بسم الله الرحمن الرحيم
الثدي عند المرأة هو العضو الذي يفرز الحليب لدى الولادة لإرضاع الوليد.
وبجانب وظيفته الفيزيولوجّية يلعب دوراً أساسيا ً في إبراز أنوثة المرأة من
الناحية الجمالية والجنسية.
يتطور الثدي بشكل كامل خارج الصدر، أو بشكل أدق ضمن النسيج تحت الجلدي لجدار
الصدر الأمامي.
الثدي عبارة عن كتلة غُدِّية نصف كروية الشكل، تتوضّع تحت جلد الصدر على جداره
الأمامي.
يلتصق بعضلات الصدر التي تغطي هذا الجدار وأهمها العضلة الصدرية الكبيرة
المسئولة عن تحريك الذراع.
يمتد الثدي من الضلع الثالث إلى الضلع السادس، ويضم بشكل أساسي الحلمة، الهالة
والكتلة الغُدِّية.
العناصر الخارجية للثدي
1- الحلمة "Mamelon "
الحلمة، عبارة عن ناتئ مخروطي الشكل ينتصف الثدي.
يصل ارتفاعها بشكل متوسط إلى 1 سم، وتنفتح على سطحها الأقنية اللبنية التي يمكن
رؤية ثقوبها العديدة.
لون الحلمة بني غامق، ويحوي بناؤها على أجسام عضليّة ملساء لا إرادية غير
كاملة.
تلعب تقلّصاتها دورا أثناء التهيّج الجنسي فيتجعّد جلد الحلمة وتنتعظ قليلا.
يختلف شكل الحلمة من إمرأة لأخرى، وتتطاول أثناء الحمل، وقد يختفي نتوؤها فتدخل
إلى داخل الثدي.
2- الهالة "Aréole "
تحيط بالحلمة هالة قرصية الشكل ملونة وتصطبغ بلون بني غامق ويقدر قطرها بـ 4
سم.
يغطي الهالة بشرة غنية بالعقد السطحية تسمى "Tubercules de Morgagni"هذه العقد
تخفي تحتها غدد دهنية.
تتطور العقد وتتضخّم أثناء الحمل ويصبح اسمها "Tubercules de Montegoméry"
3- جلد الثدي
وهو جلد ناعم وأملس ومرن، ينزلق بسهولة فوق الغدة، ويمكن أن يحوي على عدة
انطواءات و تجعدات، وهو جلد كامل مثل جلد باقي أجزاء الجسم، يضم العناصر
الملحقة مثل الشعر، ويتصف بأنه وبريا و ناعما عند المرأة، ومتوازن مع شعر الجسم
عند الرجل، كما يشمل هذا الجلد الغدد الدهنية والعَرَقية.
التركيب الداخلي الثدي
يحيط بالثدي غلاف جلدي مرن ومطاط ينزلق بسهولة فوق النسيج الغدّي و الدهني
الداخلي للثدي..
يبطن هذا الغلاف الجلدي طبقة من النسيج الدهني تحت الجلد ويتخللها شبكة من
الألياف المتينة الإيلاستيكية تسمى أربطه كوبر "Ligament de Cooper" تربطه
بالجلد، هذه الشبكة من الألياف هي التي تعطي للثدي قوامه.
و تتابع الإحاطة بالثدي من جميع الأطراف، حتى من الطرف الداخلي الذي يفصل الثدي
عن عضلات الصدر التي يعلق عليها.
يملأ الثدي من الداخل نسيج دهني غزير تسبح به العناصر الغدّية المسئولة عن
تصنيع الحليب.
هذه العناصر الغدية هي التي تعطي الثدي قوامه الحبوبي الملمس، وتمتد هذه
العناصر إلى ما تحت الإبط.
تقسيم الثدي
لتحديد أماكن توضع الأمراض بالثدي يقسمه الأطباء إلى أربعة أرباع بالنظر إليه
من الأمام، ربع علوي داخلي وعلوي خارجي وسفلي داخلي وسفلي خارجي.
و لكن العناصر التي تملأ الثدي تتوزع على العديد من الفصوص"lobe" والتي يتراوح
عددها بين 10 إلى 25 فص.
تنفصل الفصوص عن بعضها بحواجز صفاقية يصعب تميزها جراحيّا، وكل فص بدوره ينقسم
إلى العديد من الفُصَيصات "Lobules".
ترتبط هذه الفصوص والفُصَيصات ببعضها بواسطة شبكة من الأقنية تتدرج بتفرعها،
ويتناقص قطرها مع هذا التدرج بشكل يشبه إلى حد كبير عناقيد العنب.
أصغر وحدة غدية مُفرزة في الثدي تسمى "Acini"، وهي عبارة عن آخر تَفرّع لشبكة
الأقنية المُفرزة للحليب.
نتيجة تفرّعها الكبير تصل بقطرها إلى عدة أجزاء من المليمتر، وتتوزع هذه
العناصر الغدّية المُفرزة حول نهايات الأقنية اللبنية* أو الأقنية من الدرجة
الثالثة.
تتجمع الأقنية مع بعضها داخل الفُصيص وتشكل الأقنية من الدرجة الثانية، وتلتقي
الأقنية القادمة من كل فُصيص داخل الفص لتشكل الأقنية من الدرجة الأولى
والمسماة بالقناة اللبنية الأساسية، وهذه الأخيرة تنفتح على الحلمة وعددها
يعادل عدد الفصوص.
النهاية المسدودة لهذه الأقنية الصغيرة يحيط بها بشرة من الخلايا المُفرزة
للحليب مع العديد من الخلايا العضلية. هذه الأخيرة، بتقلّصها تدفع بالمُفرزات
الحليبية ضمن الأقنية المتفرعة.
