بسم الله
الرحمن الرحيم
على أبواب الزواج
شيماء الغامدي |
(( نصائح للفتاة المسلمة المقبلة
على الزواج ))
مقدمة
من فضل
الله تعالى وتكريمه لبني آدم أن شرع لهم الزواج وجعله من نعمه سبحانه على عباده
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً
وَذُرِّيَّة}[الرعد:38]، فذكر ذلك في معرض الامتنان، وإظهار فضله سبحانه عليهم...
وقد رغَّب الإسلام في الزواج وحثّ عليه فعدَّه آية من آياته سبحانه:{وَمِنْ
آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا
وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ
يَتَفَكَّرُونَ} (الروم:21).
على عتبة الزواج
أولا - اختيار الزوج المسلم الصالح، فقد حضَّ الإسلام على حسن اختيار الزوج
من ذوي الأخلاق والصلاح والدين والعفة...قال تعالى: { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ
اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}[الحجرات:13]، وقال سبحانه {وَأَنْكِحُوا
الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ
يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}(النور:32) ، فلا
تغترّي بالمال أو بالجاه أو غيرهما واحرصي أولاً على الاستقامة في الدين و حسن
الخلق لقوله صلى الله عليه وسلم : "إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلاّ
تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" [الترمذي]
ثانيا - إياك أن تتزوجي من الزاني، قال تعالى:
{الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا
يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}
(النور:3) قال الإمام ابن كثير: "أي حرم تعاطي الزنا والتزوج بالبغايا أو تزويج
العفائف بالرجال الفجار".
ثالثا - يستحسن أن يكون الزوج من الحريصين على تعلم
العلم ومطالعة الكتب -ونحسبك كذلك- ليسهل التفاهم والتواصل بينكما ولتتعاونا على
البر والتقوى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. ولك في أمهات المؤمنين و نساء
السلف الصالح أسوة حسنة.
رابعا - احذري أن يتم زواجك ممن لا يحل لك، سواء كان
سبب التحريم القرابة أو الرضاع أو غيرهما. فتحري جيداً قبل فوات الأوان!!
مرحلة الخطبة
أولا - بعض الفتيات يترددن كثيراً في أخذ قرار الزواج وحسم أمرهن فيطلبن من
الخاطب مدة للتفكير، فتبدأ في وزن المفاسد والمصالح والإيجابيات والسلبيات، وهذا
أمر مقبول إذا لم يتجاوز الحد المعقول فتطول المدة، وإن سُئلت أو استُعجلت، ردّت في
دلال - مفرط- :" عليه أن يصبر لازلت أفكر..." وهذا تصرف غير لائق، خذي مهلة محددة
وصل صلاة الاستخارة واقرئي الدعاء كما علّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما
ندم من استخار الخالق وشاور المخلوقين المؤمنين ثم سَلِ الله التوفيق..
ثانيا - من المستحب أن تنظري إلى خطيبك أثناء اللقاء.
لكن احرصي على احترام الضوابط الشرعية، احذري الخلوة أو المصافحة، وحافظي على لباسك
الشرعي.
ثالثا - بعض العائلات تقيم حفلاً مختلاطاً يوم
الخطبة، فيدخل الخاطب على مخطوبته وهي متزينة - وإن كانت تغظي رأسها - ليجلس إلى
جانبها أو ليلبسها عقداً أو سواراً...وهذا غير جائز شرعاً لأنه لم يعقد عليها بعدُ.
فاحترسي ولا تتساهلي !
رابعا - إياك و الخروج أو كثرة الحديث مع الخطيب -
ولو بالهاتف - قبل العقد ... لا تنسي، إن مما حبا الله به المرأة وكرمها به أن فاقت
الرجل بالحياء ولذلك يُقال في شدة الحياء "أشد حياءً من العذراء في خدرها". وإنما
يهتك ستر الحياء التوسع في الأمور على غير بصيرة. فتنبّهي !
خامسا -يفضل الفحص الطبي قبل الزواج وقاية واستدراكاً
لما يمكن تدراكه.
من حقوقك قبل الزواج
أولا - أن يستأذنك وليك ولك الحق في قبول الزوج أو رفضه، قال النبي
صلى الله عليه وسلم : "لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن،
قالوا: يا رسول الله! وكيف إذنها ؟ قال أن تسكت. فالولي مأمور من جهة الثيب،
ومستأذن للبكر. لكن احذري من الاستسلام إلى العواطف الهوجاء واختاري الزوج الصالح
المتحلي بالأخلاق الحسنة...
ثانيا - جواز عرض الرجل مولّيته على أهل الخير
والصلاح: اعلمي أن الرعيل الأول من أصحاب سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم كانوا
يجتهدون في تحري الصالحين لبناتهم أو أخواتهم، بكل صراحة في العرض وعدم تحرج في
القبول أو الرفض. فلا تستنكري على وليك إن تصرف كذلك، ولا تظني أنه يعرضك لترويج
بضاعة كاسدة !! حشا وكلا! فقد فعل ذلك عمر رضي الله عنه وغيره من السلف الصالح..
ثالثا - لا يحق لوليك أن يمنعك من الزواج بحجة
استكمال التعليم أو الحصول على الشهادة والوظيف، بل يمكن الجمع بين الأمرين إن
أحببت وتيسّر لك ذلك. لا تنسي أن وظيفتك الأولى هي البيت والزوج ورعاية الأولاد.
رابعا - إياك أن تشترطي لزواجك بالرجل أن يطلّق
امرأته - إن كان متزوجاً - قال النبي صلى الله عليه وسلم :"لا يحل لامرأة تسأل طلاق
أختها، لتستفرِغ صحفتها، فإنما لها ما قُدِّر لها "[ البخاري ].
أركان الزواج الصحيح
أولا - أولها الولي: عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال :"لا نكاح إلا بولي " [أبو داود]
ثانيا- الشاهدان: لقوله صلى الله عليه وسلم : "لانكاح
إلا بولي وشاهدي عدل" [ابن حبان]
ثالثا - المهر: أوجبه الشرع الشريف على الزوج وجعله
هدية تكريم للزوجة، قال تعالى: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ
نِحْلَة}[النساء: 4]، إلا أنه حث على يُسره وخفته، قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم :"خير النكاح أيسره".. فاحذري المنافسة في مغالاة المهر.
حفلة الزفاف
أولا - كوني حريصة على حفلة زفاف إسلامية خالية من المنكرات، واحذري
الاختلاط غير المشروع بحجة أنه عائلي، و"النصة أو المنصة" صعود العريس مع العروس
أمام النساء، والتعاقد مع المغنيات والمطربات أو وضع أشرطة الغناء عبر مكبرات الصوت
و السهر في ليلة الزفاف حتى ساعات الفجر الأولى، والتصوير بالفيديو لمحذورات شرعية
كثيرة...
ثانيا - يجوز إعلان النكاح بدف وغناء مباح، لقوله صلى
الله عليه وسلم : "فصل ما بين الحلال والحرام، الدف والصوت"[أصحاب السنن]
ثالثا - احذري من العادات والتقاليد المنكرة، كدبلة
أو دبلتي الخطوبة التي يضعها العريس في خنصر يد العروس اليسرى فإنها من عادة
النصارى ولها أصل عقدي عندهم. كما يجب أن تحذري التغالي بملابس ليلة الزفاف أو
التشبه بزي العروس الكافرة !
الدخلة
أولا - اقرأي عن" فن" الحياة الزوجية الإسلامية - إن صح التعبير- لتكوني على
بينة من أمرك. الكتب متعددة ومتيسرة، نقترح عليك كتاب :"لقاء الزوجين"، أو "تحفة
العروس"
ثانيا- لا تصغي إلى من يُهوّل لك أمر هذه الليلة من
الصديقات أو غيرهن.
ثالثا - إياك ومطالعة مجلات أو كتب الجنس الساقطة
البعيدة عن الهدي الإسلامي.
رابعا - اسألي عمّا يشكل عليك مَنْ تثقين بها من
قريباتك لترتاحي ولتُحْسِنى التصرف مع زوجك، واعلمي أن هذه الليلة من الأهمية بمكان
لك ولزوجك.
خامسا - تزينى لزوجك وتطيبي وهيئي نفسك له، وإياك
والنمص أو الوصل أو قص الشعر على طريقة الرجال، فكل ذلك منهي عنه شرعاً.
سادسا - من الأفضل أن تدخل أمك أو أم زوجك أو غيرهما
معك مخدعك حتى تستأنسي وتزول وحشتك.
سابعا - صلّ ركعتين وراء زوجك. ففي هذه الصلاة ما
يوحي لك ولزوجك أن الغاية من هذا الزواج الذي بدأ في هذه الليلة ليست المتعة فقط بل
أداء واجب ديني أيضا وإنجاب أطفال يكثرون سواد المسلمين وينصرون الدين.
ثامنا - نعم، إن الحياء من الإيمان، لكن لا تبالغي كي
لا تُنفّري زوجك منك.
تاسعا - اختاري ألفاظك وكوني رقيقة واحذري أن تجرحيه
بكلمة أو تصرف يمس رجولته...
عاشرا - احذري بعض العادات المخالفة للأعراف والدين
كإثبات العذرية للناس...!! احسمي أمرك ولا تطاوعي الناس في ذلك الفعل المنكر.
حقوق الزوج على زوجته
الأول - رغّب الشرع الحنيف في طاعة الزوج وإرضائه في غير معصية لله تعالى،
وذلك من أعظم الحقوق على المرأة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا صلّت
المرأةُ خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من
أيّ أبواب الجنة شئت". [صحيح ابن حبان]، "كوني له أمة يكن لك عبداً وشيكاً".
الثاني - احذري أن تكوني مقلقة لزوجك إذا أراد منك
حاجته الزوجية، أو تتبرمي بالأعذار الواهية، فقد جاء الوعيد الشديد في ممانعة
المرأة لزوجها إذا طلبها لفراشه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا دعا
الرجل امرأته إلى فراشه، فأبت، فبات غضبان، لعنتها الملائكة حتى تصبح" [البخاري]
الثالث - كوني ودودة لطيفة مطاوعة حتى يشعر زوجك
بالسكينة، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ
أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ
فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[الروم:21]، "تفقدي وقت منامه وطعامه،
فإن تواتر الجوع ملهبة، وتنغص النوم مغضبة" كما جاء في وصية الأعرابية لبنتها. إياك
وكثرة الشكوى والضجر من متاعب البيت أو من الضيوف، فقد يكون ذلك سبباً في نفوره منك
ومن البيت، واصبري فإنك مأجورة إن شاء الله.
الرابع - "عليك بالكحل فإنه أزين الزينة، وأطيب الطيب
الماء وإسباغ الوضوء"، واظبي على النظافة، تعطري وتزيني لزوجك وهيئي نفسك له .
وتأكدي أن هذا يجذب إليك زوجك ويغض من بصره عن التطلع إلى الحرام. لكن لا تبالغي
حتى لا يضيع الوقت أمام المرآة ! قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أي النساء
خيرٌ ؟ قال: "التي تسُرُّه إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ومالها
بما يكره" [أبو داود].
الخامس - خدمة الزوج واجب، وأول ذلك الخدمة في المنزل
وما يتعلق به من تربية الأولاد، وتهيئة الطعام والفراش ونحو ذلك، واقتدي ببنت رسول
الله صلى الله عليه وسلم و بأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهم أحمعين...
السادس - يجب عليك حفظ أسرار زوجك ، وخاصة ما يجري
بينكما في الخلوة من الرفث والشؤون الخاصة بالزوجية. لقوله صلى الله عليه وسلم :"إن
من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى المرأة وتفضي إليه، ثم ينشر
سرهما"[مسلم]، فإفشاء سرّ الزوج ينافي طاعته وإرضاءه.
السابع - احفظي نفسك وعرضك في غياب زوجك، وإياك وما
يخدش حياءك وشرفك، قال تعالى: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ
بِمَا حَفِظَ اللَّهُ }[النساء: 34]، قانتات أي مطيعات لله تعالى. {حافظات للغيب}
أي : مطيعات لأزواجهن حتى في الغيب، تحفظ بعلها بنفسها وماله. " فالاحتراس بماله
والإرعاء على حشمه وعياله. وملاك الأمر في المال حسن التقدير، وفي العيال حسن
التدبير"، كما جاء في وصية الأم لبنتها.
الثامن - إياك والغيرة الزائدة فإنها مفتاح الطلاق !
تجنبي كثرة الأسئلة المريبة ولا تكوني من اللواتي يفتشن الجيوب ويتنصتن على
المكالمات ويتصيّدن الهفوات ،خصوصاً إن كانت لك ضرّة أو ضرّات...كل ذلك مذموم
وعواقبه وخيمة.
