مَحْمُوْدُ بنُ الحَسَنِ
الوَرَّاقُ
بَغْدَادِيٌّ، خَيِّرٌ،
شَاعرٌ، مُجَوِّدٌ، سَائِرُ النَّظْمِ فِي المَوَاعِظِ
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ
أَبِي الدُّنْيَا، وَأَبُو العَبَّاسِ بنُ مَسْرُوْقٍ
من شعر محمود الورّاق رحمه اللّه تعالى:
إني رأيت الصــبر خير معول ... في النائبـات
لمن أراد معولا
ورأيت أسباب القناعة أكدت ... بعرى الغنى فجعلتها لي معقلا
فـاذا نبــا بي منزل جاوزته ... وجعـلت منه
غيره لي منزلا
وإذا غلا شيء علي تركته ... فيكون أرخص ما يكون إذا غلا
***
تعز بحسن الصبر عن كل هالك ... ففي الصبر مسلاة
الهموم اللوازم
إذا أنت لم تسل اصطباراً وحسبة ... سلوت على الأيام مثل البهائم
وليس يذود النفس عن شهواتها ... من الناس إلا
كل ماضي العزائم
***
سألزم نفسي الصّفح عن كلّ مذنب ... وإن كثرت
منه عليّ الجرائم
وما النّاس إلّا واحد من ثـلاثة ... شريف
ومشروف ومثلي مقاوم
فأمّا الّذي فوقي فأعرف قــدره ... وأتبـع فيه الحقّ والحقّ لازم
وأمّا الّذي دوني فإن قال صنت عن ... إجابته عرضي وإن لام لائم
وأمّا الّذي مثلي فإن زلّ أو هفا ... تفضّلت
إنّ الفضل بالحلم حاكم
***
فلا تجزع وإن أعسرت يوما ... فقد أيسرت في
الدّهر الطّويل
فإنّ العسر يتبعه يســـار ... وقـول اللّه
أصدق كلّ قيل
فلا تظنن بربّك ظـنّ سوء ... فـإنّ
اللّـه أولى بالجميـل
فلو أنّ العقول تفيـد مالا ... لكان المـال
عند ذوي العقول
***
يمثّـل ذا اللبّ في نفســه ... مصائبه قبـل
أن تنـزلا
فــإن نزلت بغتـةً لم ترعه ... لمـا كان في نفسه مثلاً
رأى الهم
يفضي إلـى آخر ... فصيّـر آخــره أولا
وذو الجهل يــأمن أيامه ... وينسى مصارع من
قد خلا
فإن بدهتـه صروف الزمان ... ببعـض مصائبـه أعولا
ولو قــدّم الحزم في أمره ... لعــلمه الصبر عند البلا
***
ابيض مني الرأس بعد ســواده ... ودعا المشيب
شبيبتي لنفاد
واستحصد القوم الذي أنا منهم ... وكفى بذاك
علامة لحصادي
***
ويروى أن آخر بيت قاله محمود الوراق في مرضه
الذي مات فيه
نحو 225 هـ:
إن ظــني بحسن عفوك يا رب ... جميــل وأنت
مالك أمري
صنت سري عـن القرابة والأهل ... جميعـاً وأنت
موضع سري
ثقــة بالـذي لديك من السر ... فـلا تخـزني
به يوم نشري
يوم هتك الستور عن حجب الغيب ... فـلا تهتكن للناس ستري