إن
من أهم أسباب الفساد جهل الأسرة - وخاصة رأسها
وربها - بنفسيات ومسالك مَن هم في مرحلة
المراهقة والشباب من الجنسين .
ومع تأكيدي على أن
المحاذر و المزالق التي تواجه الذكور ليست
بأقلّ مما يواجه الإناث - بل ربما أكثر - إلا
أني سأركِّز حديثي عنهنَّ ، و يمكن لسائل أن
يسأل ما الخصوصية الموجودة في البنات
لتُفردالحديث عنهن خاصة ، وللحق فإن هذا
استشكال في محله فإليكم الأسباب :
إن تجاربي اثبتت لي
أمرا قد يراه البعض من العجائب لكنها الحقيقة
مجردة دون ( مزيِّنات ومجمِّلات ) تلك الحقيقة
المجردة هي : أن مِن أجهل الناس بسلوك الفتاة
المنحرفة محارمها عموما و أهل بيتها خصوصا ،
وأعني بذلك الرِّجال ، فأما القريبات من
النساء فليس الحديث عنهن. والسبب في ذلك أن
البنت عند بلوغها المحيض يغشاها إحساس من
الحياء والخَفَر تجاه كل الرِّجال من
حولها،نظرا لأنها أدركت - بدمها الجديدة -
معنى كلمة ( رَجُل ) مما يحملها - بفطرتها- على
إظهار ذلك الحياء والخَفَر الذي قد يلازم
علاقتها بهؤلاء المحارم بحيث تترسخ عنده
قناعة بأنها ( لا يمكن ان تفكر مجرد تفكير في
تصرف مشين ) وهذه القناعة البلهاء هي أول
الأميال في طريق الانحراف المنتن .
والأمرقد يصل بهذا
الولي المغفَّل - وإن كان يرى من نفسه
فهَّامَة زمانه - إلى أن يشير على من يثق بدينه
وخُلُقه بالزواج من فلانه طاهرة الذيل عالية
الهِمةِ.....الخ ، لان هذا المسكين لم يعلم أن
أشد البنات انحرافا وفجورا قد ( مرَّت ) بهذه
المرحلة التي انطبعت في ذهنه لكنها تجاوزتها
إلى أودية الفجور السحيقة !
و في ظل كل ما سبق
تتأكد لنا اهمية هذا الموضوع ، ويعلم الله عز
وجل اني لم اكتبه إلا غيرة على فتياتنا
المسلمات بنات البيوت المحافظة من الانزلاق
في هذا الطريق الوَخِم ، ولكي لا يصل الوضع
إلى ما قرأتموه - ربما - في موضوع للأخ المليفي
حفظه الله بعنوان ( المشرف يقول يا مليفي أدرك
من بقي من العذارى أو نحو هذا العنوان ) لأن
معظم النار من مستصغر الشرر ، ومن سار على
الدرب وصل .
وهي دعوة صادقة لتأمل
هذا الموضوع ، مع ملحوظات مهمةٍِ جداً مهمةٍ
جداً مهمةٍ جداً.......
@ إن وجود واحدة من
العلامات او اثنتين لا يلزم منه انطباق وصف(
فاسقة ) ، لكنها تبقى علامة تستحق الرعاية
ولفت الانتباه ، دون التسرع في اتخاذ الأحكام
أو إعلان الاستنتاجات المتشنجة ، ولكن الأمر
هو على حد ما ذكره أهل العلم في التعامل مع
حديث ( ثلاث من كنَّ فيه كان منافقا خالصا ،
ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من
النفاق حتى يدعها ....الحديث )
@ ليس المقصود أن يثور
الأب أوا لزوج أو الأخ .....إذا اكتشف انطباق
شيء من العلامات على موليته ، بل المقصود ان
يكون حكيما طويل النَفَس بحيث يقطع - أو يحاول
- ما يتوهمه من ( قنوات تنفس ) تصل المَعنِيَّة
بالفساد فإن لقي منها نوع رفض لهذا القطع - ولو
بمكر النساء ودلِّهن فالأمر يزداد تعقيداً
.....وهكذا .
@ إني اخوِّف كل
قاريءٍ بالله عز وجل أن يتسرع في اتهام
العفيفات ورمي المحصنات وقذف الغافلات ولو
كانت بنتا أو زوجة أو اختا ، وفي ذات الوقت
اخوفه بالله تعالى من أن يهمل فيما يستطيع
منعه و حسمه من انحراف لإحدى مولياته ، فلا
افراط ولا تفريط ولا غلو ولا جفاء . و لأن تجري
الاختبار - دون ثرثرة - وأنت متسرع خير من أن
تنام ملأ جفنيك تاركا ( الدرعا ترعى ) كما
يقولون .
وهذا
أوان الشروع في لُباب الموضوع ، راجيا من كل
رَجلٍ حصيف وامرأة متزنة تأمله على وجه
الوسطية الشرعية لا وسطية الهوى وضغوط الواقع
العلامة
الأولــــــــــــــى : أن تكون البنت
مولعة بالغناء ، بل وربما كان لها ( مطربها
المفضَّل ) و أغنيتها التي ( تبكي لسماعها ) أو
الاذاعة التي ( لا تركب سيارة ليست فيها ) .
