بسم
الله الرحمن الرحيم الحمد
لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد : فها
نحن نتابع معكم الحديث عن أشراط الساعة
ونعتذر عن الانقطاع لظروف خاصة ، فمن
أشراطها : كثرة
الشرط وأعوان الظلمة :
فقد روى الإمام أحمد عن أبي أمامة رضي الله
عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (يكون
في هذه الأمة في آخر الزمان رجال ـ أو قال ـ
يخرج رجال من هذه الأمة في آخر الزمان معهم
سياط كأنها أذناب البقر ، يغدون في سخط
الله ويروحون في غضبه). وروى
مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (صنفان
من أهل النار لم أرهما ، قوم معهم سياط
كأذناب البقر يضربون الناس)
. ومن
أشراط الساعة انتشار الزنا :
ففي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن من
أشراط الساعة ـ فذكر منها ـ ويظهر الزنا ) . وعن
أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : (والذي
نفسي بيده لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم
الرجل إلى المرأة فيفترشها في الطريق
فيكون خيارهم يومئذ من يقول لو واريتها
وراء هذا الحائط)
. رواه ابويعلي وقال الهيثمي : ورجاله رجال
الصحيح . قال
القرطبي : "في هذا الحديث علم من أعلام
النبوة إذا أخبر عن أمور ستقع فوقعت
خصوصاً في هذه الأزمان" أهـ ، فإذا كان
هذا في زمن القرطبي فهو في زمننا هذا أكثر
ضهوراً . ومن
أشراط الساعة انتشار الربا :
فعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه وسلم أنه قال : (بين
يدي الساعة يظهر الربا)
رواه الطبراني في الترغيب والترهيب وقال
المنذري رواته رواة الصحيح ، وهذا الحديث
ينطبق على كثير من المسلمين في هذا الزمن . ومن
أشراط الساعة ظهور المعازف واستحلالها :
فعن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال : (سيكون
في آخر الزمان خسف وقذف ومسخ ، قيل : ومتى
ذلك يارسول الله ؟ قال إذا ظهرت المعازف
والقينات)
رواه ابن ماجه ، وقال الألباني صحيح ، وهذه
العلامة قد وقع شيئ كثير منها في السابق
وهي إلى الأن أكثر ظهوراً . ومن
أشراط الساعة كثرة شرب الخمر واستحلالها :
فقد روى الإمام مسلم عن أنس رضي الله عنه
قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : (من
أشراط الساعة ـ وذكر منها ـ ويشرب الخمر)
. وروى
الأمام أحمد عن عباده بن الصامت قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لتستحلن
طائفة من أمتي الخمر باسم يسمونها إياه)
. ومن
أشراط الساعة زخرفة المساجد والتباهي بها
: فقد روى الإمام أحمد عن أنس رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (لا
تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد)
. ومن
أشراط الساعة : التطاول في البنيان ، ففي
الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال لجبريل
عندما سأل عن وقت قيام الساعة : (ولكن
سأحدثك عن أشراطها ـ فذكر منها ـ وإذا
تطاول رعاء البهائم في البنيان فذاك من
أشراطها)
، وقد ظهر هذا في زماننا جلياً فتطاول
الناس في البنيان وتفاخروا . ومن
أشراط الساعة ولادة الأمة لربتها : كما في
الصحيحين لما قال النبي صلى الله عليه
وسلم لجبريل : (وسأخبرك
عن أشراطها : إذا ولدت الأمة ربتها)
. ومعنى
هذا الحديث فيه أقوال لأهل العلم : فقيل
معناه : اتساع الإسلام واستيلاء أهله على
بلاد الشرط ، فإذا ملك الرجل الجارية
واستولدها كان الولد منها بمنزلة ربها ،
وهذا القول قول أكثر أهل العلم . وقيل
: أن تبيع السادة أمهات أولادها ويكثر ذلك
فيتداول الملاك المستولدة حتى يشتريها
أولادها ولايشعر بذلك . وقيل
: أن تلد الأمة حراً من غير سيدها يوطئ شبهة
أو رقيقاً بنكاح أو زنا ، ثم تباع الأمة في
الصورتين بيعاً صحيحاً وتدور الأيدي حتى
يشتريها ابنها أو بنتها . وقيل
: أن يكثر العقوق في الأولاد فيعامل الولد
أمه معاملة السيد أمته من الإهانة والسب ،
قال ابن حجر : وهذا أوجه الأوجه عندي . وقيل
: أن الإماء تكون في آخر الزمان هنّ المشار
إليهن بالحشمة فتكون الأمة تحت الرجل
الكبير دون غيرها من الحرائر . ومن
أشراط الساعة :
كثرة القتل ، فقد روى الإمام البخاري
ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال : (لا
تقوم الساعة حتى يكثر الهرج ، قالوا : وما
الهرج يارسول الله قال القتل القتل)
وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله
عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: (والذي
نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يأتي على
الناس يوم لا يدري القاتل فيم قتل ولا
المقتول فيم قتل ، فقيل كيف يكون ذلك ؟ قال
الهرج القاتل والمقتول في النار)
. وصلى
الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين |