السؤال
: إنني فتاة أسكن في السكن الداخلي مع
الطالبات ، وقد هداني الله إلى الحق ، وأصبحت
متمسكة به ولله الحمد ، لكنني متضايقة جداً
مما أرى حولي من المعاصي والمنكرات الخاصة من
بعض زميلاتي الطالبات كسماع الأغاني والغيبة
والنميمة ، وقد نصحتهن كثيراً ، ولكن بعضهن
يهزأ بي ويسخر مني ، ويقولون إنني معقدة .
سماحة الشيخ أرجو إفادتي ماذا أعمل جزاكم
الله خيراً ؟
الجواب : الواجب عليك إنكار المنكر حسب الطاقة
بالكلام الطيب ، والرفق وحسن الأسلوب ، مع ذكر
الآيات والأحاديث الواردة في ذلك حسب علمك ،
ولا تشاركيهن في الأغاني ، ولا في الغيبة ،
ولا في غيرها من الأقوال والأفعال المحرمة ،
واعتزليهن حسب الإمكان حتى يخوضوا في حديث
آخر لقول الله سبحانه : وَإِذَا رَأَيْتَ
الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا
فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي
حَدِيثٍ غَيْرِهِ[ سورة الأنعام ، الآية : 68 ]
ومتى أنكرت بلسانك حسب الطاقة ، واعتزلت
عملهن ، لم يضرك فعلهن ولا عيبهن لك ، كما قال
الله سبحانه : يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ
مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى
اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا
فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
[ سورة المائدة ، الآية : 105 ] فأبان سبحانه أن
المؤمن لا يضره من ضل إذا لزم الحق واستقام
على الهدى ، وذلك بإنكار المنكر ، والثبات على
الحق ، وحسن الدعوة إليه . وسيجعل الله لك
فرجاً ومخرجاً ، وسينفعهن الله بإرشادك إذا
صبرت واحتسبت إن شاء الله ، وأبشري بالخير
العظيم ، والعاقبة الحميدة مادمت ثابتة على
الحق، منكرة لما خالفه كما قال الله سبحانه:
وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [ سورة
الأعراف ، الآية : 128 ] .
وقال عزّ وجلّ: فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ
لِلْمُتَّقِينَ[ سورة هود، الآية:49] وقال عزّ
وجل : وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا
لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ
اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [ سورة
العنكبوت ، الآية : 69 ] .
وفقك الله لما يرضيه ، ومنحك الصبر والثبات ،
ووفق أخواتك وأهلك وزميلاتك لما يحبه ويرضاه
إنه سميع قريب ، وهو الهادي إلى سواء السبيل.
مجلة البحوث ، ابن باز ، عدد 30 ، ص 117 – 118
|