تزايد استخدام الحاسب
وتطبيقاته في شتى مجالات الحياة ، أما استخدام الحاسب في مجال التعليم فيعد من
أحدث المجالات التي اقتحمها الحاسب. وهذه المقالة تلقي الضوء على الاستخدامات
الرئيسية للحاسب في مجال التعليم.
يستعين رجال التعليم بوسائل تعينهم على أداء وظائفهم التعليمية للوصول إلى
تعليم أفضل ، مثل الصور الملونة ، والأشكال المجسدة ، والسبورات التعليمية،
وحديثاً بدأوا في استخدام بعض الأجهزة الحديثة مثل: أجهزة التسجيل ، وأجهزة
الإسقاط الخلفية ، وأجهزة العرض السينمائي، وأجهزة التلفزيون، كما يستخدم
المعلم أجهزة تعليمية مثل الميكروسوب، وغيرها. وأدى ارتفاع أسعار هذه الأجهزة
من جهة وتعقيدها من جهة ثانية إلى إحجام المدارس عن شرائها واستخدامها.
وفي السنوات الأخيرة بدأ استخدام الحاسب في التدريس خصوصاً في الدول المتقدمة.
فالحاسب ليس مجرد وسيلة تعليمية مثل أي وسيلة آخرى ، بل هو عدة وسائل في وسيلة
واحدة ، فبالإضافة إلى إمكان قيامه بوظائف عديدة تؤديها الوسائل الأخرى فإن له
وظائف تعجز عن تحقيقها أي وسيلة تعليمية أخرى ، إذ إن:
-
الحاسب يوفر بيئة تعليمية
ذات اتجاهين ، بمعنى أنه عندما يستجيب التلميذ للحاسب فإن الحاسب يقوم
استجابة التلميذ هذه ويقوم بإعطاء معلومات محددة تتعلق باستجابته.
-
التلميذ يستطيع أن يتعلم
على الحاسب وفقاً لمعدل تعلمه، ويسمى هذا بالمواءمة الزمنية.
-
الحاسب يوفر التغذية
الراجعة الفورية Feed back لكل تلميذ ، فهو لا يقوم بالتأكيد على صحة الجواب
فقط ولكن بتصحيح الأخطاء أو إعطاء إرشادات للوصول إلى الحل الصحيح أيضاً.
-
نتائج الأبحاث تشير إلى
تحسن فعلي في نتائج تعلم تلك المجموعات التي استخدمت الحاسب في عملية
تدريسها.
يستخدم الحاسب حالياً في
ثلاثة مجالات حيوية في التعليم ، هي : إلقاء الدروس ، وتصميم الدروس ،
والعلاقات بين الأفراد. وفي كل مجال منها يوجد للحاسب نقاط قوة ونقاط ضعف تثير
جدل الخبراء.
ما يوفره الحاسب للمستويات
التعليمية المختلفة:
أما بالنسبة للمجموعة الثانية
، فالشرح المدعم بالرسومات والتغذية المرتدة عن الأخطاء يساعدان هذه المجموعة
على التغلب على المصاعب.
حتى الطالب المتميز يستطيع أن ينجز دروسه حسب معدله السريع ، فالحاسب هنا يفيده
حيث يستفيد من وقته إما بتعلم شيء آخر وإما بالتعمق أو التدريب الأكثر على هذا
الدرس.
والتلميذ العادي الذي يمكن أن يقضي نصف وقته في الفصل في سرحان أو نصف وقته في
البيت محاولاً الهروب من عمل واجباته المنزلية، يمكن أن يزيد الحاسب من درجة
تركيز هذا الطالب بالبرامج الجيدة ، وأيضاً يمكنه من عمل واجباته في وقت أقل
ويجعله يتذكر دروسه أكثر.
كما أننا في عصر المعلومات ، والحاسب أصبح له دور هام في جميع المؤسسات
والمصانع ، وهذا مايقتضي تعلم الطفل منذ صغره التعامل مع الحاسب حتى لاتنشأ
لديه الرهبة من استخدام الحاسب.
وهناك مشكلة بالنسبة للفتيات في المدارس الأولية ، خصوصاً في حالة العمل على
الحاسب في مجموعات ، إذ تختار الطفلة دائماً أن تكون فيي الخلف وتدع آخرين
يقومون بتشغيل الحاسب ، ووجود حاسب لكل طفلة قد يدفع الطفلة إلى التغلب على هذه
الرهبة ، كما أن الحاسب يستطيع أن يتغلب على " عقدة الرياضيات" عند الفتيات في
دراستهن.