لا يحوي الثدي على عضلات متميّزة، ولا يمكن تحريكه إراديا سوى بشكل غير مباشر
بتحريك عضلات جدار الصدر الأمامي، أي بتحريك الذراع. ويقتصر النسيج العضلي
للثدي على عُضيلات الحلمة وعلى الخلايا العضلية التي تحيط بالـ "Acini" وتنتشر
بالثدي بشكل غير مميّز.
تقلّص هذه الخلايا الذي لا يمكن الشعور به، وهو تقلص محدود جدا على مساحة
الخلايا المحيطة بالـ "Acini" يؤدي إلى إفراغ محتواه وقذفه ضمن شبكة الأقنية
البنية.
يمتلئ الثدي بشكل أساسي بالنسيج الدهني الذي يعطيه قوامه المعروف، وينتشر ضمن
هذا النسيج الدهني شبكة الأقنية والغدد المُفرزة للحليب وترافقها شبكة من
الشرايين والأوردة الصغيرة الحجم مسئولة عن تغذية الثدي.
تجاور الشبكة الدموية شبكة عصبية حسية، كما تجاورها
شبكة لمفاوية مسئولة عن إفراغ الفَضلات والحليب الذي لا يتفرّغ من الثدي عن
طريق الأقنية اللبنية.
تتفرغ الغالبية العظمى من المُفرزات اللمفاوية عن طريق تحت الإبط. وتشكل الغدد
اللمفاوية تحت الإبط الحاجز الأساسي الذي يحد من انتشار فَضلات الثدي إلى باقي
أنحاء الجسم.
وقسم آخر من المُفرزات اللمفاوية تَتًفرغ عن طريق العقد اللمفاوية الداخلية
للصدر.
حجم الثدي
يختلف حجم الثدي من إمرآة لأخرى، وحسب فترة النشاط التناسلي عند نفس المرآة*
فينمو الثدي خلال فترة البلوغ، ويكبر أثناء الحمل والإرضاع.
كما يختلف بالحجم حتى خلال الدورة الطمثية، إذ ينتفخ الثدي نتيجة احتباس النسيج
الدهني للسوائل بنهاية الدورة.
ذكرنا أعلاه أن النسيج الدهني يشكل الغالبية العظمى من حجم الثدي، والعنصر
الثاني للثدي هو النسيج الغدي المُفرز للحليب والأقنية المفرغة للحليب.
نسبة هذا التوزيع تختلف أثناء الحمل إذ يزيد نصيب النسيج الغدي المفرز للحليب
والذي يتطور أثناء الحمل. والسائل الحليبي يمكن أن يخرج من الثدي أثناء الحمل
ثم يشكل العنصر الأساسي الذي يملأ حجم الثدي أثناء الإرضاع.
يتبدل حجم الثدي مرة أخرى عندما تدخل السيدة المرحلة الثالثة من نشاطها
الهرموني، أي سن اليأس أو كما يصح تسميته باللغة العربية سن الضهي.
نظرا لتوقف النشاط الهرموني يتراجع نمو مختلف العناصر التي تملأ حجم الثدي
فيضمر ويتهدل.
هذا التهدل والضمور يكون كبير الأهمية عند من أرضعت. لأن زيادة حجم الثدي أثناء
الإرضاع أدى إلى تمطط جلد الثدي وما يمسك به من العناصر الرابطة له و المذكورة
أعلاه، ومن هنا ننصح السيدات المرضعات بلبس "السوتيانات" المصممة خصيصا
للمرضعات و التي يمكنها أن ترفع الثدي و تخفف من تهدله بعد الفطام وعند الوصول
لسن الضهي.
الحالات التي يتبدل بها حجم الثدي، سواءً أكان الأمر بالزيادة أو بالنقصان،
بشكل يضايق السيدة من الناحية الجمالية، يمكن إصلاحه جراحيا.
إذ يستطيع جراح التجميل إما الإنقاص من هذا الحجم بإزالة جزء من العناصر
الدهنية ومن الجلد المغطي للثدي وأحيانا يضطر لتغير مكان الحلمة. كما يمكن
للجراح أن يقوم بتكبيره وإصلاح تهدله بواسطة الـ "بروتيز" الاصطناعي، وهو غالبا
ما يكون كيسة من مادة السيليكون. وأحيانا يمكن وضع كيسة بلاستيكية يمكن نفخها
بالماء.
والبعض الآخر يأخذ الدهون من أماكن أخرى من الجسم لحقنها بالثدي. المهم أن
التقنيات الجراحية التجميلية للثدي متنوعة جدا، والنتيجة تختلف حسب مقدرة
الجراح ومهارته الفنية وحسب شكل الثدي الذي يحتاج للإصلاح التجميلي.
الثدي عند الرجل و عند الأطفال
يقتصر الأمر على مجموعة من الخلايا الغدّية والتي تأخذ شكلاً قرصّيا ذو قوام
ليفي يتوضع خلف الهالة فورا.
ورغم ذلك فإن الثدي عند الرجل وعند الأطفال يضم نفس العناصر الموصوفة أعلاه عند
المرأة، ولذلك قد يتعرض لنفس الأمراض التي يصاب بها ثدي المرأة ولكن بنسب أقل
نظرا لنقص تطور هذه العناصر.
عند الأطفال يتشابه ثدي الصبيان وثدي البنات، ولكن عند البلوغ يبدأ النسيج
الدهني بالتطور ويملأ الثدي تدريجيّا حتى يعطيه قوامه الأنثوي المعروف.
|