أحب الناس إلى
الله أنفعهم
يقول رسول الله صلى
الله عليه وسلم : أحب الناس إلى
الله أنفعهم و أحب الأعمال إلى الله عز و جل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة
أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا و لأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن
أعتكف في المسجد شهرا و من كف غضبه ستر الله عورته و من كظم غيظا و لو شاء أن يمضيه
أمضاه ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة و من مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها
له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام و إن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل
العسل . ( حديث حسن ) انظر حديث رقم : 176 في صحيح الجامع .
الإحسان إلى الغير انشراح للصدر
الجميل كاسمه، والمعروف كرسمه،
والخير كطعمه. أول المستفيدين من إسعاد الناس هم المتفضلون بهذا الإسعاد، يجنون
ثمراته عاجلاً في نفوسهم، وأخلاقهم، وضمائرهم، فيجدون الانشراح، والانبساط،
والهدوء والسكينة .
فإذا
طاف بك طائف من هم أو ألم بك غم فامنح غيرك معروفاً وأسدِ لهم جميلاً تجد الفرج
والراحة. أعط محروماً، انصر مظلوماً، أنقذ مكروباً، أطعم جائعاً، عد مريضاً، أعن
منكوباً، تجد السعادة تغمرك من بين يديك ومن خلفك .
إن فعل
الخير كالمسك ينفع حامله وبائعه ومشتريه، وعوائد الخير النفسية عقاقير مباركة تصرف
في صيدلية الذين عمرت قلوبهم بالبر والإحسان .
إن
توزيع البسمات المشرقة على فقراء الأخلاق صدقة جارية في عالم القيم " ولو
أن تلقى أخاك بوجه طـلق " وإن عبوس الوجه إعلان
حرب ضروس على الآخرين لا يعلم قيامها إلا علام الغيوب .
شربة ماء من كف بغي لكلب عقور أثمرت دخول جنة عرضها السماوات
والأرض لأن صاحب الثواب غفور شكور جميل، يحب الجميل، غني حميد .
يا من
تهددهم كوابيس الشقاء والفزع والخوف هلموا إلى بستان المعروف وتشاغلوا بالخير، عطاء
وضيافة ومواساة وإعانة وخدمة وستجدون السعادة طعماً ولوناً وذوقاً (( وما
لأحدٍ عنده من نعمةٍ تجزى(19)إلا
ابتغاء وجه ربه الأعلى(20) ولسوف يرضى
)) .
من كتاب
ثلاثون سبباً للسعادة للشيخ عايض القرني