وَجَاءَكُــمُ النَّذِيرُ

وَجَاءَكُــمُ النَّذِيرُ

 

قال الله تعالى في سورة يس : " وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ (68) " وقال تعالى " أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ" (37 فاطر) قَالَ ابن عباس والمُحَقِّقُونَ : معناه أَو لَمْ نُعَمِّرْكُمْ سِتِّينَ سَنَةً ؟ وجَاءكُمُ النَّذِيرُ: قيل هُوَ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ، وقيل : هو الشَّيبُ.

 

يقول محمود الوراق:

بَكَــيْتُ لقُرْبِ الأَجَـــــلْ ... وبُعْدِ فَـــــــــوَاتِ الأَمَلْ

ووافِـــــــدِ شَيْــــــــــبٍ طَــــرَا ... بعَقْبِ شَبَابٍ رَحَــــــــلْ

شَبَـــــــــــابٌ كأَنْ لم يَكُنْ ... وشَيْــــبٌ كأَنْ لم يَزَلْ

طَـــــــــــوَاكَ بَشِيرُ البَقـــــا ... وحَــــــــــلَّ نَذِيرُ الأَجَــــــلْ

ويقول في قصيدة أخرى:

ابيض منــــــــــــــي الرأس بعد سواده ... ودعا المشيب شبيبتي لنفاد

واستحصد القوم الذي أنا منهم ... وكفى بذاك علامة لحصادي

وقال عَتَّاب بن وَرقاء:

يا ذا الَّذي شابَ وما تابَ انْزجِرْ ... وارْدَعْ فُؤاداً قد أصرَّ وعتَا

حتَّى مَتَى لا تَرْعَوِي حتَّى مَتَى ... حسبُكَ بالشَّيْبِ نَذيراً وكَفَى

والشَّيْبُ والشّبَّانُ للموتِ ولا ... حيلةَ للموتِ إذا الموتُ أتَى

وقال آخر:

نَذيرٌ ولكنَّــــــــــه صامِتٌ ... وضيفٌ ولكنَّه شامِتُ

وإشْخاص موتٍ ولكنَّه ... إلى أنْ يُشَيِّعني ثابِتُ

 

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَى امْرِئٍ أَخَّرَ أَجَلَهُ حَتَّى بَلَّغَهُ سِتِّينَ سَنَةً " صحيح البخاري " ، قَالَ العلماء : معناه لَمْ يَتْرُكْ لَهُ عُذراً إِذْ أمْهَلَهُ هذِهِ المُدَّةَ . يقال : أعْذَرَ الرجُلُ إِذَا بَلَغَ الغايَةَ في العُذْرِ.

تــــزود من الدنيا فانـــك راحل ... وسارع الى الخيرات فيمن يسارع

وما المال و الأهلون إلا ودائع ... ولابــــد يومـــــــــا أن تـــــــــــرد الودائـع

 

ويقول رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَكْبَرُ ابْنُ آدَمَ وَيَكْبَرُ مَعَهُ اثْنَانِ حُبُّ الْمَالِ وَطُولُ الْعُمُرِ "صحيح البخاري "

قال لبيد:

المرء يأمل أن يعيش وطول عيشٍ قد يضره

تفني بشاشته ويبقى بعد حلو العيــــــــــش مره

وتخـــــــــــونه الأيــــــــــام حتى لا يرى شيئاً يسره

 

وقال أعرابي:

إذا الرجال ولدت أولادها ... واضطربت من كبرٍ أعضادها

وجعـلت أسقامها تعتادها ... فهي زروع قد دنا حصـــــــادها

 

وقال أبو العتاهية:

مضى عني الشباب بغير أمري ... فعند الله أحتسب الشـــــــــبابا

فزعت إلى خضاب الشيب منه ... وإن نصوله فضح الخضابا

ومــــــــــــا من غايةٍ إلا المنــــــــــــــــــايا ... لمن خلقت شبيبتـــــــه وشابا