فإذا رأيت هذه العلامة فدقَّ ناقوس الخطر في
نفسك ، خاصة عندما تراها تكثر من الدندنة
بكلمات فيها تعلق وتشبيب ..الخ .
العلامة
الثــــــــــــــــــــانية : أن تكون
متابعة للرياضة و لها ( لا عبها أو لاعبيها
الذين تفضلهم ) و تعرف ( الحَكَم المتحيِّز ) و
ا ( المهاجم الخطير ) و (اللاعب الخلوق ) ...الخ
فهذه علامة لا يمكن الاستهانة بها .
العلامة
الثــــــــــا لثة : أن تكون متابعة
للمسلسلات والافلام ، ولها ( ممثل تموت فيه )
وربما لطَّفت العبارة فقالت ( تموت في تمثيله )
و هذا الممثل ( أنييييييييق ) وهذا ( وسيييييم )
....الخ .
العلامة
الــــــــــــرابعة أن تكون ممن يهتم
بكون العباءة على الموضة و من أجود الخامات ،
ولا تكاد ترضى بشيء مما تراه ، بحيث يغلب
اهتمامها بما يظهر من لباسها على مايكون دونه
من القُمُص و ( الفساتين ) و ربما سمعتها تقول
لا يمكن أن أذهب بهذه العباءة المتخلفة غير
الجميلة ....الخ مع كونها نظيفة ومكويّة مثلا ،
وقُل مثل ذلك في النقاب ......الخ مما لا يخفى
على لبيب .
العلامة
الخـــــــــــــــا مسة : أن تولع
باللباس المُلفت كالضيِّق ، والبنطال و
الشيفونات والدانتيلات .....الخ ، بل وتسمي
اللباس المتوسط - فضلا عن المحتشم - بالتخلف ،
ولبس العجائز ، والموديل البالي .
العلامة
السادسة : الوَلع بالهاتف و إطالة الوقت
عنده - خاصة أوقات العصر و آخر الليل ، مع
الحرص على الانفراد به ، خاصة عن الأم والاخت
الكبيرة ولا ترضى إلا بالوحدة أو بمرافقة
إحدى صديقاتها أو قريباتها ممن هنَّ على
شاكلتها .......
العلامة
السابعة : التعلُّق بالقنوات الفضائحية ،
و متابعة برامج البوب ، و ( السهرات الفنيَّة )
و ( البرامج الجماهيرية ) ....الخ
العلامة
الثــــــــــامنة : الولع بالأسواق و
عدم احتمال الانقطاع عنها ولو لفترة ، وعدم
القبول - غالبا - إلا بالمجمعات المكيّفة
المغلقة ....الخ .
العلامة
التــــــــــــــاسعة: الحرص على
الذهاب على فترات - وربما كثيرا - إلى المجمعات
النسائية ، مع ملاحظة كرهها لوجود مرافقة
معها إلا أحدى صديقاتها أو قريباتها اللاتي
على شاكلتها ، ومما يزيد الرِّيبة أن لا تقبل
إلا بالبقاء لساعات في ( المجمَّع ) .
العلانة
العــــــــــــاشرة : الذهاب إلى حفلات
أو دعوات حقيقية أو مزعومة في بيت هذه الصديقة
أو تلك ، والتأنق لذلك غاية التأنق .
العلامة
الحــــــادية عشرة الحرص على الاشتراك
في الأندية النسائية - التي فيها فيها مسابح
تُدخَل بالمايوهات و ممارسة الرياضة على
أنغام الموسيقى - و قضاء وقت كل اسبوع وربما في
أكثر الأيام فيها .....الخ
العلامة
الثــــــــــانية عشرة : التعلُّق
بالرَّقص و إجادة ( هزّ الوسط بعنف ) في
الحفلات والتجمعات ولأي مناسبة ، بل والحرص
على تعليم الفتيات الصغيرات ....
العلامة
الثــــالثة عشر : التبرم من أي مهمة
تُطلب منها ، والتأفف من خدمة الزوج أو رعاية
الأطفال أو المساعدة في شئون المنزل ، بحيث
تستبدل ذلك بالانفراد ، و البقاء في مقابلة
المحطات الفضائحية ، أو سماع الغناء أو
استخدام الهاتف .
العلامة
الرابعة عشر : البقاء لفترة طويلة أمام
شاشات الانتر نت مع أهمية أن يكون مختليةً به
، بل وتُصرُ على أن يبقى في غرفتها أو في غرفة
خاصة لا يزعجها أحد فيها وقد تتذرع لذلك
بالمذاكرة ، فهنا أبعد الجهاز عن مكتبها
واجعله في الصالة أو في غرفة عامة .
و
إلــــــــــــــــــــى بقية العلامات
استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ......ملحوظة
كتبت هذا الموضوع بالتنسيق والتشاور مع أهل
بيتي حتى لا يُظن أنه رأي ذكوريٌ محض .
محبكم عبد القدوس |