وقد أظهر الحاسب تفوقه في تعليم المتخلفين والمعوقين.
إمكانية الحاسب المختلفة في
مجال التعليم
إن تبادل الأفكار والأحاسيس بين الأفراد كان دائماً وسيظل قلب العملية
التعليمية ولذلك فمهما تقدمت التكنولوجيا والاختراعات فلن تقلل من أهمية أو دور
المعلم في العملية التعليمية.
فالمعلم هو العامل الرئيسي والأساسي في الدرس وتفاعله مع التلاميذ مهم جداً
لجذب انتباهم واهتمامهم إذ يستطيع أن يحثهم على التفكير بإعطائهم أسئلة ومسائل
في الوقت المناسب ، فضلاً عن إعطائهم معلومات إضافية توضيحية غير موجودة
بالكتاب موضحاً الأجزاء الصعبة بإعطاء أمثلة من واقع اللحظة ملخصاً النقاط
الرئيسية.
إن الحاسب لن يؤثر في ضرورة موازنة الدرس مع تفاعل المجموعة ككل وليس كل فرد
على حدة ، إذ لا يستطيع كل تلميذ على حدة مقاطعة الدرس للاستفسار أو تكرار جزء
فاته.
ويمكن للحاسب أن يثري العملية التعليمية عند استخدامه كمكمل للأساليب التقليدية
في التعليم ، فالحاسب يمكن أن يساعد في توصيل المعلومات وتطوير مهارات الدارس
بعدة طرق حيث يمكن أن يستخدم كألة تعليمية كمحاك كمورد ، وكأداة.
وسنقدم فيما يلي استخدامات الحاسب في إلقاء الدروس.
إمكانيات
الحاسب كوسيلة تعليمية:
وهو الاستخدام الأكثر شيوعاً وانتشاراً ويشار إليه عادة بعبارة التعليم بمساعدة
الحاسب Computer Assisted Instruction CAI.
يمكن للحاسب أن يقدم الدرس - المبادئ والنظريات - بالتدريج خطوة بخطوة وأن يوفر
تمارين تطبيقية على هذه المبادئ والنظريات ، ويختبر مدى استيعاب الدارس ويعطي
تغذية راجعة مباشرة وتعليمات معتمدة على استجابة الطالب.
وهو يعطي المادة العلمية والتمارين حسب مستوى تقدم الطالب ويقدم له المساعدة
عند تعثره. ويمكن للطالب أن ياخذ الوقت الذي يلائمه لاستيعاب الموضوع ، ويكرره
كما يحتاج ويتمرن عليه بالقدر الذي يناسبه ، بمساعدة معلم آلي صبور لا يكل ،
وهو الحاسب.
كما يساعد الحاسب المدرس في متابعة الطالب وأدائه وهو بذلك يريح المدرس من
التدريبات الروتينية ويوفر وقته لأمور أكثر تعقيداً.
وتستخدم البرامج التعليمية اليوم الصوت والموسيقى والصور الملونة الدقيقة وتسمح
بتفاعل كبير بين الدارس والحاسب.
ولقد أثبت الحاسب نجاحه عند استخدامه في تعليم الموضوعات المهيكلة أو التي
تحتاج إلى تدريب ، مثل : الرياضيات ، تكوين الجمل ، الإملاء النحو. وهو يوفر
نمطاً تعليمياً منتظماً خطياً ، وقد أثبتت التجارب أن ( 50 % ) من الطلبة لا
يحبون التعلم بأسلوب منتظم تتابعي ، إذن فالحاسب يفيد النصف الآخر الذي يحب
التعلم بطريقة منتظمة حيث يركز المتعلم على عمل واحد بهدوء ويهتم بالتفاصيل
ويسجل المعلومات ويستمر في الدرس إلى أن ينتهي.
ويمكن تصنيف التدريس
بمساعدة الحاسب إلى المجالات التالية:
الشرح الخصوصي Tutorial:
تبدأ بعض البرامج التعليمية بتقديم شرح واف ومتدرج للموضوعات التي يشتمل عليها
الدرس والمرتبطة بالأهداف التعليمية التي يحاول البرنامج تحقيقها. وهذا الموقف
يشبه إلى حد ما الأسلوب المعتاد الذي يتبعه مدرس الفصل في شرح موضوع جديد.
ويرجع كون الشرح خصوصياً إلى أن التعليم يقوم على أساس فردي ، حيث يشعر المتعلم
بأن الشرح موجه له بصفة خاصة.
