أُعطي عليه الصلاة و السلام جوامع الكلم .. فجمع
الخير كله و الدين كله في كلمتين .. الايمان بالله أولاً و الذي فسره صلاة الله
وسلامه عليه في حديث جبريل عليه السلام عندما تمثل له في صورة بشر و سأله عن
الايمان فقال : هو أن تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر ، و تؤمن
بالقدر خيره وشره .. ثم عطف على هذه الاركان العظيمة الاستقامة لما تبنيه في النفس
من ثبات لهذه الاركان و هذه الاسس ، فقال القرطبي في تفسيرها جامعاً معانيها
:
استقيموا أي اعتدلوا على طاعة الله عقدا و قولا و فعلا و داوموا على ذلك
..فالاستقامة هي طريق المؤمنين و نهج الصالحين .. الاستقامة هي النجاة في الدنيا من
عذاب الاخرة .. وبالاستقامة يسدد الانسان و يقارب فيكسب الحسنات و يدنو من الطاعة و
يسعى جاهدا للبعد عن درب الهوى و اللذات .. و بالاستقامة تقال العثرات .. و تمحى
الزلات .. و ينجي الله بها عباده .. و بالاستقامة يوسع للعبد في رزقه و يغدق الله
عليه الخيرات قال تعالى " وألَّوِ استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقاً " .. و
بها يكون نزول الملائكة على المستقيمين تثبتهم وتأمنهم من خوف القبر و ألم فراق
الأولاد و تبشرهم بمغفرة الذنوب و الخطايا .. و بالاستقامة يقبل الله العمل و يمحو
الزلل قال تعالى " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا
تخافوا و لا تحزنوا و أبشروا بالجنة التي كنتم بها توعدون "
و الاستقامة كالجسد اذا اشتكى به عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى و السهر وأعضاء
الاستقامة هي :
1 - استقامة القلب : لأنه ملك الجوارح و به تستقيم .
2 - استقامة اللسان : لأنه المعبر عن مكنونات القلب .
فعلينا أن نقف وقفة محاسبة و وقفة مراجعة لحالنا .. هل نحن ءامنا بحق ؟!
و إن كنا كذلك فهل استقمنا على نهج نبينا المصطفى ؟!
فإن لم نذكر أنفسنا بأهمية الاستقامة فلن نفلح أبدا ..
و إن فعلنا و استذكرناها و فضلها نكون قد نجونا من ضيق الدنيا و عذاب الآخرة ..
و الله المستعان
منال بنت أحمد - الظهران |