اسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْراً
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{وَعَاشِرُوهُنَّ
بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ
اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} (النساء: 19)
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ
مِنْ ضِلَعٍ وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاهُ فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ
كَسَرْتَهُ وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ فَاسْتَوْصُوا
بِالنِّسَاءِ " . صحيح
البخاري
وفي رواية: (( المَرأةُ كالضِّلَعِ إنْ أقَمْتَهَا كَسَرْتَهَا ، وَإن اسْتَمتَعْتَ بِهَا
، اسْتَمتَعْتَ وفِيهَا عوَجٌ )) .
(استوصوا
بالنساء ) أي اطلبوا الوصية والنصيحة لهم من أنفسكم أو اطلبوا الوصية
من غيركم بهن أو اقبلوا وصيتي فيهن واعملوا بها وارفقوا بهن وأحسنوا عشرتهن ، والخير
الموصى به لها أن يداريها ويلاطفها ويوفيها حقوقها المشار إليها بنحو خبر الحاكم وغيره : تطعمها
إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر الا في البيت .
(فإن ذهبت تقييمه كسرته) أي إن
أرادت منها تسوية اعوجاجها أدى إلى فراقها ، فهو ضرب مثل للطلاق (وإن تركته) أي لم
تقمه (لم يزل أعوج) فلا يطمع في استقامتهن
البتة .. وقد نظم بعضهم هذا المعنى فقال :
هي الضلع العوجاء لست تقيمها * ألا إن تقويم الضلوع انكسارها تجمع ضعفا
واقتــدارا على الفتى * أليس عجبا ضعفها واقتدارها