الصدقــة
مشاركة من بريد المجموعة
فضائل وفوائد الصدقة:
أولاً: أنها تطفىء
غضب الله سبحانه وتعالى كما في قوله صلى الله عليه وسلم : إن صدقة السر تطفىء
غضب الرب تبارك وتعالى " صحيح الترغيب"
ثانياً: أنها تمحو
الخطيئة، وتذهب نارها كما في قوله صلى الله عليه وسلم : والصدقة تطفىء
الخطيئة كما تطفىء الماء النار " صحيح الترغيب"
ثالثاً: أنها وقاية
من النار كما في قوله صلى الله عليه وسلم:
فاتقوا النار ولو بشق تمرة ." صحيح
الجامع "
رابعاً: أن المتصدق في ظل
صدقته يوم القيامة كما في حديث عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: كل
امرىء في ظل صدقته، حتى يقضى بين الناس . قال يزيد: ( فكان أبو مرثد لا
يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء ولو كعكة أو بصلة " صحيح الترغيب والترهب "، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله:
رَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا
تُنْفِقُ يَمِينُهُ
"صحيح
البخاري "
خامساً: أن في الصدقة
دواء للأمراض البدنية كما في قوله صلى الله عليه وسلم : داووا مرضاكم
بالصدقة . "
صحيح الجامع "
سادساً: إن فيها
دواء للأمراض القلبية كما في قوله صلى الله عليه وسلم لمن شكا إليه قسوة
قلبه: إذا
إردت تليين قلبك فأطعم المسكين، وامسح على رأس اليتيم "السلسلة الصحيحة"
سابعاً: أن الله
يدفع بالصدقة أنواعاً من البلاء كما في وصية يحيى عليه السلام لبني
إسرائيل: وأمركم بالصدقة فإن مثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه وقدموه
ليضربوا عنقه فقال أنا أفدي نفسي منكم بالقليل والكثير ففدى نفسه منهم "صحيح الترغيب والترهيب " فالصدقة لها تأثير عجيب في دفع أنواع
البلاء ولو كانت من فاجرٍ أو ظالمٍ بل من كافر فإن الله تعالى يدفع بها أنواعاً من
البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم وأهل الأرض مقرون به لأنهم قد
جربوه.
ثامناً: أن العبد
إنما يصل حقيقة البر بالصدقة كما جاء في قوله تعالى: لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا
تُحِبُّونَ "آل
عمران:92"
تاسعاً: أن المنفق يدعو
له الملك كل يوم بخلاف الممسك وفي ذلك يقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ فَيَقُولُ
أَحَدُهُمَا اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا وَيَقُولُ الْآخَرُ اللَّهُمَّ أَعْطِ
مُمْسِكًا تَلَفًا " متفق
عليه "
عاشراً: أن صاحب الصدقة يبارك له في ماله
كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله « مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ
مِنْ مَالٍ
»."صحيح مسلم"
الحادي عشر: أنه لا يبقى لصاحب المال من
ماله إلا ما تصدق بة
كما في قوله تعالى: وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ
فَلأنفُسِكُمْ "البقرة:272". وعن
عائشة رضي الله عنها : أنَّهُمْ ذَبَحُوا شَاةً ، فَقَالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم : (( مَا بَقِيَ مِنْهَا ؟ )) قالت : مَا بَقِيَ
مِنْهَا إِلاَّ كَتِفُها . قَالَ : (( بَقِيَ كُلُّهَا غَيْرُ كَتِفِهَا )) رواه الترمذي ، وقال :
(( حديث صحيح )) .
ومعناه : تَصَدَّقُوا بِهَا إِلاَّ كَتِفَها . فَقَالَ :
بَقِيَتْ لَنَا في الآخِرَةِ إِلاَّ كَتِفَهَا.
