الأولى، ذو القعدة 1418هـ، ص11، تصدر عن مجلس العالم الإسلامي للإعاقة والتأهيل. [7] هذه التسمية هي الأنسب؛لأن فيها توضيح لحال هذه الفئة من المجتمع بأن لهم احتياجاتهم الخاصة كُلاًّ حسب مافقد من حواس سواء في مجال التعليم أو في غيره من مجالات الحياة. (1) يوسف القريوتي وآخرون (المدخل إلى التربية الخاصة) دار القلم، دبي، ط1، 1416هـ، ص28. (2) مجلة التوثيق التربوي، وزارة المعارف، مركز المعلومات الإحصائية والتوثيق، العدد (13)، عام 1397هـ،13. [10] عبد المجيد عبد الرحيم (تنمية الأطفال المعاقين) دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، ط1، ب ت، ص9. [11] عبد الرحمن سالم الخلف (تطور تعليم المكفوفين بالمملكة) مجلة التوثيق التربوي، وزارة المعارف، العدد(28)1407هـ130-138. [12] تقوم طريقة (برايل) على تحويل الحروف الهجائية إلى نظام حسي ملموس من النقاط البارزة، وتُعد الخلية هي الوحدة الأساسية في تشكيل النقاط البارزة، حيث تتكون الخلية من ست نقاط تعطى كل نقطة رقماً معيناً يبدأ من الرقم 1 وينتهى بالرقم 6. للتوسع انظر كتاب (سيكولوجية الأطفال غير العاديين) لفاروق الروسان، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، عمان ط2، 1996م، ص128. (1) عبد الرحمن سالم الخلف ، مرجع سابق بتصرف، ص130-131. (1) قصة التعليم الخاص، المملكة العربية السعودية – وزارة المعارف – إدارة التعليم الخاص، ص6-7 (2) دليـل التعليم الخاص، المملكة العربية السعودية، وزارة المعارف، المديرية العامة لبرامج التعلم الخاص، 1401هـ ص15 [16] فئة جديدة من ذوى الحاجات الخاصة بدأ يشملها التعليم، ويشرف على التعليم الخاص للبنات (الرئاسة العامة لتعليم البنات). [17] قصة التعليم الخاص، مرجع سابق، ص7. [18] دليل التعليم الخاص، مرجع سابق، ص15-17. [19] مجلة التوثيق التربوي العدد (13) مرجع سابق ص 13. [20] وزارة المعارف (التطوير التربوي) مركز المعلومات الإحصائية والتوثيق التربوي، خلاصة إحصائية عن تعليم البنين عام 1417-1418هـ. [21] سورة الحج : آية 46. [22] صَيَخَ : أَصاخ له يُصيخُ إِصِاخَة : استمع و أنصت لصوت. انظر لسان العرب، مرجع سابق، ج3، ص35، مادة (ص ي خ). [23] ابن كثير، مرجع سابق، ج3، ص238. [24] و زارة المعارف (تطور التعليم في المملكة العربية السعودية) تقرير وطني، إعداد مركز المعلومات الإحصائية والتوثيق التربوي، الرياض، 1417هـ، ص64. [25] بحوث وتقارير ووثائق المؤتمر العام الخامس للجنة الشرق الأوسط لشؤون المكفوفين، المكتب الإقليمي لشؤون المكفوفين، الرياض، 1402هـ [26] تطور التعليم في المملكة العربية السعودية تقرير وطني، مرجع سابق، ص66 بتصرف يسير [27] ا لمرجع السابق ص 67 [28] دمج ذوي الحاجات الخاصة بكافة فئاتهم مع بقية أفراد المجتمع؛ ليعيشوا حياة طبيعية هو أسمى ما تسعى إليه أي دولة وهو ما تحقق – لله الحمد – في المملكة العربية السعودية. (1) حمد بن إبراهيم السلوم (تاريخ الحركة التعليمية في المملكة العربية السعودية، تطور التعليم) ج3، ط3، مطابع فيرفاكس واشنطن، أمريكا، 1411هـ، 536. [30] دَرَّسَ الباحث إحدى الطالبات الكفيفات مقرر طرق تدريس اللغة الإنجليزية في كلية التربية بالمدينة المنورة واستطاعت أن تحصل على أعلى درجة بين جميع الدارسات وذلك في الفصل الدراسي الثاني عام 1417هـ. [31] يلاحظ أن بعض هذه المهن تخص الرجال فقط . [32] أحيل جميع طلاب وطالبات المرحلة المهنية بمعاهد التربية الخاصة إلى مراكز التأهيل المهني للمعوقين التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية ابتداء من العام الدراسي 1400/1401هـ. [33] حمد السلوم، مرجع سابق، 259. [34] النشرة السنوية لمعهد الأمل للبنات بالمدينة المنورة، 1397-1398هـ، مطابع التاج. [35] حمد السلوم، مرجع سابق، ص540. [36] حمد السلوم، المرجع السابق ص539. [37] وزارة المعارف المديرية العامة لبرامج التعليم الخاص مناهج مرحلة التهيئة (التحضيرية ) والمرحلة الابتدائية لمعاهد التربية الفكرية (93/1394هـ) ص1. [38] حمد السلوم، مرجع سابق، ص542 [39] تطور التعليم في المملكة العربية السعودية تقرير وطني، مرجع سابق، ص68-70. [40] انظر هذه القواعد في كتاب ( طريق الهجرتين و باب السعادتين ) لابن القيم، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ب ت ص 276-278. |
جـمـيـع الحـقـوق محـفوظـة لـمـوقـع تكـنـولـوجيـا التـعلـيـم | إعداد وتصمـم الـموقـع والمـنـتدى : ربـيـع عبـد الفـتاح طبـنـجـه |