فيأخذ المتعلم الوقت الذي يحتاج إليه في قراءة المعلومات المعروضة على الشاشة ،
وقد تتاح له فرصة التفاعل مع البرنامج بان يجيب عن الأسئلة المطروحة ويشتمل
الشرح على أمثلة توضيحية مدعمة بالرسم والصوت وتحريك بعض أجزاء الرسم.
المتعلم هو المتحكم الوحيد في سرعة عرض المعلومات ، وعادة تعرض المعلومات
بكميات ضغيرة على الشاشة حتى لا يتشتت ذهن المتعلم في الشاشة المزدحمة.
التدريب والتمرين Drill &
Practice
إن أهمية التدريب والتمرين في التعلم أمر مسلم به ، ونحن لا نعني بالتدريب
والتمارين وإعطاء فرصة لحلها حلاً صحيحاً ، بل إننا نعني ضمناً أن المتعلم
يتلقى تغذية راجعة تخبره بصحة أو خطأ حل المسألة ، فالتغذية المرتدة تكون صعبة
جداً للمعلم إذا كان المطلوب من المتعلم حل كم كبير من التمارين.
وفي هذه الحالة يعد مصمم البرنامج كمية كبيرة من التمارين ذات نوع معين
ومواصفات تحقق الهدف التعليمي من البرنامج. بالإضافة ‘لى ذلك يسجل الحاسب مستوى
أداء المتعلم ويحدد وقت وصوله إلى مستوى الأداء المقبول.
إن أهمية التغذية الراجعة ودورها يكمن في إرشاد المتعلم حتى يصل إلى حل المسألة
أو التمرين . أما التدريب والتمرين فهما يعطيان فرصة للمتعلم للتعامل عن قرب مع
الحقائق والمصطلحات الفنية ، حتى تثبت هذه المعلومات والحقائق.
الاختبارات:
يمكن الاستفادة من الحاسب في نظم التعليم الحديثة التي تلجأ إلى استخدامه في
وضع اختبارات غير تقليدية تتمشى مع السمة الأساسية للتعليم بواسطة الحاسب وهي
التعليم الفردي. إن الحاسب يستخدم في وضع الاختبارات وإعدادها ، وإعطاء
الاختبارات ، وتصحيحها.
-
وضع الاختبارات وإعدادها:
عمل بنك للأسئلة ، واختيار مفردات الاختبار عشوائياً.
-
إعطاء الاختبار: يطلب
الحاسب اسم المتعلم وكلمة السر ، ثم يعطي التعليمات اللازمة لسير الاختبار ،
مثل : زمن الاختبار ، عدد مفردات
-
الاختبار ، شروط اجتياز
الاختبار ، وبعض التعليمات لاستخدام المفاتيح. ثم عند الضغط على مفتاح معين
يبدأ في الاختبار ، ويتلقى الاستجابات دون إعطاء تغذية مرتدة.
-
نتيجة الاختبار : عند
الانتهاء من الاختبار تعرض النتيجة النهائية للاختبار على التلميذ ، كما تخزن
هذه النتيجة حتى يمكن للمعلم الرجوع إليها أو لاستخراج تقرير حالة.
الحاسب كمحاك:
الحاسب كمحاك يكون نماذج للظواهر الطبيعية والاجتماعية ويساعد على تفهم
العلاقات بين أجزاء النموذج. وينمي مهارات حل المسائل وذلك بالسماح للمتعلم
بالتعامل مع أجزاء النموذج الممثل للواقع ومشاهدة التأثيرات على بقية النموذج.
وهنا يصبح دور المعلم مساعداً وتكميلياً.
الحاسب كمورد:
عندما يعمل الحاسب كمورد يوصل الدارس بشبكة من الأفراد أو البيانات بواسطة شبكة
اتصالات ، وبذلك تنمو عند المتعلم مهارات البحث والاستقصاء فيمكنه أن يبحث عن
المعلومات في قواعد البيانات واستشارة الزملاء أو الخبراء من خلال المناقشات
عبر الشبكة.
وبهذا يعمق المتعلم فهم النظريات التي تعلمها.
ودور المعلم في هذه الحالة يكون إرشادياً ، إذ يعرف الطالب كيفية استخدام
النظام ويتركه يقوم باستكمال البحث والدراسة.
الحاسب كأداة:
عند استخدام الحاسب كأداة فإنه يساعد على تطوير المهارات التحليلية ، ومهارات
التصنيف لدى المتعلمين ، وذلك بواسطة برامج ، مثل البرامج الإحصائية ، وبرامج
الرسم ، وبرامج معالجة الكلمات ، وبرامج الجداول الإلكترونية ، وبرامج قواعد
البيانات.