التاسع - من حق الزوج عليك المتابعة في المسكن
, وإلا دخلت في حكم الناشز المتمردة على واجبتها الزوجية والعياذ بالله !
العاشر - من حق زوجك عليك إرضاع الأطفال وحضانتهم،
فاجعلي ذلك عبادة سامية واستحضري النية الصالحة لتجنين ثمارها. قال
تعالى:{وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ
أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ}[البقرة:الآية 233]
الحادي عشر - كوني أمينة على مال زوجك وما يودعه في
البيت من نقد أو مؤنة أو غير ذلك فلا يجوز لك أن تتصرفي فيه بغير رضاه، وفي الحديث
الشريف:"والمرأة راعية في بيت زوجها، ومسؤولة عن رعيتها".ولا تُخرجي من ماله إلا
بإذنه:عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"لا يجوز
لامرأة عطية إلا بإذن زوجها"[أخرجه أبو داود]...
الثاني عشر- لا تأذني لأحد في بيته إلا بإذنه: عن أبي
هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "لا يحل للمرأة أن تصوم
وزوجها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه..."[متفق عليه]. "معناه أن لا
تأذن الزوجة لأحد يكرهه الزوج في دخول البيت والجلوس في المنزل سواء كان المأذون له
رجلا أجنبيا أو امرأة، أو أحداً من محارم الزوجة، فإنه يتناول جميع ذلك". ومرجع
النهي أن الأصل تحريم دخول منزل الإنسان حتى يوجد الإذن في ذلك منه...
الثالث عشر- استأذنيه في صيام النافلة إن كان حا ضراً
غير مسافر لقوله صلى الله عليه وسلم : لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا
بإذنه"[متفق عليه]، قالت عائشة: "إن كان ليكون عليَّ صيام من رمضان فلا أستطيع أن
أقضيه حتى يأتي شعبان" [البخاري]
الرابع عشر- لا تخرجي من بيتك إلا بإذنه، ولا تخرجي
إلا لحاجة أو مصلحة شرعية وتعبّدي الله بقوله عز وجل {وَقَرْنَ فِي
بُيُوتِكُنَّ }[الأحزاب:33].
الخامس عشر- غضي الطرف عن الهفوات والأخطاء: وخاصة
غير المقصود منها السوء في الأقوال والأفعال، "كل بني آدم خطّاء، وخير الخطائين
التوابون"[أخرجه الترمذي].وإياك وكثرة العتب فإنه يورث البغضاء.
السادس عشر- تجنبي الاستمرار في النقاش حالة غضبه، من
الأفضل ألا تقاطعيه واستمعي جيداً حتى تهدأ أعصابه ثم تفاهما. حاولي أن تتجنبي كلما
يسخطه لكي تنالي رضا ربك، لا تنسي هو جنتك ونارك. أسرعي في إرضائه بكل وسيلة شرعية
قال صلى الله عليه وسلم "نساؤكم من أهل الجنة : الودود، الولود، العؤود على زوجها،
التي إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها، وتقول: لا أذوق غُمضاً حتى ترضى".
السابع عشر-كوني صادقة معه خصوصاً فيما يحدث في
غيابه، وابتعدي عن الكذب، فإن الأمر إن انطلى مرة فلن يستمر لفقد الثقة، وإذا فقدت
الثقة ساءت العلاقة.
الثامن عشر- المشاركة الوجدانية في الأفراح والأحزان
من أعظم أسباب المودة : إياك والفرح بين يديه إن كان مغتما، والكآبة بين يديه إن
كان فرحاً. فإن المشاركة في الأفراح تجعلها مضاعفة، والمواساة في المصائب تكسر
حدّتها، والمصيبة إذا عمّت خفّت.قفي إلى جنبه وأمدّيه بالصبر والرأي.
التاسع عشر- إكرام أهل زوجك وأقاربه - خصوصا والديه-
خلق إسلامي أصيل فهما في سن والديك كما أن إكرامهما إكراما له، قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : "ليس منا من لم يُجلّ كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه "
[أحمد]
العشرون -كوني قنوعة واشكري زوجك على ما يجلبه لك من
طعام وشراب وثياب وغير ذلك مما هو في قدرته، واجتنبي جحده، فإن هذا من موجبات دخول
النار. قال النبي صلى الله عليه وسلم :"أُرِيتُ النار، فإذا أكثر أهلها النساء
يَكفُرْنَ" قيل: أيكفُرن بالله ؟ قال: "يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، ولو أحسنت
إلى إحداهُنّ الدهر، ثم رأت منك شيئا، قالت: ما رأيت منك خيراً قطُّ".لا تنسي أن
تدعي له بالعوض والإخلاف.
