غوانا وحماتها والعطار

فَضْل الْحَيَاء

يقول سبحانه وتعالى في سورة الأحزاب " .. وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ .."

 

الحياء : التوبة والحشمة ، وقال الراغب هو انقباض النفس عن القبائح ، وفي التعريفات للجرجاني :هو انقباض النفس من شيء وتركه حذرا عن اللوم فيه وهو نوعان نفساني وهو الذي خلقه الله تعالى في النفوس كلها كالحياء من كشف العورة والجماع بين الناس وإيماني وهو أن يمنع المؤمن من فعل المعاصي خوفا من الله تعالى.

 

وَ في نجعة الرائد تَقُولُ : نَبَذَ فُلان الْحَيَاء ، وَخَلَعَ الْحَيَاء ، وَأَسْقَطَ الْحَيَاء ، وَخَلَع عِذَار الْحَيَاء ، وَنَضَبَ مِنْ وَجْهِهِ مَاء الْحَيَاءِ ، وَأَبْرَزَ صَفْحَة الْوَقَاحَة ، وَأَقْلَعَ عَنْ مَذَاهِبِ الْحِشْمَة ، وَأَلْقَى عَنْهُ شِعَار الْحِشْمَة ، وَخَلَعَ جِلْبَابَ الْحَيَاءِ ، وَأَمَاطَ قِنَاع الْحَيَاءِ ، وَأَلْقَى عَنْ وَجْهِهِ بُرْقُعَ الْحَيَاءِ ، وَخَلَعَ رِبْقَة الْحِشْمَة ، وَهَتَكَ سِتْر الْحِشْمَة ، وَخَرَقَ حِجَاب الْحِشْمَة ، وَيُقَالُ قَلَبَ فُلان مِجَنَّه إِذَا أَسْقَطَ الْحَيَاء .

 

عَنْ سَلْمَانَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيِىٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِى مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا ».حديث صحيح رواه ابو داود

 

وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ حَيَاءً مِنْ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا. " رواه البخاري "

 

وعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الْحَياءُ وَالإِيْمَانُ قُرِنَا جَمِيعاً ، فَإِذَا رُفِعَ أَحَدُهُمَا رُفِعَ الأَخَرُ». قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 1603 في صحيح الجامع

 

وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :« الْحَيَاءُ وْالْعِيُّ شُعْبَتَانِ مِنَ الإِيْمَانِ ، وَالْبَذَاءُ وَالْبَيَانُ شُعْبَتَانِ مِنَ الْنِّفَاقِ ». الترمذي ( 2027 ) باب ما جاء في العي ، تعليق الألباني "صحيح".

 

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :« الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ »." رواه البخاري "

 

وعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ »" رواه البخاري "

 

وعن أنس رضي الله عنه قال: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: « مَا كَانَ الفُحْشُ فِي شَيْءٍ إلاَّ شَانَهُ ، وَمَا كَانَ الحَيَاءُ فِي شَيْءٍ إلاَّ زَانَهُ » . رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) .

 

ويقول صلى الله عليه وسلم :« لِكُلِّ دِينٍ خُلُق وَخُلُق الإِسْلاَم الْحَيَاء ». الألباني "حسن" ، وقال في الصحيحة ( 940 ) ،"صحيح".

 

وقالت عائشة رضي الله عنها : رأس مكارم الأخلاق الحياء.

 

يقول الشاعر :

ما إن دعاني الهوى تفاحشةٍ ... إلا نهاني الحياء والكرم

ولا إلى محــرم  مددت يدى ... ولا مشت بي لريبةٍ قدم

 

وقال آخر :

إذا لم تخش عاقبة الليالي  ... ولم تستحي فاصنع ما تشاء

فلا واللّه ما في العيش خيرٌ  ... ولا الدنيا إذا ذهب الحياء

يعيش المرء ما استحيا بخير ... ويبقى العود ما بقى اللحاء

 

 

وقال آخر :

إذا جَــــــــارَيْتَ في خُلُـقٍ دَنِيئاً *** فأنتَ ومنْ تجارِيــــــــــــــــــه سواءُ

رأيتُ الحــــــــرَّ يجتنبُ المخازي *** ويَحْمِيهِ عنِ الغَـدْرِ الوَفــــــاءُ

وما مِـنْ شِـــــــــــدَّة إلاَّ سَيـــــــــــــأْتي *** لَها مِنْ بعـدِ شِدَّتهــا رَخـــاءُ

لقد جَرَّبْتُ هذا الـدَّهْرَ حتَّى*** أفَـادَتْنــــــي التَّجَــــــــارِبُ والعَنــــاءُ

إذا ما رأسُ أهلِ البيتِ ولـى *** بَـدا لهمُ مِنَ الناسِ الجَفــــــــــــــاءُ

يَعِيش المَرْءُ ما استحيَا بِخَيرٍ *** ويبقى العودُ ما بقيَ اللحاءُ

فـلا واللهِ ما في العيشِ خـيــــــــرٌ *** ولا الــــدُّنيا إذا ذَهبَ الحَياءُ

إذا لم تخـشَ عاقبة َ الليـالي *** ولمْ تستَحْـــي فـافعَلْ ما تَشاءُ

لئيـــــــــمُ الفعــــــــلِ من قـومٍ كرامٍ *** لـــــــــهُ مِــــــنْ بينـهـــمْ أبداً عُوَاءُ

 

 

 

 

العودة الى الصفحة الرئيسية