الثاني
عشر: أن الله يضاعف للمتصدق أجره كما في قوله عز وجل: إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا
اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ "الحديد:18". وقوله سبحانه: مَّن
ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً
كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ "البقرة:245"
الثالث
عشر: أن صاحبها يدعى من باب خاص
من أبواب الجنة يقال
له باب الصدقة فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ نُودِيَ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ
فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلَاةِ وَمَنْ كَانَ مِنْ
أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ
دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ
الصَّدَقَةِ
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ
مَا عَلَى مَنْ دُعِيَ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ
مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ كُلِّهَا قَالَ نَعَمْ وَأَرْجُو أَنْ
تَكُونَ مِنْهُمْ. "متفق
عليه"
الرابع عشر:أنها متى ما اجتمعت مع الصيام واتباع
الجنازة وعيادة المريض في يوم واحد إلا أوجب ذلك لصاحبه الجنة فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ
قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمُ
الْيَوْمَ صَائِمًا ». قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضى الله عنه أَنَا. قَالَ « فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمُ
الْيَوْمَ جَنَازَةً ». قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضى الله عنه أَنَا. قَالَ « فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمُ
الْيَوْمَ مِسْكِينًا ». قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضى الله عنه أَنَا. قَالَ « فَمَنْ عَادَ مِنْكُمُ
الْيَوْمَ مَرِيضًا ». قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضى الله عنه أَنَا. فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَا اجْتَمَعْنَ فِى امْرِئٍ إِلاَّ دَخَلَ
الْجَنَّةَ
».رواه مسلم
الخامس عشر: أن فيها انشراح الصدر، وراحة القلب
وطمأنينته، فإن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قال مَثَلُ الْبَخِيلِ وَالْمُنْفِقِ كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُبَّتَانِ
مِنْ حَدِيدٍ مِنْ لَدُنْ ثَدْيَيْهِمَا إِلَى تَرَاقِيهِمَا فَأَمَّا الْمُنْفِقُ
فَلَا يُنْفِقُ شَيْئًا إِلَّا مَادَّتْ عَلَى جِلْدِهِ حَتَّى تُجِنَّ بَنَانَهُ وَتَعْفُوَ
أَثَرَهُ وَأَمَّا الْبَخِيلُ فَلَا يُرِيدُ يُنْفِقُ إِلَّا لَزِمَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ
مَوْضِعَهَا فَهُوَ يُوسِعُهَا فَلَا تَتَّسِعُ وَيُشِيرُ بِإِصْبَعِهِ إِلَى حَلْقِهِ "صحيح البخاري " ، فالمتصدق كلما تصدق بصدقة انشرح لها قلبه، وانفسح بها صدره،
فهو بمنزلة اتساع تلك الجبة عليه، فكلمَّا تصدَّق اتسع وانفسح وانشرح، وقوي فرحه،
وعظم سروره، ولو لم يكن في الصَّدقة إلا هذه الفائدة وحدها لكان العبدُ حقيقياً
بالاستكثار منها والمبادرة إليها .
السادس عشر: أنَّ المنفق إذا كان من العلماء فهو بأفضل
المنازل عند الله كما في قوله صلى الله عليه وسلم: (( إنَّمَا الدُّنْيَا لأرْبَعَةِ
نَفَرٍ : عَبْدٍ رَزَقَهُ اللهُ مَالاً وَعِلماً ، فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ ،
وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَيَعْلَمُ للهِ فِيهِ حَقَّاً ، فَهذا بأفضَلِ المَنَازِلِ )) رواه الترمذي ، وقال :
(( حديث حسن صحيح )) .
السابع عشر: أنَّ النبَّي جعل الغنى مع الإنفاق بمنزلة القرآن مع القيام بة، وذلك في قوله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا حَسَدَ إِلَّا فِي
اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ
النَّهَارِ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ
النَّهَارِ " صحيح
البخاري "
الثامن عشر: أنَّ العبد موفٍ بالعهد الذي بينه وبين الله ومتممٌ للصفقة التي
عقدها معه متى ما بذل نفسه وماله في سبيل الله يشير إلى
ذلك قوله جل وعلا: إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ
المُؤمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ
فِى سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقتَلُونَ وَعداً عَلَيْهِ حَقّاً فِى
التَّورَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالقُرءَانِ وَمَنْ أَوفَى بِعَهدِهِ مِنَ اللهِ
فَاستَبشِرُواْ بِبَيعِكُمُ الَّذِى بَايَعتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوزُ
العَظِيمُ "التوبة:111"
التاسع عشر: أنَّ الصدقة
دليلٌ على صدق العبد وإيمانه كما في قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ "وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ " رواه مسلم.
العشرون: أنَّ الصدقة مطهرة للمال، تخلصه من الدَّخن
الذي يصيبه من جراء اللغو، والحلف، والكذب، والغفلة فقد كان النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يوصي التَّجار
بقوله: يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ إِنَّ هَذَا الْبَيْعَ يَحْضُرُهُ اللَّغْوُ وَالْأَيْمَانُ
فَشُوبُوهُ بِالصَّدَقَةِ "رواه أحمد والنسائي وابن ماجة، صحيح الجامع"