الحجب
من الأساليب
المجدية والفعالة التي هدانا إليه ربنا عز
وجل في كتابه الكريم. فنحن نقرأ
في قصة نبي الله يوسف عليه
السلام أنه حينما وجد نفسه أمام فتنة
النساء وخشي على نفسه
المعصية دعا الله قائلا: }قال ربي السجن أحب
إلى مما يدعونني إليه وإلا تصرف
عني كيدهن أصب إليهن وأكن من
الجاهلين[ وبالفعل عصم الله نبيه يوسف عليه
السلام من هذه
الفتنة بحجبها عنه }فاستجاب له ربه فصرف عنه
كيدهن إنه هو السميع العليم، ثم
بدا لهم من بعد ما رأوا
الآيات ليسجننه حتى حين[
نلاحظ أن مع كون سيدنا
يوسف عليه السلام من
الأنبياء والمقربين ومن أشد الناس طاعة لله
وأكثرهم عبادة وأهداهم
وأشدهم خشية لله فلم يأمن على نفسه هذه
الفتنة الحاضرة المستمرة غير
المحجوبة ولا الممنوعة فدعا
ربه أن يحجب هذا الشر عنه فاستجاب ربه
لدعائه. فإن قال قائل
إن البشر – في غالبهم - يستطيعون ضبط أنفسهم
والاستعصام عند حضور الفتنة، فهو
بذلك أمير نفسه ولا حاجة
للحجب، نقول له هل أنت خير أم نبي الله يوسف
عليه السلام؟
وكدليل آخر على جدوى الحجب
وجد الاستاذ الدكتور كاس سانستين بأن الدول
التي تفرض
قوانين صارمة في منع المواد الإباحية تنخفض
فيها نسبة هذه الجرائم . وبعد
دراسة لبرامج الحجب
والتصفية في مدارس ولاية يوتا وُجد أنه بعد
54 مليون عملية تصفح فإن
الخطأ في الحجب يبلغ 64 خطأ لكل 205737 عملية
حجب صحيحة، وهذا يمثل نسبة نجاح
99.9994% .
ولقد قام باحثان من جامعة
نيوهامبشير بأمريكا هما لاري بارون
وموري ستراوس بدراسة ظاهرة
تفشي الإباحية والدعارة وأثر ذلك على جريمة
الاغتصاب. وبعد
دراسة شملت جميع الولايات الأمريكية وجدا
أن الولايات التي تكثر فيها وسائل
الدعارة والإباحية ترتفع
فيها نسبة جرائم الاغتصاب، والعكس صحيح.
ووجدوا أن ولايتي الاسكا
ونيفادا فيهما أكبر نسبة من المواد
الإباحية (خمسة أضعاف ولايات أخرى)
ترافقها أكبر نسبة من جرائم
الاغتصاب (ثمانية أضعاف ولايات أخرى) .
|