الحادي والعشرون - الزوجة الصالحة لا تسأل زوجها
الطلاق من غير سبب يلجئها إليه-وإن استُفزّت- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"أيما امرأة سألت زوجها طلاقاً من غير بأس، فحرام عليها رائحة الجنة"[أصحاب السنن].
الثاني والعشرون - إذا لم تكن هناك حاجة إلى وظيفتك
فاتركيها.. ولا تصغي لمن زعموا أن المرأة داخل بيتها خالية فارغة، هذه نظرة باطلة
مناقضة للحقيقة، فلك في بيتك وظيفة مقدسة ورسالة سامية ألا وهي حسن التبعل وصناعة
الأبطال وإعداد أمهات المستقبل...
هذه حقوقك فاعرفيها
أولا - المهر: هو عطية فرضها الله لك ليست مقابل شيء يجب عليك بذله إلا
الوفاء بحقوق الزوجية، قال تعالى: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً
}[النساء:4] فلا حق للزوج أن يجبرك أن تتجهزي له بشيء من الصداق إلا أن تطيبي أنت
له نفسا بشيء من ذلك.كما أن الشريعة حرمت على أي إنسان أن يتصرف في مهرك بغير إذنك
الكامل ورضاك الحقيقي قال تعالى:{ فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ
نَفْساً} أي من غير إكراه ولا إلجاء بسبب سوء العشرة ولا إخجال { فَكُلُوهُ
هَنِيئاً مَرِيئاً}.
ثانيا- النفقة: وقد دل على وجوب هذه النفقة: قوله
تبارك وتعالى:{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ
بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ }[النساء:الآية 34]
و تشمل الطعام، والشراب، والملبس، والمسكن بالمعروف. وهي واجبة علي الزوج وإن كانت
الزوجة موسِرة. وينبغي أن يطعمها وأولادها حلالاً لا إثم فيه. ولكن على الزوجة ألا
تحمّله ما لا يطيق من النفقات.
ثالثا - من حقك على زوجك أن يغار عليك ويصونك من كل
ما يلمّ بك من أذى في نظرة أو كلمة.. فالزوجة أعظم ما يكنزه المرء.
رابعا - المعاشرة بالمعروف: قال
تعالى:{وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}[النساء: 19] من حسن المعاشرة أن يتصنّع
الزوج لزوجته كما تتصنع له، وأن يطيّب أقواله وألا يكون فظا غليظا وألا يعبّس في
وجهها بغير ذنب.
- ومن المعاشرة بالمعروف: القسم بالعدل إن كان للزوج نساء غيرك، لقوله صلى الله
عليه وسلم : من كانت لـه امرأتان يميل لإحداهما عن الأخرى جاء يوم القيامة يجر أحد
شقيه ساقطاً أو مائلاً" [الترمذي ]
- ومن المعاشرة بالمعروف إكرام أهلك بمبادلة الزيارات، ودعوتهم في المناسبات، وبذل
الإحسان لهم...
- ومن المعاشرة بالمعروف معالجتك ومداواتك إذا مرضت وأن يباشر رعايتك بنفسه إذا
استطاع وتيسّر له ذلك..
خامسا - لا يجوز لك أن تطيعي زوجك فيما لا يحل له، بل
يجب عليك مخالفته حينئذ، وذلك مثل أن يطلبك زمان الحيض والنفاس، أو في غير محل
الحرث، أو وأنت صائمة صيام فريضة كرمضان، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"لا طاعة لبشر في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف"[ البخاري].
سادسا - إذا انحرف زوجك عن جادة الحق عليك أن تنصحيه
وإن أصرّ فمن واجبك في هذه الحال مفارقته ، فلا يجوز للمرأة المسلمة أن تبقى عند
كافر.
سابعا - يحرم عليه كذلك أن يتعمد هجرك، فهو مأمور
بأداء حقك بقدر حاجتك وقدرته ومطالبٌ أن يؤدي إليك حقك ويعفك ويغنيك لقوله تعالى:
{وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا
تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَة}[النساء: 129] |